صحيفة Stars and Stripes”” : “النقص الحاد في طواقم البحرية الأمريكية يهدد جاهزيتها العملياتية”

 

 

تواجه البحرية الأمريكية تحديات كبيرة في ظل النقص الحاد في عدد الطواقم البحرية، وهو ما يهدد قدرتها على الحفاظ على جاهزيتها العملياتية في ظل التصاعد المستمر للتهديدات البحرية العالمية التي تهدد نفوذها وهيمنتها.

النقص، الذي ألقى بظلاله على العمليات البحرية الأمريكية لعقود، أصبح الآن يشكل أحد أبرز القضايا التي تشغل المسؤولين العسكريين بينما تشير التقارير إلى أن الجهود المبذولة لتجنيد أفراد جدد قد أحرزت بعض التقدم، إلا أن هذه المحاولات تواجه صعوبات جمة تتعلق بالتدريب، والضغط المتزايد على البحارة الحاليين، وكذلك بطء عملية تكامل المجندين الجدد في صفوف الأسطول.

كبير ضباط الصف في البحرية الأمريكية، جيمس هونيا، حذر من أن التقدم المحرز في عمليات التجنيد لن يكون كافيًا لحل أزمة النقص الحاد في الطواقم البحرية على المدى القريب، مشيرًا إلى أن استعادة الجاهزية البشرية الكاملة للسفن قد تستغرق “عدة سنوات”. وجاءت تصريحاته خلال اجتماع عام عقد في 16 أبريل الجاري بقاعدة الخدمة في البحرين، حيث التقى بالبحارة المنتشرين في المنطقة.

 

وبحسب صحيفة Stars and Stripes الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية أكد هونيا أن البحرية تمكنت من التعاقد مع 40 ألف بحار خلال عام 2024، مما ساهم في تقليص العجز إلى 18 ألف بحار بعد أن كان 20 ألفًا، إلا أن هذا لا يعني نهاية الأزمة، إذ يستغرق تدريب المجندين الجدد تسعة أشهر على الأقل قبل أن يتمكنوا من الانضمام للأسطول. وأوضح أن البحرية الأمريكية أدخلت تعديلات على برنامج التدريب لاستيعاب التدفق الجديد، لكنه حذّر من إمكانية ظهور عقبات تنظيمية خلال العملية، خصوصًا إذا لم يتم تعزيز القدرات اللوجستية والتعليمية في مراكز التدريب.

وحذّر هونيا من أن الضغط لا يزال مستمرًا على البحارة الحاليين الذين يعملون لساعات طويلة دون راحة كافية، وهو ما يؤدي إلى الإرهاق ويحد من القدرة على أداء المهام بكفاءة. وقال إن الوصول إلى مرحلة تصبح فيها السفن مأهولة بالكامل “ليس بالأمر السريع”، مضيفًا أن إعادة “فتح صنبور المياه” – في إشارة إلى تدفق الأفراد المؤهلين – تتطلب وقتًا وجهدًا مستمرين.

وأشار هونيا إلى أن التحولات الثقافية داخل البحرية، مثل مبادرة “كل بحار مجند” وتعيين أميرال برتبة نجمتين للإشراف على عمليات التجنيد، ساعدت في تحقيق نت هوائج إيجابية، لكن هذه المبادرات لا تزال في مراحلها الأولى ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها لمعالجة أزمة مزمنة امتدت لسنوات. وبرغم نبرة التفاؤل التي حملتها تصريحاته، إلا أن التحذيرات التي أطلقها تعكس حجم التحديات البنيوية التي تواجه واحدة من أكبر القوات البحرية في العالم.

في وقت سابق حذر مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي (GAO) في تقرير صادر في سبتمبر 2024 من تحديات خطيرة تواجه البحرية الأمريكية تتعلق بنقص الأفراد، وضعف التدريب، وتأخر تحديث أنظمة اللوجستيات، وعدم دقة بيانات توزيع البحارة، وغموض إرشادات التوفير. وأشار التقرير إلى أن 63% من ضباط التنفيذ واجهوا صعوبة في إكمال الإصلاحات أثناء الرحلات بسبب نقص البحارة، بينما أفاد 64% بصعوبة التدريب النظري و75% بصعوبة الإصلاحات نتيجة إرشادات غير دقيقة حول الوقت والمهارات المطلوبة. كما كشف عن اعتماد البحرية على أنظمة لوجستية قديمة مع تأخر في تحديثها، مما يعيق كفاءة الصيانة. وأوضح أن بيانات توزيع الأفراد غير موثوقة بسبب قواعد تسمح بحساب بحارة من رتب أدنى في مناصب أعلى، إلى جانب قوائم سماح غير محدثة وإرشادات توفير غامضة.

تظل الأزمة في النقص الحاد للطواقم البحرية الأمريكية تشكل تهديدًا حقيقيًا على قدرة البحرية على الاستعداد والجاهزية في حماية مصالحها الاستراتيجية حول العالم. ورغم محاولات القيادة الأمريكية سد هذا العجز من خلال تجنيد أعداد إضافية من البحّارة، إلا أن هذه الجهود لا تزال تواجه عراقيل كبيرة في تطبيقها على الأرض بينما يستمر الضغط على البحّارة الحاليين الذين يعانون من إرهاق متزايد نتيجة ساعات العمل الطويلة، ما يحد من قدرتهم على تنفيذ المهام بأعلى كفاءة.

قد يعجبك ايضا