موقع أنصار الله - متابعات – 29 ربيع الأول 1447هـ

تشهد العلاقات التجارية لكيان العدو الصهيوني تدهوراً خطيراً خلال الأسابيع الأخيرة، مع إلغاء صفقات واجتماعات حتى مع دول كانت تُصنّف "صديقة"، وسط أجواء من السرية والحرج.

مصدرون صهاينة كشفوا أنّ شركات في أوروبا والولايات المتحدة رفضت تجديد عقود تصدير، فيما أعلنت شبكات تسويق عن وقف استيراد منتجات صهيونية "حتى إشعارٍ آخر".

وفي السياق، نقل موقع "واي نت" الصهيوني أنّ وفداً من خبراء وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني زار يافا المحتلة "تل أبيب"، وخرج بانطباعاتٍ مقلقة جداً من احتمال خفض التصنيف قريباً. أحد المسؤولين قال: "سيكون معجزة إذا لم يتم التخفيض خلال أسبوعين".

وأشار مسؤول اقتصادي بارز التقى ممثلي وكالة "موديز" إلى قلق بالغ من الارتفاع الهائل في النفقات الأمنية خلال الحرب على غزّة، مؤكداً أنّها تُمثّل نقطة تحوّل خطيرة.

وحذّر المسؤول من أنّ حكومة العدو الصهيوني قد تفقد السيطرة كلياً على إدارة الميزانية، ما يهدّد بارتفاع ضخم في العجز وتراكم الديون.

 

العلامات التجارية الصهيونية تضرّرت بشدة

رئيس "اتحاد الصناعيين" الصهاينة، رون تومر أكّد أنّ "العلامة التجارية الصهيونية تضرّرت بشدّة"، محذراً من عودة الاقتصاد سنوات إلى الوراء.

كما أشار تومر إلى طلبٍ صادم من إحدى الدول "الصديقة" بمحو أي صور لاجتماعات مع شركات صهيونية، تفادياً للإحراج السياسي.

 

محكومون بالعزلة التامة

وأوضح أحد المصدّرين أنّ الوضع تفاقم بشكلٍ ملحوظ بعد إعلان نية احتلال غزة، وتزايد انتشار مقاطع الفيديو التي توثّق قصف المباني والمساجد وسقوط المدنيين.

وأضاف: "لم يعد بالإمكان تجاوز هذه الصور، لقد أصبحنا محكومين بالعزلة التامة ونشعر بالنبذ في مختلف أنحاء العالم".

 

%71 من الإلغاءات ضد الكيان الصهيوني مرتبطة بالحرب على غزة

وبحسب استطلاع أعدّه "اتحاد الصناعيين الإسرائيليين" وشمل 132 صناعياً، فإنّ نصف المصدّرين تقريباً فقدوا صفقاتهم أو لم يتم تجديد عقودهم، فيما أظهر 71% منهم أن الإلغاءات كانت لدوافع سياسية مرتبطة بالحرب على غزة.

كما تبيّن أنّ الاتحاد الأوروبي كان الأكثر إقداماً على الإلغاء، إذ أبلغ 84% من الصناعيين عن خسارة عقود هناك، في حين فوجئ 31% بقرارات مماثلة من زبائن في الولايات المتحدة.

الاستطلاع أشار أيضاً إلى أنّ 76% من المصدّرين تضرّرت صادراتهم بشكلٍ مباشر، وأنّ التأثير تجاوز 40% من إجمالي صادرات بعضهم.

كما كشف أنّ أكثر من نصف العملاء الجدد يرفضون اليوم التعامل مع شركات صهيونية، في وقتٍ يواجه 49% من المصدّرين صعوبات لوجستية غير مسبوقة في الشحن والجمارك والموانئ.

التحليلات الاقتصادية تربط هذه الأزمة بتداعيات الحرب على قطاع غزّة وتصريحات رئيس حكومة العدو الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بشأن تحويل الكيان الغاصب إلى "نظام مغلق"، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين من ارتفاع النفقات الأمنية وتفاقم العجز.

ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق العدو الصهيوني معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع والوقود، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.

وبدعم أمريكي، يرتكب "جيش" العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 228 آلاف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود.