توجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأطيب التهاني والتبريك لأمتنا الإسلامية كافة بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد.
وبارك السيد القائد في كلمة له ، اليوم الخميس، بمناسبة العام الهجري الجديد وعن آخر التطورات، بارك للجمهورية الإسلامية في إيران بمناسبة الانتصار الكبير على العدو الإسرائيلي المعتدي الغاشم المجرم الظالم، كما بارك لأمتنا الإسلامية كافة بالانتصار العظيم لإيران الذي هو بحق انتصار لمصلحة الأمة الإسلامية بكلها.
وأوضح السيد أن الهزيمة التي مني بها العدو الإسرائيلي وشركائه المجرمون في مقدمتهم الأمريكي والبريطاني والألماني والفرنسي تمثل انتصارا للأمة الإسلامية جميعا.
وأوضح السيد أن حجم تحضيرات العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران في إطار الدعم الأمريكي كانت تحضيرات كبيرة امتدت لعام وأكثر فالعدو الإسرائيلي حضر للعدوان على إيران بسقف عال والأخطر في العدوان على إيران هو مساعي العدو الإسرائيلي لإزاحة الجمهورية الإسلامية من طريقه بهدف السيطرة على المنطقة.
فيما يتعلق بالموقف الإسلامية من العدوان على إيران فأوضح السيد أن الموقف الباكستاني من العدوان الإسرائيلي على إيران مقارنةً ببقية الأنظمة والدول كان موقفا متقدما وواعيا وكذلك الموقف التركي كان موقفا يمتاز بالوضوح والصراحة والوعي بما يسعى له الأعداء ويخططون له وعن حقيقة أطماعهم.
وأوضح أن هزيمة العدو الإسرائيلي هي هزيمة له وللأمريكي معه ولداعميه الغربيين. لافتا إلى أن ما عبر عنه الكافر ترامب هو الذي يبين السقف الأعلى في أهداف الأعداء عندما تحدث عن استسلام غير مشروط. مؤكدا أن سقف العدوان كان الاستسلام الكامل بغير شروط ثم في نهاية المطاف أوقفوا عدوانهم إيقافاً غير مشروط بدون أي شروط؛ ولذلك فالهزيمة على المستوى العسكري للعدو الإسرائيلي واضحة في أنه فشل في تحقيق أهدافه في تدمير ما يريد أن يدمره في إيران و العدو الإسرائيلي عجز عن حماية نفسه من الصواريخ الإيرانية، وتكبد خسائر كبيرة جداً.
وأوضح السيد أن الموجات الصاروخية الإيرانية كانت كابوساً كبيرا جدا للعدو الإسرائيلي وجعلت واقعه في حالة غير مسبوقة فالصهاينة اليهود كانوا خلال مدة العدوان على إيران في وضع غير مسبوق من الخوف والرعب والاختباء في الملاجئ وعاش الصهاينة اليهود الأجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فيما يتعلق بالقصف والدمار.
وأكد السيد أن هزيمة العدو الإسرائيلي كبيرة، وإيران انتصرت بقيادتها والحرس الثوري والنظام الإسلامي والشعب الإيراني. مضيفا أن انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران هو نصر للمسلمين جميعاً وللعرب وللقضية الفلسطينية. مضيفا أن إسقاط النظام الإسلامي في إيران أو استسلامه وإخضاعه هو الشيء المستحيل في الواقع والبعيد عن التنفيذ.
وقال السيد: لو تحققت أهداف العدوان على إيران لانعكس ذلك على واقع المنطقة بشكل كبير، العنوان الأساس للعدوان على إيران هو تغيير الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أنهم سيتجهون إلى بقية الأنظمة والبلدان".
وأشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي لم تصدر سوى بيان إدانة للعدوان على إيران، وما ينقص المنظمة هو التعاون على خلاف اسمها. مؤكدا أن ما ينقص أمتنا هو التعاون، سواء مع الشعب الفلسطيني أو في القضايا الجامعة.
وبيّن أن من النعمة الكبيرة والنصر الإلهي أن ينهزم العدو الإسرائيلي بالرغم من جبروته وعدوانيته وما بحوزته من إمكانات ودعم أمريكي وغربي.
وفيما يتعلق بالعدوان على غزة فأوضح السيد أن مراكز المساعدات في قطاع غزة هي مصائد للموت بهندسة أمريكية لقتل وإبادة الفلسطينيين، وهذا فظيع ومأساوي جدا.
وفي القدس أوضح السيد أن الاقتحامات والانتهاكات لباحات المسجد الأقصى مستمرة واعتداءات العدو الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية مستمرة بكل أشكالها وأنواعها وكذلك الاعتداءات على لبنان وسوريا مستمرة.
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن عمليات الأخوة المجاهدين في قطاع غزة مستمرة ومتنوعة في كل محاور التوغل. مضيفا أن المجاهدين في غزة كبدوا العدو الإسرائيلي خسائر مباشرة ومن أبرز العمليات ومن أشدها فتكاً بالعدو الكمين النوعي المركب الذي نصبه مجاهدو القسام يوم الثلاثاء الماضي في خان يونس حيث قتل وجرح أكثر من 20 من جنود العدو بالرغم من محاولات التكتم والتعتيم الإعلامي على حجم خسائره في كمين خان يونس. مؤكدا أنه تجلى في كمين خان يونس مستوى الاستبسال والإقدام للإخوة المجاهدين في كتائب القسام.
