الخارجية الإيرانية: لا تغيير في شكل المفاوضات
موقع أنصار الله – متابعات – 16 شوال 1446هـ
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إنّ مكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة لم يُحدّد بعد، لافتًا إلى أنّ المفاوضات، وانطلاقًا من الجدية في التعامل الدبلوماسي واختيار أسلوب موثوق بفعاليته واستنادًا إلى تجارب سابقة أثبتت جدواها، فإنّها ستستمرّ بشكلها الحالي غير المباشر، كي تأتي بنتائج مفيدة.
بقائي استهلّ المؤتمر الصحفي لهذا الأسبوع، بالإشارة إلى مستجدات المنطقة من المفاوضات الإيرانية – الأميركية، وإلى مواصلة الكيان الصهيوني الإبادة الجماعية وهمجيته بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل والصحفيين والمستشفيات والأطباء والبنية التحتية المحدودة، متجاهلًا عمليًّا وقف إطلاق النار الذي زعم الاتفاق عليه وعُيّن ضامنون له.
وأدان بقائي استمرار الكيان الصهيوني بخروقات وقف إطلاق النار في لبنان، إلى جانب استمرار الهجمات على سورية واليمن، باعتبارها هجمات تنتهك القانون.
لن نربط إدارة البلاد بالمفاوضات
وردًّا على سؤال حول إمكانية تعثر المفاوضات، شدد بقائي على أنّ إدارة إيران لن تُقيد بالمفاوضات، وذكر أنّ المفاوضات تجري حاليًّا، بينما تستمر الجهات كافة في عملها وفقًا للقانون ووفقا للإجراءات المعمول بها حاليًّا والعادية.
وأشار إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها إيران في حوار ومفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكدًا ضرورة أن يدرك المسؤولون أنّه يجب فصل الحديث عن الحوار الدبلوماسي والمفاوضات عن قضايا البلاد اليومية والمناقشات الأخرى التي يجب أن تسير كالمعتاد.
لا توجد خطة لتغيير شكل المفاوضات
وردًّا على سؤال آخر بشأن إمكانية تغيير أسلوب المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أكّد بقائي أنّه لم يطرأ أي تغيير على شكل وطريقة إجراء المفاوضات، وليس هناك أي خطة من هذا القبيل، لافتًا إلى أنّ المحادثات ستعقد بشكل غير مباشر، وبوساطة واستضافة وزير الخارجية العُماني.
وتابع بقائي: “في هذا الصدد، أوضح الوزير عباس عراقتشي في حديث مقتضب عقب الجولة الأولى من المحادثات، أنّ المحادثات ستعقد في مكان آخر غير سلطنة عمان. إنّها ليست قضية كبرى، المهم هو أن شكل وإطار التعامل بين إيران والولايات المتحدة سيبقى دون تغيير، وستجري مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان”.
وفي ما يتعلق بمكان إقامة المفاوضات، لفت إلى أنّه من الطبيعي أن تُتّخذ الترتيبات اللازمة عن طريق الوسيط وهو سلطنة عُمان، معربًا عن تقديره وشكره للجانب العُماني على حسن ضيافته وعن ثقته بأنّ عُمان ستقرر كيفية سير المفاوضات في الجولة المقبلة، وبذلك سيُتّخذ القرار والإعلان عن مكان المفاوضات من قبل إيران بعد أن يُعلن الجانب العُماني وجهة نظره الرسمية.
رفع العقوبات هو مطلب إيران الجاد في المفاوضات
وردًّا على سؤال حول انعقاد الجولة الأولى من المفاوضات مع أميركا في ظل استمرار سياسة العقوبات، وموقف إيران حيال ذلك، قال بقائي: “هذه مواقف متناقضة يعبّر عنها الأميركيون، وعليهم أن يحلوا هذا التناقض”، مشيرًا إلى أنّ أحد أسباب المفاوضات غير المباشرة هو أنّه لا يمكن الاستمرار في سياسة الضغط والتهديد في نفس الوقت، ومثل هذا النهج غير مقبول.
واستطرد بقائي بالقول، إنّ اعتماد المفاوضات المباشرة في ظل إصرار أحد الطرفين على اتباع نهج استبدادي واستخدام لغة التهديد واللجوء إلى القوة، ليست مفيدة بشكل عام ولا مقبولة لدى طرف مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يمكن أن تؤدي إلى نتائج، مؤكدًا أنّ المفاوضات ستستمر بنفس الشكل والطريقة التي اختارتها إيران.
