موقع أنصار الله - متابعات – 23 ربيع الآخر 1447هـ

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، لتظل قريبة من أعلى مستوياتها التاريخية، مع تزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. كما ساهمت التوقعات المتزايدة بخفض جديد للفائدة الأميركية في تعزيز الطلب على الذهب.

ووفقًا لبيانات التداول، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 4155.99 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الآجلة الأميركية تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.3% إلى 4174.30 دولارًا.

وسجل المعدن الأصفر، الذي لا يدرّ عائدًا لكنه يُعدّ ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، قفزة بنسبة 55% منذ بداية العام، ولامس أمس الثلاثاء مستوىً قياسيًا جديدًا بلغ 4179.48 دولارًا للأونصة، بحسب بيانات وكالة “رويترز“.

عوامل تدعم الارتفاع

ويعزو محللون استمرار صعود الذهب إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عمليات شراء مكثفة من قبل البنوك المركزية حول العالم، وتراجع هيمنة الدولار الأميركي، إلى جانب تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).

وفي هذا السياق، علّق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان”، قائلاً في تصريحات حديثة: “لم أكن من محبي الذهب سابقًا، لكن الأمور تغيرت الآن”، في إشارة إلى تحوّل نظرة المستثمرين الكبار تجاه المعدن الأصفر في ظل تزايد المخاطر الاقتصادية.

تصريحات باول تدعم التوقعات بخفض الفائدة

وجاء الدعم الإضافي للذهب من تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي قال يوم أمس إن سوق العمل في الولايات المتحدة لا تزال “ضعيفة”، رغم أن الاقتصاد “قد يكون على مسار أكثر استقرارًا مما كان متوقعًا سابقًا“.

وأوضح باول أن قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة ستُتخذ “في كل اجتماع على حدة”، في ظل الحاجة إلى الموازنة بين استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف وضعف مؤشرات سوق العمل.

ويتوقع المستثمرون أن يُقدم الفيدرالي الأميركي على خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر هذا الشهر، مع خفض آخر محتمل في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ما يزيد من جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يعتمد على العوائد.

تصاعد الحرب التجارية من جديد

وزادت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين من زخم الطلب على الذهب، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تدرس قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين، بما في ذلك وقف استيراد زيت الطهي.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع فرض كل من الولايات المتحدة والصين رسوم موانئ متبادلة يوم أمس الثلاثاء، ما أثار مخاوف المستثمرين من تفاقم الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

الذهب في مواجهة العواصف

ويرى محللون أن الذهب بات المستفيد الأكبر من موجة التوترات الاقتصادية والسياسية الراهنة، خاصة مع تزايد التوقعات بتخفيف السياسة النقدية الأميركية، وازدياد القلق من تباطؤ النمو العالمي.

ويُتوقع أن يواصل المعدن النفيس حركته الصعودية في المدى القريب، مع إمكانية تسجيل قمم جديدة تاريخية إذا ما استمر ضعف الدولار الأميركي وتواصلت المخاوف بشأن العلاقات التجارية الدولية.