نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرًا يكشف عن تنامي قوة اليمن البحرية، واستمرارها في توجيه ضربات نوعية للسفن التابعة للكيان او المتعاملة معه في البحر الأحمر، وأضافت الصحيفة : "رغم ادعاءات واشنطن مؤخرا بهزيمة الحوثيين  إلا أن اليمن يستمر في عمليات البحرية ونفذ في أقل من أسبوع عمليتين نوعيتين استهدفت خلالهما سفينتين تجاريتين، في السادس والسابع من يوليو/تموز، هما "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، واغراقهما .

 

وقالت المجلة اللافت أن الهجومين أتيا بعد شهرين كاملين من إعلان ترامب، الذي زعم أن أنصار الله "استسلموا" وتعهدوا بعدم ضرب السفن مجددًا. إلا أن الوقائع على الأرض أكدت أن المعركة لم تتوقف.

 المجلة وصفت الهجمات الأخيرة بأنها بمثابة رسالة واضحة للعالم مفادها أن من يهيمن على باب المندب هو اليمن، لا واشنطن.

وأشارت "الإيكونوميست" إلى أن رد الفعل العالمي جاء باردًا، بل أقرب إلى اللامبالاة، مما يعكس عمق المأزق الغربي أمام اليمن، وصعوبة كسر قدراته عبر القوة العسكرية. كما أوضحت أن أمريكا قامت بتقليص قواتها في المنطقة، وسحبت بعض المدمرات التي كانت تحمي السفن التجارية، ما أفسح المجال لأنصار الله لإثبات مجدد لقوة الردع اليمنية.

في ظل هذه المعادلة الجديدة، باتت شركات الشحن الغربية في حالة ذعر، حيث رصدت المجلة انخفاضًا حادًا في أعداد السفن العابرة للبحر الأحمر بنسبة تقارب 50% مقارنة بصيف العام الماضي، رغم بعض الارتفاع النسبي في الأسبوع الأخير.

الإيكونوميست شددت على أن أمريكا لم تفعل شيئًا ملموسًا حيال هذه التطورات، مكتفيةً بتصريحات سياسية باهتة، مع استبعاد قيام ترامب بأي تحرك عسكري ضد اليمن ما دامت السفن الأمريكية لم تُستهدف مباشرة.

ولفتت المجلة إلى أنه ورغم الغارات العدوانية التي تشنها " إسرائيل" على اليمن  لكنها دون أثر ملموس، تمامًا كما حصل مع السعوديين والإماراتيين سابقًا، حين اكتشفوا صعوبة مواجهة أنصار الله على الأرض.

 وخلص التقرير إلى أن امتلاك اليمن للسلاح والعزيمة السياسية الكاملة لاستخدامه، يضمن استمرار الهجمات في البحر الأحمر، ويجعل من أنصار الله قوة لا يمكن تطويعها بالقوة العسكرية أو عزلها دبلوماسيًا.