السيد القائد يدعو الشعب اليمني إلى الخروج المليوني غير المسبوق يوم غد لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف
موقع أنصار الله – صنعاء – 11 ربيع الأول 1446هـ
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على المشاركة الواسعة والحضور الشعبي الكبير يوم غد في الفعاليات الكبرى للمولد النبوي الشريف.
وقال قائد الثورة في كلمة له اليوم مواكبة لفعاليات المولد النبوي الشريف وآخر تطورات العدوان على غزة ” نتوجه إلى يمن الإيمان والحكمة، يمن الجهاد والفتوحات، يمن الأنصار الذين وقفوا إلى جانب رسول الله، بالخروج والحضور المليوني غير المسبوق نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وتأكيدا على موقف شعبنا الجهادي ووفاء لرسوله الكريم واقتداء وتأسيا به وبما يعبر عن محبة شعبنا لرسول الله”.
وعبر عن الأمل في أن يكون الحضور مشرفا وكبيرا يعبر عن محبة شعبنا لرسول الله كما كان الحضور في السنوات الماضية، بل وأكثر حتى من المناسبات في الأعوام الماضية.
وأضاف ” أنتم جديرون بمثل هذا الموقف المشرف والعظيم، فأنتم أهل الوفاء والثبات والقيم، والشعب المحب لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والوارث لهذه المحبة وهذا الوفاء والولاء من آبائه وأجداده الأنصار والفاتحين”.
وأوضح قائد الثورة أنه وعلى مدى الأسبوع المنصرم وما قبله كان هناك اهتمام كبير للاستفادة من مناسبة ذكرى المولد النبوي في الفعاليات الأنشطة التحضيرية التي تسبق الفعالية الكبرى.. مبينا أن هذه الفعالية كانت متنوعة فمنها الأنشطة الخيرية والإنسانية والاغاثية التي تجسد قيم الإحسان وتعد من أهم ما ركز عليه القرآن الكريم في كثير من الآيات، ومن أبرز مكارم الأخلاق التي تجسدت في شخصية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وقدم فيها الأسوة والقدوة على أرقم مستوى.
ولفت إلى أن من ضمن الأنشطة والاهتمامات الواسعة التي برزت بشكل كبير في مختلف المدن والقرى هي إظهار الزينة والفرح والاستبشار بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تعظيما لرسول الله واظهارا للمحبة والتوقير له واعترافا بعظيم منة الله ونعمه الكبرى على البشرية جمعاء وفي المقدمة العرب والمسلمين الذين أنعم الله عليهم بخاتم انبيائه الذي أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وذكر قائد الثورة أن معظم المدن اكتست بالزينة الخضراء في توجه مباشر من الناس أنفسهم وبتفاعل ورغبة منهم، والتفاعل الشعبي في هذا الجانب واسعا وواضحا وهو يعبر عن هذه المحبة والتوقير والتعبير عن نعمة الله والفرح بفضل الله وبرحمته.
وبين أن من مظاهر الفرح والاستبشار التي لها جوانب كثيرة وكذلك أنشطة واسعة ومتعددة، ومن أهم الانشطة التي كانت حاضرة بكثافة في الأيام الماضية الفعاليات الثقافية التي يأتي في الحديث عن سيرة رسول الله وعن شخصيته وجهاده وأخلاقه وعن التأسي به وعن رسالة الله والعلاقة الايمانية التي تربطنا به وبالرسالة.
وذكر أن هذه المناسبة هي مدرسة عظيمة معطاءه غنية بالدروس والعبر التي نحن في أمس الحاجة اليها، وهي دورس مفيدة ومحطة مهمة نتزود منها ما نحتاج إليه من المتطلبات الروحية والتربوية والثقافية والعملية التي نحن في أمس الحاجة إليها في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات ومخاطر وما تعيشه من ظروف.
