الشهيد حسن نصر الله مسيرة جهادية على طريق القدس

موقع أنصار الله – متابعات – 25 ربيع أول 1446هـ

بعد ساعات من شن العدو الصهيوني غارات إجرامية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن حزب الله عن استشهاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على إثر الغارات.
يُعتبر نصر الله الوجه السياسي الأبرز في المنطقة منذ نحو 18 عاماً، والرجل الذي أبدا دعماً لا متناهياً للمقاومة الفلسطينية في كافة المنعطفات التي مرت بها، بل يمكن القول أن بقيادته لحزب الله سعى لخلق حالة من الوحدة بين لبنان وفلسطين واعتبار القضية الفلسطينية قضية الأمة بأسرها، فمن هو نصر الله؟
– ولد عام 1960 لعائلة لبنانية من بلدة برج حمود في جبل لبنان
– شارك في تأسيس حزب الله اللبناني عام 1982 أبان الحرب الإسرائيلية على لبنان
– تولى مسؤولية تشكيل وإدارة الخلايا العسكرية الأولى للحزب التي نفذت عمليات ضد جيش العدو
– انتُخب عام 1992 أميناً عاماً للحزب خلفاً للشهيد عباس الموسوي الذي اغتاله العدو
– استشهد نجله البكر هادي نصر الله عام 1997 أثناء تصديه لعدوان إسرائيلي
– قاد المقاومة اللبنانية وعمل على توحيد القوى الوطنية اللبنانية حتى تحرير جنوب لبنان عام 2000م
– ارتقى شهيداً بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت مساء 27 أيلول 2024 في خضم معركة طوفان الأقصى

دوره في مقاومة الاحتلال
خاض حزب الله منذ نشأته العمليات العسكرية ضد جيش العدو الذي اجتاح لبنان عام 1982، وتركزت عملياته على مهاجمة التجمعات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية، ومهاجمة الميليشيات المتحالفة مع الاحتلال، وبعد اغتيال الشهيد عباس الموسوي وانتخاب حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب، عمل على زيادة وتكثيف القدرات العسكرية للحزب وبلورة فكرة تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال، إضافة لتحرير الأسرى اللبنانيين والعرب من سجون الاحتلال.
ومنذ توليه أمانة الحزب سعى نصر الله لتكثيف مقاومة الاحتلال وتوحيد المجتمع اللبناني وترميم بنيته بعد الحرب الأهلية، فيما عمل على مد جسور التعاون إلى مجموعات المقاومة الفلسطينية وتمويلها داخل فلسطين المحتلة، وبعد إبعاد قيادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، أولى نصر الله اهتماماً بقضية المبعدين ودعمهم وتدريب بعض الشخصيات منهم على العمل العسكري كالشهيد محمود أبو هنود، فيما بقيت بعض الشخصيات في لبنان لتطوير العمل المقاوم كالشهيد عز الدين الشيخ خليل.

تحرير جنوب لبنان
في منتصف عام 2000 وبعد اشتداد ضربات حزب الله على مواقع جيش العدو في جنوب لبنان، قررت حكومة العدو الانسحاب من الجنوب اللبناني، فيما تمكنت الجماهير اللبنانية وعناصر المقاومة من تحرير الأسرى من مراكز توقيف العدو، وفي يوم التحرير تعهد حسن نصر الله على استكمال مشروع التحرير حتى اقتلاع الكيان المؤقت من فلسطين المحتلة وتحرير الأسرى من سجون العدو.
وبعد تحرير الجنوب سعى نصر الله على تطوير قوة حزب الله وجعل الجنوب المحرر قاعدة للمقاومة نظراً للقرب الجغرافي على حدود فلسطين المحتلة، فيما لم تغيب القضية الفلسطينية عن الخطاب السياسي لنصر الله على صعيدٍ محلي وعالمي، بل ودفع بالمزيد من العمليات ضد الاحتلال.

انتفاضة الأقصى ودعمها
بعد تحرير جنوب لبنان بأربعة شهور اندلعت انتفاضة الأقصى في مختلف المناطق الفلسطينية، فيما كانت أوسع مواجهة مسلحة تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في حينها، ومنذ الأيام الأولى للانتفاضة سخر حزب الله دعمه الكامل لها إعلامياً وسياسياً ومالياً وعسكرياً، فيما تبنى السيد نصر الله هذا الدعم علناً في تصريحاته السياسية.
وشهدت الانتفاضة فتح خطوط دعم واسعة من حزب الله لخلايا المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تمثلت بنقل خبرات تصنيع المتفجرات والصواريخ وخبرات العمل الأمني والدعم المالي لتمويل شراء السلاح، بل وحتى تهريب السلاح إلى الضفة الغربية من الأردن.
وبعد انتهاء الانتفاضة بفترة قصيرة وبالتزامن مع عدوانٍ إسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2006، نفذ حزب الله عملية أسر لجنود من جيش العدو على الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وعلى إثر ذلك شن الاحتلال حرباً على لبنان سُميت بحرب تموز والتي قادها حسن نصر الله بنفسه، واستطاع حزب الله إلحاق هزيمة مباشرة ضد جيش العدو ثم تنفيذ صفقة تبادل أسرى.

