الميدان يُنفذ الأقوال.. حزب الله يدخُل “معادلة إيلام العدو”..!

|| صحافة ||

منذ نحو أسبوع أي منذ الـ8 من أكتوبر الجاري وبعد يوم واحد على ذكرى انطلاق معركة “طوفان الأقصى” دخل حزب الله “معادلة جديدة” عنوانها الأساسي “إيلام العدو”، كما أعلن نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، بعد ذهاب العدو الإسرائيلي بعيداً في تصعيده نحو “الحرب المفتوحة” مع لبنان منذ مجزرة البايجر واغتيال قادة حزب الله وانتهاءً باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الـ27 من سبتمبر الماضي.

راهن العدو الإسرائيلي طوال الأسبوعين الماضيين على إمكانية إضعاف حزب الله ومحاولة خلق واقع جديد في لبنان، وضرب الجبهة الداخلية للحزب في لبنان؛ إلا أن كل رهانات العدو فشلت بفعل ثبات المقاومة في ميدان المعارك البرية التي أوجعت العدو الإسرائيلي، بالإضافة لحالة الالتفاف الشعبي والجماهيري حول المقاومة في لبنان.

وقد أثبتت الوقائع الميدانية خلال الأيام الماضية أن العدو يتألم من ضربات حزب الله الموجعة، سواء من خلال تركيز إطلاق الصواريخ النوعية نحو مركز كيان العدو “حيفا-تل أبيب” وما حولهما، وإطلاق الطائرات المسيرة نحو “المركز” أيضا، وآخر ذلك كان عملية المسيرة التي ضربت مقر لواء جولاني في منطقة بنيامينا جنوب حيفا، وأوقعت 4 قتلى ونحو67 جريحاً نحو 10 منهم بحالة خطِرة.

 

‫ معادلة “إيلام العدو”

وكان أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، أنه “منذ أسبوع قررنا معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو”، موضحاً “أصبحت تصل الصواريخ الى حيفا وما بعد بعد حيفا كما أراد سيدنا. ‫وأنتم رأيتم أن هذه الضربات وصلت إلى تل أبيب، ‫وأيضاً يوم الأحد الماضي فقط، الإسرائيلي اعترف بمئة بين قتيل وجريح، ‫وطبعاً عندما يقول مئة بين قتيل وجريح فهذا يعني أكيد أكثر”.

‫وتابع الشيخ قسام قائلاً: “إن ضربة بنيامينا النوعية وحدها انتجت أكثر من سبعين بين قتيل وجريح، ‫وهذه تبيّن قرار المقاومة وقدرة المقاومة”. ‫

وعن هذ الأمر، قال: “يوم الاثنين استطعنا أيضاً أن نوصل الصواريخ إلى تل أبيب. ‫مليوني مستوطن نزلوا الى الملاجئ في تل أبيب الكبرى، و194 بلدة ومستوطنة نزلوا الى الملاجئ، مطار بين غوريون توقف عن العمل، ‫هذا كله ضمن معادلة إيلام العدو، وهذا سيستمر”.

وعلّق، الشيخ قاسم، على تباهي الاحتلال بدخوله مئات الأمتار داخل حدود لبنان، قائلاً “تأخرت أسبوعين ولم تستطع أن تتقدم إلى الأمام، الشباب بالانتظار للالتحام أكثر فأكثر، ‫علماً بأنه في أول أسبوع على الحافة الأمامية سقط 25 قتيلاً و150 جريحاً، لكن ‫طبعاً الإسرائيلي اعترف ببعض القتلى والجرحى”.

 

يحق لنا استهداف أي مكان في فلسطين

من جهة ثانية، شدد نائب الأمين العام لحزب الله على أنه “يحق لحزب الله استهداف أي مكان داخل فلسطين المحتلة لإيلام الاحتلال لأن الأخير يستهدف كل لبنان”، مشيراً إلى “أننا سنختار النقطة التي نراها مناسبة، ‫لم يعد يوجد نقاط ضمن معادلة، ‫لأن الإسرائيلي فتح هذه المعادلة”.

وتابع الشيخ قاسم “العدو بنفسه يساعدنا في ضربه”، متسائلاً “”كيف؟”، موضحاً “”نحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية، ‫بقايا صواريخ المضادات الأرضية تنزل على المستوطنات والبلدان. هذه ‫نعمة. ‫لأنه أصبح هناك تداعيات على العدو بسبب الصواريخ المضادة”.

وفي السياق نفسه، أضاف قاسم “”طائراتنا تذهب وصواريخنا تذهب، فتطلق صفارات الإنذار في كل مكان، هذا تعبيرٌ عن التأثير على المجتمع الإسرائيلي. ونحن سنركز على استهداف جيشه ومراكز تواجده وثكناته”.

 

الميدان ينفذ الأقوال

كلام الشيخ قاسم أكدته المعطيات الميدانية التي أظهرت تطور عمليات المقاومة اليومية، من خلال الارتقاء في نوعية الأهداف والقدرات المستخدمة لضربها “سواء بالصواريخ أو المسيّرات”، كما يظهر الثبات الذي تُبديه غرفة عمليات المقاومة في قرار توسيع دائرة الاستهداف، خصوصاً في مدينة حيفا التي حوّلها حزب الله فعلياً إلى كريات شمونة ثانية، إضافة إلى دك بعض المدن المحتلة الكبرى الأخرى في شمال ووسط الكيان كصفد وتل أبيب بالصواريخ بشكل كبير.

