موقع أنصار الله . تقرير
في عملية نوعية دقيقة، نفذ الحرس الثوي الإيراني، اليوم الخميس، عملية استهداف لمركز" القيادة والمعلومات" للعدو الإسرائيلي قرب مستشفى "سوروكا"، الضربة أصابت مربعا عسكريا أمنيا متكاملا يحتوي على منشآت بالغة الحساسية تشمل مراكز القيادة والسيطرة C4I، وغرف العمليات المشتركة، ووحدات جمع وتحليل الإشارات SIGINT، ومقار ارتباط تنسيقي بين "الموساد" و"شعبة الاستخبارات" العسكرية "أمان"، بالإضافة إلى مراكز الاستقبال الفضائي والتوجيه الإلكتروني المتقدمة، هذه البنية المغلقة تمتد بمحاذاة " مستشفى سوروكا" ، بل وتتصل معه عبر أنفاق ومرافق تحتية تؤكد أن المستشفى نفسه يُستخدم كغطاء لقيادة عسكرية استخبارية كبرى، رغم أن الاستهداف لم يوجَّه مباشرة نحو مستشفى "سوروكا"، إلا أن آثار الضربة طالته بفعل قوة الانفجار وقربه من الهدف الرئيسي، خصوصاً أن المستشفى نفسه يُستخدم كغطاء لقيادة عسكرية استخبارية كبرى.
الرؤوس الحربية المستخدمة كانت رؤوسًا انشطاريةً تحتوي على رؤوس متفجرة أصغر، والتي هي موجّهة بدقة لتضرب أهدافًا متعددة في الوقت ذاته، إذ تنشطر الرؤوس الرئيسية عند بلوغ الهدف لتطلق عدداً كبيراً من الرؤوس الفرعية المتفجرة الموجهة، ما يحقق تدميراً واسعاً في مواقع محددة بدقة، وهو ما حصل في هذه العملية التي أدت إلى شلل في غرف العمليات، وتدمير لمركز القيادة، وانقطاع في البنية المعلوماتية الميدانية جنوب فلسطين المحتلة.
الضربة جاءت بعد حرب استنزاف وإنهاك ذكية والتي قادها حرس الثورة الإسلامية، حيث كانت كل بضع ساعات تطلق صواريخ قليلة لكنها نوعية ومنفردة، تستهدف بدقة مواقع عسكرية حساسة، ثم تُفاجأ المنظومة الأمنية الإسرائيلية بضربة كبرى غير متوقعة تشل بنيتها، وما شاهدناه صباح اليوم هو أحد أعظم ثمار هذه الحرب المركبة.
وعلى الرغم من أن العملية تحمل طابعًا استراتيجياً، إلا أنها لا تدل حتى الآن على استخدام الأسلحة الاستراتيجية الكبرى المتوفرة بأعداد هائلة لدى القيادة، مما يعني أن القدرة الصاروخية الإيرانية ما زالت في بدايات استخدامها التصاعدي ولم تدخل مرحلتها القصوى بعد.
🔴 حرس الثورة الإسلامية في #إيران يوزع مشاهد الموجة الرابعة عشرة من عمليات "الوعد الصادق 3" الصاروخية في الهجوم على مقر قيادة واستخبارات جيش العدو الصهيوني ..#الوعد_الصادق_٣ pic.twitter.com/Of4hFCkHuQ
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 19, 2025
وأعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران، اليوم الخميس، عن أنّه نفّذ بنجاح الموجة الـ14 من استهداف الأماكن الاستراتيجية في كيان العدو الإسرائيلي، ضمن عملية "الوعد الصادق 3".
وقال حرس الثورة في بيان له إنّ العملية استهدفت "مركز قيادة واستخبارات تابعة لجيش الاحتلال، القريب من أحد المستشفيات، بدقةٍ عاليةٍ ودقةٍ مُطلقة"، مضيفاً أنّ "القدرة الاستخباراتية والقدرة على تحديد الأهداف التي تمتلكها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت أمام أعين العالم".
