وفشلت مهمة السفير الأمريكي جيرالد فارستاين في اليمن
من كان يتابع الحديث الأمريكي والغربي عن اليمن قبل أن يتم اختيار الإدارة الأمريكية لجيرالد فارستاين كسفير لليمن يجد أنه كان يركز على خلق صورة مفادها أن النظام والدولة في اليمن في طريقهما إلى الانهيار السياسي والأمني والعسكري والذي سيترب عليه انهيار اقتصادي ومعيشي وفوضى تعم اليمن كله وهذا ما حرصت الولايات الأمريكية أن ترسخه في ذهنية الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي عبر تقاريها وخلاصتها الدولية عبر مؤسسات دولية متعددة وكل ذلك من أجل أن تجعل من قول بان اليمن سيكون بيئة خصبة لتمركز وتوسع من تسميهم تنظيم القاعدة في اليمن قولا مقبولا ومبررا للتواجد الأمريكي العسكري والمخابراتي في بحر وجو وبر اليمن ومبررا أيضا للتدخلات الأمريكية في كل شئون اليمن باسم الشرعية الدولية ، وحينما وجدت أمريكا أنها قد حصلت على تلك الشرعية وذلك المبرر عملت إلى جانب عملائها من القوى المحلية والإقليمية إلى صناعة العديد من الأحداث الأمنية والعسكرية عبر إرسال العديد من المجاميع التكفيرية وغيهم من شذاذ الأفاق للقيام بعمليات تفجيرية وسطو مسلح في أكثر من محافظة يمنية وخاصة الجنوبية منها ، ثم اتجهت إلى دفع باليمن عبر استخدام النظام وأجنحته التقليدية نحو أزمة سياسية واقتصادية لتختار بعد ذلك جيرالد فارستا يم الذي وجدت الإدارة الأمريكية أن الرجل بيهوديته وبخبرته وتجربته هو الشخص المناسب الذي يمكن الاعتماد عليه في تنفيذ مهمة إيصال النظام في اليمن الى مرحلة من الانقياد المطلق للسياسة الأمريكية ومن ثم السيطرة المباشرة على القرار السياسي والأمني والعسكري للنظام وصولا إلى استخدام قيادات أجنحة النظام السياسية منها والعسكرية والأمنية والبرجوازية كوسيلة لتعميق وتوسيع الانفلات الأمني وتوسع مسار الفوضى والأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية الأمر الذي يوصل كل مكونات وأطياف الشعب اليمني إلى مرحلة يأس تجعل الجميع لا يجد مخرجا ولا حلا الا ما تميله السياسية والمشروع الأمريكي في اليمن على يد السفير اليهودي هذه الحقيقة تجلت للشعب اليمني حينما خرج السفير اليهودي من وراء تمترسه الدبلوماسي بوجهه القبيح على رأس فصيلي النظام الاستبدادي في مواجهة المشروع الشعبي التغييري الشامل الممثل بمسار الثورة الشعبية وهو المسار الذي انصهرت فيه كل مكونات وأطياف الشعب اليمني متناسية كل مساراتهم المطلبية وكل مظلومياتهم ومتجاوزين كل ما صنعته منظومة النظام من حواجز وخلافات سياسية واجتماعية وثقافية من اجل تحقيق مطلب تغييري شامل يتمثل في التخلص من منظومة نظام محلي إقليمي دولي كان على مدى اكثر من ثلاثة من صنع كل ما حل باليمن وشعبه من كوارث استهدفت كل مقومات ومرتكزات هويته ووحدته وأمنه واستقراره وعيشه الكريم الا انه على الرغم من كل ما صنعته الإدارة الأمريكية وأدواتها المحلية والإقليمية بقيادة سفيرها اليهودي فإنها لم تستطع أن توقف مسار الفعل الثوري والذي ضل حاضرا في الوجهة وعلى ساحات الثورة بزخمه الشعبي السلمي في الوقت الذي كانت قوى الاستبداد والخيانة والتبعية تواصل سقوطها الأخلاقي والسياسي والشعبي بممارساتها الاجرامية وبمسارعتها الى أحضان الأمريكان الذين سلمت لهم السيادة والقرار السياسي والامني والعسكري بل ولتتحول الى رأس حربة لتنفيذ مخططات الإدارة الأمريكية وسفيرها للفتك باليمن وشعبه وعلى كافة مجالات الحياة والى سمسار يبيع الدماء والسيادة والهوية اليمنية مقابل وعود شيطانية ظل يغدقها الأمريكان على مسامعهم عبر سفيهم اليهودي وكما لم ينجح السفير اليهودي وادواته في اطفاء نور المسار الثوري لم ينجح أيضا في تمييع وتضييع مظلومية الشعب في جنوبه وشماله ووسطه التي ضلت حاضرة بقوة على ساحات الحراك الثوري ولم ينجح السفير اليهودي في تحييد وعزل مكونات وقوى المسار الثوري الحرة وعلى رأسها مكون أنصار الله عبر مسار الحوار كما لم ينجح السفير الأمريكي اليهودي أيضا في احتواء القوى الحرة الثورية والاجتماعية والنخبوية لا في الجنوب ولا في الوسط فضلا عن احتواء أنصار الله في مشروع سياسي يديره عبر تلك القوى التقليدية الاستبدادية القديمة كما لم ينجح في صناعة الحروب ب الداخلية الفتنوية عبر استخدام القوى العميلة المحلية والإقليمي ومجاميعها ومراكزها الوهابية التكفيرية وها هو اليوم يختم وإدارته وأدواته مهمته الفاشلة بمساره الإجرامي عبر صناعة الموت والدمار لهذا البلد وشعبه الذي به كلف وبه يخرج هو وأدواته الرخيصة بينما تبقى الحقيقة الإلهية والتي مفادها أن العاقبة للمتقين سواء في الدنيا أو في الآخرة