موقع أنصار الله – محمد المطري
يتجدد الزخم الشعبي في الساحات اليمنية أسبوعيا نصرة لغزة مع تصاعد العدوان الصهيوني عليها، بالإضافة إلى ظهور أي حدث دولي أو إقليمي له علاقة بالقضية الفلسطينية، فبعد أن أقدم كيان العدو الإسرائيلي على الاعتداء الغادر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأسبوع الماضي بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين، خرج ملايين اليمنيين في أكثر من 1100 ساحة تأييداً لغزة وإيران، ورفضاً للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
التظاهرات -التي شملت مختلف المحافظات اليمنية تحت شعار "ثابتون مع غزة وإيران رغم العدوان الصهيوأمريكي"- بعثت برسائل سياسية وشعبية قوية، أعادت التأكيد على مركزية فلسطين في الوعي اليمني، وأظهرت مستوى الالتفاف الشعبي حول القيادة ومحور المقاومة، في ظل تصعيد كيان العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا ضد غزة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويصف الباحث الأكاديمي في الشؤون الإسلامية الدكتور حمود الأهنومي أن التجمهر الشعبي الواسع في الساحات يمثل استفتاءً شعبيًا على الهوية الإيمانية والانتماء الإسلامي الأصيل، ويكرّس اليمن كجبهة متقدمة ومتماسكة مع محور المقاومة.
وفي حديث خاص لموقع أنصار الله يوضح الأهنومي أن المشهد اليمني يشكل تناغمًا محكمًا بين المكونات السياسية والعسكرية والإعلامية والحكومية، ما يعزز من تأثيره ودلالته كداعم فعلي وقوي لفلسطين وغزة، ومؤشر على عداء حقيقي للمشروع الصهيو‑أمريكي.
ويرى أن الخروج المتكرر في الساحات اليمنية نصرة لغزة وتأكيدا على مواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه من الدول الغربية والأوربية يعكس تجاوز اليمنيين كل حدود الضغط والتهديد، وأن لا قوة عسكرية يمكن أن تردع هذا الشعب وإرادته الراسخة.
ويبين أن ثبات الزخم الشعبي في الساحات يعزز أمن المجاهدين في فلسطين وغزة، ويرسّخ حقيقة “شراكتنا بالدم والمصير والمشروع“، لافتا إلى أن هذا التأييد غٌذي بالتضحيات الشعبية والدماء المراقة من أجل الله والمستضعفين.
ويلفت إلى أن الحشود المليونية نقلت رسالة قوية إلى الشعب والقوات المسلحة الإيرانية، تؤكد التضامن الكامل والتأييد لردّها على العدوان الإسرائيلي–الأمريكي، معبّرة عن عمق الارتباط الحضاري والديني بين الشعبين.
يعتبر الأهنومي أن المظاهرات الجماهيرية الشعبية تُعد بمثابة استفتاء دوري يعقد أسبوعيًا على قوة "المعسكر القرآني المعارض لأمريكا وإسرائيل"، مشيرا إلى أن التظاهرات الشعبية تؤكد أن اليمن يمثل جزءًا أساسيًا من هذا المحور الذي يمتد من إيران والعراق إلى لبنان وفلسطين، ما يمنح الموقف المقاوم عمقًا شعبيًا واستراتيجيًا يتسارع في الانتشار.
ومن الرموز المهمة التي تعكسها الحشود الكبيرة في الساحات أنها تحمل رسائل الإصرار والثبات لدول تحالف العدوان التي تفرض حصاراً مشدداً على الشعب اليمني منذ عشر سنوات، بهدف إخضاعه وتقويض حريته واستقلاله، والانحراف به عن القضايا الأساسية للأمة الإسلامية.
ووفقا للباحث الأكاديمي الدكتور عبد الملك عيسى فإن التظاهرات الشعبية تؤكد للعالم أن اليمن أقوى من الحصار وأعتى من الاعتداء، وأن اليمن لن يكون إلا في خندق الحق، متمسكا بمسيرته القرآنية ومواقفه المحقة حتى تحقيق النصر.
