دروس على الطاولة الأمريكية.. احتراق “سونيون” أهمها
|| تقرير ||
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، برزت اليمن كلاعب رئيسي في دعم القضية الفلسطينية. أظهرت البحرية اليمنية قدرتها على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية والدولية، وذلك من خلال استهداف السفن التجارية المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو تلك التي لها علاقة بالعدو الإسرائيلي وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.
تلك الهجمات لم تكن مجرد ردة فعل على العدوان الإسرائيلي فحسب، بقدر ما مثلت رسالة تحذيرية قوية للعالم بأسره مفادها أن التخاذل عن دعم القضية الفلسطينية لم يعد مقبولاً، وأن ما حققه الجيش اليمني في البحر الأحمر لابد يعكس تصميم اليمن على نصرة غزة.
ويؤكد، أيضا، على ضرورة إعادة النظر في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وأن الانتصار الذي حققه الجيش اليمني في البحر الأحمر على أعتى قوتين في العالم، أمريكا وبريطانيا، لا مناص، من شانه أن يدفع بالمجتمع الدولي إلى البحث عن حلول جذرية وعادلة للقضية الفلسطينية، وفي الوقت ذاته، يؤكد أن الاستمرار في تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
ويزداد الموقف اليمني قوة وصلابة، بتزايد تجنب السفن التجارية للبحر الأحمر، ومن قبله تخلي البحرية الأمريكية عن عملياتها في هذه المنطقة، والذي يعد تحولًا كبيرًا لم يكن متوقعًا في السابق. أضف إلى ذلك: “أن المسؤولين الأمريكيين أعلنوها صراحة، بضرورة تولي الدول الأوروبية مسؤولية الدفاع عن فنائها الخلفي، في حين تركز واشنطن اهتمامها على المحيط الهادئ”.
ويبدو ذلك جليا في التراجع الأمريكي عما كانت تطلق عليه بمسؤوليتها في حماية خطوط الملاحة الدولية بعد أن أجبرت القوات البحرية اليمنية البحرية الأمريكية على مغادرة البحر الأحمر، وتأكد فشل عملية تحالف ما أسمي بـ “حارس الازدهار” في ردع الهجمات اليمنية.
التهديد الأكبر
شواهد الفشل الأمريكي تتصدر عنوين الصحافة الغربية، ومن ذلك ما ذكرته مجلة “ناشيونال إنترست” أن الصواريخ البالستية المضادة للسفن التي يمتلكها خصوم الولايات المتحدة تشكل تهديدًا كبيرًا للبحرية الأمريكية، حيث يمكنها تجاوز دفاعات السفن الحربية وإصابتها، كما أثبتت قوات صنعاء في البحر الأحمر. وأشارت إلى أن التهديد سيكون أكبر في حالة الصراع مع الصين، التي تمتلك عددًا كبيرًا من هذه الصواريخ.
وأوضح التقرير أن البحرية الأمريكية تواجه تحديات متزايدة من هذه الصواريخ، خاصة مع تركيز انتشارها في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثانية والعشرين في الإنجاز الإجمالي في الرياضيات بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يبرز كيف يمكن لترسانات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن أن تلغي مزايا الأسطول السطحي الأمريكي.
كما قارن التقرير بين قدرات السفن الحربية الأمريكية والقبة الحديدية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن هناك ما يكفي من الصواريخ الموجهة من قبل جماعات مثل حزب الله و”الحوثيين” لإغراق القبة الحديدية. وأكد أن السفن الحربية الأمريكية قد تصبح عاجزة عن الدفاع عن نفسها ضد وابل من الصواريخ.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الحالي في البحر الأحمر، حيث تتوخى البحرية الأمريكية الحذر بسبب قدرات البحرية اليمنية، يعد تحذيرًا من التهديد الأكبر الذي تشكله الصين. وتساءل عن مدى خطورة التهديد الصيني المضاد للسفن مقارنة بمن أسماهم “الحوثيين”، محذرًا من أن صناع القرار الأمريكي يجب أن يتعلموا من هذه التحديات قبل أن يدفع البحارة الثمن.
