إعلام العدو الإسرائيلي: العالم جبهة معادية ويلاحقنا
موقع أنصار الله . تقرير |يحيى الشامي
وسط الكثير من التعقيدات التي تشوب قضية مذكرات اعتقال قادة العدو لمحاكمتهم أمام القضاء الجنائي الدولي يبدو أن لهذه الملاحقات القضائية تأثير كبير على علاقات الكيان الخارجية وموقف قادته داخليا، وهناك مؤشرات كثيرة تقول بأن واقع الحال معقد وغير مريح بالنسبة لنتنياهو وزمرته الإجرامية التي مارست كل أنواع السادية ولا تزال في حربها على غزة ولبنان، غير أن هذه المذكرات برزت مؤخراً قضية الملاحقة القانونية لعدد من جنود العدو في عدد من الدول، الأمر الذي شكّل صدمة جديدة في أوساط كيان العدو وتسببت بحرب كلامية بين المعارضة وأعضاء ما يسمى حكومة نتنياهو.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية داحل كيان العدو الاسرائيلي أن “محاولات استهداف جنود الجيش قانونيا بالخارج آخذة في الارتفاع”. وأضافت الهيئة أن” نحو 50 شكوى ضد جنود الاحتياط في جيش العدو الإسرائيلي رُفعت في الخارج، وفُتحت تحقيقات في 10 دول، ولم يُعتقل حتى الآن أي جندي”.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “هآرتس” إن الجيش حذر جنود احتياط موجودين في الخارج من تعرضهم للاعتقال بسبب مشاركتهم في الحرب على غزة.
وكانت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي قالت إن جنديا إسرائيليا مطلوبا في البرازيل تمكن من مغادرتها قبل اعتقاله، وإنه في طريقه إلى “تل أبيب”.
يشار إلى أن السلطات القضائية في البرازيل أصدرت أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف جندي منتسب لجيش العدو الإسرائيلي والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم في غزة بناء على شكوى جنائية تقدمت بها مؤسسة حقوقية.
خلافات واتهامات:
واستنكر زعيم “المعارضة الإسرائيلية” يائيرلابيد في منشور على منصة “إكس” حقيقة أن “يضطر جندي للهرب من البرازيل خشية اعتقاله لأنه قاتل في غزة، واعتبر أن ذلك فشل دبلوماسي هائل لحكومة بلا مسؤولية ولا تجيد التصرف”.
وتساءل “لبيد” عن كيفية الوصول إلى “وضع يصبح فيه الفلسطيني أفضل مما سماه حكومة إسرائيل دوليا، وأن يخشى الجنود الإسرائيليون السفر مخافة الاعتقال”.
قلق وجدل إعلامي:
يمتد هذا القلق على شكل نقاش حاد في الأوساط الإعلامية العبرية، “اور هيلر” وهو مراسل العسكري للقناة 13 الصهيونية بالقول: “لدينا اليوم جبهة جديدة ومقلقة فعلاً، وكما يبدو أننا أمام البداية فقط، وهو ما يمثل وجع رأس إضافي سيؤرقنا لسنوات قادمة”، “وإليكم ما حصل حتى اليوم فقد تم تقدم شكاوى ضد جنودنا في كل من جنوب افريقيا وفي سريكلانا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل وليست هذه إلا البداية، فالدول تستطيع توقيف جنود مسرحين لأن لدى هذه الدول صلاحية عالمية لتوقيف من يرتكب جرائم حرب وفي “إسرائيل” يراقبون الدول الخطيرة عبر غرفة عمليات مشتركة من الادعاء العام وجهاز الأمن القومي ووزارة الخارجية ووزارة القضاء ونحن نتجه الى خطوات دبلوماسية لمنع المزيد من هذه الحالات”.
وفي جو من القلق الحذر ذاته تعقب “نيتسانا درشان” – مديرة مؤسسة “خط القانون” الصهيونية طريقة عمل المنظمات الحقوقية الإنسانية في شهادتها على القناة الـ12 العبرية :
“هناك رياضة دولية لاعتقال جنود الجيش الإسرائيلي ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب أو اقناع قضاة محليين بفتح تحقيق واعتقال الجنود ومن غير المهم إن كان ذلك سيؤدي إلى نتيجة فمجرد عملية اعتقال الجندي يعد انتصارا لهم وهم يعدون ملفات سميكة ويتوجهون إلى دول لديها صلاحية دولية والتي قالت إن إسرائيل تمارس جرائم حرب”.
وذكرت القناة الـ12 العبرية إن “آلافا من الصور والفيديوهات نشرها جنود الجيش الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال المعارك في قطاع غزة”، وقالت إن هذه “الفيديوهات لم تصبح فقط تحقيقات صحفية دولية، بل قد تستخدم أدلة ضد هؤلاء الجنود إذا تم اعتقالهم في الخارج”.
وكانت منظمات حقوقية في العديد من البلدان أعلنت أنها جمعت بالفعل معلومات عن جنود “إسرائيليين” ممن نشروا مقاطع مصورة لأنفسهم ولزملائهم وهم يمارسون أعمال إجرامية في غزة، وقالت المنظمات أن الغرض هو مطالبة السلطات المحلية باعتقال الجنود الصهاينة.
ويعتقد “غابي سيبون”ي – جنرال في “الاحتياط في جيش” العدو، أن حالة الانفلات لدى الجنود هي السبب حيث يقول:
“هناك فقدان السيطرة بالكامل على ما ينشره الجنود الإسرائيليون وقد حصل تراخي وراينا ان هناك تصوير بشكل واسع وهذه مشكلة تحتاج لحل وهي مرتبطة بالانصياع للأوامر داخل الجيش”. وأضاف “تفاجأت أن هناك مواد كاملة ليس فقط من وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق أسماء لجنود الجيش الإسرائيلي مع عناوين وهذه المواد يتم الاستيلاء عليها وتستخدم ضدنا في الخارج”.
ويُفصل “داف غيل هار” – مراسل القناة كان 11 الصهيونية في أوروبا في هوية إحدى الجمعيات الحقوقية المهتمة بجمع أسماء الجنود الصهاينة في أوروبا وفي إفادتها للقناة يقول:
جمعية تسمى جمعية هند رجب وهي منظمة مؤيدة للفلسطينيين موجودة في بروكسل ولديها ممثليها في كل العالم وقد كان هذا الجندي في رحلة في البرازيل وقد نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أفلام من خدمته في غزة وبعد خدمته سافر إلى البرازيل وهناك اكتشفت هذه الجمعية أمره وقامت محامية فلسطينية بالتوجه إلى السلطات وأصدرت أمرا يطلب من الشرطة البرازيلية التحقيق معه.
مجرمو حرب بانتظار العدالة:
بعد أن صنف قادة الكيان الصهيوني محورَ المقاومة كجبهات معادية لها أضافت جبهة معادية أخرى وأوسع وهي “العالم بأكمله” كجبهة معادية لـ”إسرائيل” بعد ملاحقة قادتها وجنودها كمجرمي حرب شاركوا بأعمال الابادة والتدمير في غزة وبات الصهاينة مجرمي حرب في نظر العالم مجتمعات وتنطبق عليهم شروط الاعتقال ومحددات العقاب القانونية، يأتي هذا بعد أن شعر قادة الكيان بالتشفي والتفاخر باعتبارهم فوق القانون بسبب الحماية الغربية والدعم الأمريكي اللامحدود في المحافل الدولية والقانونية والحقوقية، يبدأ هذا الاطمئنان الذي رافق جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة بالتلاشي ويتحوّل شيئاً فشيئاً إلى هلع وإرباك.