وفي حديثه للموقع الرسمي لأنصار الله يؤكد عيسى أن الخروج في الساحات اليمنية يرسم مشهدا متكاملا مع المشهد العسكري والسياسي والإعلامي والحكومي، ويعطي فاعلية كبيرة للموقف اليمني المنحاز لفلسطين، وللمستضعفين في غزة.
ويؤكد أن اليمن ماضية ومستمرة في موقفها الثابت والمؤثر والفاعل ضد الكيان الصهيوني، وضد رعاته الدوليين، ولا سيما أمريكا وبريطانيا ومن معهم، وأن اليمن الذي وقف في وجه أمريكا لا يمكن أن يردعه أحد، ولا أن توقفه أية قوة عسكرية، لافتا إلى أن هذا الموقف يجعل المجاهدين في غزة وفلسطين والشعب المحتضن لهم هناك مطمئنين أننا شركاء في الدم، والمصير، والمشروع، والقتال حتى النصر.
ويرى عيسى أن التظاهرات الشعبية تعبر عن وحدة الموقف مع محور المقاومة والجهاد، والاصطفاف الواضح مع إيران، وغزة، والمقاومة الإسلامية، موضحا أن زخم الساحات يعكس وحدة الجبهة في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي الأمر الذي يمنح محور المقاومة عمقًا شعبيًا واستراتيجيًا من اليمن إلى لبنان، مرورًا بإيران والعراق وكل الشعوب الحرة.
وتتوافق أقوال الأهنومي وعيسى مع ما يقدمه الباحث الأكاديمي الدكتور عرفات الرميمة بشأن أهمية المظاهرات الشعبية ودورها في توصيل رسائل سياسية واجتماعية واضحة، فهي تعكس حقيقة أن الشعب اليمني متمسك بمواقفه الثابتة تجاه القضايا الأساسية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الهيمنة العالمية.
وفي حديثه لموقع أنصار الله يؤكد الرميمة أن الزخم الشعبي العارم في الساحات جاء ردًا مباشرًا على الهجمات الإسرائيلية الغادرة ضد إيران، والتي نُفذت بدعم وتواطؤ أمريكي، مشيرًا إلى أن هذه المسيرات تجسد التزامًا شعبيًا وحكوميًا يمنيًا لا يتزعزع تجاه محور المقاومة، وتؤكد أن اليمن – قيادة وشعبًا – لن يقف موقف المتفرج تجاه معاناة شعوب المنطقة.
ويضيف: "ما نشهده في الساحات اليمنية أسبوعيًا من مظاهرات حاشدة، سواء في ميدان السبعين بصنعاء أو في غيره من الساحات، هو تأكيد متجدد على أن المشروع القرآني الذي تتبناه القيادة الثورية في اليمن هو مشروع نصر للمظلومين ورفض للاستكبار، في فلسطين، في طهران، في لبنان، وفي كل مكان."
ويشير إلى أن القيادة الثورية اليمنية كانت واضحة في وعودها للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن غزة لن تكون وحيدة، وأن أي عدوان على محور المقاومة سيقابله موقف شعبي موحد ومتصاعد، مؤكدا أن استمرار هذه الفعاليات يأتي في إطار معادلة استراتيجية أطلقتها صنعاء، مفادها:
"فك الحصار عن غزة ووقف العدوان على الفلسطينيين، مقابل وقف استهداف الموانئ الصهيونية ورفع الحظر على السفن الصهيونية في بحارنا".
ويلفت إلى أن المسيرات الشعبية ليست مجرد شعارات، بل هو ترجمة عملية للانتماء الإيماني والسياسي للمشروع القرآني المناهض للطاغوت والاستكبار.
ويرى الرميمة أن المعركة التي يخوضها اليمن ليست منفصلة عن المعركة الكبرى للأمة الإسلامية، بل هي في صلب الصراع ضد الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الحشود اليمنية تمثل عنصر ضغط سياسي واستراتيجي، يعزز من قوة محور المقاومة في مختلف الساحات.