الشعب اليمني: ثابتون مع غزة.. والتصعيد الأمريكي سراب بقيعة!

موقع أنصار الله . استطلاع 

 

في رد فعلٍ قوي على التصعيد الأمريكي ضد الشعب اليمني، والاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها أبناء غزة من قبل الآلة الصهيونية،تحرك الشعب اليمني على كافة الأصعدة، بداية بالجانب العسكري عبر فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية ومن ثم استئناف استهداف العمق الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة وعلى المستوى الشعبي خرجت مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء والمحافظات يوم الاثنين للتأكيد على ثبات الموقف الشعبي تجاه الاتنصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، حيث شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء خروجاً جماهيرياً مليونياً يعكس الإرادة الصلبة للشعب اليمني وإصراره على مواجهة قوى العدوان والاستكبار، مهما بلغت التحديات.

في هذا الاستطلاع، نستعرض آراء عدد من القيادات الثقافية والناشطين والإعلاميين والمواطنين الذين شاركوا في هذا الخروج التاريخي. هؤلاء المشاركون أكدوا عبر آراءهم أن هذا الحشد يمثل رسائل تضامنية يمنية قوية، مؤكدين التزامهم بمسيرة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتمسكهم بالنهج الجهادي المقاوم والمدافع عن قضايا الأمة، مهما بلغت التحديات.

قدسية الخروج التاريخي في يوم الفرقان

وخلال هذا الحشد المهيب، أكد اليمنيون استمرارية موقفهم الثابت في التضامن مع القضايا العربية والإسلامية، حيث بعثوا برسالة حازمة للعالم بأن الشعب اليمني يقف بلا تردد إلى جانب إخوانه في فلسطين، مستعداً لمواجهة أي تهديد أو عدوان بكل عزم وبسالة، حيث أكد النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح أن “هذا الخروج التاريخي للشعب اليمني، تأييداً للقوات المسلحة اليمنية ونصرةً للشعب الفلسطيني، يضاهي ما حدث في يوم الفرقان. ذلك اليوم الذي خرج فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه المسلمون لمواجهة طواغيت قريش، الذين قالوا: “لنردنَّ بدراً، نعسكر فيها، ونذبح وننحر، وتعزف علينا المغنيات، ويسمع العرب بمسيرنا فلا يزالون يهابوننا أبد الدهر.”

واليوم، نجد أن ترامب يكرر نفس المقولة، فقد أتى ليعتدي على اليمن، وليعربد في بحارنا وأرضنا، ويرتكب أبشع الجرائم حتى يسمع العالم بجرائمه، فلا يزالون يهابونه. لكننا نقول له: ستعود بالهزيمة والخيبة والعار، واليمن ستؤدبك بإذن الله سبحانه وتعالى.

وفي جانب آخر من الرسالة، وجه العلامة محمد مفتاح لأبناء الشعب اليمني العزيز كل التحايا والمحبة والتقدير والإجلال والاحترام على مواقفهم المشرفة. لقد خرج هذا الخروج التاريخي والنوعي، الذي هو بلا شك محفوظ عند الله، ومحفوظ في تاريخ البشرية، وفي تاريخ شعوب الأمم. إنه موقف عظيم ومشرف، مساند لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومؤيد لإجراءات قواتنا المسلحة ضد الطغيان الأمريكي، في ظل هذا الصمت العربي المخزي للأسف.

واختتم رسالته قائلاً: “صمت الأنظمة، وصمت النخب، وصمت الشعوب، كان من اللائق أن يُستبدل به موقف مشرف يوازي موقف الشعب اليمني”.

