قالت مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ليما بسطامي، إن الحياة في قطاع غزة تنحصر اليوم في دائرة موت مفرغة لا مفرّ منها، تبدأ بقصف متعمَّد لتجمّعات المدنيين فينزف الجرحى حتى الموت ويُواجه المرضى مصيرهم وحدهم مع انهيار المنظومة الصحية بينما يبقى المفقودون عالقين تحت الأنقاض.

 

وأوضحت بسطامي، في تصريح ، الجمعة، أن الناجين يلجأون إلى خيام تخلو من أبسط مقوّمات البقاء ثم يُحكم الحصارُ الدائرةَ بتجويعٍ منظَّم بينما يُستهدف بالرصاص والقذائف مَن يحاول بلوغ نقطة مساعدات.

وأضافت أن هذا التسلسل المحسوب والمروّع الذي يجمع بين التجويع والحرمان المنهجي من مقوّمات النجاة والقتل المباشر من كل زاوية يُثبت نية “إسرائيل” تدمير المدنيين في غزة جزئيًا أو كليًا مستوفيًا أركان جريمة الإبادة الجماعية.

وأكدت أن استمرار آلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في ظلّ تعاجزٍ دوليٍّ عن التدخل يُغلق بدوره دائرة العدالة على العالم أجمع كما أُغلقت دائرة الموت على أهل غزة.

وأشارت إلى أن على جميع الدول أن تتحرك الآن لوقف هذه الجريمة المستمرة في غزة ومحاسبة مرتكبيها وإنقاذ ما تبقّى من شرعية المنظومة الدولية.

ولفت المرصد في بيان له إلى أن “إسرائيل” تصعّد وتيرة القتل الجماعي بقطاع غزة في ظل انعدام المحاسبة وتراجع التغطية الإعلامية. محذراً من التصعيد الحاد في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” بحق المدنيين في غزة ولاسيما عبر تكثيف عمليات القتل الجماعي.

وأضاف “وثّقنا خلال الأيام الأربعة الماضية فقط استشهاد أكثر من 350 فلسطينيًا وإصابة المئات وارتفاع أعداد المفقودين في سياق تصعيد واسع للهجمات الإسرائيلية”.

وأشار إلى أن أكثر من 70 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر اليوم الجمعة وحتى ساعات العصر قضى نحو نصفهم أثناء انتظارهم أو محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية. مؤكدة أن هذا النمط من الهجمات يمثّل دليلًا إضافيًا على تعمّد “إسرائيل” استخدام المجاعة كسلاح إبادة جماعية.