21 سبتمبر.. ثورةٌ قطعت جذور الوصاية
موقع أنصار الله ||مقالات ||مرتضى الجرموزي
ونحن إذ نعيش الذكرى السنوية العاشرة والذهبية لثورة 21 سبتمبر لنا أن نحمد الله سبحانه وتعالى على نِعمه وإحسانه وعطائه الدافق وجزيل ما أنعم به علينا كشعب يمني عانى الصعاب وتحملّ الأتعاب والمشقات وواجه تسلط وجَور الأنظمة الباغية والعملية، التي جعلت اليمن حديقة خلفية لدول أجنبية وسمسرة لدول غربية عاثت الفساد والإفساد بأشكاله وأساليبه المختلفة، مقابل أن تبقى تلك الأنظمة العميلة على كرسي السلطة متقاسمة الثروات مع المعارضين لها سياسيًّا بينما كان يعيش الشعب في الفقر المدقع والحاجة الملحة لأبسط مقومات الحياة.
لتأتي علينا ولله الحمد ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة بقيادة السيد القائد -يحفظه الله- لتعيد لنا كشعب يمني الحرية والسيادة والاستقلال معلنة عن ثورة أطاحت بأحلام وأماني قوى الكفر والنفاق والإلحاد.
مقفلة باب الوصاية قاطعة لجذور التبعية والارتهان للخارج بكافة أشكاله وصوره التي تصب خدماتها لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
ثورةٌ صنعت المستحيل ورغم ما تعرّضت له من إرهاصات ومخاطرَ ومنعطفات خطيرة، إلّا أنها وبفضل الله استطاعت تجاوزها محقّقة نجاحات ملفتة على المستويين الشعبي والرسمي وبفضل الله ثم بفضل القيادة سجلت الانتصار حتى الإعلان عن نجاح الثورة.
وفي خضم الإصلاحات البدائية لمشروعية وأهداف الثورة، سعى الغرب وسعت أمريكا بكل ثقلها عبر أدواتها في الداخل اليمني والمحيط العربي لإجهاضها ووأدها في أيامها الأولى، حاول فيها الأدوات بكل السبل النيل من الثورة في مختلف المجالات، ليصل الحال بأعداء الثورة والجمهورية لإعلان الحرب وفرض الحصار على الثورة وبقية الشعب اليمني تحت مسميات وعناوين كاذبة ومفضوحة قد عفا عليها الزمن.
لكنها وبفضل الله رغم الصعاب والحرب والحصار التي تعرضت له لعشرة أعوام، لا زالت الثورة تبني وتحمي تدافع وتهاجم، تصنع وتنتج، ومع مرور سنوات العدوان كانت الثورة والقيادة والشعب والمجاهدين يتألقون في مجالات التصنيع العسكري، ومن نقطة الصفر بدأت الحكاية لتصل إلى أحدث الصناعات الصاروخية والطائرات المسيّرة، موجهة بذلك أقوى ضربة لأعداء الثورة على رأسهم أمريكا الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني رأس الشر وأم الإرهاب.
لتشهد ثورة 21 سبتمبر نجاحات كبيرة وإنجازات فريدة ومن أهم هذه الإنجازات التي وفَّق الله شعبنا لتحقيقها، فهي ثورةٌ أنقذت وحرّرت شعبنا من الوصاية السعوديّة والأمريكية التي كانت معلنة ومكشوفة، لتقتلع بذلك جذور الظلمة وطهرّت اليمن من قوى الاستكبار وأغلقت باب الوصاية للأبد، ولولا ثورة 21 سبتمبر 2014 لكانت اليمن حديقة خلفية لدول التطبيع والخيانة.
وبفضل الله استطاعت الثورة الحفاظ على ما بقي لليمن من قيم العروبة لتشهد اليمن بعد ثورة 21 سبتمبر نهضة اقتصادية وعسكرية رغم العدوان والحصار السعوديّ الأمريكي، والذي جاء؛ بهَدفِ إخماد الثورة وإجهاض حلم أبناء اليمن التواقين للحرية والسيادة والاستقلال بعيدًا عن التبعية والوصاية الخارجية تحت أي مسمى وتبعية.
واليوم يعيش اليمن اليوم الحرب الحقيقية والمواجهة الفاصلة مع رأس الكفر وهرم الإرهاب والصهيونية اليهودية وقوفاً مع مظلومية أبناء غزة وفلسطين وشعوب العالم المستضعفة؛ فقد وقف اليمن سنداً قويًّا مسانداً ومتضامناً عسكريًّا وسياسيًّا وشعبيًّا وجهاديًّا مع غزة التي تعيش العدوان والحصار الصهيوني، في الوقت الذي تغاضت فيه الأنظمة والشعوب الأُخرى عن نصرة غزة إلَّا أن الشعب اليمني وفي ظل ثورة 21 سبتمبر وقيادتها العظيمة وجيشها المجاهد أبى إلّا أن يكون مع غزة وفلسطين ومحور الجهاد والمقاومة ضد قوى البغي والخيانة ومحور الشر والإرهاب الصهيوني الأمريكي وأدواته العربية والمحلية.