 

صوت الوعي اليمني: تأكيد الموقف الديني والإنساني

وعن أهمية هذا الخروج، يقول حسن الصعدي، وزير التربية والتعليم والبحث العلمي: يأتي هذا الخروج في سياق الموقف اليمني المعروف منذ البداية؛ موقف ديني، إيماني، وإنساني. لا جديد في الأمر، فقد كان هناك موقف واضح من القيادة الثورية والسياسية اليمنية بالتوقف، بناءً على الاتفاق الذي حدث في غزة. وكما قيل: ‘إن عادوا عدنا’. وهذا ما حدث، فحينما عادوا بهذا الحجم من الكبرياء والتعالي، وبهذه العنجهية والظلم الغاشم المفرط الذي بلغ حدوداً غير مسبوقة، من تجويع شعب بأكمله – يزيد على مليوني فلسطيني يسكنون غزة – وممارسات يومية ظالمة ووحشية، واعتداءات متكررة على دول تساند أهل فلسطين في قضيتهم العادلة، كان آخرها الاعتداء على اليمن. وجدنا أن هذا الرد هو الموقف الطبيعي الذي يُفترض أن يكون موقف الأمة الإسلامية والعربية بأسرها.”

يستمر الصعدي في تأكيد ضرورة الوحدة في مواجهة العدوان، مشيراً إلى أن “هذا الموقف ينسجم تماماً مع الخط الوطني والإيماني لليمن، وفيه استجابة لموجهات قائد راية الجهاد الإسلامي السيد القائد، الذي دعا الشعب اليمني إلى حمل راية الجهاد ونصرة القضايا العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية، منذ فجر الدعوة المحمدية. إن الشعب اليمني بخروجه ، يؤكد مجدداً أنه ماضٍ على نفس النهج الجهادي الذي اختطه قائد الثورة المجاهد، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، مهما كانت التحديات.”

وعن رمزية الخروج، والذي يأتي متزامناً مع ذكرى غزوة بدر الكبرى، يشير الصعدي إلى أن”هذه الذكرى تُعد من توفيق الله سبحانه وتعالى، وتمثل محطة فارقة في تاريخ الإسلام؛ إذ رفعت معنويات المسلمين وأكدت لهم أن الإسلام ماضٍ ومستقبله خير. إن غزوة بدر كانت علامة فاصلة في تاريخ العرب والمسلمين والعالم بأسره، لذا فإننا اليوم نسير في ذات الخط والاتجاه، وبنفس الروح التي حملها أجدادنا الذين استجابوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعملوا على إحداث ذلك التحول الكبير في تاريخ الإسلام. ونحن، اليمنيين اليوم، بإذن الله، نُحدث نفس الفارق في تاريخ الأمة.”

ويسلط الصعدي الضوء على مسار الشعب اليمني في هذه اللحظة التاريخية والتزامه بالنهج الجهادي الذي يسعى لدعم القضية الفلسطينية. وعدا عن ذلك، فإن هذا الخروج الجماهيري يعكس وحدة الجبهة الإسلامية والعربية ضد العدوان.

درب الجهاد المقدس ووعد النصر

وعلى مسار التأكيد بأن  الحشود المليونية التي خرجت يوم الاثنين تأتي استجابة حقيقية لنداء الجهاد والنصرة، وتأصيل رسالة التضامن والمقاومة التي تمثل محور اهتمام الشعب اليمني في ظل الظروف الراهنة، أوضح، الناشط الثقافي والإعلامي، عبدالقدوس الشهاري أن “خروج الشعب اليمني اليوم جاء للرد على العربدة الأمريكية التي شهدناها قبل يومين، عندما شن الطيران الأمريكي 47 غارة على اليمن، أسفرت عن أكثر من 60 شهيداً وجريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء. خرج الشعب اليمني ليؤكد ثباته على موقفه الداعم لأبناء غزة وقضايا الأمة، معلناً تأييده لمطالب السيد القائد، التي تنص على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين، وفك الحصار عن الفلسطينيين، ورفض التهجير القسري لأبناء غزة.

ويلفت الناشط الشهاري إلى أن الشعب اليمني بخروجه المليوني، يؤكد لإخوانه الفلسطينيين أنه ما زال على نفس النهج، بنفس القوة والثقة التي عاهد الله عليها، وأنه سيواصل درب الجهاد المقدس حتى تحقيق نصر الله الموعود كما ورد في القرآن الكريم. خرجنا اليوم لنواصل نصرتنا لأبناء غزة، ولنعلن أننا، بإذن الله، منتصرون على قوى الظلم والاستكبار العالمي، أمريكا وحلفائها.

