تقرير |
بين عظمة الماضي وعزة الحاضر، تتدفق كلمات السيد القائد في ذكرى جمعة رجب كالنهر يحمل تراب الذكريات وبذور المستقبل، ها هو شعب اليمن، حاملاً وسام "الإيمان يمان" لا كشرفٍ يُتغنّى به، بل كعهدٍ ثقيلٍ على الأعناق، ومسؤوليةٍ تحفر أخاديدها في جبين التاريخ، ففي ذكرى "جمعة رجب"، حيث يتذكر اليمنيون لحظة التحول المصيري حين أشرق نور الإسلام في قلوب أسلافهم، يرفع القائد اليوم راية الذكرى لتصبح منارةً في عصر الظلام.
لقد وضع السيد القائد خريطة طريق محفورة بنار الإيمان ودماء الشهداء، يتحدث القائد عن معركة قادمة لا محالة، معركةٌ يراها في الجسر الجوي الأمريكي المُحمّل بالسلاح، وفي زئير العدو الصهيوني عن "تغيير الشرق الأوسط"، لكن في المقابل، هناك شعبٌ لا ينام على ضجيج الأعداء، بل يسهر على همس الأسلحة وهو يصنعها، وعلى دوي التدريب وهو يؤهل أجياله "يُعِدُّ ويبني ويجهّز ويؤهل"، بل هي دقات قلب أمة ترفض أن تكون رقماً في معادلة الاستباحة، لأنها اعتمدت على الله وتحركت على أساس هديه.
إنها الحرب على الهوية قبل الحرب على الأرض، فبينما يسعى الطاغوت بكل أدواته الناعمة والخشنة لفصل الأمة عن قرآنها، وتفريغ الانتماء الإيماني من مضمونه، ليصبح الإنسان ألعوبةً في أيديهم، يؤكد السيد القائد على أن المعركة الحقيقية هي في ترسيخ العبودية لله والتحرر من كل طاغوت، وفي إحياء مفهوم الجهاد سيفاً يحمي الدم والعرض والأرض من أشرس طغاة التاريخ.
من استهداف القرآن الكريم وهوية الأمة، إلى البلطجة الأمريكية في فنزويلا، يربط السيد خيوط المؤامرة العالمية، مؤكداً أن الخضوع والخنوع ليسا حلاً، فالعدو الذي يسرق ثروات الأمم ويحرق مقدساتها ويقتل أطفالها، لا يفهم لغة إلا لغة القوة المقرونة بالإيمان، وهنا، في ساحة اليمن، حيث تلاشت أساطيل القوة على صخرة الإرادة، يعلن السيد بثقة المنتصر أنه "كما فشل الأمريكي سابقاً، سيفشل مستقبلاً"، فهذه ليست نبوءة، بل هي سنّة إلهية، أن الأرض يرثها عباده الصالحون، وأن زمن التفوق المطلق للطغاة قد أفل..
وأكد السيد ـ يحفظه الله ـ في كلمة له، يوم الجمعة، في ذكرى جمعة رجب أن المعركة قادمة لا محالة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، وشعبنا اليمني بهويته الإيمانية يُعِدُّ ويستعد ويبني ويجهّز ويدّرب ويؤهل، مؤكداً أن العدو الأمريكي كما فشل في صد أسلحتنا في المعركة السابقة بالتأكيد سيفشل مستقبلاً.
وتحدث السيد القائد عن مؤشرات اقتراب المواجهة المقبلة مع الطغيان الأمريكي الإسرائيلي، موضحاً أننا على إدراك أهمية أن يكون هناك نشاط مستمر وتعبئة مستمرة تجاه ما يعمله الإسرائيلي في هذا الظرف، كما أن الأمريكي يُحضّر للمعركة، فالجسر الجوي بين الأمريكي والإسرائيلي مستمر في تعبئة كل مخازن السلاح في فلسطين المحتلة وفي المنطقة، كما أن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية يعد للمزيد من التصعيد والجولات ويتوعد بذلك، والعدو الإسرائيلي يعلن أنه يتحرك بشكل مستمر في إطار عنوان "تغيير الشرق الأوسط".
وبالتالي، فإن الجولات القادمة مع العدو الإسرائيلي جولات مؤكدة ولا شك في ذلك، ولا بد أن تكون الأمة في حالة يقظة، ولا بد أن نكون في حالة يقظة مستمرة، روحية جهادية عالية، إدراك لمسؤولياتنا، موضحاً أن ما يحمينا هو أن نتحرك وفق منهج الله في الإعداد تجاه ما كشفه الله عن إجرام الأعداء وعدوانيتهم.
