حزب الله يسلب أمن “إسرائيل” .. قلب الكيان النابض في مرمى النيران

اللواء غراب” حزب الله أفشل أحدث المنظومات الدفاعية للغرب.
العميد شمسان”    الإمكانات البسيطة لحزب الله نجحت في ضرب الكيان الصهيوني.

 

 

لم يتوقع العدو الصهيوني أن عملية الرد على إغتيال القائد العسكري الجهادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر ستكون ذات تأثير عميق يضرب  القلب النابض للكيان وجيشه النازي.

في أواخر يونيو المنصرم أقدم الكيان الصهيوني على اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بعد ساعات من اغتيال شهيد الأمة، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، متجاوزا كل الخطوط الحمراء .

استنفر حينها الكيان الصهيوني كل الحلفاء لحماية كيانه تخوفا من رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله  فحشد المنظومات الدفاعية واستدعى الخبراء الأمريكيين والأوربيين وعمل على تعزيز منظومته الدفاعية في كافة الآراضي المحتلة.

 لم يكتف العدو الصهيوني بحشد المنظومات الدفاعية والتعزيزات العسكرية  من دول الحلفاء وإنما لجأ  لرفع من سقف التهديدات والضغط باستهداف المدنيين اللبنانية في كافة لبنان، ناهيك عن التهديد بالعمل العسكري ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية واجتياح لبنان  وغيرها من أساليب الحرب النفسية.

آنذاك أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة، مؤكدا حتمية الرد على الكيان الصهيوني تاركاً زمن ومكان التنفيذ ضمن المجهول.

لشهر كامل ظل الصهاينة متوجسين من رد محور المقاومة لاسيما حزب الله، ليدخل المستوطنين في حرب نفسية مؤرقة فاقمت معاناتهم النفسية  التي أوجدها معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام المنصرم.

وبعد قرابة شهر من العذاب النفسي للصهاينة اعتبرها سماحة السيد حسن نصر الله جزءا من عملية الرد، يأتي الوعد المحتوم المتمثل في ضرب قاعدتي “غليلوت” و“عين شيمر- أمان” ليوجه ضربة قاصمة وموجعة لكيان العدو.

وفي التفاصيل فإن العملية النوعية لحزب الله استهدفت قاعدتين أساسيتين، وهي قاعدة “غليلوت” شمالي مدينة “تل أبيب” المحتلة، وقاعدة “عين شيمر”، شرق مدينة الخضيرة المحتلة.

واستهدفت المقاومة كهدف عسكري أساسي في العملية، قاعدة “غليلوت”، وهي القاعدة الأساسية لشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية “أمان”، وتقع عند الأطراف الشمالية لمدينة “تل أبيب”، وتبعد عن الحدود اللبنانية (110) كلم.

وتضم هذه القاعدة المركز الرئيسي لوحدة (8200)، المسؤولة عن استخبارات الإشارة والسايبر، كما تضم أيضاً مدرسة الاستخبارات العسكرية ومجموعة من الكليات العسكرية القيادية، بالإضافة إلى كتيبة الاتصالات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للعدو الإسرائيلي.

واستهدفت عملية المقاومة قاعدة “عين شمير” للدفاع الجوي المتعدد الطبقات، وتحتوي على منظومات (حيتس، مقلاع داوود والقبة الحديدية). كما تضم القاعدة مقر لواء “منشيه” المناطقي، ومطار لتجارب المسيرات.

وتقع قاعدة “عين شيمر” شرق مدينة الخضيرة المحتلة، وتبعد عن الحدود اللبنانية (72) كلم.

وقصف حزب الله  بالصواريخ 11 قاعدة وموقعاً اسرائيلياً، تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق الكيان، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر.

وأعلنت المقاومة أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على مواقع العدو تجاوزت الـ 320، وأصابت:(قاعدة ميرون، مربض نافيه زيف، قاعدة جعتون، مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، ثكنتي كيلع ويوأف في الجولان السوري المحتل، وقاعدتي نفح ويردن في الجولان السوري المحتل، قاعدة عين زيتيم ‏، وثكنة راموت نفتالي).

