موقع أنصار الله - متابعات – 29 ذو الحجة 1446هـ
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم، إن "إيران أظهرت قدرة استثنائية على إدارة مواجهة معقدة، سياسية وعسكرية وتقنية، عبّرت عن سيادة وطنية كاملة، وردّت باستخدام صواريخ دقيقة ومسيرات متطورة أصابت مراكز حساسة في قلب الكيان، مكرّسة معادلة ردع جديدة، ومؤكدة فشل "هيبة الردع" الصهيونية.
وأضافت في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء: جاء هذا الرد المدروس ليُبنى على بنية استخبارية وصناعية وطنية متقدمة، ويكشف عن قوة دولة راشدة قادرة على حماية قرارها وموقعها.
وحيت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وجيشاً وشعباً، على صمودها الأسطوري في مواجهة العدوان الصهيوني–الأمريكي الغادر، الذي شكّل محطة مفصلية في صراع شعوب المنطقة مع منظومة الاستعمار والاستكبار العالمي".
كما حيت "شهداء إيران من القادة والعلماء والجنود والإعلاميين والشعب، ونشيد بصمود ووحدة الشعب الإيراني الذي أسقط رهانات العدو على الفتنة والانقسام، وأثبت أن الجبهة الداخلية الواعية هي أحد أسس الردع".
وقالت: نرى في هذه المواجهة تعزيزاً للتحالف العميق بين قوى المقاومة الممتدة من طهران إلى غزة وبيروت وبغداد وصنعاء، وتأكيداً على أن توازن القوى لا يُنتزع إلا بالصمود والمقاومة والاشتباك المباشر، والرد على العدوان بالمثل.
وتابعت: لقد جاء الرد الإيراني غير المسبوق منذ عام 1948 في قلب الكيان ليجعل العدو يذوق بعضاً من الألم الذي لطالما أذاقه لشعوبنا في غزة ولبنان واليمن وطهران.
وأردفت الجبهة الشعبية: "أثبتت المواجهة الأخيرة أن العدو الصهيوني لم يعُد قادراً على خوض الحروب منفرداً، بل بات معتمداً بشكلٍ كامل على الغطاء والدعم الأمريكي والغربي عسكرياً وسياسياً ولوجستياً ودبلوماسياً، ما يكشف هشاشته البنيوية وافتقاده القدرة على المبادرة".
وأكدت "أن وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب القضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة، هو أحد الأسباب الرئيسة لهذا العدوان المركّب، وأن هذا الموقف المبدئي، والتاريخي، والجريء سيظل محل احترام وامتنان من قبل شعبنا الفلسطيني وقواه المقاومة، كونه ينحاز للحق والحرية".
وقالت إن "محاولات تصوير إيران كعدو، باتت ساقطة أمام الحقيقة: العدو الحقيقي لأمتنا هو الاحتلال الصهيوني ومنظومة الاستعمار الغربي التي تنهب خيرات شعوبنا وتدعم قتلة الأطفال في غزة ولبنان واليمن. أما إيران، فموقعها الطبيعي هو في خندق المقاومة وقوى التحرر العالمية وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأضافت الجبهة: في الوقت الذي تُدان فيه إيران على امتلاكها التكنولوجيا النووية السلمية، تصمت الدول ذاتها عن ترسانة الكيان النووية، وتواصل تزويده بأحدث أدوات القتل، ما يكشف مجدداً عن ازدواجية المعايير الدولية وانحياز المنظومة الدولية لصالح القاتل على حساب الضحية".
ودعت "شعوب الأمة وقواها الحية إلى التعامل مع إيران كشريك استراتيجي في المنطقة، لا كخطر كما يروّج الإعلام الصهيوني والغربي المعادي".
وجددت الجبهة تمسكها "بخيار المقاومة، ووقوفنا إلى جانب كل من يواجه الاستعمار والاحتلال، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤمنين أن الدم الذي يوحّد غزة وطهران لا يمكن إلا أن ينتصر".
يُذكر أن إيران هي عضو في مجموعة "بريكس" التي تضم عشر دول، وهي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، مصر، إثيوبيا، إندونيسيا، إيران، والإمارات العربية المتحدة.
وكان العدو الصهيوني شنّ في 13 يونيو/حزيران الجاري عدواناً عسكرياً جوياً واسعاً ضد مواقع إيرانية، استهدف منشآت نووية وأماكن سكنيةـ وأسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
من جهتها أطلقت الجمهورية الإسلامية عملية "الوعد الصادق 3" رداً على العدوان، حيث خلّفت الهجمات الصاروخية الإيرانية على الكيان الصهيونيدماراً واسعاً، وشملت الضربات الإيرانية أهدافاً حسّاسة ولا سيما في حيفا شمال فلسطين المحتلة وبئر السبع والنقب جنوبيّها.
كما استهدفت إيران قاعدة "العديد" في قطر بـهجوم صاروخي ضمن عملية "بشارة الفتح"، وذلك رداً على العدوان الأميركي الأخير الذي استهدف مواقع "فوردو" و"نطنز "وأصفهان النووية السلمية في إيران.