وقال” كان الحديث بارزا في المناسبة عن جهاده رسول الله كجانب مهم من معالم شخصيته التي تحتاج الأمة إلى الاستفادة منه في ظل ما تواجهه من مخاطر وتحديات كثيرة، ولذلك فالحديث عن الجهاد في سبيل الله لا يعني إثارة مشكلة الأمة في غنى عنها، وكأن واقعها مستقر وهادئ وغير مستهدف، بل المسألة مختلفة تماما فأمتنا الإسلامية مستهدفة من أعدائها بكل أشكال الاستهداف، وتواجه المخاطر والتحديات الكبيرة شاء المسلمون أم أبوا”.
وأفاد السيد القائد، بأن الخطر على الأمة يأتي من جبهتين متناغمتين حسب ما كشفه الله في القرآن الكريم، وأيضا بما شهد به الواقع والأحداث على مر التاريخ، وهما جبهتا الكفر والنفاق.. مبينا أن جبهة الكفر جبهة عدوانية إجرامية تتنكر لرسالة الله تعالى ومبادئها الكبرى، وفي المقدمة تحرير الناس وإنقاذهم من العبودية لغير الله تعالى، ومن حالة الاستبعاد والقهر والإذلال الذي يمارسه الطاغوت من أن يستغل الناس وما بأيدهم لصالحه وبما يخدم أطماعه السيئة.
وأكد أن إقامة القسط مبدأ عظيم ومهم في رسالة الله تعالى تحاربه جبهة الكفر التي لا تنسجم أبداً مع مكارم الأخلاق لأنها جبهة فساد وإفساد ونزوات وطغيان وانفلات مع الغرائز والأهواء، كما أنها لا تستسيغ أسس العدل والقيم التي أتت بها الرسالة الإلهية للإنسان ليبني عليها الحضارة وفق ما استخلفه الله.
وأفاد بأن جبهة النفاق على تناغم وتلاق مع جبهة الكفر بالرغم من أن المنافقين ينتمون إلى أمة الإسلام لكنهم في ولائهم وأهدافهم وتوجهاتهم يلتقون مع الكافرين وينسقون معهم.
ولفت قائد الثورة إلى أن حديث القرآن واسع جداً بما يقدمه من وعي للأمة يكشف حقيقة المنافقين ويفضحهم ويميزهم بين أوساط المجتمع المسلم.. وقال” المنافقون ينشطون داخل الأمة لإثارة الفتن والتثبيط ومحاولة صرفها عن أي موقف جاد لمواجهة الكافرين والتصدي لهم.
وأشار إلى أن الكافرين والمنافقين يشكلون خطورةً على الأمة الإسلامية بكل الاعتبارات وجهودهم متناسقة بشكل دائم.. لافتا إلى أن الجهاد لا غني عنه لردع الكافرين والمنافقين وإفشال مؤامراتهم، وأي أسلوب آخر لن يجدي نفعا.
وأوضح أن الطريقة الوحيدة التي تمثل الردع والمنع والحماية للأمة هي الجهاد في سبيل الله تعالى.. مؤكدا أن الأمر بالجهاد في سبيل الله تعالى يبين أهمية الموضوع كجزء من المهام الرسالية للرسول ومن التزاماته الإيمانية، ولو كانت الوسائل الدبلوماسية أو أي وسيلة أخرى هي الاتجاه الصحيح لحماية الأمة لكانت متاحة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
وذكر أن حركة النبي الجهادية في سبيل الله كانت متميزة على مستوى الأداء الراقي في تنفيذ المهمة وأداء الواجب على أرقى مستوى، وتجلت في الحركة الجهادية للنبي الأعظم النجاحات الكبرى والعظيمة التي تشهد على أهميتها والحاجة إليها لبناء الأمة وقوتها ومنعتها.
