ماذا وراء اثارة ضجة التجسس الأمريكي في الإعلام؟

 قلل خبير سياسي من اهمية وجدية اهتمام الدول الغربية بفضيحة التجسس الاميركي خاصة على القادة والزعماء الاوروبيين، واعتبر ذلك بانه يأتي في اطار ضجة اعلامية لامتصاص غضب الشعوب ولن ينتج عنه اي اجراء فعلي ، وحذر من ان التجسس الأميركي على الاتصالات والانترنت يهدد استقلال الدول ، داعيا الى اقامة شبكة اتصالات مستقلة عن الشبكة العالمية التي تسيطر عليها حاليا الولايات المتحدة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب الاحد : الرئيس الاميركي ليس الوحيد الذي هو على علم بعمليات التجسس هذه ، بل الحقيقة هي ان كل الزعماء الاوروبيين يعرفون ذلك ومنذ وقت طويل ، لكن ما أثار الضجة اليوم هو فضح هذه العمليات من قبل عميل الاستخبارات الاميركية اللاجئ في روسيا ادوارد سنودن الذي فضح هذه العمليات.

واضاف حرب : كل هذا نفاق سياسي عالمي ، وهم يعرفون ان اميركا تتجسس على كل الناس ، لكنهم الان شعروا بالاحراج امام جماهيرهم ، ولكي يمتصوا النقمة الشعبية يصعدون هذه الحملة الاعلامية التي لن ينتج عنها اي اجراء فعلي.

واوضح الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب : ان دليله على ذلك هو ان ما جرى الخميس في القمة الاوروبية في بروكسل التي تم تخصيصها لفضيحة التجسس ، لم يصدر عنها اي اجراء او طلب عملي من الادارة الأمريكية لوقف هذه العمليات التجسسية او الحد منها على المواطنين في اوروبا والدول الحليفة لأميركا بشكل خاص.

وتابع حرب : بل اننا سمعنا تصريحا لرئيس الوزراء البريطاني يعتبر ان الضجة المثارة حول هذا الموضوع تضر بالامن القومي وتساعد الارهاب ، بمعنى انه يقف الى جانب أمريكا وهذه العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة.

وشدد على ان الثقة الشعبية بالادارة الاميركية تهتز ، وهي في حالات دنيا، وليس هناك ثقة كبيرة في اوساط الشعوب الاوروبية بالادارة الاميركية ولا حتى بحكوماتها ، لكنه نوه الى ان العلاقات بين الدول محكومة بمصالح ، والمسألة ليست مزاجا شعبيا او رأيا عاما.

واعتبر حرب ان القضية محكومة بمصالح ، حيث تدرك هذه الدول بان مصالحها الان هي في ان تبقى الولايات المتحدة زعيمة هذا العالم ، مشيرا الى اننا نحنت المعنيون في دولنا ومجتمعاتنا اكثر من غيرنا في هذه الفضيحة.

قد يعجبك ايضا