موقع أنصار الله - متابعات – 26 ذو الحجة 1446هـ

واصلت جرافات العدو الصهيوني، اليوم الأحد، عمليات الهدم الواسعة في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، تزامنا مع استمرار العدوان المتصاعد على المدينة ومخيميها لليوم الـ147 تواليا، ولليوم الـ134 على مخيم نور شمس تحديدا.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن عمليات الهدم تجري بوتيرة متسارعة، مستخدمة ست جرافات من النوع الثقيل، استهدفت المباني السكنية في حارة المنشية ومحيطها، حيث جرت تسويتها بالأرض وفتح شوارع واسعة مكانها، وذلك في إطار عدوان متواصل منذ أسابيع، أسفر حتى الآن عن هدم أكثر من 30 مبنى سكنيا في المخيم.

وكان مخيم طولكرم قد شهد خلال الأسبوعين الماضيين عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى، ما تسبب في فتح شوارع واسعة في قلب المخيم، وشملت الأضرار حارات البلاونة، والعكاشة، والنادي، والسوالمة، والحمّام، والمدارس، وسط دمار واسع في البنية التحتية والمرافق السكنية.

وتأتي هذه العمليات ضمن مخطط أعلنته سلطات الكيان الصهيوني الغاصب في أيار/ مايو الماضي، يقضي بهدم 106 مبانٍ في المخيمين، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، و48 مبنى في مخيم نور شمس، بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة.

في الأثناء، تواصل قوات العدو الصهيوني فرض حصار مشدد على المخيمين ومحيطيهما، مع انتشار واسع لفرق المشاة والآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، ومنع السكان من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، وسط إطلاق نار مباشر يستهدف كل من يقترب من المنطقة.

كما دفعت قوات العدو بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة طولكرم، التي تشهد تحركات مكثفة لآلياته العسكرية على مدار الساعة، خصوصاً في وسط السوق، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس، والحي الشمالي، حيث تعمد القوات إلى اعتراض تحركات المواطنين والمركبات، وإطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاهات المرور، ما يُعرّض حياة المواطنين للخطر.

ولا تزال قوات العدو الصهيوني تحول شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية، من خلال الاستيلاء على عدد من المباني السكنية فيه، إضافة إلى أجزاء من الحي الشمالي للمدينة، المقابلة لمخيم طولكرم، بعد إخلاء سكانها قسراً، وبعض هذه المباني تخضع لسيطرة الاحتلال منذ أكثر من أربعة أشهر، وتترافق السيطرة مع نشر آليات وجرافات ثقيلة في محيطها.

ويشهد الشارع، الذي يُعد حلقة وصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارا كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها قوات العدو الصهيوني قبل أشهر، إلى جانب وجود مكثف لقواتها التي تقيم حواجز طيّارة ومفاجئة، تعيق حركة المركبات وتزيد معاناة المواطنين.

بالتوازي، انسحبت قوات العدو الصهيوني من بلدات بلعا وعتيل ودير الغصون وشوفة شمال وشرق طولكرم، بعد عدوان استمر يومين، خلّف دماراً واسعاً في منازل المواطنين وممتلكاتهم، وأضراراً في البنية التحتية والشوارع العامة والفرعية.

وقد بدأت طواقم البلديات في البلدات المتضررة منذ ساعات الصباح، بإزالة السواتر الترابية التي أقامها الاحتلال عند المداخل الرئيسية والطرق الفرعية، في محاولة لإعادة فتح الطرق وتسهيل حركة المواطنين، بعد يومين من العزل القسري والمعاناة اليومية.

وأسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال المنازل والبنية التحتية والمحلات التجارية والمركبات.

ووفقاً لآخر المعطيات، فقد أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرا كليا، وتضرر 2573 منزلا جزئيا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 186 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.