وقال السيد: "يجب أن نكون في عمل مستمر، أنشطة مستمرة، وعي دؤوب، استعداد مستمر عمل لمواجهة ما هو قائم، واستعداد لما هو آت، فشعبنا العزيز يمن الإيمان والحكمة بأصالته الإيمانية يُعِدُّ ويستعد ويبني ويجهّز ويدّرب ويؤهل، وشعبنا استمر في كل الأنشطة أنشطة التعبئة العامة في كل مساراتها، وكذلك الفعاليات والوقفات في إطار المسؤولية الإيمانية".
وكشف أن مسارات الاستعداد العسكري في التصنيع والتطوير وغير ذلك مستمر في اتجاهنا الإيماني المتميز الراقي الأصيل، كما أن هناك نشاطاً واسعاً ونموذجياً ومستمراً في إطار التوجه الإيماني والتأكيد المستمر على ثبات موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني.
كما كشف أن هناك استعداداً للجولة القادمة، ونعمل على هذا العنوان ليل نهار لأننا ندرك ما يحدث وما يسعى له الأعداء ويخططون له، ونحن لا نغمض أعيننا ونتجاهل ما يحصل لأن هذا لا يليق بالمؤمنين والأمة المؤمنة. مؤكداً وجوب أن نكون في يقظة وانتباه واهتمام واستعداد.
وأشار السيد إلى أن مناسبة جمعة رجب تذكرنا بالعدوان الأمريكي نصرة للعدو الصهيوني فالعدوان الأمريكي على بلدنا بذل فيه كل مساعيه لمنع شعبنا وجيشنا عن مواصلة الإسناد لغزة ومع ذلك فشل ولم يتمكن الأمريكي بكل أنواع السلاح من إيقاف عمليات جيشنا العسكرية في نصرة الشعب الفلسطيني، فعملياتنا استمرت حتى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، ولن يتمكن الأمريكي من إيقافها مستقبلاً.
وأكد أن السلاح الذي بأيدينا هو سلاح بأيدي أمة معتمدة على الله، متوكلة عليه تنطلق انطلاقة مبدئية قرآنية.
ولفت إلى أن شعبنا العزيز خرج خروجاً شعبياً مليونياً عظيماً، متفرداً على مستوى كل الساحة العالمية في الموقف من أعداء الله تجاه إساءتهم للقرآن الكريم، وأما الأنشطة والفعاليات العلمائية التي تحييها رابطة علماء اليمن فهي أنشطة عظيمة في كل المحافظات بما فيها المواقف القوية من العلماء الأجلاء وسماحة المفتي حفظه الله، كما أن الأنشطة الجامعية والمدرسية والشعبية للرجال والنساء مستمرة وخرجت 1484 مسيرة ووقفة، والجانب النسائي 138 مسيرة ووقفة.
وأضاف أن الوقفات القبلية المسلحة تعبّر عن العزة الإيمانية لهذا الشعب وعن الموقف الأصيل، موضحاً أهمية الوقفات القبلية فالقبيلة تمثل العمود الفقري للمجتمع اليمني والمعبّر عن الأصالة الراسخة والمتينة للتوجه الإيماني.
وشدد على أهمية السعي للحفاظ على الاستقرار الداخلي والتصدي لمساعي الأعداء عبر الأجهزة الأمنية وما تكشفه من خلايا وما تتخذه من إجراءات.
وأشاد السيد ـ يحفظه الله ـ بشكل متكرر بما يبذله فرسان الإعلام والمجاهدون في ميدان الإعلام من جهود كبيرة بمختلف أنشطتهم التي يواجهون بها الأعداء في ميدان من أهم ميادين المواجهة.
وفي مطلع كلمته توجه السيد القائد بأطيب التهاني والتبريك لشعبنا العزيز بمناسبة جمعة رجب التي هي من أعظم المناسبات المباركة، موضحاً أن شعبنا يحتفل بمناسبة جمعة رجب تقديراً لنعمة الهداية للإسلام وهي أعظم النعم، لافتاً إلى أن جمعة رجب محطة ملهمة لشعبنا تساعدنا في التصدي لكل المحاولات التي تستهدف شعبنا في هويته الإيمانية وانتمائه الإسلامي خاصة وأن المواجهة على المستوى الفكري والثقافي وعلى مستوى الهوية هي من أهم ساحات وميادين المواجهة مع الأعداء، وأضاف: "جمعة رجب هي محطة ملهمة ومحطة هداية وذكرى عظيمة نتوجه فيها بالشكر لله والتقدير لهذه النعمة والاعتراف بها، وهي محطة مهمة تساعدنا على التصدي لمحاولات استهدافنا في هويتنا الايمانية والانتماء للإسلام الذي يعتبر من أهم ميادين الصراع مع الأعداء".