وقال” ما عاناه ويعانيه المسلمون في كثير من المراحل التاريخ هو نتاج لتعطيل مسؤولياتهم المقدسة في إقامة القسط في الأرض وفي الجهاد في سبيل الله وحمل رسالة الله جل شأنه”.. لافتا إلى أنه ومع جبهة النفاق تنامى دور اليهود من جديد للإفساد في الأرض واستهداف المسلمين واحتلال فلسطين بما فيها من المقدسات.
وأكد السيد القائد، أن التعطيل للجهاد في سبيل الله يترافق معه انحدار أخلاقي وقيمي وحضاري وأمية سياسية ويترافق معه غباء وتبلد في المشاعر.. مؤكدا أن الأمة لا خلاص لها إلا باتباع تعليمات الله ومنها الجهاد وفق المفهوم القرآني الصحيح والاستفادة من رسول الله ومسيرته الجهادية الرائدة.
ولفت إلى واقع وموقف المسلمين المخزي تجاه ما يرتكبه العدو من إبادة جماعية يومية ضد الشعب الفلسطيني.. مبينا أن العدو يواصل استهداف النازحين في خيمهم القماشية بالقنابل الأمريكية الفتاكة وفي تجمعات يعلنها آمنة، ومستمر أيضاً بالحصار والتجويع والتعذيب للأسرى وكل الممارسات الإجرامية الوحشية العدوانية.
وقال” إن العدو مستمر في الاستهداف للمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الأقصى الشريف حيث تستمر التهديدات باستهدافه، إلى جانب ما يتم سماعه عن مخطط ومؤامرة لبناء كنيس يهودي وغير ذلك من التهديدات للمسجد الأقصى والتحضير لجريمة كبيرة”.
وأشار إلى أن من الأهداف المعلنة للصهاينة اليهود والمؤكدة هي استهداف المسجد الأقصى وتدميره وهذا شيء واضح من أهدافهم التي يؤكدون عليها ويسعون للوصول إلى تنفيذها لأنهم يدركون أن هذه الجريمة خطيرة للغاية وتستفز مشاعر المسلمين في العالم لذلك يحاولون الترويض والتهيئة لها.. لافتا إلى أنه وبعد 12 شهرا من العدوان على غزة لا يوجد تحرك لا تحت عناوين العروبة والقومية ولا تحت العناوين السياسية واتفاقيات الدفاع المشترك.
وبين أن العرب لم تحركهم التزامات جامعة الدول العربية ومقررات المؤتمرات الرسمية ولم يحرك المسلمين شيء لموقف جماعي حازم لنصرة فلسطين.. موضحا أن الخطر على المسجد الأقصى الشريف يتزايد كلما كانت الأمة على مستوى رهيب من التخاذل تجاه بقية جرائم العدو وخطواته العدوانية.
وأوضح قائد الثورة أنه عندما تتراكم الجرائم في الضفة وفي غيرها في ظل سكوت الأمة يتجه العدو لمزيد من الخطوات العدائية.. مؤكدا أن الأمريكي شريك للعدو الإسرائيلي في كل ما يجري في فلسطين وشراكته واضحة وموقفه واضح.
وذكر أن الأمريكي يحمل نفس التوجه العدائي ضد الأمة وحاضر لفعل أي شيء ضد أي بلد عربي آخر، ويقدم كل أشكال الدعم لاستمرارية جرائم العدو ويخادع الرأي العام بحديثه عن مساعيه لوقف إطلاق النار.. مبينا أن الأمريكي يُحمّل المظلومين المستهدفين المسؤولية عما يفعله العدو الإسرائيلي ومسؤولية فشل وقف إطلاق النار.
وقال” نقدر عالياً ثبات إخوتنا المجاهدين في قطاع غزة والضفة بالرغم من طول المدة ونحن على وشك اكتمال العام من العدوان”.. مؤكدا أن موقف بعض الحكومات والأنظمة العربية والزعماء هو موقف متواطئ مع العدو الإسرائيلي ومتعاون معه لاستهداف الشعب الفلسطيني.
كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنه لو حظي الشعب الفلسطيني ومجاهدوه بجزء من الدعم الغربي للعدو لكان واقع المعركة مختلفا تماما.
وذكر أن العملية البطولية الجهادية للشهيد ماهر ذياب الجازي الأردني كانت عمليةً مؤثرة ومزعجة للعدو الإسرائيلي ومقلقة له.. لافتا إلى أن الشعب الأردني يحمل مشاعر الإخاء والألم والأسى لما يعانيه الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت هو عرضة للمخاطر والاستهداف.
وأكد أن العملية البطولية للشهيد الجازي دليل على أنه لا يزال في الشعب الأردني من يحملون التوجه الصادق الوفي لنصرة فلسطين.. مبينا أن عملية الشهيد الجازي كانت فردية وبسلاح بسيط لكنها كانت ذات أثر كبير على العدو الإسرائيلي.
وأضاف” الشهيد ماهر الجازي اقتفى آثار أبطال معركة القسطل على أبواب القدس بسلاحهم الخفيف في معركة الكرامة الشهيرة للدفاع عن الأردن”.. مؤكدا أن عملية الشهيد الجازي تبشر بأنه لا يزال في أوساط شعوب الأمة عرق ينبض بالإحساس والمسؤولية الإنسانية والواجب المقدس تجاه فلسطين.
وأوضح أن جبهة لبنان ساخنة على الدوام ولا تتوقف صليات الصواريخ والقذائف المنهمرة منها على العدو الإسرائيلي في كل يوم، وجبهة اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس مستمرة بكل فاعلية وتأثير.
وأكد قائد الثورة أن من أهم ما يلفت النظر ويشهد على فاعلية جبهة اليمن هو الإعلان الأمريكي عن عودة حاملة الطائرات “روزفلت” من اتجاه آخر.. مستدلا بعودة حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” بما تشكله من أهمية كقاعدة عسكرية، بالتهريب عبر المحيط الهندي دون أن تدخل البحر الأحمر.
وذكر أن أكثر من 700 غارة وقصف بحري لم تفد الأمريكي في الحد من العمليات العسكرية للقوات المسلحة في البحار أو تردعها وتوقفها، ولم تتمكن من فرض أي شيء، بل تستهدف منشآت مدنية، كان آخرها استهداف مكان بالقرب من مدرسة للبنات في تعز نتج عنها استشهاد فتاتين وإصابة 18 أخريات.. موضحا أن الغارات المعادية خلال الأسبوع المنصرم بلغت 24 غارة توزعت على الحديدة وتعز وإب وصعدة ومأرب، لكن الأضرار كانت في محافظة تعز.
وتوجه قائد الثورة بالتعازي والمواساة لأسر ضحايا الجريمة الأمريكية في تعز، وإلى الشعب اليمني الذي يقدم التضحيات ويحمل راية الجهاد لنصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن الأمريكي كما الإسرائيلي مجرمون، وأكثر ضحاياهم من الأطفال والنساء في كل الجبهات وكل البلدان المستهدفة.
وأوضح أن الدفاعات الجوية تمكنت خلال الأسبوع المنصرم، بتوفيق الله، من إسقاط طائرتين أمريكيتين MQ9″ ” لتصل إلى عدد ملفت.. مبينا أن قيادات عسكرية وغير عسكرية في أمريكا والغرب يتحدثون عن العدد الكبير من الطائرات الأمريكية التي تم إسقاطها في اليمن.
وأكد أن الأنشطة الشعبية مستمرة والكل على موعد مع الفعالية الكبرى لذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الغد.
وتوجه قائد الثورة في ختام كلمته بالدعوة لكافة أبناء الشعب اليمني بالخروج المليوني في العاصمة صنعاء والمحافظات للمشاركة في فعاليات المولد النبوي الشريف على نحو غير مسبوق.