المجرم المحمي دولياً
موقع أنصار الله ||مقالات || د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب جرائمه في حق الفلسطينيين وفي حق اللبنانيين بمختلف شرائحهم دون تمييز بين عسكري ومدني أَو بين طفل وامرأة وكبير في السن، والهدفُ الرئيسي له هو القضاءُ على أكبر عدد من الناس، والصهيوني يرتكب جريمته وهو يعلم أنه سوف يكون بعيدًا عن المساءلة القانونية في المؤسّسات الدولية الإنسانية والحقوقية، ودور الكيان الصهيوني هو ارتكابُ الجريمة ثم يأتي بعد ذلك الدور الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبعض الدول الغربية الأُخرى لتبرير تلك الجرائم، وعمل طوق حماية للمجرم؛ لامتصاص ردود الأفعال الدولية والإقليمية إزاء تلك الجرائم، وتتكرّر الجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان ويتكرّر الدور الغربي في توفير الحماية للمجرم.
وما حدث في لبنان من موجات للقتل عن طريق تفجير (البيجر) والأجهزة اللاسلكية ثم قصف مبانٍ مدنية في بيروت يؤكّـد أن المجرم محميٌّ دوليًّا؛ فالجريمة كبيرة وتنتهك القانون الإنساني الدولي ومخالفة لكافة الاتّفاقيات الدولية التي اجتهد الغرب في إعدادها وإقرارها وفرضها على دول العالم، ولكن يعتبر الكيان الصهيوني مستثنَىً من تلك الاتّفاقيات؛ لأَنَّه لم يلتزم بها ولم تتم مساءلته عما يرتكبه من جرائم، وبالرغم من أن ضحايا تلك الجرائم قد وصلت أعدادهم إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح وشهيد إلَّا أننا لم نرَ مواقفَ تدينها من القوى المؤثِّرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وما سمعناه من أمريكا أنها ملتزمة بحماية الكيان الصهيوني بغضِّ النظر عن نوع الجرائم التي يرتكبها، وذلك من باب التهديد لمحور المقاومة إذَا فكَّر في الرد على تلك الجرائم.
وما حدَثَ في الضفة الغربية من جريمة ارتكبها جنود الكيان الصهيوني في حق جثامين المقاومين بعد قتلهم عندما قام أُولئك الجنود برميها من سطح المنزل والتنكيل بها، يعتبر جريمة في حق الإنسانية، وَإذَا حدثت مثل تلك الجريمة في أي مكان في العالم لسارعت معظم دول العالم لإدانة الجريمة دون تردّد واتِّخاذ إجراءات قوية ضد مرتكِب الجريمة، وأما الجرائم التي يواصلُ الكيانُ الصهيوني ارتكابها في غزة والتي لا يمكن أن يصدّقها العقل فَــإنَّها تمر مرور الكرام، ولكن لأَنَّ الضحية عربي فدول العالم غير ملزمة بإبداء تعاطفها معه؛ وذلك نتيجة للضعف والخنوع الذي يشعر به النظام العربي الرسمي أمام أمريكا والكيان الصهيوني.
ويجب على العرب إذَا أرادوا أن يحترمهم العالم أن يتحدوا ويعودوا إلى الله؛ حتى يتمكّنوا من استعادة حقوقهم ويحظوا بالاحترام من قبل العالم.