وأكد “خرجنا لنؤكد أننا ماضون على نفس النهج والطريقة في التولي للسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، ملتزمين بما يأمر به. كما خرجنا اليوم لنوجه رسالة واضحة لأمريكا و”إسرائيل”: الشعب اليمني مستمر في التحدي، وأن الضربات الأمريكية لن تزيده إلا إصراراً وعزيمة وقوة لمقاومة كل أشكال العدوان الغاشم.”

ونوه الشهاري بالقول “أما بالنسبة للرئيس الأمريكي المعتوه ترامب، الذي يتغنى به العالم وتمتلئ بترهاته النشرات الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، فنقول له: تهديداتك اليوم ترتد عليك، ولم تحقق منها شيئاً. لقد توعدت المكسيك وكندا وقناة بنما، فماذا حققت؟ وفي اليمن، لن يتحقق شيء من وعيدك وتهديداتك. الشعب اليمني يجدد اليوم عهده للسيد القائد، مؤكداً أنه ثابت على نفس الخطى، وأنه لن يتحقق لك شيء مما تريد، لأن الشعب اليمني ماضٍ وفق ما ترسمه قيادته الحكيمة من مسارات”.

من جانبه، قال مدير مكتب الصحابة بأمانة العاصمة، د. مطهر المنوري: إن خروج الشعب اليمني اليوم هو احتفاء بذكرى غزوة بدر الكبرى، وتجسيد لهوية الشعب اليمني الذي يثبت في كل خروج جماهيري مليوني أقوى دلالات التحدي والإصرار على مواجهة العدوان والباطل الأمريكي والإسرائيلي. هؤلاء الذين يمارسون الإبادة الجماعية بحق إخواننا في فلسطين المحتلة، وفي اليمن، وفي مختلف شعوب المقاومة في المنطقة.

وأكد “خرجنا اليوم لنؤكد للعالم أن هذا الإصرار من الشعب اليمني على مواجهة العدوان والباطل يأتي ترجمة لتوجهاتنا الإيمانية، واستجابة لتوجيهات قيادتنا الحكيمة التي رفعت من قدرات ومعنويات الشعب اليمني، وارتقت بمستواه إيمانياً، ثقافياً، وجهادياً، في ظل الخضوع والخنوع الذي يسيطر على بعض قيادات الدول العربية والإسلامية.”

وأوضح “رسالتنا اليوم إلى أمريكا ورئيس الشر ترامب، وإلى الإدارة الأمريكية التي تمثل شياطين العربدة الإرهابية ومجرمي القتل في العالم، هي أن الشعب اليمني لن يخضع ولن يركع لتهديداتكم. وبإذن الله، ستكون بداية نهايتكم على أيدي جيش الشعب اليمني العظيم والباسل، الذي يرسل المسيرات والصواريخ صوب حاملات طائراتكم، ويضرب بوارجكم التي ستضطر حتماً إلى الهروب. وبإذن الله، سنجبرها على مغادرة البحرين الأحمر والعربي، أو سنغرقها في مياههما”، مؤكداً “سينتصر الشعب اليمني، وسينتصر الإسلام والمسلمون بإذن الله تعالى. وستنكسر قوى الشر والطغيان في أنحاء العالم، لأن هذه القوى لا يمكن أن تنتصر ما دامت الشعوب تقف في مواجهتها وتتصدى لغرورها.

إلى الصهيوأمريكية: كياناتكم إلى خبر كان

عدد من الحضور في مسيرة “ثابتون مع غزة، ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد” من ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، شاركوا بآرائهم القيمة في الاستطلاع مؤكدين: “رسالتنا اليوم للعالم أجمع هي أننا ما زلنا ثابتين مع غزة، وسنواجه التصعيد بالتصعيد. خرجنا اليوم لنقول لترامب الأرعن المجرم، الذي توعد بتحويل اليمن إلى جحيم: “نحن من سيحول البحار إلى جحيم، ونحول قواعدكم إلى حطام، ونحول كياناتكم إلى خبر كان.”

