آه من أمة تسخر منها أمريكا..!
موقع أنصار الله ||مقالات || طه العامري
منذ رحيل الزعيم العربي جمال عبدالناصر ووصول (السادات) إلى السلطة في مصر، والأمة العربية محل سخرية واستهزاء وعبث أمريكا والصهاينة تجسيدا لمقولة “المقبور السادات” لـ بأن 99٪ من أوراق حل أزمات الوطن العربي هي بيد أمريكا)..!
وبفضل (الرئيس السادات) ها هي الأمة العربية وفي المقدمة مصر تدفع ثمن الارتهان لأمريكا والتبعية المطلقة لها، فيما الأمة تغرق في مستنقع الأزمات وتمزق النسيج الاجتماعي والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية، والفقر والمرض والجهل والجهالة وسياسة التجهيل التي سوقتها -مصر السادات – لتعم الوطن العربي وتمتد آثارها إلى العالم الإسلامي..!
من تابع تصريحات المسؤولين الأمريكيين منذ أن أعلنت طهران وحزب الله واليمن الثأر لانتهاك سيادتها والرد على العدوان الصهيوني، سيجد كم هي أنظمة هذه الأمة غارقة في مستنقع الخيانة السافرة حتى بلغت مرحلة اليقين بأنها لا تحكم شعوبا، وبالتالي وكما تعامل أمريكا هذه الأنظمة المرتهنة، تتعامل الأنظمة بدورها مع رعاياها بذات الطريقة الاستغفالية التي تتعامل بها واشنطن معها..!
أمريكا التي أوهمت السادات بأن مصر سوف تصبح جنة إذا أبرمت اتفاقية سلام مع الصهاينة، فصدق الرجل وخرج ليقول لشعبه (افتحوا الأحزمة)، فماذا حققت مصر جراء اتفاقية العار غير أنها فقدت نفوذها وقوتها ودبلوماسيتها الناعمة وأزمات سياسية واقتصادية سيادية مركبة، وأمن قومي مفقود، لدرجة ان أصبحت (قطر) أكثر حضورا وتأثيرا على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيما اتفاقية العار لم تجلب لمصر غير العار والمذلة ومزيدا من سياسة الارتهان والتبعية، وما يجري اليوم ومنذ عام 2011م في مصر وسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا أكبر دليل على فقدان مصر المكانة والدور، بمعزل عن ( البروبغندا الإعلامية) التي تتحفنا بها وسائل إعلام الحكومة المصرية والتي تفضحها مواقف وسلوكيات النظام الذي هو في الواقع امتداد ( لنظام مبارك) ولا تزال الطاعة العمياء لأمريكا والكيان الصهيوني ديدن هذا النظام حتى أن محللاً صهيونياً هو (ايدي كوهين) قال وعلى الهواء إن (السيسي صهيوني أكثر مني) ولم نسمع من الإعلام المصري حتى مجرد تعليق على قول هذا الصهيوني، فيما كلمة قالها موسى أبو مرزوق أقامت قيامة إعلام السيسي وحكومته..!
استخدمت أمريكا (السادات) لتجعل منه (حصان طروادة) آخر، من خلال اتفاقية (العار والمذلة) التي أبرمها مع الصهاينة ليبيع بموجبها هوية مصر وعروبتها وتاريخها والارث القومي والعروبي الذي تراكم فيها منذ عهد محمد علي حتى عهد عبدالناصر، وقبل أن يتمتع الرجل وشعبه بمكارم أمريكا، كانت أمريكا قد قررت التخلص منه في يوم مشهود كان محل افتخار الرجل وتباهيه به، هو يوم انتصار أكتوبر وتم التخلص منه وهو يستعرض قواته وعلى يد من أطلقوا عليه لقب الرئيس المؤمن، الذين كانوا بدورهم مجرد منفذين لرغبات أمريكا التي قررت التخلص من الرجل، لأنه عارض قرار (مناحيم بيجين) بضم الجولان والقدس الشرقية للسيادة الصهيونية، مخالفا بذلك اتفاقية العار التي تمت بينه وبين رجل وصف نفسه على إثر قرار الصهاينة بضم الأراضي العربية عام 1981م بأنه (بطل الحرب وبطل السلام، وان (بيجين) خالف الاتفاق المبرم بينهما، وأضاف السادات جملة في تصريحه للسفير الصهيوني بقوله (أنا عملت الحرب وانتصرت وانا من ذهب (للكنيست) وعملت السلام، وانا قادر على إلغاء كل ما تم، لأن (بيجين ناقض للعهود)، كانت هذه الجملة كفيلة بأن يتم التخلص من قائلها، وتصعيد آخر كان قد تم إعداده مسبقا وهذا ما حدث، فقدم مبارك للصهاينة والأمريكان خدمات تفوق ألف مرة تلك التي قدمها السادات، فالرجل الذي قال في نهاية عهده (المتغطي بأمريكا عريان)، لم يقلها جزافا، بل قالها عن تجربة، لأن أمريكا قررت التخلص منه ومن عهده ونظامه، بعد أن أيقنت أن الشعب يتجه للثورة ضده وتعرضت للثورة وسلمت البلاد (للأخوان) قبل أن تجد البديل الأكثر إخلاصا لها في أوساط الجيش، بعد عملية تضليل قامت بها تشبه عملية (غسيل أموال) الم يكن ممكنا بقاء ( الإخوان المسلمين) في السلطة في مصر، حتى لو لم تتدخل دول الخليج وبعض الأطراف الإقليمية والدولية لدى واشنطن، محذرين من حكم الإخوان لمصر، فكانت استجابتها لتلك التدخلات بمثابة تحصيل حاصل وتحميل هذه الدول مزيدا من الجمائل، لأنها كانت قد أبرمت صفقة مع (ضباط نظام كامب ديفيد )، لأن كامب ديفيد ليست مجرد اتفاقية، بل نظام وثقافة وترويكا نخبوية مزروعة في مفاصل المجتمع المصري تحتاج لثورة ثقافية لاقتلاعها، وما يحدث اليوم تحديدا في فلسطين والسودان وليبيا أكبر دليل على تبعية وارتهان نظام مصر..