تصاعد العدوان الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.. أبعاد جديدة للعبة خطيرة
مسلسل التوحش الصهيوني في الجنوب اللبناني: 1300 غارة تخلف 558 شهيدا مدنيا، وتصيب أكثر من 1835 آخرين منهم 50 طفلا و94 امرأة.
سكان المدن المحتلة يواجهون خطر الإخلاء.
الاعلام العبري: حزب الله لا يزال قادراً على ضرب “تل أبيب”، وخطط “نتنياهو” في العودة إلى الشمال فشلت.
نجح حزب الله في وضع مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة تحت نار الهجمات، ليس فقط ليثبت أن عودة السكان إلى الشمال المحتل ما زالت بعيدة المنال، بل أيضًا ليؤكد أن التهديد يمتد ليشمل مناطق أوسع، مما يجعل سكان حيفا المحتلة وأماكن أخرى في خطر الإخلاء. هذا التصعيد يبرز فشل الأهداف المعلنة للمجرم “نتنياهو” و”جيش” العدو، حيث كان من المتوقع أن تبقى الحيلة العسكرية ضمن الحدود التي تضمن لهم السيطرة.
وللتذكير، فإن حزب الله لم يعتمد حتى الآن على استخدام أسلحته النوعية، بما في ذلك صواريخه الدقيقة طويلة المدى، التي تملك القدرة على ضرب أهداف استراتيجية في قلب “تل أبيب”. بل على العكس، اقتصرت هجماته حتى الآن على استهداف مقرات وقواعد عسكرية حيوية، مثل قاعدة ومطار “رامات ديفيد”، والمجمعات الصناعية التابعة لشركة “رافائيل” للصناعات العسكرية.
هذا الاختيار الاستراتيجي لعدم استهداف المناطق المدنية يوضح التزام حزب الله بالقانون الدولي ومبادئ الحرب العادلة، على الرغم من الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
في الوقت نفسه، يؤدي تصعيد العمليات العسكرية للعدو الإسرائيلي ضد لبنان إلى زيادة المخاطر على الحياة المدنية، مما يستوجب على المجتمع الدولي موقفا حازماً لوقف تلك الهجمات التي لا تميز بين مدني وعسكري. أو على الأقل عدم الانحياز للكيان المجرم.
تشهد المنطقة تطورات خطيرة، تتجلى بشكل خاص في مناطق جنوب لبنان، حيث تعرضت المناطق المدنية لقصف إسرائيلي مكثف تحت ذرائع واهية تتعلق بإخفاء أسلحة حزب الله. هذه الرواية، التي لطالما استخدمها العدو الإسرائيلي لتبرير مجازره في قطاع غزة، تعود اليوم لتتكرر في سياق جديد في جنوب لبنان.
تصاعد موجات القصف
“وعلى ما يبدو، فإن أرواح الأبرياء باتت في خطر دائم، ما يستدعي وقفة جدية لمواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة التي ينتجها الجيش الإسرائيلي كاستراتيجية في حروبه في غزة وجنوب لبنان والتي يتوسع فيها شمالا وجنوبا، مستمرا في استهداف المدن والمناطق السكنية.” بهذه العبارة المؤلمة، وصف المركز الأممي للإغاثة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها المدنيون في جنوب لبنان.
علمًا أن المركز أشار إلى أن المدنيين في لبنان يتعرضون لتهديدات خطيرة على حياتهم، خاصة في المناطق الجنوبية والبقاع، نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، والذي شهد تصاعدًا في وتيرته، حيث قصف ذلك المناطق بوحشية غير مسبوقة منذ فجر أمس الاثنين.
على صعيد آخر، أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء الجرائم الجسيمة التي يرتكبها جيش العدو ضد الأبرياء، خصوصًا في المناطق الجنوبية والبقاع، التي تحملت تاريخًا طويلًا من النزاعات المسلحة. وصف المرصد هذه الجرائم بأنها انتهاكات صارخة للقانون الدولي والحقوق الإنسانية، مؤكدا أن تصاعد القصف والاعتداءات يعكس تدهورًا ملحوظًا في الأوضاع الإنسانية في لبنان.
إن الغارات “الإسرائيلية” المسيطرة على الأجواء اللبنانية لا تزال متواصلة، ومع تصاعد موجات القصف على الأحياء المدنية، يتضح أن جيش العدو يتعمد استهداف المدنيين بشكل صارخ، دون توفير أي حماية فعالة لهم أمام الأخطار الناتجة عن العمليات العسكرية.
الأهم من ذلك، هو أن القصف لا يميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، حيث يطال المباني المدنية بصفة عشوائية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. أدت هذه الهجمات إلى تضرر المستشفيات بشكل بالغ، مما أعاق قدرتها على تقديم الرعاية اللازمة للجرحى والمصابين.
558 شهيداً وأكثر من 1835 جريحا
وزارة الصحة في لبنان أكدت أن غارات العدو الإسرائيلي على لبنان فاقت 1300 غارة يوم أمس، واستهدفت أحياء سكنية في جنوب لبنان وركزت على البنى التحتية ومنازل وممتلكات المدنيين. وأكد وزير الصحة اللبناني أن الضربات أصابت مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف. مشيرا إلى الغارات أسفرت عن استشهاد 558 شخصا على الأقل، بينهم أكثر من 50 طفلا و94 امرأة. و1835 شخصا أصيبوا منذ وقت مبكر من اليوم السابق. وأضاف أنهم نقلوا إلى 54 مستشفى في أنحاء لبنان.
الغارات الإسرائيلية العنيفة في الجنوب، استهدفت القرى والبلدات في أقضية صيدا والزهراني والنبطية، ومن القرى التي استهدفها العدوان: القنطرة، صريفا، صفد البطيخ، السلطانية، قعقعية الجسر، دير سريان، برعشيت، مجدل زون، راشيا الفخار، زوطر الشرقية، كفرحمام، الخيام، دبين، العامرية، عنقون، كفرصير، يحمر، وبيت ياحون.
وفي بلدة عين بعال، في قضاء صور، استهدف العدو مبنى سكنياً مؤلفاً من عدة طبقات، الأمر الذي أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
واستهدفت غارات العدو بلدات زبدين، الغازية، معركة، الزرارية وضهور الصرفند، إضافةً إلى سهل القليلة ومرتفعات الريحان.
أما في البقاع، فجدّد العدو قصفه قرى غربي قضاء بعلبك، بحيث ارتقى 9 شهداء من عائلة واحدة، في غارة استهدفت منزلين في بلدة طاريا.
واستهدف العدوان الإسرائيلي أيضاً منطقة تل الأبيض شمالي بعلبك، وبلدتي النبي شيت وسرعين جنوبيّها، إلى جانب مدخل بعلبك الجنوبي.
كذلك، استهدفت الغارات محيط مدينة الهرمل، نحلة، الكيال، شعث، حزرتا، دورس، بوداي، اليمونة، جلالا، النبي عثمان، تعلبايا، المنطقة القريبة من بلدة الكواخ، والمرتفعات المحيطة ببلدة العين.
وارتقى 8 شهداء على الأقل، جميعهم من النساء والأطفال، في غارة على بلدة الخضر، و5 آخرون في غارة على بلدة قليا. كما استشهد عدد من الأشخاص، بينما أُصيب آخرون، في قصف الاحتلال بلدة النبي أيلا.
في السياق، تناقلت وكالات الأنباء نباء عن مقتل صحافي يعمل لدى قناة الميادين في غارة جوية إسرائيلية أثناء تواجده في منزله بجنوب لبنان، بحسب ما أعلنت الشبكة.
آلاف الشهداء والجرحى في جرائم اللا سلكي والبيجرات
وكان العدو الصهيوني قد ارتكب جرائم بشعة خلال الـ20 والـ21 والـ22 من سبتمبر راح ضحيتها أكثر من 70 شهيدا وآلاف الجرحى في جريمة العدو بالضاحية الجنوبية لبيروت وفي جريمتي البيجرات واللاسلكي.
