تراجع الاحتياط في الالتحاق بـ “جيش” العدو الصهيوني: “سرايا كاملة مُحيت”
موقع أنصار الله – متابعات – 20 رمضان 1446هـ
ذكر موقع “يديعوت أحرونوت الصهيونية” أنّ: “المقدم (ت) هو ضابط رفيع في لواء احتياط المدرعات، ومن المقرر أن يبدأ بعد أسبوعين الجولة الثالثة له في قطاع غزة. وعلى الرغم من تجدد القتال، لا يتمكّن من ملء الصفوف”.
وقال، في حديث لموقع “يديعوت أحرونوت الإسرائيلي”، إن: “هناك صعوبة كبيرة في تجنيد قوات الاحتياط. تشعر بذلك في كل مكالمة تجريها. الأمر لم يعد كما كان قبل عام”.
كما وصف المقدم (ت) أنه يعاني انخفاضًا بنسبة 30% في القوى البشرية في اللواء. وقال: “في التشكيل الكامل، أحتاج إلى 15 ضابطًا لضمان تناوب طبيعي للجميع. حتى الآن، قبل أسبوعين من بدء الخدمة، لدي بالكاد خمسة ضباط، وإذا لم أتمكّن من استقطاب خمسة آخرين، فسيكون ذلك مشكلة كبيرة جدًا”. وأوضح: “لدينا سرايا كاملة خرجت من التشكيل، لأنه لم يعد لديها قائد سرية ولا نائب له، بل فقط قادة مجموعات. إذا لم أتمكّن من جلب أشخاص، فسأضطر إلى العمل بعدد أقل. خوفي هو أن كل من سيأتي سيتعرض لإرهاق شديد من العمل لساعات طويلة، وبعد مدة سيقول إنه لا يستطيع الاستمرار وسينسحب أيضًا. هناك مشكلة خطيرة يجب على الجميع الالتفات إليها”.
المقدم (ت) ليس وحده في هذه المعاناة. فقد أعرب ضباط آخرون عن الصعوبات في تجنيد المقاتلين وأفراد الطاقم لجولات القتال القادمة، وحذروا من أن هذه مشكلة يجب التعامل معها على وجه السرعة. وقال المقدم (ت): “هناك بالطبع الأسباب المعروفة”، مفصلًا: “يقول أحدهم إن الفصل الدراسي الجامعي أكثر أهمية له حاليًا، لأنه تأخر في دراسته أو في عمله ولديه أمور حاسمة. هناك ضابط لديه طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر بالكاد رآه، وآخر طلق زوجه مؤخرًا وهو الآن في مناوبات لرعاية أطفاله. هذا يؤثر على الجميع. هناك انخفاض في حجم القوى البشرية، وهناك مشكلة في تجنيد الاحتياط بعد ما يقرب من عام ونصف من النشاط المكثف. هذا التشكيل بحاجة إلى مزيد من الأشخاص”.
جميع الضباط أفادوا بأنّ معدلات التجنيد للاحتياط التي كانت تتراوح بين 50% و70% أصبحت الآن استثناءً، وأن العبء يزداد. وقال الضابط (أ)، وهو ضابط احتياط آخر يكافح لتجنيد قوى بشرية: “عادةً ما تنتهي مكالمات الهاتف مع جنود الاحتياط بسرعة كبيرة. بمجرد أن يعرفوا أنني المتصل، يشرحون فورًا أنهم لم يعودوا قادرين. هذا يدفعني إلى التواصل مع أشخاص حصلوا على إعفاءات منذ سنوات. نحن الآن نستعين بأفراد الاحتياط من الاحتياط نفسه”.
أدى العبء على جنود الاحتياط وانخفاض معدلات الالتحاق في الألوية والكتائب إلى إجبار الجيش “الإسرائيلي” على اتخاذ خطوات استثنائية لمواجهة الأزمة، من خلال “إغراء” جنود الاحتياط للقدوم. سيخدم الجنود شهرًا فعليًا من النشاط العملاني، يُمدد إلى شهرين وفقًا لنظام “أسبوع-أسبوع”، وهو ترتيب كان في السابق مخصصًا في “جيش” العدو “الإسرائيلي” للوظائف الخلفية التي يصعب شغلها بسبب قلة جاذبيتها، مثل الطهاة والسائقين وحراس القواعد، في هذا النظام، يكون جندي الاحتياط في الخدمة أسبوعًا واحدًا، ثم يعود إلى منزله لمدة أسبوع كامل مع راتب مدفوع من الجيش “الإسرائيلي”. بهذه الطريقة، يُخفف العبء عليه، ما يسمح له بمواصلة حياته بشكل نسبي، حيث تتأثر حياته الشخصية جزئيًا وليس بشكل مستمر. بالطبع، يفرض هذا عبئًا اقتصاديًا على الدولة، ويكلف عشرات الملايين من الشواكل كل ثلاثة أشهر، لكنه يتماشى مع الأموال الإضافية التي تحاول الحكومة تقديمها للجنود فقط لضمان حضورهم.
يتابع الموقع: “بعض الضباط الذين تحدثوا معنا قالوا: إن هذا يضعف نموذج جيش الشعب، ويقوّض قيمه، ويحوّل دوافع الجنود من الخدمة بدافع الرغبة في الإسهام والصهيونية والفخر إلى معايير مالية، ما يحوّل الجيش فعليًا إلى جيش مهني، وذلك في العام الثاني من القتال”. وأضاف قائد وحدة ميدانية في الاحتياط: “من الجيد أن: “الدولة” (الكيان) تساعد جنود الاحتياط من الناحية الاقتصادية، وأيضًا الآن مع ثلاثة مليارات شيكل إضافية تضيفها وزارة المالية، لكن هذا منطقي لبضعة أشهر من الحرب. عندما يستمر الأمر للسنة الثانية، من دون أن نلاحظ، يتحوّل معظم جنود الجيش “الإسرائيلي” إلى موظفين بأجر”.
تابع: “هناك أيضًا ظاهرة “المُلحقين” التي تتزايد. هؤلاء شبان صغار، كثير منهم في سن 22-23، لمّا يجدوا بعد وظيفة ثابتة في الحياة المدنية، ويفضلون الخدمة في الاحتياط بسبب الحوافز المالية والمكافآت، لأنها ببساطة أكثر جدوى بالنسبة إليهم”. وأضاف: “هؤلاء الجنود المُلحقون يجري تعيينهم في الغالب لمهام دفاعية أقل أهمية، وعند تجدد القتال، سيجد القادة صعوبة في استخدامهم للمهام الهجومية، بسبب تأثيرهم على التنظيم وانعدام معرفتهم بالجنود النظاميين”.
كما أشار إلى أنه: “حتى إن هناك كتائب أنشأت فصائل وسرايا كاملة من “المُلحقين”. بالإضافة إلى ذلك، أصبح القادة أكثر تفهمًا لطلبات عدم الحضور للخدمة العسكرية، لأسباب عدة: يفضل “القادة” أن يأتي الجندي لعدة أيام ويساعد في التشكيل الناقص بدلاً من أن يُعاقب ويستبعد من الخدمة الاحتياطية بالكامل”؛ وفقًا لقوله.
قال “قائد” آخر: “كيف يمكن لقائد كتيبة، من الناحية الأخلاقية، أن يعاقب جندي احتياط خدم ما يقرب من عام كامل في غزة، أو لبنان، أو الضفة الغربية، وقاتل وخاطر بحياته، ولكنه لا يستطيع الآن الحضور للخدمة الاحتياطية الحالية بسبب مشكلات أسرية، أو صعوبات في دراسته الجامعية بسبب الغياب الطويل الذي تراكم عليه، أو الإرهاق النفسي، أو انهيار عمله التجاري؟”.
ووفقًا للموقع، أشاروا في “جيش” العدو “الإسرائيلي” إلى أن جهودًا كبيرة تُبذل لتحسين تشغيل تشكيل الاحتياط، مع التركيز على زيادة القوى البشرية النظامية والإفادة منها.