وأشار البيان إلى أنّه جرى إخلاء كافة المراكز العسكرية، ونشر "جيش" الاحتلال منظوماته الصاروخية والدفاعية غير الفعالة في وسط المراكز الحضرية.
وكرر البيان تحذيراته من أنّ السماء بأكملها فوق الأراضي المحتلة أصبحت بلا دفاع ولن يكون هناك أي مكان آمن، مؤكداً أنّ "الجسد الميت للنظام الصهيوني لن يكون قادراً على الصمود في وجه الضربات الاقتصادية".
وأصابت الصواريخ الإيرانية قاعدة ناطحة سحاب في شارع جابوتنسكي في "رامات غان"، على بعد حوالى 200 متر من بورصة الماس في "تل أبيب"، الأمر الذي وصفه الإعلام الإسرائيلي بأنّه "بعيد عن الصدفة".
وترجح المؤسسة الأمنية في "إسرائيل"، أنّ أحد الصواريخ التي أُطلقت صباح اليوم من إيران، كان مركباً من عدّة صواريخ صغيرة، انفجرت وتفرّقت إلى مواقع متعددة في منطقة "غوش دان"، وذلك بحسب ما أفاد المراسل العسكري الإسرائيلي دورون كادوش، نقلًا عن مصدرين أمنيين مطّلعين.
وأوضح المصدران، عبر إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، أنّ الانفجار "أدّى إلى تناثر الذخائر في مناطق متفرقة، من بينها أور يهودا، يافا، وسافيّون"، وغيرها.
ويجري حالياً فحص ما إذا كان الصاروخ يحمل رأساً حربياً من نوع "قنبلة عنقودية"، أو ما يُعرف عسكرياً برأس متشظّي، وهو سلاح ينفجر لينثر شظايا على نطاق واسع.
وقد تم استدعاء فرق تفكيك المتفجرات إلى مواقع السقوط المختلفة، في حين باشرت قيادة الجبهة الداخلية وسلاح الجو الإسرائيليان تحقيقاً مشتركاً في الحادثة.
ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية، وصول نحو 137 إصابة الى مستشفيات "وولفسون" و"بلينسون" و"شيتا" و"ايكولوف" من جرّاء الصواريخ الإيرانية، من بينها إصابتين خطرتين، وهناك خشية من وجود عالقين في ساحة سقوط صاروخ في "غوش دان".
وقالت "نجمة داوود" (الإسعاف الإسرائيلي) إنّ "عمليات تمشيط وبحث عن عالقين تجري في 7 مواقع" من جراء الصواريخ التي أطلقت من إيران.
وجراء إطلاق الرشقة الصاروخية دوّت صفارات الإنذار في "تل أبيب"، والوسط، والشمال وفي النقب جنوباً، نتيجة وصول نحو 20 صاروخاً أطلقت نحو حيفا وبير السبع، وفق الإعلام الإسرائيلي.
ووصف الإعلام الإسرائيلي الهجوم الصاروخي اليوم بأنّه "أضخم هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل خلال الأيام الأخيرة".
وبالتزامن، نشر الإعلام الإسرائيلي فيديوهات لسقوط صاروخ في الوسط. كذلك، تحدّث عن انطلاق صفارات الإنذار بعد رصد طائرات مسيرة في العفولة وجنوب غرب بحيرة طبريا.
وانهار مبنى بالكامل قرب مستشفى "سوروكا" في بئر السبع التي تعمل على إسعاف الجنود المصابين في قطاع غزّة، وفق الإعلام الإسرائيلي، بينما نقلت وكالة "إيرنا" الرسمية الإيرانية أن الاستهداف في بئر السبع كان لمقر القيادة والاستخبارات لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي.
ونقل مراسل القناة "12" الإسرائيلية، عن المتحدثة باسم مستشفى "سوروكا" أنّ "المستشفى تضرر بشكلٍ كبير"، طالبة (من جمهور المستوطنين) عدم الحضور إليها كونها خرجت من الخدمة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بقرار إخلاء مستشفى "سوروكا" بالكامل في إثر تسرب مواد خطيرة.