وأوضح السيد القائد أن الدخول في الإسلام والإقبال عليه بشكل متميز هو من أعظم وأهم التحولات التاريخية المصيرية للشعب اليمني.
وتطرق إلى تميز الشعب اليمني في إقباله على الإسلام، موضحاً أن الإقبال الطوعي وبرغبة كبيرة لأهل اليمن على الإسلام حظي بالإشادة من رسول الله صلوات الله عليه وآله ووثق ذلك في نصوص كثيرة وأحاديث متعددة مشهورة بين المسلمين من ضمنها قول الرسول: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية". وهذا النص الذي فيه البشارة في إقبال أهل اليمن لما يتحلون به من هذه المواصفات الراقية المنسجمة مع تعاليم ومبادئ الإسلام والمؤهلة لدور إسلامي متميز حيث كان التعبير تعبيراً فيه بشارة بهم وبإقبالهم بما يتميزون به من لين القلوب ورقة الافئدة والاستقامة والتفاني في الطاعة لله ورسوله ورسوخ انتمائهم الإيماني الذي أتى عنه هذا التعبير العجيب "الإيمان يمان" وهو دلالة عميقة على رسوخ هذا الانتماء الإيماني والحكمة التي هي من أهم الأمور على الإطلاق وهي تعبر عن حالة الرشد والصواب والتفكير والنظرة والرؤية.
كما قال الرسول صلوات الله عليه وآله عن أهل اليمن: "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن" وهذا أصبح من العناوين المعروفة عن أهل اليمن أنهم أهل المدد وبهم يهيئ الله لآخر الأمة كما هيأ في صدر الإسلام دوراً عظيماً.
وفيما يتعلق بأثر الانتماء الإيماني على الشعب اليمني الذي تميزوا به عن غيرهم ممن دخل في الإسلام وله ارتباطات أخرى، حيث يوضح السيد أن من الأشياء المهمة في الهوية الإيمانية للشعب اليمني المسلم هو الأثر العظيم في أنفسهم وأخلاقهم ومواقفهم ونصرتهم للإسلام ودورهم الرائد في صدر الإسلام والدور المؤمل فيهم في مستقبل الأمة وكلها اعتبارات مهمة جداً لهم نماذج رائدة في التاريخ الإسلامي بكله ولهم محطات تاريخية مميزة جداً، ويشهد بها التاريخ ثم في هذا العصر نجد هذا الامتداد لتلك المحطات التاريخية من الحفاظ على المبادئ الدينية والالتزام الإيماني وفي مواقفه المبدئية الأصيلة والجهادية في سبيل الله.
السيد القائد في معرض حديثه عن فضائل الشعب اليمني عبر التاريخ وفي صدر الإسلام أكد أن الوسام الذي شرفهم به رسول الله صلوات لله عليه وعلى آله هو مسؤولية بقدر ما هو تشريف، مضيفاً أنه ولهذه الاعتبارات فمن المهم من مناسبة "جمعة رجب" ومن التاريخ المشرف للشعب ونماذجه المميزة في التاريخ في مرحلة الصحابة والتابعين وفي صدر الإسلام استشعار الدور المؤمل لهذا الشعب في مستقبل الأمة في هذه المراحل الحساسة جداً، نجد أن أهم ما ندور حوله هو ترسيخ الانتماء الإيماني لأن قول رسول الله صلوت الله عليه وآله: "الإيمان يمان والحكمة يمانية" هو وسام شرف عظيم وكبير جداً جداً فوق مستوى ما يستوعبه الإنسان وفي نفس الوقت يقترن به مسؤولية في كل مرحلة فنحن في هذه المرحلة علينا مسؤولية في ترسيخ هذا الانتماء وهذه التربية وهذه القيم والمبادئ وأن نحذوا حذو الأسلاف والنماذج الإيمانية بشهادة الرسول والقرآن وشهادة سيرتهم وتضحياتهم وعطاءاتهم، فعلينا أن نحيي هذه النماذج وأن نتصدى لكل محاولات الانحراف عن هذا المسار العظيم وهذا الاتجاه الأصيل الذي له معالمه وتاريخه ومبادئه وله عناوينه الواضحة والأصيلة.
وشدد على أهمية أن نستلهم من مناسبة "جمعة رجب" ما يساعدنا على أن نكون امتداد لهذه المسيرة الإيمانية من حيث الأثر العظيم للانتماء الإيماني في أنفسنا وأخلاقنا وأعمالنا ومواقفنا وولاءاتنا وتوجهاتنا وجهادنا وأن نسعى دائماً إلى ترسيخ ذلك لأن هناك وللأسف سعياً دؤوباً من حركة النفاق إلى مسخ الانتماء الإيماني للأمة بشكل عام بحيث يتحول الانتماء الإيماني إلى انتماء لا ينفع الأمة بشيء ويفقد كل مميزاته على مستوى الروحية والأخلاق والقيم والمبادئ الكبرى والأساسية فيتحول واقع الأمة الكبرى إلى أمة فاقدة لكل مميزات الانتماء الإيماني وفي مقدمتها الحرية والعزة.