تفوق استخباراتي

وبحسب خبراء عسكريون فإن استهداف قاعدة “امان” يثبت التفوق النوعي في القدرات القتالية والاستخباراتية لحزب الله  الذي وصل إلى أهم موقع استراتيجي الأكثر تحصينا لدى كيان العدو.

ويؤكد عسكريون أن قاعدة “أمان” الصهيونية من أهم وأكبر القواعد التي  يستخدمها العدو الصهيوني في تنفيذ مهام قتالية ودفاعية واستخباراتية وسيبرانية، مؤكدين أن تلك القاعدة من اكثر الأماكن تحصيننا  وتزويدا بالدفاعات الجوية لأهميتها العسكرية والأمنية.

ضرب العصب الاستخباري

ويؤكد المحلل العسكري العميد مجيب شمسان  أن  حزب الله اللبناني  نجح في تحقيق هدفه  المتمثل في استهداف أعظم الموقع حساسية وتحصينا لدى كيان العدو الصهيوني.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن الهدف الذي استهدفته المقاومة اللبنانية  شكل ضربة موجعة وقاصمة لكيان العدو الصهيوني  تتمثل في ضرب  موقع استراتيجي يستخدم للمهام العسكرية والأمنية والاستخباراتية وغيرها من المهام  التي ينفذها العدو الصهيوني.

ويقول شمسان: ” حزب الله  استطاع من خلال الأسلحة البسيطة ضرب  أكبر وحدت استخبارات لدى الكيان العدو الصهيوني وهي قاعدة “أمان” إذ تمثل العمود الفقري للاستخبارات الإلكترونية، وتمثل جزءاً حيوياً من جهاز الاستخبارات العسكرية  تتركز مهمات القاعدة  في جمع  المعلومات وتحليلها من خلال الوسائل التكنولوجية المتقدمة، ما يجعلها حجر الزاوية في المنظومة الأمنية الإسرائيلية”.

وكر التجسس

ويضيف شمسان: ” تعتبر قاعدة أمان منطلق لتنفيذ المهام التجسسية والاستخباراتية   بما في ذلك تطوير أدوات للتجسس الإلكتروني والهجمات السيبرانية”.

وعن مهام ووظائف قاعدة أمان الإسرائيلية يبين شمسان أن القاعدة تعتمد على التنصت واعتراض الاتصالات، وغيرها من مهام التجسس الإلكتروني التي يؤهلها لجمع معلومات حساسة قد تفضي  في تحديد تحركات الخصوم وأهدافهم.

ويعتبر شمسان قاعدة “أمان” عين “الجيش” في جمع المعلومات الحيوية وتحليلها عبر وسائل تكنولوجية متطورة تسهم في تأمين الجبهة الداخلية للكيان، مؤكد أن القاعدة توفر معلومات استراتيجية للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، ما يساعد في اتخاذ قرارات حاسمة تدعم مصالح الكيان في المنطقة.

وعن اختيار المقاومة اللبنانية قاعدة أمان كهدف للمرحلة الأولى من مراحل الرد على إغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر يؤكد شمسان أن النجاح في تحقيق الهدف يحمل أبعاداً استراتيجية مهمة أبرزها نجاح المقاومة اللبنانية في اختراق أكبر وأحدث المنظومات الدفاع الغربية، موضحا أن العدو الصهيوني وضع أحدث وأعظم التقنية الدفاعية في قاعدة أمان كونها القلب النابض لجيش العدو.

ويؤكد أن ضرب قاعدة الاستخبارات الصهيونية ترجم عملياً عظمة وقوة المقاومة اللبنانية التي أثبتت أنها قادرة  على ضرب مفاصل حيوية وحساسة داخل منظومة الكيان.

ويلفت إلى أن المقاومة ضربت أحد الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها العدو في إدارة معاركه وتوجيه ضرباته، مؤكدا أن القدرة على استهداف قاعدة بهذه الأهمية يثبت أن المقاومة أصبحت   تملك معلومات دقيقة وقدرات نوعية تستطيع من خلالها تهديد بنية الاحتلال الاستخبارية.

ويتطرق إلى أن المقاومة اللبنانية استطاعت ترسيخ معادلة ردع جديدة فالاعتداءات الصهيونية لن تمر دون رد وانما برد مزلزل يوازي الاعتداء.