طرد حاملات الطائرات من آسيا
وكالة رويترز كشفت في تقرير لها، 1 سبتمبر الجاري أن قارة آسيا باتت خالية من حاملات الطائرات الأمريكية للمرة الأولى منذ عام 2001م، وذلك بسبب العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر.
وأوضحت الوكالة أن أمريكا اتخذت خيارات صعبة وقلصت تواجدها في البحر الأحمر، مضيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت خلال حملة البحر الأحمر صواريخ “توماهوك” هجومية برية أكثر مما اشتراه الجيش الأمريكي في عام 2023 بأكمله. وأضاف التقرير: “لكن هجمات الحوثيين استمرت، ولم تعد السفن الحربية الأميركية قريبة”.
ونقلة وكالة رويترز عن المسؤول السابق في البنتاغون – كبير مستشاري الأمن القومي في مركز الاستراتيجية البحرية صامويل بايرز القول بأن: “الأزمات المتزامنة في أماكن من العالم وخاصة في الشرق الأوسط حاليا تجعل القوات الأمريكية تبدو مرهقة”.
وكشفت الوكالة أن البحر الأحمر لم يعد فيه إلا قوة أصغر من السفن الحربية الأوروبية، ولكنها واجهت تعقيدات لإنقاذ السفينة “سونيون” بسبب التهديدات بمزيد من الهجمات من اليمن. وأضافت: “مع قيام الكثير من السفن التجارية بتجنب البحر الأحمر، فإن تخلي البحرية الأمريكية القوة البحرية الأبرز في العالم عن حملتها في البحر الأحمر أمرا لم يمكن تصوره في السابق”. وقال: “إن حقيقة أن الولايات المتحدة قد فعلت ذلك تشير إلى الشعور بأن الولايات المتحدة تواجه الآن حقبة مختلفة تمام الاختلاف”.
وأكدت وكالة رويترز أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا أكثر صراحة في تأكيدهم على أن الدول الأوروبية لابد أن تدافع عن فنائها الخلفي، في حين تحول واشنطن تركيزها إلى المحيط الهادئ.
نفاذ وإقالة
من جهة أخرى، أفاد موقع “ذا أفييشنست” العسكري بأن حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” تعرضت لعدد كبير من الهجمات بالطائرات المُسيّرة والزوارق الهجومية وصواريخ كروز، مما أدى إلى إرهاق شديد لطاقمها. ونتيجة لكثافة الهجمات، نفدت الصواريخ من مدمرات مجموعة حاملة الطائرات، مما اضطرها لإعادة التزود بالصواريخ من محطات قريبة. كما واجهت الفرقاطة الألمانية “هيسن” مصيرًا مشابهًا، حيث استنفدت ترسانتها في محاولة لاعتراض العمليات العسكرية اليمنية.
في سياق متصل، أقالت البحرية الأمريكية قائد مدمرة صواريخ موجهة، وهو كاميرون ياست، بسبب فشله في التعامل مع العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر. وقد تم اتخاذ هذا القرار من قبل الأميرال البحري كريستوفر ألكسندر، قائد مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، مشيرًا إلى “فقدان الثقة في قيادة المدمرة”.
النبأ أكدته صحيفة “تلغراف” البريطانية، التي أوضحت أن السفن الأوروبية الوحيدة المتواجدة هي التي حاولت إنقاذ “سونيون”، ولا توجد أي سفن حربية أمريكية ضمن 500 ميل، مشيرة إلى أنه رغم أن مجموعة “آيزنهاور” استخدمت تكتيكات دفاعية تم تطويرها للحرب في المحيط الهادئ ضد الصين، وذلك لتقليل تعرضها للهجمات اليمنية في البحر الأحمر، استهلكت البحرية الأمريكية خلال عملياتها في البحر الأحمر صواريخ توماهوك أكثر من تلك التي تم شراؤها في عام 2023، مما يعكس حجم الضغوط التي تواجهها.