وأوضح أن قدوم عام جديد يذكرنا بحقيقة وجودنا في هذه الحياة وأهمية الاستثمار الصحيح للوقت والعمر في العمل الصالح ؛ لذلك ينبغي أن تكون نهاية عام وبداية عام جديد مما يذكرنا ويلفت نظرنا تجاه إدراك أهمية الوقت وقيمة الوجود والحياة ومسؤولياتنا
وقال السيد: هذه المرحلة تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات فيما يتعلق بنا كمسلمين في مسيرة عمل المجتمع البشري بشكل عام وحالة مؤسفة في واقع المسلمين أن تغيب عنهم الكثير من الاهتمامات والأهداف والكثير من القضايا ذات التأثير المهم".
ولفت إلى أن هناك مساع كبيرة للأعداء فيما يتعلق بتتويهنا كأمة وفي تشتيت انتباهنا وفي إلهائنا وصرف اهتماماتنا عن الأمور المهمة وواقع أمتنا في مستوى الاهتمامات وطبيعتها يغرق في اهتمامات جزئية على حساب الاهتمامات الكلية والكبيرة التي تحل الكثير من المشاكل. مؤكدا أن واقع الآخرين من الأمم يختلف عنا، فهي تدرك أهمية الزمن وقيمة الوقت، وتجعل من الوقت من أهم المقاييس لمستوى الإنجاز العملي. مشيرا إلى أن البلدان الناهضة لديها اهتماما وإدراكا لأهمية الوقت واستثماره إلى أقصى حد ممكن لتحقيق إنجازات مهمة.
وأشار إلى أن الأمم من حولنا كمسلمين تحدد أولوياتها بوعي وتضبط على أساس ذلك أهدافها واهتماماتها العملية وتسعى عملياً إلى تحقيق أهدافها أما في واقعنا نحن كمسلمين فتمر عشرات الأعوام وبعض الشعوب غارقة في أزمات معينة هندس لها الأعداء
وعبر السيد عن أسفه الشديد في أن المسلمين هم من أكثر الشعوب إضاعة للوقت مع أن القرآن الكريم يعلمنا القيمة العالية جدا للوقت.. موضحا أنه يفترض بنا كمسلمين أن نكون أكثر الأمم على وجه الأرض استيعابا لمدى أهمية الوقت والزمن والعمر لكن للأسف أن المسلمين هم أكثر الشعوب إضاعة للوقت وهدرا للجهود ومن المؤسف جدا أن يستثمر البعض وقته في الذنوب والمعاصي، وهذا خدمة للباطل وشر على الإنسان نفسه وعلى أمته.
وشدد على أننا ومع نهاية عام ودخول عام جديد يجب أن نحرص على التقييم الواقعي كأشخاص أو مجتمعات أو فئات أو كأمة .. وأضاف : للأسف الشديد أن الكثير من المسلمين لا يعتمدون التاريخ الهجري مع أنه يُعبر عن هوية الأمة.
وقال السيد: "مناسبة اكتمال عام، وقدوم عامٍ آخر، يلفت نظرنا إلى واقعنا، ومسيرة حياتنا، واهتماماتنا العملية، أن يمضي عامٌ، معناه عامٌ من العمر في مسيرة الزمن، ورحلة الحياة، التي لها أجلٌ محددٌ مسمَّى، يعلمه الله، ويجهله الإنسان، هذا يذكِّرنا بحقيقة وجودنا في هذه الحياة، وأهمية الاستثمار الصحيح للوقت والعمر في العمل الصالح، فالزمن يمضي بنا نحو آجالنا؛ بل ليس فقط هذا، فيما يتعلَّق بأجل الوفاة والموت والرحيل من هذه الحياة، بل وحتى من القيامة، فنحن آخر الأمم وأقربها من القيامة. ينبغي أن تكون نهاية عام، وبداية عامٍ جديد، مما يُذَكِّرُنا ويلفت نظرنا تجاه هذه الحقيقة: عن أهمية حياتنا ووجودنا؛ وبالتـالي دافعا لنا إلى إدراك أهمية الوقت، وقيمة الوجود والحياة، ومسؤوليتنا في هذه الحياة، وكيف تتَّجه اهتماماتنا العملية فـي إطار مسؤولياتنا نفسها، بعيداً عن اللهو، والضياع، والعبث".
وأشار إلى أن الزمان ظرف، والمكان ظرف، والناس في ظرف الزمان وفي ظرف المكان في مسيرة عمل، والمجتمع البشري بشكل عام، مسيرة حياة الإنسان في ظرف الزمان وظرف المكان مسيرة عملية، وتترتب عليها نتائج وآثار. مؤكدا أن الإنسان يتمنى أنه استثمر هذه الحياة في أن يُقَدِّم فيها لحياته الأبدية، لمستقبله الدائم، والإنسان إذا لم يُقَدِّم معنى ذلك خسارة رهيبة جداً، يكون مصيره- إذا لم يُقَدِّم العمل الصالح، وفق تعليمات الله، وهدي الله، وأوامر الله- يكون مصيره إلى نار جهنم والعياذ بالله.
وأوضح أن من دروس الهجرة النبوية هو اليقين بأن كلمة الله هي العليا، وبأن التمسك بها يرفع الأمة مهما كانت التحديات والمخاطر، كما أن من دروس الهجرة أن من يتحرك بالإسلام، وإن كان يعيش الغربة والظروف العصيبة، فهو مشروع انتصار لأنه متصل برعاية الله وتأييده ومعونته.
وأكدالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه كما سيطر الإسلام وانتصر في المرحلة الأولى، كذلك سينتصر مع عودته في ظروف الغربة وتعلو رايته، مضيفا أن كل الخيارات والبدائل البعيدة عن كلمة الله هي خسارة وضياع وتساعد الأعداء على المزيد من السيطرة على أمتنا. لافتا إلى أنه ينبغي أن تحظى مناسبة الهجرة النبوية وغيرها بالاهتمام كمحطة للهداية واستلهام الدروس.