اقتحم مستوطنون صهاينة، اليوم، مسجد “بيت الشيخ” في خربة “طانا” التابعة لبلدة “بيت فوريك” شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية، وأقدموا على إحراق نسخ من القرآن الكريم داخله، في جريمة جديدة تأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة تطال المسجد والمنطقة المحيطة، تحت حماية "جيش" العدو الإسرائيلي.

ويعد مسجد “بيت الشيخ” من أقدم معالم خربة “طانا”، حيث يعود بناؤه بحسب كبار السن إلى مئات السنين، وشُيّد من الحجارة والطين، وكان يؤدي فيه الأهالي صلواتهم اليومية منذ عقود طويلة.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الهجمات المتكررة التي تتعرض لها الخربة ومسجدها من قبل المستوطنين، في إطار خطة إسرائيلية تهدف إلى تهجير السكان بشكل كامل، والسيطرة على الموقع الاستراتيجي للخربة الواقعة على السفوح الغربية لغور الأردن.

وأكد منسق حملة الدفاع عن طانا، ثائر حنني، في تصريحات صحفية، مارس الماضي، أن المسجد “رمز لصمود السكان وبقائهم على أرضهم”، مشيرًا إلى أنه سبق أن أُعيد ترميمه ليكون مركزًا روحيًا وتعليميًا، إذ تحوّل في إحدى الفترات إلى مدرسة بديلة للأطفال بعد أن دمر الاحتلال مدرستهم الوحيدة، وقُطعت عنهم الكهرباء وخدمات البنية التحتية.

وأضاف أن “ما يجري من اعتداءات متكررة، تتضمن حرق الخيام والمغارات، وتهديد السكان بالقتل، يمثل سياسة ممنهجة لإفراغ الخربة من سكانها الأصليين”، لكنه شدد على أن “أهالي طانا لا يزالون يرفضون مغادرة أرضهم رغم كل محاولات التهجير”.