لتكريس مبدأ “وحدة الساحات”،، عملية مشتركة شمال وجنوب فلسطين المحتلة
إسماعيل المحاقري
شمال فلسطين المحتلة، ومنطقة أم الرشراش المسماة “إيلات” في الجنوب تحت النار، لا أمان للمغتصبين الصهاينة ولا استقرار في منشآتهم الحيوية وقواعدهم العسكرية في عموم فلسطين المحتلة حتى مع التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار، فتبريد جبهة لا يعني التهدئة الشاملة، أو الضعف والاستكانة فدول وحركات الجهاد والمقاومة كرست مبدأ “وحدة الساحات” بالحديد والنار على طريق القدس بعيد إنطلاق معركة طوفان الأقصى المباركة والتاريخية لمنع الاستفراد بحماس والفصائل الفلسطينية ومساندتها لتحقيق النصر الموعود بإذن الله تعالى.
بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الثلاثاء، عن تنفيذ 3 عمليات عسكرية بالطائرات المسيرة ضد هدفين للعدو الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة وهدف حيوي في منطقة أم الرشراش جنوبا وهو تطور على درجة عالية من الأهمية في توقيته والمناطق المستهدفة.
في الرسائل المباشرة والمعلنة والتي باتت معلومة بالضرورة، العمليات جاءت انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وردا على جرائم حرب الإبادة المستمرة مع التأكيد الدائم على استمرارية وتصاعد زخم هذه العمليات حتى توقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن قطاع غزة.
في الدلالات العسكرية، يؤكد استئناف العمليات المشتركة من اليمن والعراق وتطور مستواها في هذا التوقيت أن مبدأ “وحدة الساحات” لم يتأثر ولا يزال قائما والتنسيق على كل الصعد مستمر، وبالتالي فإن قرار العودة بالمستوطنين إلى الشمال المحتل لن يكون محكوما بمدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وحسب بل وبحسابات ما يمكن أن تشكله العمليات المشتركة من تهديد حقيقي على الأمن الصهيوني.
وانطلاقاً من هذا المعطى، فإنّ المطلوب في المرحلة المقبلة من جبهتي اليمن والعراق، تكثيف العمليات المساندة لإشغال العدو وإفقاده الأمن لا سيما في الشمال لما لذلك من أثر فاعل ومساعد إن على الصعيد الفلسطيني أو اللبناني.
التطور الأهم أن ما بعد طوفان الأقصى لم يعد مركز القتال مقتصرا على الجغرافيا الفلسطينية بين العدو الإسرائيلي وفصائل المقاومة إذ دخل محور الجهاد والمقاومة على خط المواجهة من “لبنان واليمن والعراق وإيران”، وكل دولة وطرف قام بدور الإسناد لغزة كل حسب قدراته والجدوى المرجوة من رده وعملياته، وهو ما فرض على العدو خوض حرب استنزاف طويلة الأمد، وبقدر ما أحدثت هذه الحرب خوفا وذعرا وانقساما عميقا في الداخل الصهيوني بقدر ما اختصرت الطريق لإرساء قاعدة جديدة في توازن الردع تتمثل في الربط بين المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد مع التعاون والتنسيق المشترك والمعلن فيما بينها لتسقط كل حجج وذرائع الأنظمة العربية المتخاذلة عن نصرة الشعب الفلسطيني.
الارتباط الوثيق بين غزة وجبهات المقاومة، هو الانتصار الأكبر والذي من شأنه أن يعمق أزمة قادة الكيان الصهيوني ويفرض المزيد من المخاطر والتحديات التي يواجهونها في ظل فشل الرهان العسكري لـ “نتنياهو” على فك هذا الارتباط أو تحقيق الأهداف المعلنة في غزة، ودون القبول بالتسوية السياسية فالأمور ذاهبة في اتجاه التصعيد وصولا إلى حرب شاملة ستكون عواقبها وخيمة على الكيان وداعميه.
على الصعيد اللبناني فالعدو يتوهم أنه استطاع وقف التهديدات العسكرية، وأن الفرصة مواتيه لفرض معادلات وتثبيت قواعد اشتباك جديدة مع حزب الله، وهذا يشكل دافعا لتزخيم العمليات اليمنية العراقية المشتركة لخلط الأوراق وإفشال المخططات عن طريق إبقاء التهديد الوجودي وشعور فقدان الأمن وهذا بحد ذاته يترك أثره المباشر في حياة المستوطنين لناحية توسيع الفجوة وحدة الانقسامات الصهيونية الداخلية نتيجة الضغوط الاقتصادية واستحقاق تأمين المغتصبات.