معهد أمريكي: اليمن قوة مناوئة لأمريكا وتهديد استراتيجي لمصالحها
موقع أنصار الله . يحيى الشامي
أصدر معهد أمريكي مختص بدراسة شؤون الحرب تقريراً مطوّلاً يتحدّث عن تنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل جعل من اليمن قوة مناوئة لأمريكا وتشكل تهديداً استراتيجياً لمصالحها.
المعهد في تقريره ذكر أنّ الإدارة الأمريكية فشلت في الحد من التهديد الذي يمثله اليمنيون، ولم تنجح في منع تعزيز قدراتهم العسكرية التي باتت اليوم تمثل تهديداً استراتيجياً كبيراً له علاقة بخصوم الولايات المتحدة على المستوى الدولي، ونوه الى أن العلميات اليمنية أجبرت صُناع السياسات الأميركية على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر على حساب غر ب المحيط الهادئ، وهي أولوية تتعارض مع السياسة الأميركية المعلنة.
وأشار التقرير إلى أنه وبعد عام من العمليات القتالية في البحر، بات اليمنيون يمتلكون كنزاً من المعلومات العسكرية الخاصة بطريقة عمل وتعامل المنظومات الدفاعية الأمريكية، محذّراً من مخاطر مقايضة اليمنيين هذه المعلومات مع خصوم واشنطن.
وقال كاتب التقرير “بريان كارتر” وهو مختص بالشؤون العسكرية الاستراتيجية انه وعلى الرغم من اتخاذ الولايات المتحدة لسلسلة من الإجراءات شبه التفاعلية، إلا أنها فشلت في إحداث تأثيرات حاسمة أو تدهور ملموس في القدرات العسكرية لليمنيين. بينما يواصلُ اليمنيون تنفيذ عملياتهم المستمرة في منطقة “الشرق الأوسط “والمحيطين الهندي والهادئ، الأمر الذي يُجبر الولايات المتحدة على التركيز على هذه المنطقة على حساب التصدي لتهديدات أخرى، وهو أمر بالغ الخطورة خاصةً عندما تضطر الولايات المتحدة إلى التركيز على مسارح حاسمة أخرى على حساب ما أسماه ” عمليات هامشية”.
وقال “بريان”: لقد باءت جهود الولايات المتحدة وحلفائها بالفشل في منع اليمنيين من التزود بتقنيات التصنيع العالية المتطوّرة، مما أدى إلى نشوء تهديد استراتيجي كبير يواجههم، وهو الأمر الذي مكنّهم من الصمود والاستمرار في المعركة طوال الحرب، وهو أمر بالغ الخطورة خاصةً عندما تضطر الولايات المتحدة إلى التركيز على مسارح حاسمة أخرى.
وبالرغم من إلقاء الولايات المتحدة بكامل ثقلها العسكري في محاولة الحد من العلميات اليمنية والتصدي لها إلا أن التقرير ألقى باللائمة على ما أسماه محدودية الجهود الأمريكية للتصدي للعمليات اليمنية، وعاد ليقر باستمرار العمليات اليمنية بفاعلية كبيرة غير معهودة، مستندا – وفق للتقرير – إلى مخزون كبيرة من الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيّرة “غير المأهولة” وكذلك الصواريخ المجنّحة الجوّالة. وجاء في التقرير: “في الواقع، فشلت الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات فعّالة لوقف هذه الهجمات أو تعطيل قدرة اليمنيين على مواصلتها”.
ونوّه التقرير الى أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في بناء مخزون كبير من الصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار، والتي يمكن أن تشكل تهديدًا خطيرًا للمصالح والقوات الأمريكية ومن أسماهم الحلفاء في المنطقة.
يشار إلى أن التقرير تجاهل تماماً أهداف العمليات اليمنية المعلنة والواضحة وسياقها العسكري المستند إلى خلفية إنسانية تهدف إلى رفع الحصار ووقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ولاحقاً في لبنان، وهو سياق قانوني معلن ويستهدف صراحة الملاحة الصهيونية، ومعاقبة السفن التي تتعامل شركاتها الأم مع العدو الإسرائيلي في البحرين العربي والأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي.
وأبدى التقرير قلقه من زيادة فاعلية الضربات اليمنية حيث أكد أنها سجّلت فعالية ملحوظة مؤخراً: (هناك مؤشرات على أن هجمات اليمنيين أصبحت أكثر فعالية في عام 2024.).
تراكم الخبرات
وفي معرض تحذيره أوردَ التقرير أن تراكم الخبرة الهجومية في سياق الاشتباك البحري قد سمح للقوات المسلحة اليمنية بالاستمرار في تنفيذ هذه الهجمات، وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية التي قد تحصل عليها روسيا بشأن استهداف السفن في البحر الأحمر قد تساعد اليمنيين في تحسين فعالية هجماتهم المستقبلية ضد الدفاعات البحرية الأمريكية والطائرات بدون طيار.
وعاد التقرير ليؤكد فشل العمليات العسكرية الأمريكية في شل قدرات اليمن الهجومية ما يعني زيادة التصعيد المتزايد الذي تواجهه الولايات المتحدة في البحر الأحمر ويعطي المنطقة أولوية على حساب التركيز على تهديدات أخرى، مما يشكل تحديًا كبيرًا لأمنها القومي.
ولعل أخطر ما أورده التقرير ضمن سياقاته التحذيرية حديثه عن إمكانية أن ينجح اليمنيون في الأخير من إحكام السيطرة على منطقة الخليج، وجاء في التقرير: (في الواقع، قد يتمكن اليمنيون، إذا لزم الأمر، من فرض سيطرتهم على منطقة الخليج، خاصةً في ظل سيناريو المواجهة في مضيق تايوان، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة وشركائها في المنطقة) وهي رسالة أو استشارة يضعها كاتب التقرير في رسم صناع القرار الأمريكي لاستفزاز دول المنطقة ومحاولة استنفارها للانخراط في أي عمل عسكري ضد اليمن.