وفي ما يتعلق بمحادثات مسقط، لفت بقائي إلى أنّه في هذه الجولة الأولى من المفاوضات أعربت الأطراف المعنية عن الأطر التي ترغب فيها، موضحًا أنّ موقف إيران بشأن القضية النووية واضح، وهي كانت ذريعة لخلق الأزمات على مدى عقدين من الزمن، مضيفًا أنّ مطلب إيران الجاد في هذه المفاوضات هو رفع العقوبات الجائرة المفروضة على إيران منذ عقود.
وزير الخارجية يضع الدول الإقليمية في أجواء محادثات مسقط
وعن ترحيب الدول العربية بعقد الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية – الأميركية غير المباشرة، قال بقائي: “نقدّر النهج الإيجابي والبناء الذي يتبنّاه جميع الجيران، ليس فقط في هذا التطور، بل أيضًا في التطورات التي حدثت في المنطقة، ونعتبر أمن جيراننا من أمن بلادنا”، لافتًا إلى أنّه وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، حدثت تفاعلات جيدة بين إيران والدول المجاورة، وهو ما كان استمرارًا لسياسة حسن الجوار.
وأكّد بقائي أنّ عراقتشي يضع الدول الإقليمية في أجواء محادثات مسقط ويطلعها بمستجداتها، حيث كان آخرها اتصالات هاتفية مع مصر وقطر والإمارات والكويت، مشيرًا إلى أنّ هذه العملية ستتواصل.
زيارة غروسي إلى طهران ستتم هذا الأسبوع
وعن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران، قال بقائي: “تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن هذه الزيارة، وفي مكالمة هاتفية قبل أيام، اتفق معه وزير الخارجية حول مبادئ الزيارة، وبعثتنا في فيينا تتابع تفاصيل الزيارة وجدول الأعمال والاجتماعات بهذا الخصوص”، لافتًا إلى أنّه من المفترض أن تتم هذه الزيارة خلال هذا الأسبوع، وأنّ هناك بعض القضايا اللوجستية التي ستُحل.
وردًّا على سؤال عما إذا كانت زيارة غروسي مخططة مسبقًا، أم أنّها مرتبطة بالجولة الأولى من المفاوضات الإيرانية الأميركية، أكّد بقائي أنّ الزيارة كانت مخططة مسبقًا، قائلًا إنّه إذا نظرنا إلى تاريخ المحادثة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية معه، فإنّنا نرى أنّ هذا التفاعل مع الوكالة يندرج ضمن تفاعلاتنا مع الوكالة، وتابع: باعتبارنا عضوًا في الوكالة، لدينا مطالب محددة نطرحها دائمًا مع الطرف الآخر ونحن جادون بشأنها، لذلك خُطّط لهذه الزيارة مسبقًا.
الكيان الصهيوني يقف وراء زعزعة الأمن في المنطقة
وردًّا على سؤال ما إذا كان الحوار والاتفاق بين إيران والولايات المتحدة سيؤديان إلى إنهاء الاضطرابات وإحلال السلام في المنطقة، أوضح بقائي أنّ التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة يعود إلى جهة مدمرة للغاية وهي “إسرائيل” و ما ترتكبه من الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، مشيرًا إلى أنّ ما يُسمّى بـ”إسرائيل” هي الكيان الوحيد الذي تعترف به الأمم المتحدة ككيان فصل عنصري، وهي الطرف الوحيد الذي يحتل حاليًّا أراضي دولتين في المنطقة وينتهك سيادة أراضيهما بشكل يومي.
وأضاف: “كونها الكيان الوحيد الذي احتل جزءًا من المنطقة لمدة 8 عقود، فإنّ انعدام الأمن والاضطرابات في المنطقة، والتي ابتُليت بها المنطقة، مع الأسف الشديد ناجمة عن مشكلة لا تريد الأطراف الغربية قبولها، وتعطي دائمًا الأطراف الأخرى الاتجاه الخاطئ”.
لا توجد أي عقبة أمام استثمار المواطنين الأميركيين في إيران
وبشأن إمكانية حضور المستثمرين الأميركيين في إيران، أكّد بقائي أنّ إيران لم تكن أبدًا عقبة أمام التعاون الاقتصادي والاستثمار لجانب آخر، وأنّ هذه المشكلة تعود إلى أميركا التي تحرم مواطنيها من أي تعامل اقتصادي مع إيران بسبب قوانيها المعقدة والمتشابكة، لذلك هذه هي مشكلة التي يجب على الجانب الآخر أن يفكر بها ليأخذ القرار بشأنها.
وأشار بقائي إلى عقد اجتماع ثلاثي بين إيران والصين وروسيا، وسفر مساعد وزير الخارجية الإيراني اليوم إلى روسيا لحضور اجتماع مؤيدي ميثاق الأمم المتحدة، كما توجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي إلى سلطنة عمان للمشاركة في المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن قضية رفع العقوبات القمعية والنووية.