بلدية "بات يام" في " تل أبيب" تؤكد في بيان رسمي تؤكد مقتل 8 أشخاص، وجُرح نحو 200، وتضرر 75 مبنى نتيجةً للهجوم الصاروخي الإيراني ، مضيفة أن 20 من المباني مُقرر هدمها بالكامل. وشُرّد نحو 1500 شخص، وتم إجلاؤهم إلى 600 غرفة فندقية بتمويل من البلدية. ووفقًا للتوقعات، ستُغلق الساحة لأسابيع، ومن المتوقع أن تستغرق عملية ترميم المنطقة 5 سنوات.
وعن نوعية الصاروخ المستخدم تنقل إذاعة "جيش" العدو الإسرائيلي عن مصدرين أمنيين أن الصاروخ الإيراني الذي استهدف "غوش دان" مكون من صواريخ صغيرة عدة ، ليؤكد "جيش" العدو رسميا أن إيران استخدمت صاروخا متعدد الرؤوس الحربية ما يشكل تحديا جديدا للدفاعات الجوية الإسرائيلية .
القناة 12 العبرية تكشف أن إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ وتم تحديد 40 موقع سقوط منذ بدء الحرب. لتؤكد صحيفة "كالكليست" العبرية أن القصف الإيراني على معهد "وايزمان" فقط تسبب بأضرار مباشرة تقدربـ (2 مليار شيقل) لإصلاحه، عدا عن الأبحاث التي استغرق إعدادها لسنوات.
في السياق ذاته، أشارت القناة 12 العبرية إلى أنه تم إجلاء نحو 5,000 مستوطن من منازلهم في مناطق مختلفة نتيجة المخاطر الأمنية وتضرر البنى التحتية، بينما تلقى مركز صندوق التعويضات التابع للعدو الإسرائيلي 25,056 طلب تعويض، منها 20,370 طلبًا عن أضرار في المباني، و2,087 عن أضرار في المركبات، و2,468 طلبًا تتعلق بأضرار في المحتويات والمعدات.
وكشفت وكالة "إيرنا" الإيرانية الرسمية، صباح اليوم، تفاصيل جديدة حول الاستهدافات التي نُفذت ضمن الموجة الـ14 من عملية "الوعد الصادق 3"، مؤكدة أنّ الهجوم ركّز على أهداف عسكرية واستخباراتية دقيقة داخل "إسرائيل".
وقالت الوكالة إنّ الهدف الرئيسي للاستهدافات كان مقر القيادة والاستخبارات التابع لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي، والموجود ضمن منشآت حيوية بالقرب من مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.
ولفتت الوكالة إلى أنّ "المراكز المستهدفة تضم آلاف العسكريين وأنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية وأنظمة C4ISR لجيش الاحتلال".
كما أشارت إلى أنّ "المستشفى تعرّض فقط لموجة الانفجار ولم تلحق به أضرار جسيمة لكن البنية التحتية العسكرية كانت هدفاً دقيقاً ومباشراً".
كما كشفت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء، الخميس، أنّ الهدف الرئيسي للموجة الـ14 من "الوعد الصادق 3" هو حديقة تكنولوجية عسكرية واقعة بالقرب من مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي في بئر السبع.
ووفق شبكة "سي أن أن" الأميركية، فإنّ الهدف الرئيس للاستهدافات الإيرانية لبئر السبع كان حديقة "غاف يام نيغيف" التكنولوجية، التي تقع على بعد أقل من ميل من مستشفى "سوروكا" الذي تضرر بشكلٍ جزئي.
وكشفت الشبكة أنّ حديقة "غاف يام نيغيف" التكنولوجية تعدّ من أكثر المراكز تقدّماً للبحث والتطوير في "إسرائيل"، وتضم فرع وحدة C4i التابعة لـ"الجيش" الإسرائيلي، وتقع بمحاذاة حرم جامعة "بن غوريون".
وتعرف وحدة C4i بأنّها وحدة تكنولوجيا النخبة في "الجيش" الإسرائيلي، ومتخصصة في مجالات: القيادة والسيطرة والاتصالات، الحوسبة المتقدمة، وإدارة البيانات العسكرية والاستخبارية، وفق "سي أن أن" الأميركية.
