بعد “إيلات”.. هل يتجه ميناء “أسدود” نحو الإفلاس؟
|| صحافة ||
في جبهة البحار وضمن معركة الإسناد لغزة ومقاومتها الباسلة لا يكاد يمر يوم دون أن يُسجل فيه حدث جديد في نطاق العمليات اليمنية المعلنة من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب الإستراتيجي، وذلك لفرض حظر وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة واستهداف كل الشركات التي تساند وتتعامل مع كيان العدو، حتى لو كانت وجهة سفنها غير فلسطين المحتلة.
ومساندة لغزة وانتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطينيِّ ومجاهديه أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليتين عسكريتينِ في البحرِ الأحمر وخليج عدن.
الأولى استهدفتْ سفينة ( SOUNION) النفطية لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة والأخرى استهدفت سفينة ( Sw North Wind I).
الإصابة في العملية الأولى كانت دقيقة وتسببت في تعطيل السفينة التي تحمل علم اليونان قبل أن تجرفها الأمواج أمام مرأى ومسمع التحالف الأميركي ونظيره الأوروبي وفريق الإنقاذ الهندي.
في الدلالات، العالم أمام قوة صاعدة وفاعلة ومؤثرة، وبفضل الله تمكنت من قلب موازين القوى في البحر، وأمام دول عظمى تراجعت وانتكس حضورها مع عجزها عن فك الحصار البحري المفروض على كيان العدو الصهيوني.
في أغلب العمليات اليمنية يشترك سلاح الجو المسير مع البحرية والقوة الصاروخية بالصواريخ المجنحة والباليستية وهذه نقطة تفوق إضافية توسع من خيارات اليمن، وتزيد من أزمة الدول المتحالفة لحماية أمن الملاحة الصهيونية.
استمرار العمليات اليمنية لمساندة غزة أمر مفروغ منه، لاعتبارات الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية، وما يجب أن يقلق منه العدو هو الرد المرتقب على عدوان الحديدة.
من نتائج العمليات اليمنية البحرية توجيه العديد من السفن بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس إلى طريق أطول حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما يعني ارتفاع التكاليف وزيادة طول الرحلات وتأخر الشحنات.
الحصار اليمني على الملاحة الصهيونية يعزل الكيان ويكبده خسائر فادحة، والخسائر لم تعد مقتصرة على ميناء أم الرشراش “إيلات” جنوبًا، بل تعدتها لتطال ميناء “أسدود” غرب الأراضي المحتلة.
صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية “الإسرائيلية” قالت، إن ميناء أسدود المحتل خسر ثلاثة وستين بالمئة 63% من أرباحه خلال الربع الثاني من العام الجاري، بسبب تداعيات العدوان المستمر على غزة وجبهات الإسناد، وعلى رأسها الجبهة اليمنية.
الصحيفة أشارت إلى تراجع الإيرادات وانخفاض حجم الحاويات المحمّلة والمفرغة في الميناء بنسب متفاوتة، ولفتت الى أن قطاع السيارات في كيان العدو كان من بين الأكثر تأثرًا نتيجة توقف مرور السفن عبر البحر الأحمر، ما أدى لتضرره بنسبة 50% تقريبًا.
وقالت الصحيفة، إنه نتيجة للعمليات اليمنية، لم تصل بعض السفن إلى الأراضي المحتلة على الإطلاق، فيما تحول بعضها الآخر إلى التحميل والتفريغ في موانئ أخرى.
ميناء أسدود هو الميناء الوحيد الذي تديره حكومة العدو، والواضح أن الدراسة المعدة لخصخصته ستتغير ولن ترى النور لا سيما أن ميناء “إيلات” أعلن إفلاسة، والشركة المشغلة له تعيش تحت ضغط دفع رواتب ومستحقات العاملين فيه في ظل تنصل السلطات الصهيونية من مساعدتها.
الدول المساندة للعدو كبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول يقتصر دورها بعد فشل مهامها العسكرية على إطلاق البيانات المنددة والتحذيرات من تداعيات العمليات على طرق الملاحة والبيئة البحرية، لكن من يتعامى عن الدماء المسفوكة في غزة بل ويسهم في استمرار نزيف الدم لن يصدقه العالم وهو يذرف دموع التماسيح على الأحياء البحرية.
باختصار، فإن المرحلة الخامسة من عمليات الإسناد التي تنفذها القوات اليمنية لغزة والتي انطقلت قبل حوالي الشهر تقريبا بدت أكثر فعالية وتأثيراً على كيان العدو الصهيوني.
العهد الاخباري: اسماعيل المحاقري