موقع أنصار الله . تقرير | يحيى الربيعي
"شرف عظيم جداً لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نُثقّف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾: يؤتيه من يشاء، فنحن نحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم." هكذا أرادنا الشهيد القائد، السيد حسين بدرالدين الحوثي "رضوان الله عليه"، أن نكون، أمة متصلة جيلاً بعد جيل بكتاب الله، نوراً يُضيء الدروب ويُبدد ظلمات الجهل والضلال.
وانطلاقاً من إيمان راسخ بأهمية توجيه الجيل الناشئ، هذا الجيل الذي "نأمله إن شاء الله: أن يكون له إسهام كبير جداً، في تغيير واقع هذا الشعب نحو الأفضل، وفي تحقيق الآمال الكبيرة لشعبنا المسلم العزيز، وهذا الجيل الناشئ يستحق منا جميعاً هذا الاهتمام به، لا يبخل الإنسان بأي جهد، أو إسهام، يمكن أن يفيد، أن ينفع، أن يترك أثراً إيجابياً، هذه مسألة مهمة، شيء مقدس، وعمل عظيم، وعمل بنَّاء ومثمر، جديرٌ منّا أن نسهم فيه، أن نتعاون فيه، بكل ما يمكن." كما أكد ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، في كلمته بافتتاح الدورات الصيفية 1444هـ، ليرسم لنا خريطة طريق نحو بناء جيل قرآني يتحدى المستحيل.
إن مشروع الدورات الصيفية يعد مسارا تربويا تثقيفيا متكاملا، يهدف إلى بناء إنسان واعٍ، مستنير بثقافة القرآن الكريم، وتصحيح المفاهيم الدينية والثقافية المغلوطة، لبناء جيل عملي يتجه نحو بناء حضارة إسلامية شامخة.
إنه الاستثمار الأمثل لإعمار عقول وقلوب أبنائنا في عطلتهم الصيفية بأنوار المشروع القرآني من الثقافة القرآنية، وترسيخ الهوية الإيمانية، والعناية القصوى بجيل هو في أمس الحاجة للتثقيف والتعليم والمعرفة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن والتحديات. العطلة الصيفية فرصة تاريخية لتزكية الأبناء وتنشئتهم على المبادئ الإسلامية الصحيحة، وتوجيههم في الاتجاهات السليمة لبناء نهضة لا نظير لها.
وفي هذا الاستطلاع نهدف إلى تسليط الضوء على هذه الأنشطة المباركة، ورصد أثرها العميق والمباشر في حياة أبنائنا الطلاب، وكيف تسهم في بناء جيل قرآني واعٍ ومبدع، جيل يحمل لواء الحق ويصنع النصر.
في زيارة ميدانية لمدرسة "سيف الإسلام" للأنشطة الصيفية النموذجي، الواقعة في قرية القابل بمديرية بني الحارث بأمانة العاصمة صنعاء، نزلنا يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025، حيث يتجلى على أرض الواقع الأثر العميق لهذه المدارس المباركة في صقل مواهب أبنائنا الطلاب، وتعزيز قيمهم وسلوكياتهم، بالإضافة إلى دورها المحوري كحصن منيع ضد الفراغ ومخاطر الحرب الناعمة ورفقاء السوء.
وفي حلقات وفصول المركز التعليمية، التقينا بمجاميع من المبدعين، جميعهم أظهروا موهبة واضحة في التلاوة والحفظ، تُبشر بمستقبل واعد. كانت أجواء اللقاء حيوية، مليئة بالحماس، حيث طلبنا من كل طالب تلاوة مقطع من القرآن الكريم يفضله. كانت التلاوات مؤثرة، تلامس شغاف القلوب، وذات خشوع ملحوظ، خاصة من الطالب الأصغر سناً الذي أظهر إتقاناً للتجويد يفوق عمره بكثير، وكأنه شيخٌ جليل يتلو آيات ربه. تم تسجيل المقاطع بجودة عالية لتوثيق هذا الإبداع، حيث بدأت نجوم الإبداع تتلألأ، تغرد بأصواتها البريئة تجويداً لآيات من الذكر الحكيم، لتكون شاهداً على براعم النصر التي تنمو على هدى القرآن. (عرض فيديوهات لقراء من طلائع فتية القارئ الصغير).