ولفت إلى أن حركة النفاق في الأمة تسعى إلى أن تتحول الأمة إلى أمة خاضعة للطاغوت ويتحكم فيها أعداؤها وبالشكل الذي تتلقي فيه حتى ثقافتها والرؤى والتوجهات من الطاغوت الصهيوني الأمريكي لتكون أمة ترتبط بالمفسدين في الأرض فيمسخونها على مستوى القيم والأخلاق فيتحول الوضع إلى أن يكون هناك حالة من الانتماء الفارغ الذي لا مصداقية له في الواقع على مستوى الولاء والمواقف، وهي الحالة التي يسعى إليها المنافقون.
ومن هذا المنطلق يلفت السيد إلى أهمية العودة إلى التاريخ وإلى صدر الإسلام للاستلهام من المحطات البارزة في تاريخ المسلمين وتاريخ هذا الشعب ونماذجه الرائدة وماذا يعني الانتماء الإيماني؟ وكيف كان حال واقع الأوس والخزرج والنماذج الرائدة التي أسلمت في مكة وواقع الشعب اليمني، وكيف كان أثر هذا التحول في الناس وواقعهم وروحيتهم وإقبالهم إلى الله وجهادهم وحملهم لراية الإسلام وارتباطهم الأصيل بتعاليم الله، وكيف انتقل بهم الاهتداء بالقرآن الكريم والاتباع للرسول صلوات الله عليه وآله من جاهلية جهلاء الى أمة مستنيرة لها مبادئ وأهداف كبرى مقدسة وقضايا مشرفة، وكيف تصدروا كل الواقع العالمي آنذاك فكانوا الأمة التي أصبحت في صدارة كل الأمم فنرى كيف ينبغي أن نكون وما نسعى له وأن نبني واقعنا على هذا الأساس لنكون وفق هذا الامتداد الأصيل مستمسكين بالهوية الإيمانية.
ـ العبودية لله والتحرر من الطاغوت
وتطرق السيد القائد إلى المعالم في الانتماء الإيماني حتى لا يكون الإيمان مجرد عناوين لا أثر له في واقع الحياة ، فأكد السيد أن المعلم الأول هو التحرر من العبودية للطاغوت والارتباط التام بمنهج الله الحق في كل شؤون الحياة، وهذا من أهم المعالم البارزة التي تعبر لمن يلتزم بها عن الانتماء الصادق والأصيل للإسلام، فالكفر بالطاغوت والارتباط بمنهج لله وتعاليمه في كل شؤون الحياة يحقق للإنسان أن يكون صادقاً في الانتماء الإيماني، فالله قال: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وهذه مسألة مهمة جداً مسألة نحتاج إليها في هذا الزمن بشكل كبير فهناك حرب ناعمة تحاول أن تتجه بالإنسان المسلم اتجاهاً مغايراً لانتمائه فيتحول الانتماء إلى شكل عبارة عن اسم أما التبعية على مستوى الموقف والتوجهات فيرضخ للطاغوت وهذا شي خطير، وفي القرآن الكريم تأكيد على حقيقة أن الإنسان يكون متجهاً في كل حياته على أساس من هدى الله والله يقول: (وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم).
وشدد على أن الإيمان بالله يكون مبنياً على الثقة به والطاعة المطلقة لله والاتباع لتعاليمه وتوجيهات والتحرك على أساسها في كل شؤون الحياة، وهذا الانتماء الإيماني الأصيل سيبقى ميزة في كل مراحل التاريخ فالقرآن الكريم كشف زيف الادعاء لفئات أخرى كانت تنتمي للإيمان وتدعي الإيمان ولكن كانت في حالة من الانحراف عن هذا الارتباط الوثيق بتعاليم الله ومنها فئة النفاق التي بقيت لها ارتباطات بمضلين وشياطين الإنس والجن ترتبط بهم في مواقفها وتوجهاتها وقضايا أساسية بعيداً عن نور الله وتعاليمه ولهذا بقي لها ارتباط دخيل ومؤثر على طبيعة مواقفها وولاءاتها فتحدث القرآن عن هذا المستوى من الارتباط {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) مع أنهم يتحركون تحت عناوين دينية.
وبيّن السيد القائد أن هذا المعيار هو معيار مهم وقضية أساسية تبين الأصالة في الانتماء والرسوخ لهذا الانتماء والهوية.
ـ المعلم الثاني: الجهاد في سبيل الله
وتطرق السيد القائد إلى المعيار الثاني من معايير الانتماء الإيماني الأصيل المتمثل في الجهاد في سبيل الله خاصة وأن الأمة الإسلامية تواجه أشر وأظلم خلق الله، يؤكد السيد أن المعلم الثاني هو الجهاد في سبيل الله بمفهومه القرآني الصادق والصحيح، الجهاد بالمفهوم القرآني وليس بالشكلي المحرف الذي يحمل العنوان ولكن لا يخدم الإسلام والمسلمين.
ولفت إلى أن الانتماء الصحيح لعنوان الجهاد هو الذي يتحرك وفق المبادئ الهادية في القرآن الكريم ليكون من أجل الله وفي إطار القضايا الحق ويجسد القيم والأخلاق وتلك التعليمات سواء فيما يتعلق بالأعداء أو عامة الناس ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾.
فالجهاد هو بذل الجهد في كل المجالات لإقامة دعائم الحق والتصدي للطغيان والإجرام والقوى المعتدية التي تسعى لاستعباد الناس وظلمهم واستغلالهم وتمارس الطغيان في الأرض فهي مصدر شر وهي تصد عن سبيل الله وتسعى إلى السيطرة المباشرة بظلمها وتمارس الإفساد والطغيان والاستعباد للناس من دون الله.
وبين السيد أن الجهاد في سبيل الله وسيلة لحماية الأمة والمستضعفين من الناس لحمايتهم من قوى الشر والاظلال والاستكبار والقوى المفسدة في الأرض ولهذا ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله كمعيار للانتماء الإيماني الصادق، لذلك علينا أن ندرك الحاجة إلى ترسيخ الانتماء الإيماني بمفهومه الصحيح لحمايته من أسوأ وأطغى وأظلم وأجرم طاغوت في كل تاريخ البشرية.
وأكد أننا نعتبر أن طاغوت العصر المتمثل باليهود والصهيونية العالمية وأمريكا وبريطانيا وعملائهم أنه أخطر طاغوت في كل تاريخ البشرية وأظلم طاغوت وأجرم طاغوت في كل تاريخ البشرية ، لافتاً إلى أن طاغوت العصر امتلك من الإمكانات الكبرى سواء وسائل القتل والبطش والجبروت والتدمير، أو وسائل الإفساد والتضليل، ما لم يمتلكه الآخرون في التاريخ فطاغوت العصر امتلك من الوسائل والإمكانات ما لم يسبق في تاريخ البشرية بالشكل الذي يشكل خطورة حقيقية على البشرية لأنه يمسخ البشرية ثم يستعبدها بعد تفريغها من محتواها الإنساني ويمسخ قيمها وأخلاقها ويعمل على أن تتحول إلى مجرد أداة في يده يفعل بها ما يشاء ويريد.
ولذلك فالانتماء الإيماني على نحو أصيل والهوية الإيمانية الراسخة هي حماية للمجتمعات في هذا العصر من طاغوت العصر المستكبر الظالم.
وأمام هذه التحديات أكد السيد القائد أهمية إصلاح واقعنا على أساس من هويتنا الإيمانية، موضحاً أننا معنيون أن نسعى كأمة مسلمة بشكل عام وكشعب مسلم إلى تصحيح واقعنا من كل الاختلالات والسعي لأن يكون الانتماء الإيماني خالصاً من الشوائب لنمتلك الرشد الثقافي والفكري ولنرتبط بنور الله على مستوى الالتزام العملي.
وبين أن الأعداء يسعون للتخلص من كل المقومات التي لا تزال تحتفظ بها الأمة، فعلينا أن ندرك أن أخطر أشكال الاستهداف هو الاستهداف للهوية والاستهداف للانتماء الإيماني والسعي لتفريغنا من كل محتوانا الأخلاقي والمبدئي فهم بذلك سيتمكنون من السيطرة التامة على الإنسان بعد أن يمسخوه عن إنسانيته الحقيقة فيتحول إلى ألعوبة بأيديهم يستغلونه ويصبح بالنسبة لهم مثل بقية الأشياء المادية المطوعة بأيديهم في الاتجاه الذي يريدون وهذا فيه خسارة في الدنيا والآخرة.
فصل الأمة عن القرآن الكريم
وبيّن السيد القائد أن الأعداء يسعون إلى تطويع المنتمين للأمة وتحويلهم إلى مطيعين لهم وهذا ما نشاهده على مستوى أنظمة وحكومات وقادة وزعماء فيتحول زعيم دولة أو نظام في دولة يتحول إلى مطيع لأمريكا و"إسرائيل" ويتجلى ذلك في مواقفه وأنه تحول إلى مطيع لهم ينفذ أوامرهم في مختلف شؤون بلاده فتأتي توجيهات وأوامر تتعلق على سبيل المثال بالسياسة الإعلامية فينفذها وهذه حالة طاعة.
