موقع أنصار الله - متابعات – 4 ذو الحجة 1446هـ

حذر ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، من أن الآلية الأميركية الصهيونية لتوزيع مساعدات إنسانية بقطاع غزة "غير مستدامة" وتنطوي على "إذلال" يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 20 شهرًا.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة "الأناضول" بجنيف، تحدث سونغاي فيها عن مخاطر هذه الآلية، مشيرًا إلى أنها تحمل "إذلالاً" يضاعف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع الفلسطيني، و"تفتقد للإنصاف والحياد والاستقلالية"، كما أنها "غير مستدامة".

وأضاف: "الوضع في غزة مأساوي لدرجة يصعب وصفها بالكلمات؛ هناك مجاعة واضحة، وسكان يعانون من سوء تغذية ظاهر للعيان في ظل قصفٍ مستمر، وفي خضم هذه المعاناة نجد خطة توزيع مساعدات بها مشاكل جوهرية، بدءا من مبدأ الحياد، مرورا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاء بمخاطرها العملية".

يذكر أنه منذ أيام بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" صهيونية - الأميركية (مسجلة في سويسرا) المرفوضة أمميًا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدًا بمناطق في جنوب ووسط قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.

 

إذلال جماعي

إلى ذلك، نقلت "الأناضول" عن سونغاي "انتقاده صراحة آلية توزيع المساعدات" عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" في ظل "وضع كارثي بكل المقاييس" في غزة، وقوله "أبلغنا القائمين على المؤسسة، وكذلك سلطات كيان العدو الصهيوني الغاصب ، أن هذا النظام غير مستدام، وبه عدة مشاكل جوهرية، بدءًا من مبدأ الحياد، مرورًا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاءً بمخاطرها العملية".

وشدد على أنه "لا يمكن أن نتوقع من النساء والأطفال والمسنين والمرضى والجرحى أن يسيروا كيلومترات للوصول إلى نقاط توزيع محدودة في جنوب غزة فقط، بينما يبقى بقية القطاع محرومًا تمامًا من المساعدات".

وعليه، جدد المسؤول الأممي المطالبة بضرورة وصول المساعدات إلى حيث يوجد الناس "لا أن يُجبروا على المخاطرة بحياتهم للوصول إليها".

كما ونقلت الوكالة عنه إشارته إلى أن "المشاهد الصادمة التي وثقتها عدسات المصورين وتظهر تزاحم المدنيين خلف الأسلاك الشائكة في طوابير مذلة للحصول على الطعام الذي توزعه تلك المؤسسة المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا تعكس واقعًا مريرًا لا يمكن قبوله".

وأوضح: "ما رأيناه يوم 27 أيار/ مايو الجاري من فوضى ومعاناة هو نتيجة مباشرة لهذا النظام المختل. الناس يموتون جوعًا، وباتوا يندفعون بشكل يائس نحو أي شيء يمكنهم الحصول عليه. هذا ليس توزيع مساعدات، بل إذلال جماعي".

وعلى هذا النحو، أضح سونغاي أن الأمم المتحدة لم تشارك في آلية توزيع المساعدات عبر تلك المؤسسة انطلاق من هذه المخاوف، مبينًا أنه "أوضحنا موقفنا بجلاء، هذا النظام لا يمكن أن يكون مستداما ولا يلبي احتياجات الفلسطينيين".

كما أبرز المسؤول الأممي رفض سكان غزة لتلك الخطة الصهيونية - الأميركية "تحدثنًا مع الناس هناك، وهم أيضًا يرفضونها".

وكانت العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها ألية عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع مساعدات، لتكون البديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي حظرتها الكيان الصهيوني حديثا.

 

"علينا التحرك فورًا"

من ناحية أخرى، أكد سونغاي أن الأمم المتحدة، بما في ذلك المفوض السامي فولكر تورك "دقا ناقوس الخطر مرارًا بشأن استخدام التجويع كسلاح جماعي".

وناشد قائلاً إن "تجويع المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ويجب أن يتوقف فورًا".

ووفقًا لسونغاي، تسببت هذه السياسة الإسرائيلية في تهجير نحو 900 ألف شخص، أي ما يقارب نصف سكان غزة منذ مطلع مارس الماضي، بدفعهم إلى "زوايا ضيقة تشكل 20 بالمئة فقط من مساحة القطاع، حيث لا مياه نظيفة، ولا طعام كاف، ولا حتى مستشفيات آمنة"

وشدد سونغاي أن على أن المجتمع الدولي "مطالب بالتحرك فورًا" لوقف هذه الكارثة.

وبدعم أمريكي مطلق، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 175 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.