مع طلائع الفجر.. إبداع يتلألأ وتجلي في الذكر الحكيم pic.twitter.com/k5AqLx7gU1
— يحيى محمد أحمد (@AhmdMhmd9023) May 25, 2025
ومن رحاب الحفظ والتلاوة، انتقلنا إلى عمق الشعائر الدينية، التي يتم تلقينها لطلائع فجر الغد المشرق بأنوار المسيرة القرآنية، والهوية الإيمانية الراسخة. من فقه الأعلام الأطهار، يتعلم أبناؤنا أصول الدين من فقه الصلوات والصيام والزكاة والذكر بالدعاء والاستغفار والتسبيح، فكان للعدسة وقفة مع أداء الشباب لصلاة ودعاء الاستسقاء، مشهدٌ يجسد معنى العبودية والتوجه إلى الله بكل خشوع. (فيديوهات صلاة الاستقساء)
ثم صعد على المنبر أحد مواهب فن الخطابة، شابٌ يافع لكن كلماته تحمل حكمة الشيوخ، آخذاً في تذكير الأمة بواجبها المقدس في إعلان التولي لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام ولأعلام الهدى، من خلال الاتباع والطاعة والتأسي والاقتداء والاهتداء بهم في جميع أمور الحياة. وأوضح أن: "(مبدأ الولاية هو المبدأ الحق الذي تحتاج إليه الأمة حاجة ماسة، حتى لا تكون أمة مفصولة عن ربها وعن نبيها وعن قرآنها وعن نهجها فتكون أمة مغلوبة. لأن مبدأ الولاية هو المبدأ الذي لا يمكن أن يُحفظ للأمة المسلمة كيانها وعزتها واستقلالها إلا به، إذا سقط هذا المبدأ فإن وراءه سقوط الأمة واختراقها وهيمنة أعدائها عليها)"، كلماتٌ كالصواعق، تُبين الطريق وتنير البصيرة. (فيديوهات مواهب الخطابة).
خواطر ومواعظ.. نورٌ يشع من شفاه المبدعين pic.twitter.com/f7dzlSOAZu
— يحيى محمد أحمد (@AhmdMhmd9023) May 25, 2025
وإذ بهمَم الحاضرين تصطف، متجهة بجباههم الشماء استقبلت قبلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليؤدوا عهد الولاء، معلنين البراءة من أعداء الله، زأجروا بعضاً من التمارين الرياضية. مشاهدٌ مهيبة تجسد روح التوحيد والرفض لكل أشكال الاستكبار.
عقب ذلك، صدحت ألسنة طلائع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، لتشع من بين شفاههم ألوانٌ من الخواطر والمواعظ، كلماتٌ تنبع من قلوبٍ ملؤها الإيمان، تُلامس الوجدان وتُضيء العقول.
وبلسان الشعر اليماني المتوارث، الذي يحمل في طياته شموخ الجبال وعمق التاريخ، دوت حناجر مجموعة من المبدعين، شموخاً بالانتصارات اليمنية على أعدائه وأعداء الأمة، وبياناً للهزائم المتوالية والتراجع الذي مُنيت به قوى الطغيان وسلاسل تحالفات العدوان المتكررة والمتنوعة، قائلاً:
واللهِ نُواصلُ الحربَ المُسعّرةْ
صمودُنا اليومَ فوقَ الحقِ ذاتهِ انتصارْ
وعجزُكم اليومَ في الواقعِ هزيمةٌ مُنكرةْ
للآن عاشَ اليمن وأنتم في تراجعٍ وانكسارْ
تليهم مباشرةً مجموعة الإنشاد والزوامل، إذ تُطرب مسامعنا بألحان عذبة، كلماتٌ تُشحذ الهمم وتُزكي النفوس، وتُلهب العزائم، لتؤكد أن الإبداع يُصنع في أحضان القرآن.
زوامل تُشحذ الهمم: ألحانٌ تُزكي النفوس pic.twitter.com/IEAgY9KXjH
— يحيى محمد أحمد (@AhmdMhmd9023) May 25, 2025
وحيث أظهروا وعياً عالياً ورغبة قوية في استغلال أوقات العطل الصيفية في استيعاب ثقافة القرآن وترسيخ الهوية الإيمانية، أجمع الطلاب على أن الدافع الأساسي لالتحاقهم بهذه الدورات هو حب القرآن الكريم والرغبة في زيادة حفظهم وتجويد تلاوتهم. بعضهم ذكر تشجيع الأهل ودورهم المحفز، وآخرون أشاروا إلى رغبتهم في استغلال العطلة بما ينفع، بعيداً عن لهو الدنيا وفتنها.
