نفذت موجة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مساء اليوم باتجاه مواقع مختلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في إطار عملية "الوعد الصادق 3" التي دخلت يومها الثالث.
واستهدفت صواريخ الحرس الثوري مواقع في "تل أبيب"، حيفا، مطار اللد "بن غوريون"، وقاعدة "نواتيم" العسكرية، وغيرها من المواقع الحيوية.
وفي تطور لافت، نفذت إيران ولأول مرة هجوماً صاروخياً في وضح النهار، ما يشير إلى تغيير واضح في التكتيك ورسالة سياسية واضحة للعدو.
وتأتي هذه الهجمات في سياق الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي شمل غارات جوية على الأراضي الإيرانية أسفرت عن استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، إلى جانب عدد من المدنيين الأبرياء.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية قد أكدت أنه تم فتح نحو 12,000 طلب تعويض نتيجة الأضرار الواسعة التي لحقت بمناطق متعددة داخل الكيان جراء الهجمات الإيرانية الأخيرة، مضيفة أن "وزارة المالية" الإسرائيلية تُجري مناقشات مكثفة بشأن إدارة الميزانية العامة في ظل التكاليف الباهظة التي تتطلبها منظومة الدفاع، كما تناقش الانعكاسات الاقتصادية الخطيرة الناتجة عن الشلل شبه الكامل للنشاط الاقتصادي في الكيان.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول في "حكومة" العدو أن الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإيرانية خلال الليلتين الماضيتين فقط، تُقدّر بمليار "شيكل".
أما القناة 12 الصهيونية فأكدت تصاعد أعمدة الدخان في حيفا بعد سقوط صواريخ إيرانية بشكل مباشر، أما القناة 14 الصهيونية فأكدت أن صاروخا إيرانيا سقط في حيفا وتسبب في أضرار كبيرة بعدد من المباني
وذكر إعلام العدو أن الصواريخ الإيرانية استهدفت مصانع "رفائيل" العسكرية الإسرائيلية في حيفا المحتلة، كما أكدت وقوع أضرارا مباشرة بمبنيين سكنيين في المنطقة الساحلية بالإضافة إلى أضرار مباشرة بمبنى سكني في المنطقة الجنوبية وكذلك تضرر 7 مبان في حيفا واندلاع النيران في عدد من السيارات إثر ضربة صاروخ إيراني.
كما أكد إعلام العدو أن هناك 22 مبنى سيتم هدمها بالكامل بعد تعرضها لأضرار بالغة بفعل الصواريخ الإيرانية.
هيئة البث الصهيونية أكدت أن "إسرائيل" طلبت عدة دول المساعدة في اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الإيرانية.
العقيد رضا صياد، المتحدث باسم مركز الاتصالات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجّه بياناً تحذيرياً شديد اللهجة إلى سكان الأراضي المحتلة، ردًّا على استمرار الاعتداءات العدوانية من قبل الكيان الصهيوني.
واستهلّ العقيد صياد بيانه بعبارة «بسم الله القاصم الجبارين»، معلناً عن بدء عدوان جديد من قبل نظام بنيامين نتنياهو الذي وصفه بـ«الفاسد والعاجز والمجرم»، مؤكداً أن هذا الخطأ في الحسابات من جانب الصهاينة دفع القوات المسلحة الإيرانية إلى اتخاذ ردّ «ساحق، رادع، ويجعلهم يندمون».
وفي تحذير مباشر، قال المتحدث: إن نطاق الردّ المدمّر للمجاهدين الشجعان الإيرانيين سيشمل جميع مناطق الأراضي المحتلة.
وأعلن المتحدث باسم مركز الاتصالات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بشكل صريح أن على سكان الأراضي المحتلة أن يأخذوا التحذيرات الصادرة على محمل الجد، ويغادروا هذه المناطق، لأنها "لن تكون صالحة للسكن في المستقبل القريب".
وأضاف أن الليالي الماضية شهدت – وللمرة الثانية أو الثالثة – استهدافاً ناجحاً لعدد من المراكز الحساسة والمهمة التابعة للكيان الصهيوني، بما في ذلك منشآت عسكرية وأمنية، ومراكز صنع القرار، بل وحتى مقار إقامة القادة والعلماء العسكريين الصهاينة.
وأكد المتحدث أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك حالياً بنك معلومات متكامل يشمل جميع المواقع الحيوية والحساسة داخل الأراضي المحتلة، وهي قادرة على استهداف هذه المواقع في أي لحظة.
وأكد: "على سكان الأراضي المحتلة أن يحذروا من السماح للكيان الصهيوني المجرم باستغلالهم كدروع بشرية". ينبغي عليهم تجنب العيش أو السفر بالقرب من المناطق الحساسة، لأن حتى الملاجئ تحت الأرض لن توفر لهم الأمن.
وأضاف المتحدث باسم مركز الاتصالات لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في النهاية: "لقد بدأ رئيس الوزراء المجرم للكيان الصهيوني، من أجل حماية مصالحه الشخصية ومصالح عائلته، جرائم لن تنتهي إلا بالهزيمة والندم لهذا الكيان، من خلال تعريض حياة وأمن سكان الأراضي المحتلة للخطر". إن تجاهل هذه التحذيرات سيجعل أيامكم أصعب بكثير.