نشرت مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية تقريرًا مطولًا للكاتب جيم غيراغتي بعنوان "الحوثيون حوّلوا مقاتلة سوبر هورنيت أمريكية إلى غواصة"، تناول فيه التطورات الأخيرة في الصراع بين الولايات المتحدة اليمن في ظل تصاعد الخسائر الأميركية في العتاد العسكري.
ووفقًا للتقرير، فقد سقطت مقاتلة من طراز F/A-18E Super Hornet تابعة للبحرية الأميركية في البحر، بعد أن فقدت السيطرة أثناء سحبها على متن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" (USS Harry S. Truman)، نتيجة انعطاف حاد اضطرت الحاملة للقيام به لتفادي نيران يمنية، وفقًا لما أفادت به مصادر عسكرية أميركية. وأكدت البحرية أن الطائرة ومركبة السحب سقطتا في البحر، بينما نجا الطاقم بأمان وأصيب أحد البحارة بجروح طفيفة.
ويُقدر ثمن الطائرة بأكثر من 60 مليون دولار، وهو ما اعتبره التقرير مؤشرًا على ارتفاع كلفة العمليات الأميركية في المنطقة. ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة من الخسائر الأخرى، حيث تمكن الحوثيون من إسقاط سبع طائرات مسيّرة أميركية من طراز "ريبر MQ-9" خلال أقل من ستة أسابيع، ثلاث منها خلال الأسبوع الأخير فقط، بقيمة إجمالية تفوق 200 مليون دولار.
وقال الكاتب رغم أن القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) أكدت أن القوات الأميركية لا تزال "قادرة على تنفيذ مهامها"، فإن هذه الخسائر الميدانية تطرح تساؤلات حول فعالية الحملة العسكرية الأميركية، خاصة في ظل تنفيذ أكثر من 800 ضربة جوية ضد أهداف حوثية منذ بداية الحملة، شملت مواقع قيادة ومرافق تصنيع وتخزين أسلحة متقدمة.
وانتقد التقرير وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لعدم تقديمه احاطات إعلامية مفصلة حول العمليات في اليمن، على عكس الاحاطات التي قدمها وزراء دفاع سابقون خلال حروب الخليج وأفغانستان والعراق. وأشار إلى أن القيادة المركزية الأمريكية تتحفظ على الكشف عن تفاصيل العمليات لأسباب أمنية، لكن هذا الحذر يحد من إطلاع الرأي العام الأمريكي على تطورات الصراع
واختتم الكاتب ان الحادث الأخير في البحر الأحمر يؤكد تصاعد التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية في مواجهة الحوثيين.