كذلك، أشار الموقع إلى أنّ الحديقة التكنولوجية تربط "قدامى وحدات النخبة التكنولوجية في "الجيش" الإسرائيلي، وخريجي جامعة بن غوريون، وصناعة التكنولوجيا الفائقة، فضلاً عن المستثمرين والأكاديميين.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على إيران، تطلق "تل أبيب" صواريخ اعتراضية أسرع من قدرتها على إنتاجها.
ونقلت الصحيفة عن ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين تأكيدهم أن هذه الوتيرة أثارت تساؤلات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول ما إذا كانت صواريخ الدفاع الجوي ستستنفد قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الباليستية.
ووفقاً للمسؤولين، اضطر "الجيش" الإسرائيلي بالفعل إلى "ترشيد استخدامه للصواريخ الاعتراضية، ويعطي أولوية أكبر للدفاع عن المناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الاستراتيجية".
كما يرى بعض الإسرائيليين أن "الوقت قد حان لإنهاء الحرب قبل أن تُختبر دفاعات إسرائيل بشدة"، بحسب الصحيفة.
وذكرت "نيويورك تايمز" رغم أن عدد القتلى مرتفع بالفعل وفقاً للمعايير الإسرائيلية، فقد يرتفع بشكلٍ حاد، إذا اضطر "الجيش" الإسرائيلي إلى الحد من استخدامه العام للصواريخ الاعتراضية من أجل ضمان الحماية طويلة الأمد لبعض المواقع الاستراتيجية مثل مفاعل ديمونا النووي أو المقر العسكري في "تل أبيب".
وقال زوهار بالتي، الضابط الكبير السابق في "الموساد" الإسرائيلي، والذي شارك لسنوات في التخطيط الدفاعي: "عندما كنا نخطط لكيفية الدفاع عن إسرائيل في الحروب المستقبلية، لم يتصور أحد سيناريو نقاتل فيه على العديد من الجبهات وندافع ضد العديد من جولات الصواريخ الباليستية".
🔴 مشاهد لمحاولات اعتراض الصواريخ الإيرانية في سماء حيفا#الوعد_الصادق_٣ pic.twitter.com/tqbJTEkUJj
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 19, 2025
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن " وزارة الداخلية" في الكيان الإسرائيلي أنه جرى تصنيف 5110 أشخاص كمشردين منذ اندلاع الحرب مع إيران، و معظم المشردين يأتون من "رامات جان" (955) و"بيتاح تكفا" (945)، وهما من أكثر المناطق تضررًا في الحرب حتى الآن. و 812 من "بات يام"، التي لحقت بها أيضًا أضرارٌ جسيمةٌ في عدة مبانٍ في منطقتها هذا الأسبوع، بينما بلغ عدد المشردين الجدد في" تل أبيب" 907 بسبب قصف الصواريخ على منازلهم المتضررة. أما في "بني براك"، يُصنف 550 شخصًا كمشردين بسبب الهجمات على المدينة، بينما يندرج 368 من سكان "رحوفوت" ضمن هذه الفئة أيضًا.
ضمن عملية اليوم الخميس، سقط صاروخ بشكل مباشر في منطقة "رمات غان" وسط "تل أبيب الكبرى" وسط فلسطين المحتلة ، مخلفًا دمارًا واسعًا في الأبنية السكنية والتجارية، ومثيرًا القلق من تهديد مباشر لأحد أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي الحيوية.
بحسب الفيديوهات التي نشرها الصهاينة واستطاعت الإفلات من الرقابة العسكرية للعدو، فإن المنطقة التي سقط فيها الصاروخ تبعد حوالي مئة متر فقط عن "برج موشيه أفيف"، أحد أعلى الأبراج في الكيان الإسرائيلي، ويقع ضمن مجمّع بورصة الماس في "رمات غان"، أحد أكثر المواقع حساسية اقتصاديًا لدى العدو.
