رئيس وكالة الصحافة اليمنية ساري:المسيرات الشعبية العمود الفقري للموقف اليمني المناصر لغزة.
موقع أنصار الله – محمد المطري
تشهد الساحات اليمنية زخمًا جماهيريًا أسبوعيًا متصاعدًا منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م وحتى اللحظة، تأكيدًا على الموقف المناصر لغزة، وتجديدًا للتفويض المطلق للقيادة الحكيمة والقوات المسلحة اليمنية في عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي وحلفائه.
وتعود أهمية المسيرات الشعبية في كونها تجسد تكامل الموقف اليمني الرسمي والشعبي المساند للقضية الفلسطينية، إضافة إلى دور المسيرات الشعبية في إقامة الحجة على الشعوب العربية والإسلامية المتنصلة عن نصرة غزة.
ومن الدلالات الكبرى التي تحملها الجماهير الغفيرة في ساحات التظاهرات أنها تبعث رسائل التحدّي والثبات للعدوان الأمريكي والإسرائيلي، وتؤكد لهما أن الشعب اليمني على أتمّ الجهوزية في التصدي لأي عدوان قادم، إذ إن وسائل الإعلام العبرية تحلل باستمرارٍ التجمهرَ الشعبي الواسع في الساحات، وتبني عليه قرارات مستقبلية.
وبالرغم من الزخم الجماهيري المتصاعد طيلة الـ(74) جمعة ماضية، إلا أن التجمهر المليوني الواسع أمس الجمعة التي حملت عنوان مسيرات (مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع) كان لافتا ومميزا، إذ تزامن مع تسابق دول الخليج في استقبال المجرم ترامب وإهدائه الأموال الطائلة، في وقت يعاني قطاع غزة من الجوع بفعل الحصار الصهيوني الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من شهرين.
ويعد التجمهر المليوني الواسع في ساحات المظاهرات وهتافاتهم بشعارات الاستنكار والإدانة على استقبال دول الخليج المخزي لترامب، تأكيداً أن تلك الدول المنبطحة لا تمثل العرب ولا تمت للإسلام بصلة.
وفي هذا السياق يؤكد الناشط السياسي أحمد العليي أن احتشاد الجماهير في الساحات يعكس اللحمة الوطنية ووقوفها خلف القيادة الثورية والسياسية في الموقف المناصر لغزة.
ويُوضّح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن المسيرات الجماهيرية تعبّر عن الشعب اليمني بمختلف مكوناته السياسية في الموقف المساند للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المظاهرات الشعبية الأسبوعية تجدد الاستنكار والإدانة لمجازر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وكذا إدانة صمت الأمم المتحدة المريب إزاء حرب الإبادة.
ويشير العليي إلى أن المظاهرات الشعبية المتواصلة في الساحات تأتي في سياق تكامل الموقف اليمني المناصر لغزة والانتصار لمظلوميتها، لافتاً إلى أن الشعب اليمني يولي اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية، وجعلها من أولوياته بصفتها القضية المركزية للأمة الإسلامية.
وينوه بأن الموقف اليمني المناصر لغزة أسهم بشكل فاعل وقوي في تعزيز صمود المقاومة، وتوحيد بوصلة العداء تجاه العدو الإسرائيلي بصفته العدو التاريخي والأزلي للأمة الإسلامية.
ويعيش الشعب اليمني في حالة نفير عام انتصارًا لغزة، منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م وحتى اللحظة، ليصبح الشارع اليمني حديث العالم.
ويشيد أحرار العالم بالموقف اليمني المناصر لغزة، مثمنين صموده الأسطوري في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي.
ويعكس التجمهر المليوني الأسبوعي في الساحات الإرادة الشعبية اليمنية وصلابتها وأنها عصية على الانكسار، وهو ما أحبط مخططات العدو الأمريكي الذي استمر في تصعيده الهستيري لقرابة شهرين كاملين مستهدفًا المنشآت الخدمية والحيوية، وموقعًا مئات الشهداء والجرحى.
وفي هذه الجزئية يصف الناشط الإعلامي أسامة ساري المظاهرات الشعبية بالعمود الفقري للموقف اليمني المناصر للقضية الفلسطينية، موضحًا أن زخم الجماهير في الساحات يثبت عدم تأثر اليمنيين بالمرجفين والمثبطين الذين حاولوا تخويف اليمنيين خدمةً للعدو الأمريكي والإسرائيلي.
ويرجع ساري ثبات الموقف اليمني وانفراده عالميًا في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية إلى الثقافة القرآنية التي انتهجها الشعب اليمني وجعلها أساسًا لتحركاته العملية.
ويلفت إلى أن التجمهر في الساحات يستنهض شعوب الأمة العربية والإسلامية ويدفعها على مغادرة دائرة الغفلة والتخاذل والخذلان، واستشعار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.
ويرى أن على جميع المسلمين التحرك والانتقال من اللاموقف إلى الموقف، داعيًا إلى الاستفادة من الموقف اليمني التاريخي والمشرف، والذي لم يتضرر قط، بل ازداد شرفًا ورقيًا عند الله وعند المجتمعات الإنسانية.
ويختم ساري حديثه بالقول: "الخروج اليمني المتصاعد يقدم نموذجًا تاريخيًا للموقف الشعبي المتماسك والفاعل في تأثيراته، وبساطته أيضًا، فالموقف غير مكلف ولا ثقيل، مجرد خروج شجاع وجريء وصادق، فالشعوب هي التي تمتلك إرادة التغيير، وبيدها صناعة المواقف ووقف الظلم والطغيان".
ووفق وكيل أمانة العاصمة علي اللاحجي، فإن المسيرات الشعبية المساندة لغزة، تعكس وعيًا جماهيريًا عاليًا واصطفافًا شعبيًا غير مسبوق خلف القضية الفلسطينية وخلف القرارات الحكيمة التي تتخذها الدولة اليمنية ممثلة بعاصمتها صنعاء.
ويقول اللاحجي -في تصريح خاص لموقع أنصار الله "تؤكد المسيرات المليونية أن دعم اليمن لغزة ليس مجرد موقف سياسي بل عقيدة راسخة ومتجذرة ومتغلغلة في دماء كل يماني عربي أصيل، وامتداد طبيعي لقرارات السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، والعمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي."
ويلفت إلى أن العمليات العسكرية المؤازرة لغزة مثلت تحولًا استراتيجيًا في موازين الردع والمواجهة ضد كيان العدو الإسرائيلي وحلفائه من قوى الاستكبار العالمي.
ويبقى الزخم الجماهيري منقطع النظير مستمراً ومتواصلاً باستمرارية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ليؤكد لأهالي غزة أننا لن نتخاذل عنهم ولن نتركهم أبداً، مهما عظمة التحديات والتضحيات.
في السياق ذاته، يؤكد مدير إذاعة سام إف إم حمود شرف أن الشعب اليمني بخروجه المليوني في الساحات يكرس الهزيمة الإسرائيلية والأمريكية، ويذكرهم بمستنقع اليأس والفشل الذي غرقوا فيه بعدوانهم على غزة واليمن ولبنان.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن الشعب اليمني يجسد أروع قيم الولاء والتسليم المطلق للقيادة القرآنية ممثلة بالسيد العلم عبد الملك الحوثي، حفظه الله.
ويبين أن الاستجابة المثلى للقيادة القرآنية تجعل الموقف اليمني في مواجهة اليهود وحلفائهم قويًا وصلبًا ومؤثرًا، يهزم الأعداء بكل آلياتهم وعتادهم وعدتهم التي يهيمنون من خلالها على العالم أجمع.