وقبل أيام نشر موقع “اكسيوس” الأمريكي تقريراً تضمن خريطة تظهر أماكن تموضع القطع العسكرية البحرية للولايات المتحدة في منطقة” الشرق الأوسط”.
وبحسب الخريطة، فلم تظهر سوى اثنتين من حاملات الطائرات الأمريكية هما (روزفلت) و(ابراهام لينكولن) تتواجدان برفقة ثماني مدمرات في خليج عمان، فيما تتواجد غواصة حربية وثلاث مدمرات وثلاث سفن برمائية شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأظهرت الخريطة عدم وجود أي قطع حربية في البحر الأحمر، عندما كتب الموقع على خريطة البحر الأحمر عبارة “لا توجد أي سفن معروفة”، لكنه، عاد ليموه بالقول: إن القوات الأمريكية تواصل مراقبة نشاط الحوثيين في البحر الأحمر”. حسب تعبيره.
وكان القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات (ايزنهاور) مارك ميجيز، قد قال هذا الأسبوع في حديث على منصة يوتيوب، إنه “اضطر لتحريك حاملة الطائرات عدة مرات لحمايتها” من هجمات قوات صنعاء، التي قال إن كثافة عملياتها بالطائرات المسيرة كانت شيئا لم تتدرب عليه القوات الأمريكية من قبل.
الدرس الأخير
لا تزال صدى إحراق السفينة اليونانية ” سونيون” يتردد في الأوساط الإعلامية ، فقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إحراق قوات الجيش اليمني للسفينة (سونيون) يمثل فشلاً واضحًا لإدارة بايدن، مشيرة إلى أن هذا الحادث يبرز إخفاقا التحالف الذي شكلته واشنطن لمرافقة السفن في البحر الأحمر. وأكدت الصحيفة أن هذه الحادثة تعكس الإخفاقات الخارجية للرئيس بايدن، متسائلة عما إذا كان لديه أو لدى أي من المرشحين لخلافته خطة لإعادة النظام في ممر الشحن الذي يسيطر عليه الحوثيون.
التقرير أضاف أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمرافقة السفن قد فشل، مشيرًا إلى أن قوات الجيش اليمني، التي تستخدم الطائرات بدون طيار والصواريخ، لن تتأثر بالتحذيرات الأمريكية بشأن الأضرار المحتملة على البيئة. واعتبرت الصحيفة أن عواقب الفشل في ردع “الحوثيين” قد تمتد إلى مناطق أخرى من العالم.
الخيار الأوحد
وفي تقرير صادر عن المعهد الأمريكي“بيكر” للسياسة العامة ومقره تكساس فقد اعترف المعهد بأن حملة البحرية اليمنية ضد السفن قد نجحت في فرض تعطيلات انتقائية على السفن والبضائع المرتبطة بـ “إسرائيل”، بينما سمحت لشركات النقل غير المرتبطة بها بالمرور بحرية. واعتبر التقرير هذه الهجمات شكلاً جديداً من العقوبات الاقتصادية المركزة.
كما أشار إلى فشل الاستجابة الدولية في وقف هذه الهجمات، مما أدى إلى إعادة توجيه العديد من السفن، خاصة التابعة لـ “إسرائيل” والولايات المتحدة، إلى رأس الرجاء الصالح، مما زاد من وقت العبور وتكاليف الوقود. ونتيجة للخطر المتزايد، ارتفعت أقساط مخاطر الحرب بنسبة تصل إلى 250٪ للسفن الإسرائيلية، مما زاد من تكاليف الطاقم وأسعار الشحن.