وأوضح وزير الصحة اللبناني أن عدد شهداء العدوان على الضاحية بلغ (31) من بينهم ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم 4 و6 و10 سنوات، وأن من بين الشهداء 7 نساء، و3 سوريين، ولا يزال هناك عدد كبير من الأشلاء. كما بلغ عدد الجرحى (68) نقلوا إلى 12 مستشفى، من بينهم 53 عادوا إلى منازلهم، في حين أن (15)جريحًا لا يزالون في المستشفيات من بينهم حالتان حرجتان.
وتناول وزير الصحة الاعتداء بتفجير الأجهزة اللاسلكية، لافتا إلى أن حصيلة الشهداء نتيجة تفجير أجهزة “البايجر” بلغت (12)، أما حصيلة تفجير أجهزة اللاسلكي فبلغت (27). وأشار إلى أن الحصيلة الإجمالية للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة المضاف إليها عدد شهداء الغارة على الضاحية بلغت (70) شهيداً.
وأشار وزير الصحة إلى أن الجرحى الذين لا يزالون في المستشفيات نتيجة الإعتداء السيبراني على مدى يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين، يتوزعون كالتالي:
– (777) جريحًا لا يزالون يتلقون العلاج في غرف عادية في المستشفيات.
– (152) في وضع حرج في العناية المركزة.
– – تم إجراء (2078) عملية.
الساعات الحاسمة في المحك
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – الإثنين، قصف المخازن الرئيسة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة “نيمرا” بعشرات الصواريخ، مرّتين.
كما قصف مجاهدو المقاومة مقرّ الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة “يوآف” بعشرات الصواريخ، ومقرّ قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة “عين زيتيم” بعشرات الصواريخ أيضاً.
وبالتزامن، قصف حزب الله مجمعات الصناعات العسكرية لشركة “رفائيل”، في منطقة ”زوفولون” شمالي حيفا بعشرات الصواريخ. وقصفت المقاومة قاعدة ومطار “رامات ديفيد” بعشرات الصواريخ.
وأكّدت المقاومة أنّ هذه الاستهدافات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وتأتي عمليات المقاومة الإسلامية هذه، على الرغم من كل الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة والمتواصلة على القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية.
وفي السياق، نقل “جيش” العدو الإسرائيلي إطلاق 165 صاروخاً من لبنان منذ صباح اليوم. ودوّت صفارات الإنذار في مدينة حيفا المحتلة و”الكريوت”، بينما سقطت الصواريخ في “يوكعنام” جنوبي شرقي حيفا، وفي العفولة.
وفي وقتٍ سابق اليوم، قصفت المقاومة الإسلامية المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة “عميعاد”، ومُجمّعات الصناعات العسكرية لشركة “رفائيل” في منطقة ”زوفولون” شمالي مدينة حيفا المحتلة بعشرات الصواريخ.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ استهداف قاعدة “عميعاد” قرب طبريا “هو الأعنف من جانب حزب الله”.
صواريخ حزب الله تترك أثراً فورياً
وأكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية أنّ شوارع مدينة حيفا المحتلة باتت خاليةً من المستوطنين، مشيرةً إلى أنّ القصف الصاروخي أثّر في المدينة بشكل فوري، وذلك بعد الاستهدافات التي نفّذها حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن أحد المستوطنين تأكيده أنّه “لم يتمّ تلقّي أيّ تحذيرات” في المدينة بشأن احتمال التعرّض لقصف يشنّه حزب الله، مشيرةً إلى نقل مستشفى “رامبام” في حيفا جميع أنشطته إلى مرأب للسيارات.
