موقع أنصار الله - متابعات – 28 ذو الحجة 1446هـ
أشارت رئيسة معهد سياسات المناخ والبيئة في جامعة "بن غوريون" الصهيونية، ووزيرة حماية البيئة السابقة تمار زندبرغ إلى أنَّه في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، حدث ذلك: "لحظة الصفر" لمصافي النفط في خليج حيفا. سقط صاروخان باليستيان أُطلقا من إيران واخترقا أنظمة الدفاع "الإسرائيلية"، وأصابا بشكل مباشر قلب الصناعة البتروكيميائية في الخليج".
وفي مقال في موقع القناة "12" "الإسرائيلية"، قالت زندبرغ: "نتيجة الضربة، اندلع حريق أودى بحياة ثلاثة عمال، وامتلأت السماء فوق المدينة بدخان أسود كثيف. لم يُعلن عن الحدث "للجمهور الإسرائيلي" إلا بعد مرور ما يقرب من يوم، ولم يُكشف كامل الحقيقة إلا عبر تقرير شركة بازان للبورصة: بسبب الضربة، توقفت المصافي عن العمل".
وأكَّدت أنَّ هذه ليست مناورة، ليس تقديرًا مستقبليًا، هذا هو تمامًا السيناريو الذي حذر منه طوال سنوات مستوطنون، مهنيون، ناشطو بيئة وأمنيون صهاينة على حد سواء، لافتةً إلى أنَّ "منشآت صناعية ثقيلة وقابلة للاشتعال، تقع في قلب متروبول كثيف، معرضة ليس فقط للأعطال والتلوث، بل أيضًا للتهديدات الأمنية. ما خشيناه – حصل".
وتابعت: "لا يتذكر كثيرون، ولكن حتى أقل من عقد، كان في قلب خليج حيفا خزان أمونيا ضخم، مملوء بغاز سام وقابل للاشتعال. ناشطون و"سكان" ومنظمات بيئية، مدعومون بآراء أمنية، وصفوه بالقنبلة الموقوتة، وحذروا تحديدًا من سيناريو إصابة صاروخ، أو حتى مجرد خلل".
واستذكرت تهديدات الأمين العالم لحزب الله الأسبق الشهيد السيد حسن نصر الله عام 2016، حول خزان الأمونيا، مشيرةً إلى أنَّ التهديد بقي قائمًا لعشرات السنين، ولكن ضغوطات عامة بيئيًا - أمنيًا أصرت على إزالته، قام بها مستوطنون ومنظمات بيئية في الساحة العامة، القانونية والسياسية، ونجحوا بإخلاء الخزان، ولولا ذلك لبقي موجودًا حين وصلت الصواريخ الإيرانية.
وتابعت: "كان الضغط لإخلاء خزان الأمونيا أحد أنجح الضغوطات البيئية، ويمكن القول اليوم إنه أنقذ أرواحًا. وهذا بالضبط ما يجب أن يحدث مع باقي الصناعة البتروكيميائية في الخليج".
وذكرت أنَّ "هناك خطة حكومية منظمة لإخلاء المصانع، أُقرت في قرار حكومي عام 2022. تشمل الخطة ليس فقط إغلاق المصافي خلال عقد، بل أيضًا تطوير المتروبول مع مساكن، فرص عمل، ترفيه وطبيعة، إعادة تأهيل بيئي شامل، وتحويل خليج حيفا من منطقة صناعية ملوثة إلى مساحة حضرية صحية، متصلة ومتجددة. الخطط موجودة. يجب تسريع تنفيذها".
ولفتت إلى أنَّه لا مجال هذه المرة للتأخير، لأن الحرب الحالية أوضحت أن هذه القضية البيئية هي مسألة "أمن قومي". وأضافت: "قطاع الطاقة في "إسرائيل" مركّز ومكشوف بشكل مفرط، ويعتمد كثيرًا جدًا على الوقود الأحفوري. في العامين الأخيرين، أصبح مصطلح "سيناريو العتمة" شائعًا جدًا. لا يمكن "لمواطني إسرائيل" أن يعيشوا بجوار خزانات قابلة للاشتعال، تلوّث الهواء في أيام السلم، وتتحول إلى هدف واضح في أيام الحرب".
وختمت بالقول: "لقد دفع "سكان" حيفا ومنطقة "الكريوت" ثمنًا كافيًا. الهواء الذي يتنفسونه ملوّث حتى دون حروب. لكن في اليوم التالي للحرب، سينتظرنا الضغط من أجل "مستقبلنا – مستقبل صحي، محصّن وآمن"".
ويشنّ العدو الصهيوني عدواناً على إيران، منذ منتصف ليل 13-14 حزيران/يونيو، مسفراً عن مئات الشهداء والجرحى، بينما ردت طهران باستهداف المراكز الحيوية والبنى التحتية الصهيونية بالصواريخ البالستية والمسيرات، مكبدة الكيان الغاصب خسائر كبرى.