العميد عزيز راشد: تكتيكات الجيش اليمني الجديدة واعتماده على المناورة باستخدام تكنولوجيا متطورة أسهم في قلب المعادلات رأسا على عقب، وأربك العدو الأمريكي.
العميد عبد الغني الزبيدي: العدو الأمريكي تفهم رسائل القوات المسلحة اليمنية، وأدرك أن استمراره في العدوان على البلد يكلفه المزيد من الخسائر الاقتصادية والمادية والبشرية، ناهيك عن تكريس سقوط هيبته في المنطقة.

 

موقع أنصار الله - محمد المطري

من التهديد والوعيد بجلب الجحيم على اليمن والقضاء التام على قدراته العسكرية، إلى الإعلان الفوري بوقف العدوان والاعتراف بشجاعة الخصم، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعلن إنهاء العدوان على اليمن.

منذ منتصف مارس الماضي ولخمسين يوماً من التصعيد استهدف العدو الأمريكي العديد من المنشآت الخدمية والحيوية في البلد، وقتل وأصاب مئات المدنيين، ولكن دون جدوى، فالأهداف التي أعلنها لم يتحقق منها أي شيء، وأصوله العسكرية الاستراتيجية باتت في دائرة النيران اليمنية، ناهيك عن ارتفاع كلفة العملية العسكرية في العدوان على البلد، وهو ما دفع العدو الأمريكي لإعلان وقف العدوان.

ويُعَدُّ الإعلان الأمريكي الفوري لوقف العدوان على اليمن إقراراً بالفشل والهزيمة، إذ أن المعتدي لم يحقق أياً من أهدافه المرسومة، بل تعرضت أسلحته الاستراتيجية التي يفاخر بها إلى السقوط المدوي في اليمن؛ كطائرات أم كيو9 التي أٌسقط منها 22 طائرة، وكذا سقوط 3 طائرات حربية من طراز إف18.

في آخر خطاب له أكد السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- أن غارات العدوان الأمريكي الجوية والبحرية على البلد بلغت 1712 غارة، في حين بلغت عمليات الإسناد اليمنية في تلك الفترة 131عملية، وهو ما يعكس عدم تأثر القدرات العسكرية اليمنية بالعدوان الأمريكي.

واشنطن أجبرت على وقف العدوان

يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد أن تعرض الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية للاستهداف من قبل القوات اليمنية أجبر الولايات المتحدة على الوقف الفوري للعدوان على اليمن.

 وفي حديثه لموقع أنصار الله يؤكد راشد "تكتيكات الجيش اليمني الجديدة واعتماده على المناورة باستخدام تكنولوجيا متطورة أسهم في قلب المعادلات رأسا على عقب، وأربك العدو الأمريكي، مشيرا إلى أن إيقاف العدوان الأمريكي على اليمن جاء بعد تيقن العدو بفشل عدوانه العسكري وعجزه التام في تحقيق أهدافه التي وضعها، والمتمثلة في حماية السفن الإسرائيلية والحد من القدرات العسكرية اليمنية.

ويلفت راشد إلى أن العدو الأمريكي أدرك خطورة استمرار التصعيد ضد اليمن، وذلك كون أصوله العسكرية والاستراتيجية من حاملات الطائرات وطائرات الاستطلاع باتت ضمن دائرة الاستهداف اليمني، لاسيما وأن تلك الدفاعات الجوية قد أخفقت في اعتراض الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة.

ويشير إلى أن إرباك الدفاعات الجوية الأمريكية وإحباط العديد من العمليات الهجومية وكذا فشل الاستخبارات العسكرية وضع العدو الأمريكي في مأزق كبير وخطير، لافتا إلى أن التكنولوجيا العسكرية للقوات اليمنية مثلت صدمة مدوية للعدو الأمريكي، وبالذات تقنية الصواريخ الفرط صوتية والتي تعجز منظومات الدفاع العالمية في التصدي لها أو اعتراضها.

وتعكس القدرات العسكرية اليمنية في إسقاط الطائرات الأمريكية وتجاوز دفاعاتها الجوية -الأكثر حداثة في العالم- إضافة إلى الاستهداف المتواصل لحاملات الطائرات الأمريكية وهي من أهم أصول القوات الأمريكية، تعكس الطفرة النوعية للقوات المسلحة اليمنية، والتي حققت توازن ردع مع أقوى دول العالم، بالرغم من فارق الإمكانيات.

 

 

إخراج حاملات الطائرات عن الخدمة

ويعتبر إحباط الهجمات الأمريكية على اليمن وكشف مخططاتها العدوانية، إضافة إلى تحديد الأهداف وضربها، جزءاً من التفوق الاستخباراتي اليمني اتقنته القوات المسلحة اليمنية في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي، في الوقت الذي أخفقت فيه الاستخبارات الأمريكية عن تحديد التحركات العسكرية ومخازن الأسلحة، وهو ما اتضح جلياً في حديث وسائل الإعلام الأمريكية بقولها إن قواتها "تخوض حربا عمياء في اليمن".

وحول هذا يؤكد عزيز راشد أن القوات اليمنية أثبتت كفاءة عالية في الاستخبارات العسكرية وكشف الأهداف وتحديدها، سواء في مواجهة العدو الأمريكي أو العدو الإسرائيلي. ويرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوفت من ظهور منافسين دوليين جدد في المنطقة، الأمر الذي دفعها لإعلان وقف العدوان على اليمن، موضحا أن أمريكا خافت من تعرض حاملات طائراتها للغرق من قبل القوات اليمنية، والذي سيؤدي إلى سقوط سمعتها عالميًا.

ويقول راشد "إغراق حاملات الطائرات أو تضررها يكلف العدو الأمريكي ملايين الدولارات، لافتا إلى أن تكلفة إنتاج حاملة الطائرات الأمريكية تصل إلى سبعة مليارات دولار، في حين تصل كلفة صيانتها إلى 500 مليون دولار في الحالات الاعتيادية، بينما تصل صيانتها أثناء تعرضها إلى إصابات متعددة إلى ملياري دولار، وهو ما يعكس حجم الكلفة الاقتصادية الباهظة على العدو الأمريكي.

ويضيف "بعد استهداف العدو الأمريكي لميناء رأس عيسى وبعض المنشآت الخدمية والحيوية، أعلنت القوات اليمنية التصعيد في عملياتها العسكرية ضده، وهو ما أوجد مخاوف أمريكية من استهداف لحاملات النفط الأمريكية والأوربية، ليعلن الأمريكي على أثر ذلك وقف عدوانه على البلد.

استنزاف الأسلحة الأمريكية

ووفق وسائل الإعلام الأمريكية فإن التصعيد الأمريكي على اليمن تسبب في استنزاف الأسلحة الاستراتيجية لدى أمريكا، وهو ما دفع مجلس الكونغرس إلى مساءلة البنتاغون عن جدوى العمليات العسكرية في اليمن ومدى تحقيقها للأهداف المعلنة.

وفي السياق يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عبد الغني الزبيدي أن القوات المسلحة اليمنية كانت توجه الرسائل المتعددة من خلال استهداف حاملات الطائرات إلى العدوان الأمريكي، مفاد تلك الرسائل أن لدينا القدرة على إغراق حاملات الطائرات بشكل تام.

ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن العدو الأمريكي تفهم رسائل القوات المسلحة اليمنية، وأدرك أن استمراره في العدوان على البلد يكلفه المزيد من الخسائر الاقتصادية والمادية والبشرية، ناهيك عن تكريس سقوط هيبته في المنطقة.

ويرى الزبيدي أن وقف العدوان الأمريكي على اليمن واستمرار العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الإسرائيلي يؤسس لمرحلة جديدة، يكون فيها اليمن لاعبا إقليميا ودوليا فاعلا يصعب تجاوزه.

ويعتبر الزبيدي الانكسار الأمريكي وتراجعه عن العدوان ثمرة من ثمار الصمود اليمني، وثباته على الموقف المناصر لغزة، وتحمله كل تبعات العدوان. مشيرا إلى أن الاستهداف الأمريكي للمنشآت الخدمية والحيوية أتى بهدف الضغط على الشعب اليمني لتحريضه على القوات المسلحة، غير أنه فشل في ذلك.