وأكد أن الأعداء يعملون على تقديم التوجيهات للحكومات وحتى للأوساط الشعبية عبر المنظمات والمؤسسات وهم بذلك يقدمون ما يمسخ هذه الأمة وما يفصلها عن دينها وبأسلوب الإضلال وتحت عناوين مخادعة وجذابة وعناوين استقطابية وأطروحات ينخدع بها البعض ممن لم يتحصنوا من خلال هدى الله، فالعدو يسعى لأن يفصل الأمة والأجيال عن الارتباط الذهني والنفسي بالقرآن الكريم وهذه مسألة مهمة فالحرب الكبرى الذي يتحرك بها اليهود ومعهم الصهيونية ضد القرآن الكريم هي تأتي في هذا الإطار "فصل الأمة عن القرآن الكريم" لأن الملاذ الذي يحمي المجتمعات ويكشف كل الظلمات والضلال والباطل التي تتحرك فيه الصهيونية هو القرآن الكريم كتاب النور والهداية، إرث الأنبياء الذي يحتوي كل كتب الله وتعاليمه وهو النور الذي ينقذ الناس من الظلمات.
ولفت إلى أن الأعداء يدركون ما يمثله القرآن الكريم من أهمية لإنقاذ الأمة منهم ومن ضلالهم وذلك لما للقرآن الكريم من أهمية في الارتقاء بالإنسان في أخلاقه وروحيته وتحصينه من تأثيرهم فالقران بالنسبة لقوى الطاغوت يشكل خطراً عليهم.
وتطرق السيد القائد إلى أهمية الأصالة الإيمانية والمعرفة بحقيقة قوى الطاغوت وبأساليبها المخادعة والفضح لها ولكل ما تتحرك به من عناوين من خلال القرآن الكريم ، مشيراً إلى أن قوى الطاغوت تدرك أن القرآن هو الذي يفضحهم ويجلي واقعهم حتى على المستوى النفسي وكيف هي مشاعرهم ونواياهم وتوجهاتهم فيكشف ممارساتهم العملية وما تهدف إليه وما هي الأهداف الرئيسية التي يتحركون لتحقيقها كلها يكشفها القرآن لذلك فهم ينزعجون من القرآن ويسعون لفصل الأمة بدء بضرب قدسيته، فما يقومون به من أعمال إجرامية تجاه المصحف الشريف بممارسات متنوعة، منها الحرق فإنها تأتي في إطار العمل على إسقاط قدسية القرآن في نفوس الناس وفي نفس الوقت، فإن تلك الأعمال الإجرامية والإساءة إلى القرآن تهدف في ذات الوقت إلى قياس مستوى السخط في واقع الأمة تجاه الإساءة للقرآن باعتباره أقدس المقدسات.
وأضاف: "عندما يعملون جريمة ويقدمون على إحراق القرآن الكريم فهم يحاولون أن يقيسوا ردة الفعل هل الأمة لا تزال على علاقة بالقرآن وهذا النور والشرف الذي منحها الله لتهتدي به وتهدي به البشرية أم أن العلاقة مع القرآن قد سارت هابطة ضعيفة، فهم يقيسون ذلك من خلال ردة الفعل تجاه الإساءات إلى القرآن، وقد تجلى في الواقع العربي الإسلامي أنهم لا يتخذون حتى أبسط المواقف التي قد يتخذونها لاعتبارات أخرى ولأمور ثانوية لكن من أجل القرآن لا يتخذون أي موقف لا موقف دبلوماسي ولا مقاطعة حتى الكلام لا يتخذونه".
وأضاف السيد أن الأعداء يعملون على أن ترتبط الأمة على مستوى الولاء والموقف وأخذ الرؤى بقوى الطاغوت بدلاً من أخذها من القرآن الكريم وخاصة في المجال الثقافي فتصبح رؤى الناس مقدمة منهم مع انفصال تام عن القرآن فهم يحاولون أن ترتبط الأمة بهم بدلاً من الارتباط بالقرآن في مقام الاتباع والعمل ويحاولون حتى على مستوى الولاءات والعداوات يرتبطون بهم بدلاً عن القرآن وهذا ما رضخت له كبريات الأنظمة العربية كالنظام السعودي، فالمنهجية التربوية في السعودية مرتبطة بالصهيونية وكذلك عملت أنظمة عربية أخرى في مصر وبلدان أخرى في العالم الإسلامي ارتبطت بالصهيونية وأصبح ما يحكم الثقافة والرؤى وما يقدم في مناهجها التعليمية محكوماً بالمعيار الغربي حتى ما يبقى من القرآن شيء بل وأصبح المعيار الغربي عندهم فوق القرآن الكريم.
