قالت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية إن كيان العدو يعيش حالة من التخبط والقلق العميق بعد الضربات اليمنية الأخيرة التي طالت سفنًا في البحر الأحمر، حيث باتت شركات التأمين العالمية تتردد في تغطية مخاطر الحرب للسفن المرتبطة بالعدو أو حتى ذات الصلة غير المباشرة به، في مشهد يعكس اتساع دائرة التأثير الردعي للقوات البحرية اليمنية.
وبحسب الصحيفة، فإن العدو الصهيوني سعى في الآونة الأخيرة إلى فتح قنوات تواصل مع شركات التأمين البحري في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من حركة الملاحة المرتبطة بميناء حيفا، بعد أن ساد الذعر أوساط مشغّلي السفن الدولية من الاقتراب من الموانئ المحتلة خشية فقدان التغطية التأمينية.
الهجوم اليمني الأخير على السفينتين "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي"، وهما سفينتان يونانيتان ترفعان العلم الليبيري، اعتُبر الأقوى والأوسع نطاقًا من حيث التنسيق والقوة النارية، وهو ما أجبر شركات التأمين الأميركية، وفي مقدمتها "ترافيلرز"، على اتخاذ قرارات صارمة بعدم تجديد تغطية مخاطر الحرب لتلك السفن، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة للمشغّلين قدّرت بعشرين مليون دولار، وفق الصحيفة.
وأشارت المصادر إلى أن قرار الامتناع عن التأمين لم يكن مبنيًا على استهداف مباشر من قبل القوات اليمنية، بل على الخشية من أن أية صلة -حتى وإن كانت غير مباشرة- بالكيان الغاصب كافية لحرمان السفن من الحماية التأمينية، وهو ما انعكس بشكل خطير على حركة الشحن نحو موانئ العدو، خصوصًا ميناء حيفا الذي أصبح فعليًا ضمن منطقة الحصار.
وفي حين تحاول "حكومة" العدو الإيحاء بأن الحصار المفروض لا يشمل سفنها بالكامل، أكدت الصحيفة أن التأثير الميداني للعمليات اليمنية حوّل البحر الأحمر إلى معبر محفوف بالمخاطر، ما أجبر شركات الشحن العالمية على تحويل مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، رغم طول المسافة وتكاليفها الباهظة، تفاديًا للاستهداف أو الانكشاف التأميني.
وذكر مسؤول أمني بحري للصحيفة أن المشكلة ليست فقط في الصواريخ أو الطائرات المسيّرة التي تمتلكها صنعاء، بل في فقدان الثقة بمنظومة التأمين البحرية نفسها، حيث أصبح مجرد الارتباط من الدرجة الثانية أو الثالثة مع "إسرائيل" سببًا كافيًا لإلغاء التأمين.
وكشفت الصحيفة أن العدو طلب من الولايات المتحدة استئناف قصف مواقع القوات اليمنية، إلا أن إدارة ترامب – وبضغط من حلفاء إقليميين بينهم السعودية – امتنعت عن تنفيذ ذلك، مؤكدة أن لا نية حاليًا لدى واشنطن لتصعيد جديد، خصوصًا في ظل عدم تعرض سفنها لأي هجوم.
وخلصت الصحيفة إلى أن حالة الارتباك في الكيان أصبحت غير قابلة للإخفاء، وأن موانئ فلسطين المحتلة، وفي مقدمتها ميناء حيفا، باتت تعاني من شلل شبه كامل نتيجة تصاعد الفعل الردعي اليمني، في ظل فشل العدو في تحييد البحر من معادلة الرد.