في غضون ذلك، أعلنت سلطات العدو في حيفا إلغاء التعليم اليوم الثلاثاء. وتلقّى مستوطنو “عين زيفان” في الجولان السوري المحتل، و”كريات شمونة” في شمالي فلسطين المحتلة، تعليمات بالبقاء قرب الملاجئ حتى إشعار آخر
يُذكر أنّ رئيس “السلطة المحلية” في مستوطنة “كريات بياليك”، التي تقع في شمالي حيفا المحتلة، أكد أنّ المخاوف التي انتابت المستوطنين من أن يطالهم إطلاق الصواريخ من حزب الله قد تحقّقت، معرباً عن الخشية من التعرّض لما يحدث مع مستوطني الشمال، “الذين لا توجد ملاجئ كافية لهم”.
وقال، في أعقاب هجوم حزب الله: “على مدى عام، كنّا خائفين من أن يصل إطلاق الصواريخ إلينا، وها هو قد حصل الآن.. نأمل ألا نعيش مدة عام مثلما عاش سكان الشمال (في المناطق الأقرب إلى الحدود)، حيث لا توجد ملاجئ كافية لهم كلّهم”.
من “كريات بياليك” أيضاً، علّقت مستوطنة على القصف الصاروخي الذي شنّه حزب الله، مؤكدةً “أنّ شيئاً كهذا لم يُرَ من قبل، ولا حتى في عام 2006”.
وفي حديث إلى صحيفة “معاريف” العبرية، أشارت المستوطنة إلى أنّه “كان ثمة افتراض بحصول ردّ فعل من حزب الله، إلا أنّه لم يُتوقّع أن يكون بهذه القوة”.
وأضافت المستوطنة، متطرّقةً إلى فشل القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي أطلقها حزب الله: “من المفترض أنّ هناك قبةً حديديةً تحمينا، لكن ما حصل ليس كذلك”.
كما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن وجود “خطر على حياة” المستوطنين، بحيث اشتكى بعض مستوطني “كريات طبعون” من أنّ الملاجئ التي فرّوا للاحتماء فيها مقفلة.
في العمق الاسرائيلي
وكانت صفارات الإنذار قد دوت في شمال الكيان الصهيوني. ويظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل الإعلام العبرية انفجارات على طريق سريع، حيث توقف السائقون على جانب الطريق واستلقوا على الأرض بجوار سياراتهم.
بدوره، تحدّث رئيس بلدية حيفا المحتلة إلى القناة “12” الإسرائيلية عن وجود “فجوة بنسبة 50% في ما يخصّ التحصين بين الأحياء القديمة والأحياء الجديدة في المدينة”.
وأضاف مبدياً امتعاضه من أداء “الحكومة” الإسرائيلية أنّ الأخيرة “لا تعترف بنا، ونحن وحدنا على الأرض، وليس لدينا مال.. شكراً لنصر الله الذي لفت نظر الحكومة إلينا”.
وبعد حيفا، أُضيفت “يوكنعام” والمجلس الإقليمي “مجدو” و”دالية الكرمل” و”عسفيا” إلى القائمة التي تشمل قيوداً على أنشطة التدريس.
صفد، هي الأخرى، باتت “يتيمةً وفارغة، ولم يعد فيها سوى 40 شخصاً يشعرون أنّ المدينة منسية، وتحوّلت إلى هدف كبير ومفضّل لحزب الله”، بحسب ما أوردته القناة “ـ12”.
ونقلت القناة عن رئيس بلدية صفد قوله إنّ “50% من الإسرائيليين والمؤسسات التربوية غير محصنة”، بحيث “لم يتلقوا أمراً مهماً من أحد”، ووصف الوضع قائلاً: “هذا حكم إعدام.. نحن على بعد لحظة من الانهيار”.
اليوم الثلاثاء، وإسناداً منه للمقاومة في غزة ودفاعاً عن لبنان وشعبه، حزب الله يستهدف “كريات شمونة” والمخازن اللوجستية للفرقة 146 في قاعدة “نفتالي” بصليات صاروخية، حيث أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان استهدافها مستوطنة “كريات شمونة” والمخازن اللوجستية للفرقة 146 في قاعدة “نفتالي”، شمالي فلسطين المحتلة، بصليات من الصواريخ، دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وفي عمليات أخرى نفّـذها الثلاثاء، استهدف حزب الله مطار “مجيدو” العسكري، غربي العفولة 3 مرات، بصليات من صواريخ “فادي 1” و”فادي 2″، كما استهدف قاعدة “عاموس” (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ “فادي 1″، ومطار “رامات دافيد” ومصنعاً للمواد المتفجرة في منطقة “زخرون”، بصليتين من صواريخ “فادي 2”.
وفي كيان العدو، أقرّ مراسل قناة “i24NEWS” باستهداف حزب الله “مخزن أسلحة كبيراً جداً ومركزاً لوجستياً تابعاً للجيش”، مشيراً إلى وجود محاولات لإخماد الحرائق حول الموقع المستهدف.
وأشار إلى أنّ الرشقة التي أطلقها حزب الله في هذا الاستهداف هي “الأكبر والأعنف منذ صباح الثلاثاء”.
كذلك، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط عدد من الجرحى، حيث وصل 9 جرحى إلى مركز الجليل الطبي، بينما أعلن مركز “عيمك” الطبي وصول 5 مصابين إليه، ومستشفى “رمبام” استقبال 7 آخرين.
وعملت عدة فرق إطفاء على إخماد حرائق اندلعت في عدة مواقع في “كريات شمونة” في أعقاب القصف الصاروخي الذي شنّه حزب الله، بحسب ما ذكره إعلام إسرائيلي.
وكانت صواريخ حزب الله قد سقطت في خمس دفعات طوال الصباح، وكان أكبرها يحتوي على 50 صاروخًا باتجاه منطقة الجليل الأعلى. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه ضرب منصات الإطلاق التي أطلقت منها الصواريخ. فيما كانت منطقة أخرى مستهدفة من قبل صواريخ حزب الله بشدة تقع جنوب شرق مدينة حيفا في الأراضي المحتلة.
وقال هاجاري إن حزب الله أطلق نحو 9000 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل منذ أكتوبر الماضي، بما في ذلك 700 صاروخ وطائرة بدون طيار في الأسبوع الماضي وحده. وأضاف أن إسرائيل ستقاتل حتى يحرك حزب الله قواته بعيدا عن الحدود، ويتمكن عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين من العودة إلى ديارهم بالقرب من لبنان.
تعليق رحلات الطيران المدني
على صعيد المواصلات الخارجية، علّقت 14 شركة طيران رحلاتها من “إسرائيل” وإليها، على خلفية التصعيد مع لبنان، بينها “ويز”، و”إيفيريا”، و”بريتش آيروايز”، و”أذربيجان آيرلاينز”،
ولدى تعليقها على ذلك، وصفت وسائل إعلام إسرائيلية قرار “ويز” الهنغارية إلغاء كل رحلاتها بـ”الأكثر دراماتيكيةً”، لأنّه يعني “ترك الإسرائيليين في الخارج من دون حل في ظل فوضى المواصلات”.
شركتا طيران الإمارات والاتحاد للرحلات الطويلة، هما أيضا، ألغت رحلاتهما اليوم الثلاثاء، كما فعلت شركة فلاي دبي، شركة الطيران منخفض التكلفة. كما ألغت شركة مصر للطيران رحلاتها إلى لبنان يوم الثلاثاء. وتشغل مصر للطيران رحلتين يوميا بين القاهرة وبيروت.
حزب الله: قدرات ضخمة لم تفعل
وبينما يواصل حزب الله إطلاق صواريخه في اتجاه أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي في شمالي فلسطين المحتلة، أكدت القناة “الـ12” العبرية امتلاك المقاومة الإسلامية في لبنان “قدرات ضخمة، راكمها منذ عام 2006، ولم يفعّلها بعد”.
