نشرت صحيفة "بزنس إنسايدر" الأميركية تقريرًا مطولًا، كشف عن أن حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري إس ترومان" تسببت بخسائر فادحة للبحرية الأميركية خلال انتشارها في البحر الأحمر، بلغت ما لا يقل عن 180 مليون دولار، بسبب سلسلة من الحوادث الجوية والبحرية منذ ديسمبر 2024.

وقالت الصحيفة،  إن الحاملة من فئة نيميتز فقدت ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت خلال عملياتها، كما اصطدمت بسفينة تجارية، ما أدى إلى إقالة قائدها السابق الكابتن ديف سنودن، وتعيين الكابتن كريستوفر هيل خلفًا له، وهو القائد السابق لحاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور".

أوضحت الصحيفة أن الطائرة الثالثة فُقدت يوم الثلاثاء أثناء محاولتها الهبوط على سطح الحاملة، حيث انقطع كابل الإيقاف وسقطت الطائرة في البحر. وتمكن الطياران من النجاة بعد قفزهما، ونُقلا بمروحية MH-60S لتقييم حالتهما، وتبيّن أن إصاباتهما طفيفة.

أما الطائرة الثانية، فقد سقطت في 28 أبريل أثناء سحبها في حظيرة الطائرات أسفل سطح القيادة، عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، وكانت على الأرجح على أحد مصاعد الطائرات الأربعة. وقد سقطت الطائرة مع جرار السحب في البحر، وقفز بحار من قمرة القيادة قبل لحظات من سقوطها، وأصيب بجروح طفيفة.

وقالت الصحفية تعود الحادثة الثالثة إلى 12 فبراير، حين اصطدمت "هاري إس ترومان" بسفينة تجارية قرب مدخل قناة السويس في البحر الأبيض المتوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن الحاملة تعرضت لأضرار في الجدار الخارجي لغرف التخزين ومنطقة الصيانة، كما لحقت أضرار بمساحة مناولة الحبال والمنصة فوق غرفة تخزين في السفينة التجارية. وقد انتقلت الحاملة إلى قاعدة بحرية في اليونان لإجراء إصلاحات.

واضافت في حادث منفصل، بتاريخ 22 ديسمبر 2024، أسقط الطراد الصاروخي الموجّه "يو إس إس جيتيسبيرغ" – المرافق لحاملة ترومان – طائرة F/A-18 سوبر هورنت فوق البحر الأحمر، في حادث وصفه الجيش الأميركي بأنه "نيران صديقة واضحة". ونجا الطياران بعد قفزهما من الطائرة.

قدّرت الصحيفة أن تكلفة الطائرة الواحدة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تبلغ نحو 60 مليون دولار، ما يعني أن فقدان ثلاث طائرات يشكل خسارة مباشرة لا تقل عن 180 مليون دولار، دون احتساب تكاليف الأضرار المادية الناتجة عن الاصطدام البحري أو الأعطال الأخرى.

أشارت "بزنس إنسايدر" إلى أن هذه الحوادث وقعت في إطار حملة عسكرية جوية مكثفة شنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ 15 مارس اليمن، عقب تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. واستمرت الحملة أكثر من سبعة أسابيع، وشملت مشاركة خمس حاملات طائرات أميركية، من بينها "ترومان"، التي اعتُبرت من أكثرها تعرضًا للحوادث.

وحول حادث السقوط الأخير، أوضح التقرير أن الطائرات عادة ما تهبط على سطح الحاملة باستخدام منجنيقات ومعدات إيقاف، وهي كابلات مشدودة تلتقط خطاف ذيل الطائرة لإبطاء سرعتها. وأي عطل في الكابلات أو النظام الهيدروليكي الهوائي قد يؤدي إلى فشل عملية الإيقاف، كما حدث يوم الثلاثاء.