طوفان الأقصى وجبهة الإسناد
منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى أكد نصر الله عن دخول الحزب بعملية إسنادٍ للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبدأت المقاومة اللبنانية بتنفيذ ضربات صاروخية على مواقع جيش العدو شمال فلسطين المحتلة، وسرعان ما تحولت المواجهة على مدار شهور إلى قصف صاروخي ينفذه حزب الله بات يطال المستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وغاراتٍ إسرائيلية على جنوب لبنان.
وخلال المواجهة استشهد المئات من عناصر وقادة الحزب أثناء المشاركة في العمليات العسكرية في جنوب لبنان أو في عمليات اغتيالٍ إسرائيلية، فيما كان يؤكد نصر الله في كل كلمة أو خطاب على استمرار حزب الله بموقفه وعدم الانفصال عن ما يدور في قطاع غزة من حرب إبادةٍ جماعية.
ولم يقف دور حسن نصر الله على قيادته للحزب فقط، بل على إسناد فصائل المقاومة الفلسطينية وقيادتها بتشكيل أذرع عسكرية في لبنان واحتضان قيادة هذه الفصائل وتوفير الغطاء لهم، كالشهيدين صالح العاروري وإسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة.
ورغم تصاعد المواجهة على الجبهة الشمالية والتلويح الإسرائيلي بتدمير لبنان لم ينفك نصر الله عن الموقف الذي أكده في آخر خطاب له قبل 11 يوماً في أعقاب انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان، فيما استمر بموقفه حتى استشهاده.

اغتيالات لم توقف المقاومة
جاءت واقعة اغتيال السيد حسن نصر الله على ضوء المواجهة الأطول والأعنف مع العدو الإسرائيلي وحلفائه، وفي وقتٍ يعيش فيه الشعب الفلسطيني أمس الحاجة لوجود نصير، فيما كان نصر الله أول من لبى نداء النصرة يغتاله العدو اليوم في ذروة المعركة، فهل ينجح الاحتلال بتحييد المقاومة؟
وكان حسن نصر الله خلفاً للأمين العام الذي سبقه وهو الشهيد عباس الموسوي الذي ارتقى جراء غارةٍ إسرائيلية استهدفته عام 1992، وأثناء تولي نصر الله أمانة الحزب التحق المئات من الشهداء في قافلة الشهداء كان منهم الشهيد عماد مغنية الشخصية العسكرية الأبرز في حزب الله عام 2008، فضلاً عن قادة ومؤسسين الفصائل الفلسطينية، فيما استمرت المقاومة الفلسطينية واللبنانية بتعاظم قوتهما رغم فقد الشخصيات القيادية والمؤثرة، الأمر الذي أكد على مدار التاريخ فشل سياسة الاغتيالات التي يتبعها العدو.

نعي فلسطيني واسع
نعت فصائل فلسطينية وقوى عربية وإسلامية الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي ارتقى على طريق القدس، في قصف العدو الإسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت أمس الجمعة.
ونقلت مصادر محلية دعوات شبابية في الضفة والقدس والداخل، للخروج بمسيرات غاضبة ، رفضاً للعدوان الغاشم على لبنان، ووفاء لمسيرة الشهيد حسن نصر الله.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إنها تنعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، ونستذكر سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى.
أما حركة الجهاد الإسلامي، فنعت إلى شعبنا الفلسطيني العزيز، وإلى الأمة العربية والإسلامية، استشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي ارتقى إثر غارة صهيونية حاقدة استهدفته أمس الجمعة في المقر المركزي لحزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكدت الجبهة الشعبية لم يكن تأثير الشهيد نصرالله مقتصراً على الساحة اللبنانية فحسب، بل تجاوز الحدود ليصبح رمزاً للمقاومة في المنطقة بأسرها، وقائداً محورياً في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية، مقدماً لها كل ما تحتاجه من دعم لوجستي، وتدريبات عسكرية، وأسلحة، وصولاً لقراره التاريخي بإسناد المقاومة في “طوفان الأقصى”.
وفي ذات السياق قالت لجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين إن القائد الكبير درة المقاومة وتاجها ونبراسها سماحة السيد حسن نصر اللهـ التحق برفاقه الشهداء العظام على طريق الحرية والتحرير، ليوقد شعلة الثأر المقدس على أسوار القدس التي أحبها وعمل بلا كلل وملل، من أجل تطهيرها من دنس الصهاينة الغاصبين لتعود إلى حضن الإسلام الطاهر العظيم.

قد يعجبك ايضا