ومن أبرز الأنشطة التي ذكر الطلاب أنهم يستمتعون بحضور دروسها هي التجويد والحفظ الجماعي، والمسابقات القرآنية، التي تُشعل روح المنافسة الشريفة. أكدوا أن هذه الأنشطة ساعدتهم بشكل كبير على تصحيح مخارج الحروف، وتحسين نبرة الصوت، وزيادة التركيز أثناء التلاوة. قال الطالب الأصغر بابتسامة تملؤها البراءة: "صرت أقرأ مثل المشايخ الكبار، وهذا بفضل الأستاذ"، كلماتٌ تُلامس القلب وتُشعل الأمل.
وعن المفاهيم والقيم المكتسبة، تحدث الطلاب عن تعلمهم لأهمية الصبر، والإخلاص في العمل، وأخلاق الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، التي تُبنى عليها مجتمعات قوية. حيث ذكر أحدهم: "..., علمتني كيف أكون مسؤولاً عن وقتي وعن نفسي، وكيف أطبق ما أتعلمه في حياتي"، وهو ما يدل على وعي مبكر بالمسؤولية.
وعلى جانب السلوك والأخلاق، أكد الطلاب أنهم لاحظوا تحسناً في تعاملهم مع الأهل والأصدقاء، وزيادة في الاحترام والتعاون، ما يُبرز الأثر الإيجابي لهذه الدورات على بناء شخصياتهم. قال أحدهم: "صرت أفكر أكثر قبل أن أتكلم أو أتصرف، وأحاول أن أكون قدوة حسنة لإخوتي الصغار"، كلماتٌ تُجسد المعنى الحقيقي للتربية القرآنية.
وفي رسالة تشجيع صادقة، اتفق الطلاب على أن الدورات الصيفية هي "فرصة ذهبية لا تعوض"، حاثين أقرانهم على المسارعة إلى الانضمام إلى صفوف المدارس الصيفية لتجنب الفراغ والاستفادة من الوقت، حيث أكدوا: "هنا تتعلم أشياء تنفعك في دينك ودنياك، أحسن من اللعب في الشارع"، نداءٌ صادقٌ ينبع من تجربة حقيقية.
وعبر الطلاب عن رغبتهم في أن يصبحوا "قراء مشهورين"، و"دعاة إلى الله"، و"مجاهدين في سبيل الله"، رابطين بين الثقافة القرآنية وقدرتهم على المساهمة في بناء مجتمع أفضل، ومواجهة التحديات الفكرية، وهو ما يؤكد أن هذه الدورات تبني جيلاً يحمل هَمَّ الأمة.
جمعتنا الصدفة باثنين من الآباء الكرام وهما في زيارة عابرة إلى المركز للاطمئنان على أبنائنا الملتحقين بالمركز الصيفي، حيث قالا بكلماتٍ مؤثرة تعكس حرص الآباء ووعيهم: "نحن المواطنين دفعنا بأبنائنا إلى هذه المراكز الصيفية لكي لا يكونوا محط مؤامرة للأعداء، لكي لا يفسدوهم، ولا يكونوا معرضين للثقافة المغلوطة والحرب الناعمة. دفعنا بهم إلى المراكز الصيفية لكي يتعلموا القرآن الكريم، ويتعلموا موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله. فالثقافة القرآنية هي من تحصن الجيل. ونحن مِن منطلق قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةَ﴾، دفعنا بأبنائنا لكي لا يكونوا فرصة سانحة أو لقمة سائغة للأعداء. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين." كلماتٌ تُجسد الوعي العميق لأولياء الأمور بمسؤوليتهم تجاه أبنائهم ومستقبل أمتهم.
تحدثنا إلى القائمين على تنظيم المراكز الصيفية، وكانت البداية مع منسق مديرية بني الحارث للأنشطة والدورات الصيفية الاستاذ محمد جابر صلاح الذي أبدى ترحيباً وتعاوناً كبيراً، حيث أوضح أن الدورات تعتمد برنامجا متكاملا، من أهمه حفظ القرآن الكريم وتجويده، دروس فقهية، السيرة النبوية، ودروس في الاخلاق والقيم، يكتسب من خلالها الطالب السلوكيات الحسنة والأخلاق الفاضلة، ولا يقتصر البرنامج الصيفي على هذا وحسب، بل هناك دروس تربي الأجيال على الصبر والقتال والجهاد، وتُعرِّف الطالب من هو عدوه ومن هو صديقه، وبشكل خاص ترسم صورة واضحة عن عداوة أهل الكتاب للمسلمين، والعداوة الصهيونية والأمريكية للمسلمين خاصة. بالإضافة إلى الأنشطة.. أنشطة متنوعة ترفيهية هادفة ورياضية. مشيراً إلى أن الهدف الأسمى هو "بناء جيل قرآني واعٍ، مثقف، ومسؤول، قادر على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية، والمساهمة في بناء حضارة إسلامية" تتحدى كل الصعاب.
وقال: "إن العطلة الصيفية ليست مجرد وقت للراحة، بل هي في حقيقتها فرصة ذهبية ومسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل واحد منا. من هذا المنطلق، تتجلى الأهمية القصوى للدورات الصيفية كحجر زاوية في بناء جيل واعٍ ومثقف، جيل يحمل نور القرآن ويسهم في نهضة مجتمعه."
وأضاف: "إن الدورات الصيفية أنشطة تكميلية لما يتلقاه أبناؤنا الطلاب في المدارس العامة، وترفيهية مقننة بأنشطة استكشاف المواهب وتنمية قدرات الطلاب على صقل مواهبهم في مختلف المجالات، وفي الوقت ذاته هي محور تربوي، تعليمي، وتثقيفي ذو أثر عميق على المستويات الإنسانية، الاجتماعية، والدينية لأبنائنا.
مذكرا أولياء الأمور بهذه الفرصة التي لا تقدر بثمن لاستثمار فترة العطلة الصيفية بشكل إيجابي، والاهتمام بأبنائنا، وتزكية أنفسهم بتصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ الهوية الإيمانية، وتنشئتهم على مبادئ وقيم الثقافة القرآنية.
وحذر صلاح من خطورة البديل، قائلاً بلهجة تحمل قلقاً مشروعاً: "دعونا نتخيل البديل: الفراغ. هذا الفراغ هو بيئة خصبة لنمو الإشكاليات والظواهر السلبية، التي تنشأ من غياب التوجيه، وسيرة رفقاء السوء. فالعطلة قد تتحول إلى بؤرة لتنشئة سلوكيات وتصرفات وأخلاق غير محمودة العواقب على مستقبل أبنائنا. والأدهى من ذلك، أن هذا الفراغ يمثل فرصة ذهبية للأعداء لاستهداف النشء، خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف عقول أبنائنا وتُحاول إبعادهم عن هويتهم وقيمهم."
وعبر تنسيقاته المباركة، انطلقنا إلى مركز سيف الإسلام في قرية القابل، وهناك شدد عبدالكريم العنسي، مسؤول الأنشطة ومحاضر في الدروس الصيفية، على الأهمية القصوى لهذه الدورات، ودورها المحوري في بناء جيل واعٍ ومثقف، مؤكداً أنها تمثل حصناً منيعاً لأبنائنا ومستقبل أمتنا.
وأكد أن تفعيل الدورات الصيفية بالشكل الذي يليق بها هو واجب شرعي ومجتمعي، مشيراً إلى أن كل واحد من المدربين والمعلمين هو "جندي لله" بمهام تربوية، تثقيفية، وجهادية شاملة، يعمل على الالتزام بسبعة محاور أساسية:
1. نشارك في التعليم بهذه الدورات باهتمام، وجد، واستمرارية من منطلق إدراكنا بأنها مسؤولية عظيمة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، فمن يحمل العلم عليه مسؤولية المساهمة في تعليم الآخرين.
2. إن التزامنا بالدوام وعدم التغيب أو الانشغال بشواغل أخرى أمر بالغ الأهمية. فغياب البعض يؤثر سلباً على الطلاب، ويزرع لديهم حالة الإحباط، ويُضْعف من تفاعلهم مع العملية التعليمية.
3. أن تكون مشاركتنا جادة، تقرُّباً إلى الله سبحانه وتعالى، وبنُصح، وبجد، وبإخلاص، وباهتمام، مع الحرص على الاستمرار في ذلك.
4. أن نمثل القدوة الصالحة لطلابنا في الاهتمام والأخلاق والسلوك. أن نحمل أثر القرآن المبارك في حرصنا الكبير على هداية هذا الجيل، وتربيته التربية القرآنية الإسلامية الحقيقية، التي تبنيه جيلاً حراً واعياً مسؤولاً، متمسِّكاً بأخلاق القرآن، وثابتاً على المبادئ الإلهية العظيمة والمهمة.
5. أن نقتدي برسول الله صلوات الله عليه وآله في الربط بين العلم النافع والعمل. أن نحرص على سلامة أبنائنا وشبابنا من المفاهيم الخاطئة، والأفكار الظلامية، وأن ندرك خطورتها عليهم.
6. إن نتحمل مسؤوليتنا في العناية بالأجيال الناشئة والاهتمام بها. فإذا لم نهتم، سيكون هذا تقصيراً، وتفريطاً، وذنباً.
7. أن نعمل على تزكية نفوس الجيل الناشئ وتربيتهم وتنشئتهم النشأة الطيبة المباركة. أن نسعى لما يقيهم من عذاب الله، وأن يكونوا مستنيرين بنور الله، مستبصرين بهدى الله، على بينةٍ من ربهم، على هدىً من ربهم، فلا يكونون عرضةً لإضلال المضلين، واستقطاب المفسدين.
واختتم العنسي تصريحه بالتأكيد على المخرجات المأمولة من هذه الدورات، مستشهداً بكلمات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله: "إذا ما سرنا وفق توجيهات أعلام الهدى، فإن ما نأمله إن شاء الله هو 'أن يكون للجيل الناشئ إسهام كبير جداً، في تغيير واقع هذا الشعب نحو الأفضل، وفي تحقيق الآمال الكبيرة لشعبنا المسلم العزيز.' إن إحياء الدورات الصيفية هو في جوهره إحياء للمجتمع بأكمله. فالتعليم الصحيح، والتربية، والتزكية، ترتقي بالجيل في مختلف مجالات الحياة، ليكون دعامةً لنهضة شعبه، وجيلاً راقياً، في معرفته، وأخلاقه واهتماماته. هذا هو الهدف الأسمى، وهذا ما نسعى لتحقيقه بكل جهد وإخلاص في مراكزنا الصيفية، سائلين الله العون والتوفيق."
وأشار إلى تفاعل إيجابي جداً من الطلاب، خاصة في حلقات التحفيظ والمسابقات، ورصد تحسناً ملحوظاً في أداء الطلاب التعليمي، وفي سلوكياتهم اليومية، مؤكداً أن الطلاب أصبحوا أكثر وعياً بالمفاهيم الدينية الصحيحة، وتم تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي قد يتلقونها من مصادر غير موثوقة.
ثم أدلى المعلم والمدرب طلال عبد الحسين ثابت، أحد المدرسين في مدرسة سيف الإسلام الصيفية النموذجية المفتوحة، بتصريح صحفي حول سير العمل وأهمية المراكز الصيفية، مؤكداً على دورها المحوري في تحصين الأجيال وبناء الوعي، مستشعراً عِظم المسؤولية.
وقال طلال: "أعمل مدرساً في مدرسة سيف الإسلام الصيفية النموذجية المفتوحة، برفقة مجموعة من الزملاء الأعزاء، الذين قدمنا إلى هذا المركز استجابة لدعوة القيادة الرشيدة. لقد دعا السيد القائد كل من لديه القدرة من المثقفين والأكاديميين والمعلمين لتقديم هدى الله والثقافة القرآنية. واستشعاراً للمسؤولية واستجابة لله ولدعوة السيد القائد، قدِمنا إلى هذا المركز لتقديم ما لدينا من ثقافة ولتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى طلابنا الأعزاء."
وأضاف: "إن المراكز الصيفية النموذجية المفتوحة، ومن ضمنها مدرسة سيف الإسلام، تعمل بهدف أساسي هو تحصين الشباب والنشء من الأفكار المغلوطة والأفكار الضالة التي هي دخيلة على إسلامنا وديننا ومجتمعنا اليمني المسلم الذي ينتمي إلى هذا الدين الحنيف."
وعن الطلاب، أكد طلال: "حقيقةً، وجدنا طلاباً نماذج، طلاباً على أرقى مستوى. لديهم الوعي الكافي بخطورة المرحلة التي يعيشها بلدنا العزيز، لا سيما في المواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي. لديهم وعي كامل بخطورة هذه المرحلة وبأهميتها، بما تمثله من مواجهة مع أئمة الكفر. هناك طلاب، حقيقة، نرفع لهم القبعة، طلاب قادرون على النقد، قادرون على تفنيد الشبهات، طلاب نماذج في كل المجالات."
وأشار طلال ثابت إلى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه مدرسة سيف الإسلام الصيفية النموذجية المفتوحة، قائلاً: "حتى أن مدرستنا أصبحت من المراكز والمدارس الصيفية المنافسة على المراكز الأولى على مستوى المديرية (مديرية بني الحارث)، وعلى مستوى أمانة العاصمة، وذلك في المسابقات الثقافية والأنشطة التثقيفية ومختلف المهارات، ما يعكس جودة التعليم والعناية المقدمة."
وعزا هذا التميز إلى: "وجود كادر يحمل المسؤولية، وعنده شعور عالٍ بالمسؤولية، كادر مدرب ومؤهل ولديه الكفاءة لحمل هذه الرسالة. لقد تم توزيع الإخوة المدرسين والزملاء كلهم في مكانهم، فإلى جانب العمل التربوي لتدريس الثقافة القرآنية والمواد التثقيفية، يقومون أيضاً بعمل إداري. فمثلاً، هناك مسؤول الأنشطة، والمسؤول الثقافي، والمسؤول التربوي، والمسؤول الرياضي. كل أستاذ، إلى جانب عمله التربوي، لديه عمل إداري، ولديه كفاءات وقدرات في هذا الجانب، يعمل على صقل مهارات الطلاب في هذا الجانب، سواء على المستوى الرياضي أو المهاري أو غيرها من القدرات الأخرى."
وفي ختام تصريحه، تحدث طلال عن الإقبال الكبير على المراكز الصيفية: "كذلك هناك إقبال كبير على التعليم في هذه المراكز الصيفية. لقد بلغ عدد المسجلين تقريباً في هذه المدرسة أكثر من 545 طالباً، وهو عدد أكبر بكثير من العدد الذي كان متوقعاً لهذا المركز. حتى أن هناك مراكز في هذه المديرية وهذه المنطقة فُتحت لأول مرة، ما يدل على أن الإقبال على الثقافة القرآنية وعلى المدارس الصيفية النموذجية المفتوحة إقبال كبير وعظيم جداً. هناك وعي بخطورة هذه المرحلة، وهناك استشعار حتى من قبل الآباء الكرام الذين يتابعون أبناءهم بين الفينة والأخرى. هناك اهتمام كبير من قبل المجتمع، من قبل الجانب الإشرافي والجانب الرسمي والجانب الشعبي، وهناك تكاتف لإنجاح هذه الدورات، وحرص كبير لأن يخرج أبناؤنا الطلبة وهم على وعي كبير وعلى بصيرة عالية مما تلقوه في هذه المراكز الصيفية."
أظهر الاستطلاع أن الدورات الصيفية للثقافة القرآنية تمثل مشروعاً تربوياً وثقافياً حيوياً وفعالاً، يحقق نتائج إيجابية ملموسة على مستوى بناء شخصية الجيل الناشئ، وتوجيهه نحو الصلاح والوعي. إنها "درع واقٍ للنشء" من الفراغ ومخاطر الإنترنت ورفقاء السوء والحرب الناعمة، إنها "استثمار في المستقبل"، وإن مخرجاتها هي جيل واعٍ ومثقف ومبادر، قادر على إحداث تغيير إيجابي في واقع الأمة وتحقيق آمالها الكبيرة.
إن إحياء الدورات الصيفية هو إحياء للمجتمع ككل. لذا، نوجه نداءً صادقاً للمجتمع والجهات المعنية لزيادة الدعم المالي واللوجستي لهذه الدورات، فكل درهم يُنفق هنا هو استثمار في جيل النصر والتمكين. كما ندعو إلى التوعية الإعلامية المكثفة، من خلال إطلاق حملات إعلامية مكثفة تستخدم قصص نجاح الطلاب ومقاطع التلاوة الإبداعية لزيادة الوعي بأهمية الدورات ومواجهة حملات التشويه. ونُشدد على الاستثمار في تدريب وتأهيل المزيد من الكوادر التعليمية المتخصصة، لضمان جودة الأنشطة، والاستمرار في توثيق قصص النجاح للطلاب المبدعين، وتحويلها إلى مواد إلهامية تُحفز الأجيال القادمة.
من الحفظ والتلاوة إلى بناء الهوية الإيمانية pic.twitter.com/qTpfaqH40L
— يحيى محمد أحمد (@AhmdMhmd9023) May 25, 2025