موقع أنصار الله - متابعات - 22 ذو القعدة 1446هـ

تراجعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل توتر سياسي متصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى مؤشرات اقتصادية سلبية من الصين، ما أثار القلق بشأن الطلب العالمي على الطاقة في المرحلة المقبلة.

انخفاض في أسعار خام برنت وغرب تكساس

سجّلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا بنسبة 0.2% لتبلغ 65.39 دولارًا للبرميل، في حين استقرت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 62.72 دولارًا للبرميل، وسط تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

مأزق في المحادثات النووية بين واشنطن وطهران

أثّر الجمود في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي سلبًا على توقعات السوق. فقد نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، تأكيده أن المحادثات “لن تصل إلى نتيجة” إذا استمرت واشنطن في الإصرار على وقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم.

من جانبه، شدّد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف أنشطة التخصيب، في ظل مخاوف غربية من أن هذه الأنشطة قد تمهّد لتطوير أسلحة نووية، في حين تصرّ إيران على سلمية برنامجها النووي.

ضغوط من تخفيض التصنيف الائتماني لأميركا

في سياق متصل، فرضت المخاوف المتعلقة بآفاق الاقتصاد الأميركي مزيدًا من الضغط على أسعار الخام. فقد خفّضت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية بدرجة واحدة يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى القلق من ارتفاع الدين العام الذي وصل إلى 36 تريليون دولار، ما أضعف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم.

تباطؤ اقتصادي في الصين

كذلك تأثرت الأسواق سلبًا ببيانات صينية أظهرت تباطؤًا في نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، مما عزّز القلق بشأن تراجع الطلب على النفط من أكبر مستورد للخام عالميًا. وقال المحلل في شركة “ستون إكس”، أليكس هودز، إن تعثر المحادثات النووية بدّد الآمال في رفع العقوبات عن إيران، والتي كان من الممكن أن تتيح لها زيادة صادراتها النفطية بما يتراوح بين 300 و400 ألف برميل يوميًا.

مشهد عالمي غير مستقر

تتواصل الضغوط الجيوسياسية التي تؤثر على حركة أسعار النفط، في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والغموض المحيط بالاقتصاد العالمي، والرسوم الجمركية الأميركية المتوقعة. وعلى الرغم من ذلك، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى “تقدّم إيجابي” في المسار التفاوضي مع أوكرانيا، بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددًا على استعداد موسكو للعمل على مذكرة اتفاق سلام مستقبلية.

توقعات حذرة للأسواق

تشير المعطيات الحالية إلى أن أسعار النفط قد تبقى تحت الضغط في الأمد القريب، في ظل ترقب الأسواق لأي تطورات في الملف النووي الإيراني، ومؤشرات الاستقرار الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة، إلى جانب النزاعات الجيوسياسية المستمرة.

ويبدو أن الأسواق ستظل رهينة تطورات متسارعة تتجاوز حدود العرض والطلب التقليديين، في وقت باتت فيه السياسة تلعب دورًا حاسمًا في رسم خريطة أسعار الطاقة العالمية.