مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: “يشكل أنصار الله التحدي الأصعب للهيمنة البحرية للولايات المتحدة وحلفائها”
أوضح “مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي وهو مركز ابحاث متخصص في السياسية الخارجية أنه و في عام ١٧٨١، أعلن الرئيس الأمريكي جورج واشنطن أنه “بدون قوة بحرية حاسمة، لا يمكننا تحقيق أي إنجاز حاسم. ومعها، كل ما هو مشرف ومجيد”. ولكن اليوم، تشكل جماعة أنصار الله، والمعروفة باسم الحوثيين، التحدي الأصعب للهيمنة البحرية للولايات المتحدة وحلفائها منذ واجهت أمريكا البحرية الإمبراطورية اليابانية في مسرح المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية بهذا الشكل.
وذكر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في تقرير له ، الجمعة ، أن الجيش الأمريكي أمام حصار البحر الأحمر يواصل تنفيذ ضربات واسعة النطاق على أهداف “الحوثيين” في اليمن للتصدي لهجومهم على التجارة العالمية ومحاولاتهم إضعاف إسرائيل. ولكن وبعد تهديد ترامب للحوثيين بانتهاء وقتهم ومنذ ذلك الحين، نفذ الجيش الأمريكي ضربات واسعة النطاق على أهداف “للحوثيين” في اليمن و حتى في ظل مزاعم ترامب بـ”إبادة الحوثيين بالكامل”، لا يزال “الحوثيين” صامدون.
وأوضح التقرير أن “الحوثيين اكتسبوا في السابق شهرتهم الدولية تحت راية “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” ثم برزوا بعد 7 أكتوبر 2023 كواحدة من أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية نفوذاً في الشرق الأوسط -بعد إطلاقهم أولاً صواريخ كروز على إسرائيل، ثم أعلنوا أي سفينة مرتبطة بإسرائيل هدفًا”.
وأضاف: “في محاولةٍ للتضامن مع حماس وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، شنّ الحوثيون هجماتٍ بطائراتٍ مُسيّرةٍ وصواريخَ هجوميةٍ أحادية الاتجاه بشكلٍ شبه يومي على سفنٍ تابعةٍ للبحرية الأمريكية وسفنٍ مدنيةٍ تابعةٍ لدولٍ أخرى تمرُّ عبر البحر الأحمر باتجاه إسرائيل”.
وأكد أن جمات “الحوثيين” أدت إلى أزمةٍ في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بخليج عدن، مما أدى إلى تعطيلٍ كبيرٍ للعمليات البحرية المعتادة في الممر. وكان هناك توقفٌ قصيرٌ في الهجمات في يناير/كانون الثاني من هذا العام، تزامنًا مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”. وعندما بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، اتبعت الولايات المتحدة نهجًا متحفظًا نسبيًا وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة امتنعت عن الرد على الحوثيين، فقد أفاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الولايات المتحدة وشركاءها شنّوا ضربات على الحوثيين أكثر من 260 مرة العام الماضي. لكنها لم تُنهِ هجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر.
وأكد أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسارعت وتيرة “الحوثيين”، في اكتساب وتطوير ونشر تقنيات عسكرية متطورة لاستهداف السفن. فقد تعلم الحوثيون تجميع الأسلحة وتعديلها بأنظمة توجيه أكثر تطورًا وتعديلات أخرى في مستودعات سرية، غالبًا ما تكون مدفونة في أعماق الأرض، في جميع أنحاء شمال وشرق اليمن”. كما تعلم “الحوثيون” تتبع السفن البحرية واستهدافها باستخدام الرادار وصور الأقمار الصناعية وبيانات أجهزة الإرسال والاستقبال البحرية المتاحة للعامة، وغيرها من الوسائل. وأظهر الحوثيون قدرات عالمية المستوى ومبتكرة في الحرب ضد السفن السطحية، بما في ذلك أول استخدام قتالي على الإطلاق لصاروخ باليستي مضاد للسفن في أوائل عام 2024″.
ونقل التقرير ما تحدث به وزارة الدفاع الأمريكي بأن الحوثيين استهدفوا السفن الحربية الأمريكية أكثر من 170 مرة، والسفن التجارية 145 مرة. كما كشفت وزارة الدفاع مؤخرًا أن الجيش الأمريكي أنفق ما يزيد عن مليار دولار في إطار جهوده لحماية السفن في البحر الأحمر – وهو مبلغ يفوق بكثير تكلفة المعدات الهجومية للحوثيين – مما يكشف عن ضعف الجيش الأمريكي في مواجهة الحرب غير المتكافئة، ويزيد من استنزاف قاعدة صناعية دفاعية أمريكية مُرهقة أصلًا لإنتاج المزيد من صواريخ الدفاع الجوي.
وأكد التقرير أن “الحوثيين لا زالوا يشكلون تهديدًا خطيرًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة”. مشيرا إلى تقديرات مجلة “الإيكونوميست” التي أكدت أن هجمات الجيش اليمني أدت إلى انخفاض الشحنات عبر البحر الأحمر بنسبة 70%، حيث اختار الكثيرون بدلاً من ذلك التوجه حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، مما أضاف نحو 3500 ميل بحري وعشرة أيام على الأقل من وقت السفر. ويُعدّ هذا أكبر اضطراب للتجارة الدولية منذ جائحة كوفيد-19.