يقع "برج موشيه أفيف" في منطقة "بورصة الماس" في "رامات غان"، ويبلغ ارتفاعه 244 مترًا بـ69 طابقًا، وكان يُعرف سابقًا باسم "برج بوابة المدينة" وكان أطول برج حتى عام 2016، قبل أن يتجاوزه برج "عزرائيلي شارونا". يحاط البرج بمجموعة من ناطحات السحاب التجارية مثل برج "شيراتون"، برج "أيالون"، برج "نعوم"، وبرج "الماس" الذي يحوي أكبر مركز لتجارة الألماس في العالم.
هذا المجمع الضخم ليس مجرد موقع تجاري بل قلب اقتصاد الكيان الصهيوني، إذ يرتبط تاريخ الحركة الصهيونية وصعود الاقتصاد الإسرائيلي بالألماس منذ ما قبل القرن التاسع عشر، وظلّ حتى اليوم يشكّل أحد أعمدة الدخل القومي والتبادل التجاري.
في عام 2022، كان الألماس السلعة الإسرائيلية الأولى في كل من الاستيراد والتصدير، وهو ما يعكس حجم تأثير هذه الصناعة في بنية الاقتصاد الإسرائيلي. وقد احتفظ العدو بمكانه كأحد أهم مراكز تصنيع وتجارة الألماس عالميًا، حيث تمر عبره قرابة نصف تجارة الألماس في العالم. وتضم بورصة الألماس الإسرائيلية نحو 30 شركة هندية، ويعيش في محيطها قرابة 80 شخصًا يمثلون العائلات الهندية العاملة في القطاع، وقد منحهم العدو الإسرائيلي مكانة خاصة.
ومنذ عام 2018، حصل العاملون الهنود في قطاع الألماس على إقامات دائمة لهم ولعائلاتهم، مع امتيازات تتعلق بتجديد تأشيراتهم. كذلك تحتضن "رمات غان" فرعًا لبنك الدولة الهندي "SBI"، وهو البنك الأجنبي الوحيد الذي يعمل داخل الكيان الإسرائيلي.
وقد واجه قطاع الألماس العالمي في السنوات الأخيرة ضربتين عنيفتين: الأولى خلال جائحة كوفيد-19 بسبب تراجع الطلب العالمي، والثانية خلال الحرب الروسية الأوكرانية نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد.
لكنّ العدو الإسرائيلي، استطاع أن يتجاوز الأزمتين دون خسائر تُذكر. غير أن الأمور تغيرت بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي واسع على قطاع غزة، إذ تلقى قطاع الألماس الإسرائيلي ضربة قاسية، حيث انخفضت واردات الألماس الخام في نوفمبر/تشرين الثاني إلى الربع مقارنة بالشهر نفسه من العام 2022، كما تراجعت صادراته بنسبة 68.16%.
الهجوم الإيراني الصاروخي اليوم، والذي طال منطقة تُعد شريانًا اقتصاديًا للعدو الإسرائيلي، يُعد نقلة نوعية في طبيعة المواجهة. الصاروخ لم يصب منشآت الألماس بشكل مباشر، لكنه سقط على بُعد أمتار قليلة من مركزها، في منطقة تشهد تركيزًا عاليًا للأنشطة التجارية الحساسة والرمزية.
وهذا التهديد المباشر لبورصة الألماس لا يمكن فصله عن سياق الحرب الاقتصادية الأوسع، خاصة أن الهند – وهي أكبر شريك في قطاع الألماس الإسرائيلي – باتت متورطة في شراكات عسكرية وأمنية مع "تل أبيب".
ويفتج الهجوم الأخير بابًا جديدًا في معادلة الردع الإقليمي، حيث لم تعد الضربات تقتصر على أهداف عسكرية أو رمزية، بل باتت تلامس فعليًا البنية التحتية لأهم مورد اقتصادي إسرائيلي. وإذا ما تكرر هذا النوع من الاستهداف، فإن الاقتصاد الإسرائيلي، وفي قلبه تجارة الألماس، سيواجه تهديدًا وجوديًا لم يسبق له مثيل منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي.