الشهيد القائد.. سيـرةٌ ومسيـرة

موقع أنصار الله ||مقالات ||إلـهام الأبيض

الشهيد القائد والمشروع القرآني في شمولية وتكامل، تخاطب مع كُـلّ الأُمَّــة انطلق بعالمية القرآن الكريم، نعم بعالمية القرآن الكريم ولا أحد يستطع تكذيب هذا المشروع القرآني سليم الأُسس والمعاني، تركز على قضايا رئيسية ومركزية للأُمَّـة الإسلامية والعربية في مقدمتها القضية الفلسطينية قضية الأُمَّــة.

بنى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فكره على أسس قرآنية، مُركّزًا على مفاهيم العدالة والحرية والمقاومة للظلم، وقد جسّد هذا الفكر في دعم المظلومين في كُـلّ مكان، وخُصُوصًا الشعب الفلسطيني المحتلّ، لقد استخدمَ القرآن كمنهج لِلتحليل والفعل، مبينًا خطورة التحالف بين أمريكا و”إسرائيل” وصورهما كوجهين لعملة واحدة، لقد ناضل ضدَّ الاستبداد والخنوع للغرب، داعيًا إلى استعادة هويةِ الأُمَّــة الإسلامية وإحياء قيمها، ولم يكن مشروعُهُ مُقيّدًا بِفئاتٍ معيّنة، بل توجّـه إلى الأُمَّــة بكلِّ أطيافها ودعا إلى المُشاركةِ في بناءِ مستقبلٍ أفضل.

الشهيد القائد حرّك فينا روحيةَ القرآن الكريم، استنهض الأُمَّــةَ وصدع فيها بصوت الحق، استنهضها وهو يتلو عليها آياتِ ربها ويدعوها إلى كتاب الله، تحَرّك لإحياء الأُمَّــة بالقرآن، لقد أدرك الواقع على المستوى العالمي، وأدرك حجم المأساة بعمق المأساة التي تعيشها الأُمَّــة عامة ويعيشها الشعب اليمني خَاصَّة، لقد أدرك خطورة الوضع وخطورة المرحلة، شخصَّ المشكلة وقدم الحل في زمن ووقت ومرحلة غلب عليها حالة اليأس والانحطاط والخنوع والذل، جميعنا نعرف تلك المرحلة التي تحَرّك فيها السيد القائد، مرحلة قائمة على الصمت والاستسلام والعجز والخضوع للغرب أعداء الله وأعداء الإسلام.

لقد أطلق مشروعه القرآني العظيم، وكان مشروعًا مسدَّدًا من الله وكان بهداية الله، لقد أتى بالمشروع القرآني في أخطر مرحلة على الأُمَّــة، تحَرّك بروح المسؤولية وكان عميق النظرة يراقب الأحداث والمتغيرات وبروح المسؤولية الإيمانية العظيمة، صدع بكلمة الحق ونادى إليها في حين كان كُـلّ المنادين من كانوا ينادون بالقبول بحالة الذل والاستسلام ويعملون على أن تستمر الأُمَّــة في وضع الجمود والعجز والهوان، المشروع القرآني بالشمولية والتكامل الذي بدأ من يومه الأول بطريقة سليمة وصحيحة، وليس مشروعًا خاصًا بالنخبة أَو بفئات معينة -خطاب معين أَو محاضرات معينة أَو دروسًا معينة- أبدًا لم يكن كذلك، إنه مشروع يتجه إلى الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة، يتجه إلى كُـلّ فئات الأُمَّــة ويستنهض الشعوب من الخطر الذي تحيكه أمريكا و”إسرائيل” نحو العرب والأمة العربية الإسلامية.

وإن خطت الأقلام عنه تستوقفنا الكلمات والعبر ولم نوفِّه حقَّه، كان أُمَّـة من الأخلاق والقيم، رجل متكامل في إيمانه وفي وعيه، كان القائد والقُدوة وكل من معه يشهدُ له، في إحسانه وصبره وثباته، لقد واجه الطغاة والمجرمين بكل وعي وحكمة وبصيرة، الحديث عن الشهيد القائد -رضوان اللَّه عليه- حديث عن الشخص الذي جسد كُـلّ معاني الإنسانية في حياته، عن الشجاعة التي أذهلت الجميع في مواجهة أمريكا و”إسرائيل”، عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة، سيد الإباء والعزة الإيمانية، سيد القيم العظيمة والمبادئ السامية، سيد السمو والبصيرة والبينة والهُدى، سيد من السادةِ العظماء من أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم أجمعين.

كل الكلمات قاصرة عن حقيقته ولو كتبنا ماذا سنكتب وماذا سوف تخط أقلامنا عنه؟

عن النظرة الواعية وَالحكيمة التي كان يمتلكها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- كيف نكتب وماذا نكتب عن صوت الحق الذي أيقظ الأُمَّــة من سُباتها؟

للشهيد القائد مآثر جليلة وعظيمة، فهو من رسخ في وجدان الشعب اليمني قضية فلسطين وأطلق؛ مِن أجلِها مشروع التحرّر المستند إلى ثلاثة أمور متكاملة مع بعضها إحياء مفهوم الثقة بالله في أوساط الناس، التذكير بالقرآن الكريم كتابًا لا عز للأُمَّـة بدونه، التأكيد على مسؤولية كُـلّ فرد في حمل الأمانة.

إثر ذلك وبعد أكثرَ من مئة محاضرة دونت فيما يعرف باسم (الملازم) تفجرت لدى الناس روح الثورة على واقع المهانة والاستكانة التي تعانيها الأُمَّــة جراء أنظمة الاستبداد الخاضعة بدورها لنظام الاستكبار العالمي، وحينها لم تستطع السلطة تحمل هذا الفكر التحرّري وواجهته بكل وسائل القمع وُصُـولًا إلى شن الحرب؛ بهَدفِ إخماد روح الثورة، فكانت النتيجة عكسية بأن اشتعلت أكثر، ورغم أن الحرب الأولى عام 2004م أَدَّت إلى استشهاد السيد القائد نفسه إلا أن ذلك لم يزد في أنصاره إلا تمسكا بنهجه ومسيرته والتي تنامت واتسعت وعظم شأنها بفضل الله عز وجل وحكمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حفظ الأمانة وحمل رايةَ الثورة وَواصل طريقها على خطى الشهيد القائد حتى وصل اليمن إلى ما وصل إليه من قدرات تمكّنه أن يكون في موقع الإسناد الفاعل والمؤثر للقضية الفلسطينية.

وهذا هو أَسَاس ما يسعى إليه اليمن في دخوله الواعي على خط النار بعملياته البحرية دعمًا وإسنادًا لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم كليًّا من قبل أمريكا وباقي المنظومة الغربية.

قد يعجبك ايضا