رأس نتنياهو ليس بعيدًا عن يد المقاومة الطولى
||صحافة||
تثبت المقاومة يوميًا مصداقيتها وجديتها، هي لا ترفع شعارات جوفاء، ولا ترسل تهديدات عنترية، ووعدها وتوعدها لا يبنى إلا على ثقة ومصداقية واقتدار. وهذا ما برهنت عليه المقاومة عمليًا من تنفيذ عمليات نوعية كللّتها باستهداف مقر إقامة نتنياهو، بعد ساعات قليلة من توعّد غرفة عمليات المقاومة بالدخول إلى “مرحلة جديدة وتصاعدية في مواجهة الجيش الإسرائيلي ستتحدث عنها أحداث الأيام القادمة”. وربما هذا كان ترجمة لإعلان الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله عن الدخول في مرحلة إيلام العدو، والتأكيد على حقّ المقاومة وقدرتها على استهداف أي نقطة في كيان العدو ردًا على استهدافه لكل لبنان.
استفاقت “إسرائيل”، أمس ، على دوي انفجارات كبرى، بعد أن تجاوزت طائرة مسيّرة دفاعات العدو وطائرات الأباتشي التي لم تفلح في إيقافها، واستطاعت الوصول إلى قيسارية جنوب حيفا وضربت مقر الإقامة الشخصي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
بالتزامن مع ذلك؛ دوّت صفارات الإنذار في شمال “تل أبيب” بالوسط، وعكا ونهاريا، وبحيرة طبريا والجولان شرقًا، وفي قاعدة “جليلوت” العسكرية التي تعدّ المقر الرئيسي للوحدة 8200، في حين أبلغ مستوطنون عن تشويش في نظام “جي بي إس”. كما أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أن نحو مئة وخمسين صاروخًا أطلقوا في ساعة واحدة، وشوهدت على الفضائيات ألسنة النيران من مختلف المواقع الصهيونية. وبعد أن خرج نتنياهو معلنًا الخلاص من الشهيد يحيي السنوار، وحاول تسويق ذلك كونه إنجازًا عسكريًا واستخباراتيًا، خرج بعد استهداف مقره في فيديو لمدة 24 ثانية فقط؛ وهو مضطرب ليقول إنه لن يرتدع وسيواصل الحرب.
هذا التطور الذي اتفقت وسائل الإعلام على وصفه بالدراماتيكي، يعدّ أول استهداف من نوعه لمقر إقامة رئيس وزراء صهيوني، ولا يقتصر على البعد الرمزي؛ بل إن هناك معلومات رُصدت أنه يقضي فيه عطلة يوم السبت، وهي جرأة كبيرة من المقاومة أن تستهدف نتنياهو شخصيًا، وهو ما يثبت أن المقاومة ليست مرتدعة ولا تتسول وقف إطلاق النار، كما تحاول الأبواق المعادية الإيحاء بذلك.
بصرف النظر عن وجود نتنياهو وأسرته في المقر، مجرد استهدافه يعكس حجم الدقة التي تمتلكها المقاومة في المعلومات، وحجم المقدرة العسكرية في الوصول إلى أهدافها واختراق الدفاعات، وخاصة، وأن مقر رئاسة الوزراء، والتي هي أعلى منصب في الكيان، لا بدّ وأن تكون محاطة بأقصى أنواع الاحتياطات والدفاعات وبطبقات مختلفة لا تقتصر على الدفاعات الجوية؛ بل بالطائرات المروحية والمقاتلات.
كما أن المراقب لعمل المقاومة، ومن دون الدخول في التفاصيل العسكرية المتخصصة، يلمح منهجًا وراء استهدافاتها، وأنها تسير وفقًا لبرنامج منظم غير عشوائي، حيث هناك تنسيق بين قواتها البرية وقواتها الجوية وقوتها الصاروخية. هي تركز على استهداقف القواعد العسكرية للعدو في حيفا، والتي تشكّل إمدادات للقوات البرية الصهيونية المرابطة على حدود لبنان. كما تركز على استهداف الدفاعات الجوية وإرهاقها وإهدارها. وهذا ما سرّبته التقارير الرصينة أنّ هناك عجزًا محتملاً في صواريخ الدفاع الجوي بشهادة تقارير أمريكية.
كما تستهدف المقاومة مفهوم الأمن “الإسرائيلي”؛ بإدخال الصهاينة إلى الملاجئ يوميًا، وتعمد أن تكون الاستهدافات في ساعات الذروة، وهو ما يؤثر على النشاط الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.
إن الابواق الخبيثة التي تمارس الحرب النفسية على المقاومة تقف صامتة أمام تماسكها وتطوير عملياتها، والأهم مصداقيتها. ومنذ استهداف قاعدة “بنيامينا”، والتي كانت سرية لا يعرفها جمهور المستوطنين وصولاً إلى استهداف مقر نتنياهو شخصيًا، ثبت زمام المبادرة ثبت أنه في يد المقاومة، والتي أهدرت إنجازات العدو ونشوته باغتيال القادة، وكسرت الغطرسة والاحتفالات التي أقامها المتطرفون لتدخلهم إلى الملاجئ؛ ولتعلن أن التهديد الوجودي لا يقتصر على الكيان؛ بل عليهم أنفسهم.
إنّ ما تقوم به المقاومة وغرفة عملياتها هو وفاء لسيد شهداء محور المقاومة، وبرهانًا ساطعًا على وعده الصادق، عندما توعد العدو بأنه في حال العدوان وفرض الحرب على المقاومة، هي ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد ولا أسقف.
العهد الاخباري: ايهاب شوقي