ولفت التقرير إلى أن وقف إطلاق النار في غزة، هو الخيار الأوحد لتوقف هجمات صنعاء وحزب الله، مؤكدا أن عمليات الجيش اليمني في استهداف سفن الشحن المتجهة إلى “إسرائيل” أو الموجه ضد السفن الحربية الأمريكية البريطانية وبوارج ما اسمي بتحالف “حارس الازدهار” الآتي لحمايتها في البحر الأحمر، قد حققت أهدافها بسقف عال، بل وعززت من مكانة الجيش اليمني كقوة ضاربة وبجهوزية عالية لردع الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة، مما زاد من شعبية اليمن إقليميا ودوليًا.
كما أشار إلى أن دعم غزة وتحدي الغرب قد ساهم في تعزيز الحضور الشعبي، وبات يُنظر إلى النظام في صنعاء كقادة شرعيين لليمن. وقال إن “الحوثيين” استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء، من خلال مقاطع فيديو قصيرة معبرة تدعم القضية الفلسطينية، مما زاد من قوتهم الناعمة. وأكد التقرير أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يلجئون إلى الإعلان عن تجنب المهاجمة مع جيش صنعاء مباشرة بذرائع أن ذلك قد يزيد من شرعيتهم وشعبيتهم.
حياة الجنود الأمريكيين في خطر
بعد الإقرار بالفشل الأمريكي في اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية، وعجز الضربات الجوية على اليمن في الحد من العمليات البحرية، خرجت مراكز الأبحاث الأمريكية لتناول المخاطر على الجنود الأمريكيين، بعد أن أصبحوا هدفا سهل المنال للقوات المسلحة اليمنية.
معهد “كوينسي” الأمريكي، قال الحملة العسكرية الأمريكية ضد الجيش اليمني فشلت في تحقيق أي ردع، وبدلاً من ذلك أهدرت أكثر من مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في البحر الأحمر، مؤكداً أن الحل الأفضل لوقف هجمات الجيش اليمني هو وقف الضربات الأمريكية على اليمن وإنهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة لأنها المحفز الرئيسي لتلك الهجمات. مضيفا: ” إن لنهج الذي تنتهجه واشنطن في التعامل مع الحوثيين هو مثال واضح على الإهمال الاستراتيجي، فهو لن ينجح، وهو مكلف للغاية، ويعرض حياة أفراد الخدمة الأميركية المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية للخطر”.
ونشر موقع “ريسبونسبول ستايتكرافت” التابع للمعهد تقريراً ذكر فيه أنه “منذ أكثر من تسعة أشهر، تخوض الولايات المتحدة حملة عسكرية مفتوحة – وغير مصرح بها من الكونجرس – ضد الحوثيين في اليمن، والتي بدأت في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وباب المندب في نوفمبر 2023، واضعة حرب إسرائيل في غزة كدافع أساسي لها، وردًا على ذلك، أطلقت واشنطن حملة انتقامية على أمل وقف مثل هذه الهجمات، وقد وصف مسؤولو البحرية الأمريكية هذه الحملة بأنها أشد معركة بحرية جارية تواجهها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، لكن المشكلة هي أن الأمر لا ينجح”.
واعتبر أن “رفض واشنطن الاعتراف بحرب إسرائيل في غزة باعتبارها المحفز الأصلي لهجمات الحوثيين يمنع أي أمل في وقف هذه الهجمات في البحر الأحمر”.
وأضاف أنه “يتعين على واشنطن أن تنهي على الفور نشاطها العسكري ضد الحوثيين” وأن “تتوقف عن دعم حرب إسرائيل في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”.