وتابعت القناة محذّرةً: “على الجمهور أن يعرف ذلك ويلائم توقعاته، ويعرف كيف عليه الانضباط إذا رفع حزب الله درجة التصعيد، كما تفعل إسرائيل”.
بدوره، حذّر المتحدث السابق باسم “جيش” الاحتلال، العميد في الاحتياط، رونين منليس، من إقدام “إسرائيل” على شنّ عدوان بري على لبنان، مؤكداً أنّ “الدخول البري هو أكبر حلم” للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
وأضاف أنّ الاعتقاد الإسرائيلي بأن يقوم السيد نصر الله بـ”رفع الراية البيضاء” يمثّل “خطأً جوهرياً”، مؤكداً “أنّنا نرى كل يوم أموراً لا نتوقعها من حزب الله”، وأنّ الأحداث “جرت من دون تفكير مسبق”.
خلفية الشراكة الأمريكية للعدو الاسرائيلي
تسير الأحداث في المنطقة نحو دوامة من العنف والتصعيد، حيث يُعكس الوضع في جنوب لبنان التدهور غير المسبوق في تاريخ الصراع بين حزب الله وجيش العدو الصهيوني وحزب الله. فقد أظهرت التصريحات والتحركات الأخيرة أن الدعم المفتوح للشراكة الأمريكية مع “إسرائيل” هو العامل الرئيسي الذي يضمن استمرار هذه الجرائم، وإلا فما يعني أن تعاود “إسرائيل”، اليوم، استهداف المدنيين في جنوب لبنان، وبالأمس كانت ولا تزال ترتكب أفظع جرائم الإبادة الجماعية في غزة. وفي كلا الحالتين ليس من أهداف عسكرية للآلة الإجرامية الصهيونية سوى الإيقاع بآلاف الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
تشير المعطيات الواردة إلى أن الجرائم المرتكبة ضد اللبنانيين، اليوم، لا سيما في قطاع جنوب لبنان، قد بلغت مستويات غير مسبوقة، ولم تحدث حتى خلال العدوان الأخير في عام 2006، والذي انتهى بانتصار حزب الله، مما يعكس غياب أي مسعى حقيقي لإيقاف همجية هذا الكيان الدموي.
بالتأمل العميق في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتجلى حقيقة أن الخلافات الظاهرة بين إدارة بايدن ونتنياهو ليس إلا مسرحية تهدف إلى تقديم واشنطن كوسيط نزيه، ليس أكثر. بينما حقيقة الأمر تشير إلى توطيد العلاقة بين الجانبين. وفي هذا السياق، تواصل الولايات المتحدة توفير الدعم العسكري لإسرائيل، حيث أعلنت عن صفقة ضخمة لتزويدها بأسلحة جديدة .
واليوم (الإثنين 23 سبتمبر 2024م)، وعلى الملأ العالمي، تعلن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها سترسل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، في تناقض واضح وعلني لتصريحات الرئيس جو بايدن إنه يعمل على تهدئة الوضع في الشرق الأوسط.
وإعلان البنتاغون وتصريح بايدن، يؤكدان، بما لا مجال فيه للشك، أن أي محاولات للادعاء بأن واشنطن تسعى لتحقيق السلام لا تعكس الواقع السياسي المعقد، الذي يُظهر أن انحيازها لإسرائيل يغذي المزيد من العنف ولا يساهم في الاستقرار.
المؤسف أن الكثير من وسائل الإعلام العربية تساهم في تعزيز هذه الروايات الأمريكية، مع تكرار مصطلحات مثل “حق الدفاع عن النفس” استنادًا إلى خطاب واشنطن، مما يساهم في إخفاء حقيقة الشراكة الأمريكية الإسرائيلية الملموسة، والتي لم تعد تحتمل أي غموض. يجب أن نكون واعين لهذه الحقائق ونتحد في نشر الوعي حول الأبعاد الحقيقية للصراع ونتائجه الكارثية على الشعوب العربية والاسلامية.