قالت صحيفة "بيزنس إنسايدر" إن أوروبا باتت عاجزة فعليًا عن حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر، معترفة بفشل مهمة "أسبيدس" التي يقودها الاتحاد الأوروبي في التصدي لهجمات القوات البحرية اليمنية. ووفقًا لتصريحات الأدميرال البحري فاسيليوس جريباريس، قائد المهمة الأوروبية، فإن متوسط عدد السفن الحربية التي تعمل ضمن العملية في البحر الأحمر لا يتجاوز سفينة واحدة في اليوم، وهو ما اعتبره "غير كافٍ لتأمين مساحة عمليات شاسعة تمتد من البحر الأحمر إلى الخليج".

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن السفينتين التي تم استهدفاهما مؤخرًا من قبل البحرية اليمنية، "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي"، لم تطلبا الحماية من الأوروبيين، وهو ما كشف عجز "أسبيدس" حتى عن فرض قواعد الاشتباك أو ضبط حركة السفن.

 واعترف القائد الأوروبي بأن المهمة تعتمد على مساهمات تطوعية من الدول الأعضاء، ولا تمتلك سلطة فرض إرسال سفن أو تعزيز الانتشار البحري. وأشار إلى أن السفن التي تُهاجم ولا تطلب الحماية تسير إلى مصيرها منفردة، مفضّلة المجازفة على انتظار "فرصة الحماية التالية المتاحة".

وبينما تسوّق أوروبا لمهمة "أسبيدس" على أنها درع دفاعي لحماية الشحن التجاري، فإن الواقع – كما تنقله الصحيفة – يُظهر أنها مجرّد وجود رمزي في مواجهة تصاعد عمليات الجيش اليمني، الذي يستمر في هجماته النوعية في البحر الأحمر، وأغرق مؤخرا سفينتين خلال أسبوع"، وتؤكد "بيزنس إنسايدر" أن الهجمات مثلت "تطورًا مقلقًا" بحسب وصف جريباريس، لكنها لم تفاجئ المتابعين، خصوصًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من العمليات الهجومية في مايو الماضي بموجب وقف إطلاق النار مع صنعاء.

وتُضيف الصحيفة أن "وقف إطلاق النار الأمريكي – اليمني لم يمنع القوات اليمنية من مواصلة عملياتها ضد السفن المتجهة إلى "إسرائيل" أو الداعمة لها، ما أحرج أوروبا والولايات المتحدة معًا، وكشف أن ما يُسمى بـ"حرية الملاحة" لم تعد مضمونة في منطقة البحر الأحمر".

ويُبرز التقرير كذلك غياب التنسيق بين الشركات المالكة للسفن وقوة "أسبيدس"، حيث لم ترد شركتا Allseas Marine وCosmoship على استفسارات الصحيفة بشأن سبب عدم طلب الحماية. ويشير ذلك إلى تصدّع ثقة الشركات العالمية بفعالية الحماية الغربية، مقابل ما وصفه التقرير بـ"الردع الفعلي" الذي تفرضه البحرية اليمنية.

وفي ختام التقرير، يحاول جريباريس الدفاع عن فشل المهمة الأوروبية، بالقول إن "أسبيدس" تظل مهمة دفاعية غير تصعيدية، ملتزمة بحماية حرية الملاحة "حسب القدرات المتاحة". وهو ما اعتبره مراقبون اعترافًا مبطّنًا بأن أوروبا خاضعة لقيود سياسية وواقعية تمنعها من خوض مواجهة مباشرة مع الحوثيين، الذين باتوا الطرف المهيمن في ساحة البحر الأحمر، عسكريًا ونفسيًا واستراتيجيًا.