يعرف الكل قائدَنا إذا حذَّر
موقع أنصار الله ||مقالات ||سند الصيادي
خرج السيدُ القائد عبدالملك الحوثي في خطاب استثنائي مختصَرٍ ليعلِنَ عن مهلة مقدارها أربعة أَيَّـام قبل استئناف اليمن عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعد أن سرد المسار الذي يمضي إليه الاتّفاق في ظل مماطلة العدوّ الإسرائيلي تجاه التزاماته، وفشل الوسطاء في منع التجويع الذي يراد فرضه على أبناء غزة الذين أفشلوا التهجير وأسقطوا أهداف الكيان الصهيوني وكل من يدعمه.
وبعد انتهاء خطابه بلحظات، نقلت الشاشات جموع اليمنيين وهم يحتشدون في شوارع العاصمة تأييدًا لما ورد في خطابه من موقف منطلق من الواجب الديني والإنساني والمبدئي، وَترجمة لما سبق وأعلنته الجمهورية اليمنية بأنها ستظل تراقب التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ التزاماته حسب الاتّفاق المبرم مع فصائل المقاومة الفلسطينية البطلة.
حينما تكون قائدًا وتتخذ قرارًا كَبيرًا في أهدافه وأخلاقياته.. تجد جمهورك وشعبك.. يتأهب نفسيًّا لتقبل التداعيات كيفما كانت كلفتها..؛ لأَنَّها تبدو رخيصة أمام عظمة القرار الذي اتخذته، ستجد كُـلّ الظروف المادية والكونية تتهيأ لك وتسندك.. وهذا ما يمكن أن يبوح به السيد القائد لو أراد أن يسرد تفاصيل المسار الصعب الذي مضى عليه عبر كُـلّ المراحل وكيف وجد ولمس اللهَ -سبحانَه وتعالى- حاضرًا فيها بأشكال وقصص مختلفة، زادت هذا القائد وشعبه عزمًا وَثقة وطمأنينة.
أما عن تأثيرات المهلة التي طرحها السيد القائد فقد بدت مؤشراتها من خلال إعلان مكتب مجرم الحرب نتنياهو فجر الأحد، عن موافقته على دعوة الوسطاء الذين تدعمهم الولايات المتحدة لإرسال وفد إلى الدوحة اليوم التالي، لدفع المفاوضات إلى الأمام.
ومن يهوِّنْ أَو يحرِصْ أن يُقللَ من تأثير اليمن على مسارات المعركة وَلجوء الكيان إلى خيار المفاوضات، بكل تأكيد سيخطئ في قراءة أسباب موافقة الكيان على تحريك هذه المفاوضات اليوم، بعد أن كان عنوانها الفشل برسم همجية واستكبار الصهاينة ومسوغات المواقف الصادرة عن أنظمة العار العربي التي تشجعه على ذلك.
بخطاب لم يتجاوز العشر دقائق وبصدق معهود معزَّزٍ بالوقائع الميدانية.. أصدر القائد -يحفظه الله- بيانًا عجزت أُمَّـةُ المليارَين أن تخرج به في قممها ومؤتمراتها، وأحدث صدىً تجاوز المسار الإعلامي إلى الواقع المتعثر، والكل يعرف أبو جبريل إذَا حذر، وسواءٌ أنجحت هذه الجولة من المفاوضات أَو لم تنجح، فالسيد وشعبُه على الموعد يطوونَ الدقيقة والساعة، والعيون على البحار والمحيطات والعُمق المحتلّ، ومَن كذَّب الجولة الأولى جرَّبَ الثانية