ويختتم شمسان حديثه بالقول ”   ضرب قاعدة أمان اربك العدو الصهيوني وأقلقه وكشف هشاشة وضعف الكيان  في حماية   المكان الأهم لدى الاحتلال، مبيننا  تهويل الاعلام العبري لعملية حزب الله وقوله إن المقاومة استخدمت الآلاف من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة يثبت   أثر العملية على الكيان، مضيفا ” حزب الله أوصل بعملية الرد رسالة للعدو الصهيوني مفادها إن إذا كان لها نتائج مرضية فسيكتفي بالمرحلة الأولى  وعملية الرد انتهت وستبقى عمليات الإسناد لغزة”.

 

سقوط سمعة منظومة الدفاع الغربية

بدوره يرى المحلل العسكري اللواء خالد غراب أن ضرب حزب الله لأهم المواقع الاستراتيجية لدى العدو الصهيوني يثبت فشل المنظومات الدفاعية التي يتباهى بها الغرب منذ عقود من الزمن.

ويبين في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن كيان العدو الصهيوني تعرض لضربة في أعظم المواقع الأكثر تحصينا له، مؤكدا أن حزب الله وجه ضربة موجعة للإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والأوربية التي  قدمت وتقدم أحدث التقنيات الدفاعية للعدو الصهيوني.

فرض عملية الردع

ويشير خالد غراب إلى أن حزب الله نجح في تحقيق عملية الردع التي تزامنت مع  النفير لإسرائيلي والأمريكي لتأمين الكيان تخوفا من رد حزب الله  ومحور المقاومة.

ويلفت إلى أن حزب الله اعتمد في تنفيذ عملية الرد على استراتيجية مخالفة لتوقعات العدو الصهيوني وحلفائه الذي توهم أن ترسانتهم الدفاعية الحديثة كفيلة بردع أسلحة حزب الله، مؤكدا أن حزب الله وجه ضربة موجعة للعدو الصهيوني على المستوى المادي والاستخباراتي والعسكري.

ويؤكد اللواء غراب أن نجاح حزب الله في ضرب العدو الصهيوني وتجاوز كل منظوماته الدفاعية يؤدي في انهيار سمعة المنظومات الدفاعية التي تتباهى بها “إسرائيل”، موضحا  أن حزب  الله  ترجم عمليا تفوقه الاستخباراتي والقتالي على  كيان العدو الصهيوني.

ويختتم اللواء غراب حديثه بالقول ” استهداف قاعدة أمان الإسرائيلية عزز الموقف القتالي لحزب الله واثبت أن المقاومة قادرة الانتقال من استراتيجية إلى أخرى وأن بمقدورها الوصول إلى  أي مكان في الآراضي المحتلة ،  معتبرا  نجاح العملية ضربة قاصمة لإسرائيل على المستوى الأمني والاستخباراتي.

 

رسائل رد حزب الله

إن العملية النوعية لحزب الله تركت آثارا كارثية على الكيان الإسرائيلي في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية، إلا أنها على المدى الاستراتيجي ثبتت عدة معادلات: أهمها: عدم السماح بكسر التوازن وتغيير المعادلات تحت عنوان الاستقواء بأمريكا والمجتمع الغربي وأن تثبيت معادلات توازن الردع هو أمر لا يمكن المساس به بعد بلوغه بتضحيات جسيمة، كما أكدت العملية أن درجات التأهب والاستنفار لدى العدو مهما بلغت فليس بمقدورها حماية الكيان الصهيوني والوصول لعمق الكيان بأقل الإمكانيات.

العملية أكدت أن حزب الله لا يوجد في قاموسه قصف عشوائي، وكل عملياته مبنية على بنك أهداف محددة بدقة عالية، كما تؤكد العملية أن حزب الله يتخذ اجراءاته وفقاً للواقع وبناء على خطط عسكرية بعيداً عن أصوات النشاز التي يحركها العدو داخل الأمة لتحديد سيناريوهات معينة عن كيفية الرد.

ومن خلال الجرأة في الرد وزخم الأسلحة بالرغم من التعويل الغربي يثبت أن المقاومة بردها أنها لا تخشى المواجهة وأبدت جهوزيتها الكاملة لها وأن حرب الإسناد مستمرة حتى وقف إطلاق النار في غزة وبشروط ترضى بها المقاومة الفلسطينية وحماس تحديدًا.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا