نشرت مجلة فوربس الأمريكية تقريرًا  يعكس حالة التخبط التي يعيشها الكيان الصهيوني في وجه ضربات الجيش اليمني.

التقرير، الذي أعده الصحفي بول إيدون والمتخصص في شؤون "الشرق الأوسط،" كشف أن "إسرائيل" باتت تخوض حربًا جوية ضد اليمن بمفردها بعد انسحاب واشنطن من المشهد اليمني، وعودتها إلى حالة “التفرج الاستراتيجي” منذ مطلع مايو.

ووفقًا للمجلة، فإن الطائرات الإسرائيلية شنّت في 28 مايو غارات عدوانية جوية بعيدة المدى على مطار صنعاء الدولي، مدمرة آخر طائرة تجارية يستخدمها اليمنيون، وذلك بعد فشل دفاعاتها في التصدي لصاروخ باليستي يمني سقط قرب مطار "بن غوريون".

هذه الهجمات، بحسب المجلة،" تمثل اعترافًا إسرائيليًا بفشل حملة الردع، واضطرار الاحتلال إلى ضرب أهداف مدنية وثابتة بعد عجزه عن وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من أكثر من ألف ميل".

المجلة أكدت أن هجمات أنصار الله تواصلت بوتيرة شبه يومية رغم كل الغارات الإسرائيلية، حيث نفّذ الحوثيون سبع هجمات في 12 يومًا فقط منذ آخر هجوم جوي إسرائيلي في 16 مايو.

الطائرات الإسرائيلية، وبحسب فوربس، كانت تحتاج إلى مرافقة من ناقلات وقود للتحليق مسافة طويلة في كل مرة، وهو ما يعكس مأزق الاحتلال الذي لا يمتلك لا قواعد إقليمية ولا حاملات طائرات تمكّنه من تنفيذ ضربات مؤثرة في اليمن. وأكدت فوربس أن أمريكا لم تكتفِ بالتخلي عن "إسرائيل"، بل ثبت فشل منظوماتها الدفاعية "ثاد" و"أرو" في مناسبتين على الأقل في اعتراض صواريخ يمنية، ما اضطر الإسرائيليين إلى الاحتماء بالملاجئ بعد كل صفعة يمنية".

التقرير سلّط الضوء على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، مؤكدًا أن الكيان لا يملك معلومات دقيقة عن قيادات أنصار الله، ولا يستطيع تكرار تجربة الاغتيالات كما فعل في بيروت.

 وذكرت المجلة أن "تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي كاتس ضد السيد عبد الملك الحوثي تفتقر إلى أي قدرة تنفيذية، خاصة في ظل صعوبة التضاريس اليمنية وغياب أي قدرة على نشر قوات برية أو تنفيذ عمليات كوماندوز خلف خطوط النار".

 فوربس أشارت إلى أن كل الغارات العدوانية الإسرائيلية تركزت على أهداف اقتصادية ثابتة كالمطارات والموانئ، لكنها فشلت في تقليص قدرة أنصار الله على الهجوم، بل إن كل ضربة كانت تتبعها ضربات يمنية أشد وطأة.

وفي تذكير صريح بعجز الحملة الجوية الأمريكية التي انتهت مؤخرًا، نقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين اعترافهم بأن العملية لم تنجح في تحجيم القدرات العسكرية لأنصار الله، ولم تستهدف أي قيادات بارزة. وأشارت فوربس إلى أن الإسرائيليين باتوا الآن يتحملون العبء وحدهم، بعد أن أبلغتهم واشنطن برسالة واضحة: “اتركوا الأمر لنا”، لتتحول العبارة سريعًا إلى “أنتم تتحملون مسؤوليتكم”.