ولهذا يجب أن نستوعب أن ذلك يعتبر خللاً كبيراً جداً وضربة قاصمة في الانتماء الإيماني عندما يصبح المعيار الغربي الأمريكي الصهيوني عند أنظمة عربية كبرى حتى فوق القرآن فيتم حذف آيات من القرآن الكريم لأن الأمريكي لا يريدها وتغيب مفاهيم إسلامية من المناهج لأن الأمريكي لا يريدها، وهذه مسألة خطيرة وضربة تؤثر على مستوى أجيال ويعزز ذلك ما تتلقفه الشعوب من مفاهيم من وسائل إعلام تقدم التغذية المعرفية والثقافية والولاءات للغرب وهذا خطر كبير.
يؤكد السيد القائد أن الحديث عن الجهاد في سبيل الله لا يأتي من فراغ، بل إن الأمة أحوج ما تكون إليه في مواجهة أشر وأظلم خلق الله، والجهاد هو السبيل الوحيد لمواجهتهم، بالتالي يؤكد السيد أننا أمة محاربة مستهدفة معتدى عليها مظلومة مقهورة تعيش حالة هجمة غير مسبوقة من قبل الأعداء الذين يتحركون في منطقتنا بكل وضوح وفي نفس الوقت يجاهرون بما يريدونه فهم عندما يتحدثون عن تغيير "الشرق الأوسط" فهم يعنون منطقتنا وكل بلد من بلدان الأمة، فحديثهم عن التغيير للشرق الأوسط هو بالشكل الذي يحقق لهم السيطرة الكاملة ويسعون لتنفيذ هدفهم ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى" بالشكل الذي تخضع المنطقة بكلها وبشعوبها وأن تخضع الشعوب لأسوأ عدو هذه كارثة أن تقبل الأمة بذلك لا يجوز ذلك ولا ينبغي.
وأضاف أن الأعداء مستمرون في العمل لتحقيق هذا الهدف وفي مقدمة ذلك القبول بمعادلة الاستباحة فهم يريدون فعلاً الأمريكي والإسرائيلي يسعون إلى أن تقبل شعوبنا وكل أبناء أمتنا بأن يكونوا أمة مستباحة للإسرائيلي مستباحة في الدم والعرض والأرض والثروة والمقدسات والدين والدنيا، وهذه قضية خطيرة.
وأكد أن الإنسان الذي بقي فيه ذرة من الإحساس الإنساني لا يمكن أن يقبل بأن يتحول إلى مباح لليهود الصهاينة المجرمين السيئين أشرّ خلق الله، الأسوأ والأجرم في هذا العالم والأطغى والذين هم أسوأ من كل شيء سيء.
أما عن السعي الصهيوني عبر أدواتهم فأوضح السيد أن الصهاينة وعبر أدواتهم من حركة النفاق في الأمة وأعوانهم من أبناء الأمة الذين يسعون إلى أن تكون مسألة الاستباحة مقبولة ويسعون إلى أن تكون الشعوب قابلة أن يقتلها الإسرائيلي وبشكل يومي ويتحول الموضوع إلى مقبول طالما والإسرائيلي هو الذي قتل فليس هناك ردة فعل وتتحول إلى مسالة مقبولة عندما يدمر ويحاصر ويجوع ويستهدف المقدسات ويمارس أعماله الإجرامية دون ردة فعل حتى يعتاد الناس مشاهدتها على شاشات التلفزة دون ردة فعل صحيح وموقف صحيح يكون بمستوى المسؤولية ومقتضى الواجب والحكمة ثم أدوات الصهيونية في نفس الوقت يسعون إلى توجيه اللوم إلى من يعترض على الإجرام الصهيوني وإلى من له موقف من الإسرائيل،ي وهذه مسألة مؤسفة.
واستعرض السيد نماذج من استباحة العدو للأمة فالعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ودعم غربي مستمر ومواصل لإجرامه في فلسطين ولبنان والاستباحة لسوريا وما من يوم إلا والعدو الإسرائيلي يقتل من أبناء الشعب الفلسطيني، فالقتل الصهيوني في فلسطين حالة يومية وكذا الاختطاف إلى السجون وكذلك العدو الإسرائيلي مستمر بشكل يومي بانتهاك حرمة المسجد الأقصى الذي هو من المقدسات الكبرى للمسلمين كذلك التعذيب للأسرى في سجون العدو مستمر وبطريقة مؤلمة جداً ومحزنة للغاية، بل إن العدو الصهيوني يتفنن في التعذيب فسعي المجرم بن غفير إلى إحاطة المعتقلات والسجون ببرك تُجعل فيها التماسيح هو تفنن في الإجرام والطغيان.