ونقول لكم: “سترون في الأيام المقبلة ما هو أشد بأساً وأعظم تنكيلاً.” كيف لا، ونحن خرجنا اليوم بالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى؛ يوم الفرقان. هذا اليوم الذي يمثل فرقاناً بيننا وبينكم، بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر. والله سينصرنا وينصر كافة دول محور المقاومة والجهاد.

خرجنا اليوم استجابة لله ورسوله، واستجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، واستجابة لصرخات إخواننا المعذبين في فلسطين، أولئك الجوعى والمظلومين. خرجنا لنقول للأمريكيين والصهاينة، قتلة الأطفال والنساء: “ستهزمون بقوة الله، وبإذنه سننتصر.”

خرجنا لنقسم للعالم: “والله لو جمع ترامب ونتنياهو قوة العالم من شرقه إلى غربه، فإن ذلك لن يخيفنا، بل سيزيدنا إصراراً وعزيمة على إغراق حاملات طائراتكم وبوارجكم.” خرجنا لنؤكد للعالم أننا لن نتخلى عن نصرة إخواننا في غزة، ولن نفرط في قضايا أمتنا المصيرية، مهما بلغ زبد عربدة قوى الظلم والاستكبار الصهيوأمريكية.

ستُهزمون بقوة الله سبحانه وتعالى، فقد وعدنا الله بالنصر، عندما قال: “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.” نصر الله قادم لأوليائه المؤمنين. ونقول لقائد الثورة: “بيض الله وجهك، وسلام الله عليك لأنك اخترت هذا النهج؛ نهج الحق في نصرة إخواننا في فلسطين، نهج الأنبياء في الدفاع عن المستضعفين، ونهج الدفاع عن الإسلام والمسلمين في وجه الطاغوت الأرعن.”

ثابتون مع غزة، وسنواجه التصعيد بالتصعيد. نحن واثقون بالله سبحانه وتعالى، ومتكلون عليه في مواجهة أمريكا وإسرائيل. وما أمريكا إلا قشة، وليست كما تدعي أنها العصا الغليظة. يا أمريكا، نحن ماضون بعزم من الله سبحانه وتعالى، والنصر حليف المؤمنين: “ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.”

موعد النصر بات قريباً، وأمريكا بإذن الله ستخرج من المسرح؛ ستنتهي قريباً، وستكون غنيمة للمؤمنين بقوة الله. رسالتنا أننا ثابتون، وموقفنا ثابت مع إخواننا في غزة. لن نتراجع، لن نركع، ولن نذل. ولن يخزينا الله، إنه “الجبار ذو القوة المتين.”

إننا خلف قائد مسيرتنا القرآنية ماضون، وعلى نهج الجهاد سائرون. ثابتون بثبات قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وبثبات قيادتنا السياسية، وبقوة وبسالة قواتنا الصاروخية والطيران المسيّر. واثقون بنصر الله، ألا إن نصر الله قريب.

 

ختاما

بعظمة هذا الإصرار والروح الجهادية، يكتب اليمنيون صفحة جديدة في تاريخ المقاومة والجهاد، ويتطلعون إلى مستقبل مشرق تسوده العزة بعاقبة النصر بإذن الله، مختتما مسيرته المليونية في ميدان السبعين برسائل قوية حملتها شعاراتهم وهتافاتهم، مؤكدين على وحدة الصف وقوة الصمود في مواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي، وأن هذه المسيرة التاريخية لابد تعكس عزمًا ثابتًا وإيمانًا راسخًا بقضايا الأمة، وتثبت للعالم أن الشعب اليمني لن يتراجع عن الدفاع عن حقوقه وحقوق الشعوب المستضعفة.

قد يعجبك ايضا