مشاكل واشنطن أمام اليمن
وبحسب التقرير الذي نشره موقع “ريسبونسبول ستايتكرافت” التابع لمعهد “كوينسي” الأمريكي فإن استراتيجية واشنطن الحالية تجاه قوات صنعاء تواجه مشاكل منها “أنها خالية من الأهداف السياسية الملموسة والقابلة للتحقيق في حين تثقل كاهل دافعي الضرائب الأميركيين بتكاليف باهظة. فمنذ نوفمبر 2023، نفذ الحوثيون نحو 200 هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ استهدفت سفناً تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين ومقتل ثلاثة بحارة على الأقل، وفي المقابل، لجأت الولايات المتحدة إلى كتابها المعتاد في الشرق الأوسط: القوة العسكرية”.
وتابع: “المقارنة مع صواريخ وطائرات الحوثيين – والتي تكلف كل منها حوالي 2000 دولار أميركي، فإن الصواريخ التي تستخدمها البحرية الأميركية لإسقاط هذه المقذوفات تكلف دافعي الضرائب الأميركيين ملايين الدولارات، وحتى الآن، أنفقت واشنطن أكثر من مليار دولار على الذخائر لضرب الحوثيين واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة”.
ومع ذلك أكد التقرير أن “هذه الجهود فشلت في ردع الحوثيين، ومن غير المرجح أن تنجح” مشيرا إلى أن “أغلب الهجمات التي نفذها الحوثيون وقعت بعد أن بدأت الولايات المتحدة وشركاؤها حملتها الانتقامية، وهو ما يُظهِر بوضوح أن الجهود الأمريكية فشلت في ردع المزيد من العنف”.
وقال التقرير إنه “من غير المرجح أيضاً أن تتمكن الولايات المتحدة من تقليص قدرات الحوثيين إلى الحد الذي يجعلهم غير قادرين على مهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر، فبعد ما يقرب من عشر سنوات من القتال ضد القوات التي تقودها السعودية ــ بدعم من الولايات المتحدة ــ أثبت الحوثيون كفاءتهم في أسلوب (إطلاق النار والهروب) في القتال، وأسلحتهم رخيصة وسهلة الحركة ومنتشرة في مختلف أنحاء اليمن، والأمر المثير للسخرية هو أن المسؤولين الأميركيين يدركون الفجوة بين هذه الحملة العسكرية وأهدافها السياسية الظاهرة”.
واعتبر التقرير أن “الحملة العسكرية الأميركية تجعل الوضع أسوأ، وتؤجج الصراع وتؤدي إلى تعرض المزيد من السفن لنيران الحوثيين”.
اليمن فتيل معركة كبرى
وأضاف تقرير معهد “كوينسي” الأمريكي أن “الصراع بين الولايات المتحدة والحوثيين يهدد بتفاقم التوترات الإقليمية المتنامية، مما يدفع الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية واسعة النطاق، ففي الأشهر الإحدى عشر تقريباً منذ بدأت حرب إسرائيل في غزة، شهد الشرق الأوسط زيادة في التصعيد العسكري الممتد عبر المنطقة، وتتجذر الأعمال العدائية الحالية بين الحوثيين والولايات المتحدة في هذا السياق” حسب وصف التقرير.
وقال إنه “في ظل عدم وجود نهاية في الأفق للحرب في غزة والمخاوف من تنامي الحرب الإقليمية، فإن اليمن لديه القدرة على أن يكون نقطة اشتعال مهمة في مثل هذا الصراع، وإذا كان هدف الولايات المتحدة هو إقناع الحوثيين بوقف هجماتهم وتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية أخرى، فمن غير المرجح للغاية أن تحقق القوة العسكرية هذه الأهداف”.
وخلص التقرير إلى أن “الخيار الأفضل لواشنطن هو إنهاء تبادل الضربات العشوائي مع الحوثيين والاعتراف بأن تبنيها القوي لحرب إسرائيل في غزة يزعزع استقرار المنطقة الأوسع على حساب المصالح الأميركية” مضيفاً أن “وقف إطلاق النار في غزة يحمل أفضل فرصة لإنهاء الهجمات التي يشنها الحوثيون فضلاً عن قمع تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.