وفي السياق، استهدفت المقاومة الإسلامية أمس، 3 جرافات ودبابة ميركافا على أطراف بلدة راميا، ودبابة أخرى حاولت لاحقاً التقدم إلى أطراف البلدة ذاتها، بالصواريخ الموجهة، ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح مَن فيها”.

والمعطى الجديد، الذي أكد تصاعد عمليات “الحزب”، هو عمل حزب الله ضد سلاح الجو الإسرائيلي، حيث أسقطت المقاومة مُسيّرتين معاديتين من نوع (هرميز 450) التي تختص بالمراقبة والتتبع والتصوير، وإحداهما منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، والثانية ظهر أمس، حيث شوهدت تحترق بأجواء فلسطين المحتلة.

وحافظت المقاومة على إبقاء العديد من المدن الكبرى المحتلة داخل الكيان تحت النار، حيث ضربت مدينتَي حيفا وصفد بصليتين صاروخيتين كبيرتين، إضافة إلى ضرب ضواحي مدينة “تل أبيب” بصلية صاروخية.

وعلى صعيد الاستهدافات للقواعد والثكنات العسكرية الإسرائيلية، استهدفت المقاومة الإسلامية “قاعدة نفتالي” قرب صفد بصلية صاروخية كبيرة، ومربضَي “الزاعورة وديشون” للمدفعية الإسرائيلية بصلية صاروخية، كما قصفت مستوطنة كريات شمونة بِصلية صاروخية على دفعتين.

كما واصل “حزب الله” قصف تجمعات جنود العدو وتحركاتهم، حيث استهدفهم، أمس، في مواقع البغدادي والمرج وراميا، وفي خلة وردة ومنطقة السدانة وبركة النقار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وفي خلة الفراشات في بلدة رب ثلاثين، وفي محيط عيتا الشعب.

وفي ذات الإطار، تصدى “الحزب” لمحاولة تسلل قوة مشاة للعدو إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، حيث اشتبك معها المقاومون بالأسلحة الرشاشة والصاروخية.

 

اتصالات مُريبة لوقف النار

ومن جانبها، قلّلت مصادر مطّلعة من أهمية التسريبات عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وفرنسا بصورة غير معلنة من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف الحرب على لبنان.

وبحسب صحيفة “الأخبار اللبنانية”، فقد “أوضحت المصادر “أن كل ما يجري تداوله لا يتجاوز اتصالات يهدف الغربيون من خلالها إلى تقصّي الموقف الفعلي لحزب الله ومدى تأثره بالحرب المفتوحة ضده منذ منتصف أيلول الماضي”. داعيةً إلى “التوقف عند البيانات والخطوات التي يقوم بها العدو، والذي يبدو أنه في سياق موجة جديدة من التصعيد على أكثر من صعيد”.

وقالت المصادر ذاتها: “إن الاتصالات التي جرت قبل أيام بعيداً عن الإعلام، شاركت فيها عاصمتان عربيتان تربطهما علاقات بالجانبين الأميركي والإسرائيلي، وإن الحديث تركّز على ما سُمي “خلق ظروف مؤاتية لخفض التصعيد”. مضيفةً أن “الحديث تركّز على “محاولة غير مكتملة” لإقناع “إسرائيل” بوقف أي هجمات على بيروت والضاحية الجنوبية، مقابل الحصول على تعهد من حزب الله بعدم قصف مدينة حيفا أو تل أبيب”. وفق قولها.

وتابعت المصادر: “إن الهدوء الحذر الذي يسود العاصمة والضاحية له أسبابه غير المرتبطة حصراً بالمفاوضات السياسية، وإن مسؤولاً في دولة خليجية معنية بالاتصالات أكّد أنه لم يسمع لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل أي ضمانات حول عدم عودة إسرائيل إلى قصف العاصمة أو الضاحية”.

وأردفت: “الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون “إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان”. وفق زعمها.

 

توقعات بجولة جديدة من التصعيد

ووفقاً للمصادر المُطلعة، “فإن العدو الإسرائيلي يرفع وتيرة القصف في أكثر من منطقة في لبنان، ضمن سياق الضغط على البيئة الشعبية لحزب الله وعلى بقية القوى السياسية، وإن الهدف الآخر هو نقل الصورة بعيداً عن المواجهات القائمة عند الحدود، حيث اضطر العدو إلى زيادة عدد قواته بشكل كبير على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا شرقاً”. متوقعةً “أن يقوم العدو بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه”.

وكانت قد استهدفت غارتين “إسرائيليتين”، فجر اليوم الأربعاء 16-10-2024، منطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وبحسب مصادر صحفية لبنانية، “فقد شن طائرات العدو الإسرائيلي غارة على منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية”. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام: “إن الطيران الحربي المعادي أغار للمرة الثانية على الضاحية الجنوبية لبيروت”.

من ناحيته، زعم “الجيش الإسرائيلي” قائلاً: “سلاح الجو هاجم قبل قليل وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله بضاحية بيروت الجنوبية”. بحسب زعمه.

 

فلسطين اليوم

 

 

قد يعجبك ايضا