وأضاف أن جرائم العدو الإسرائيلي في الضفة المحتلة مستمرة بالانتهاك للأعراض والتدمير للبيوت والمنازل والسطو والنهب وكذلك عملية التهجير في الضفة نشطة جداً كما هي في قطاع غزة، إضافة إلى ذلك فإن كل ثروات فلسطين منهوبة، والمؤسف أن تتحول بعض البلدان العربية إلى زبون يشتري من العدو الإسرائيلي ما ينهبه من ثروات الشعب الفلسطيني.
وأكد أن من كبائر الذنوب والأخطاء الكبرى التي هي ذنب أخلاقي وديني وذنب أيضاً تجاه الأمن القومي المصري الإقدام على أكبر صفقة في تاريخ العدو الإسرائيلي من جانب النظام المصري في شراء الغاز المنهوب المسروق على الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن العدو الإسرائيلي يريد أن يستحوذ على الثروات حتى المياه مثلما هو الحال مع الأردن، يغتصب ماء الأردن، ثم يتحكم بما يبيعه من المياه بالشعب الأردني والشيء المؤسف هو التقبّل من قبل الأنظمة ليكون العدو الإسرائيلي هو المسيطر والمتحكم ويرتبطون به في كل شيء.
كما تطرق السيد إلى خيانة النظام السعودي مؤكداً أن النظام السعودي ارتبط بالعدو الإسرائيلي في الكابلات والاتصالات.
وتطرق السيد إلى خروقات العدو الإسرائيلي في غزة فالعدو يومياً لا يفي أبداً بالتزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى في الاستحقاق الإنساني بدخول الغذاء والدواء لغزة، كما أن العدو الإسرائيلي يستمر في التضييق على سكان قطاع غزة بحيث لا يخرجون من حالة الجوع. مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يعاني من منع العدو الإسرائيلي دخول الكرفانات والبيوت المتنقلة والخيام، كما يستمر العدو الإسرائيلي في إغلاق المعابر ويمنع خروج الكثير من المرضى والجرحى للدواء وهناك توجه لأن يكون ما يحصل في غزة حالة مقبولة وأن تكون كل المنطقة متقبّلة للعلاقة مع العدو الإسرائيلي.
وخلص إلى أننا عندما نتحدث عن الجهاد كوسيلة لحماية الأمة لأن الأمة مستهدفة يقتلها أعداؤها يومياً يقتلون كبارها وصغارها، فعنوان الجهاد ليس عنواناً في إطار تسلط وإثارة فتن وإنما للتصدي لقوى الطغيان الأمريكي الصهيوني.
كما استعرض السيد نموذج البلطجة الأمريكية في فنزويلا كمؤشر على ضرورة الجهاد والتحرك العملي الفاعل ضد الغطرسة الأمريكية باعتبار الحلول الاستسلامية غير مجدية، وقال السيد: "مع الإجرام والطغيان الإسرائيلي هناك أنظمة تدفع المليارات للعدو الإسرائيلي عبر ما تدفعه للأمريكي، قوى النفاق الموالية للأعداء وكل الأغبياء والمغفلين يتصورون أن الحل هو في الخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل، انظروا لما تفعله أمريكا تجاه فنزويلا، الأمريكي ينهب بشكل مستمر ثلث ما تنتجه فنزويلا من النفط ولم يكتف بذلك".
ولفت إلى أن الأمريكي يريد السيطرة الكاملة على أكبر احتياطي من النفط في فنزويلا، مشيراً إلى أن الأمريكي يرفع عنوان "مكافحة المخدرات في فنزويلا" وهو أكبر بلد متاجر في المخدرات، كما أن الأمريكي يجعل من عنوان "مكافحة المخدرات في فنزويلا" كذريعة لمحاولة السيطرة على فنزويلا.
وأكد أن الأمريكي يمارس قرصنة ببلطجة وبتلصص وبنهب وبشكل مكشوف يسعى إلى السيطرة على الثروة النفطية في فنزويلا.
ولفت إلى أننا أمام قوى شيطانية ظالمة مجرمة، أمريكا، إسرائيل، الصهيونية العالمية الطامعة والمستكبرة التي لا تلتزم بأي مواثيق، مضيفاً أن أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية تتعامل بتسلط، بعنجهية، بطغيان، بتكبر، بظلم، وعملاء الصهيونية في أوساط أمتنا يسعون لصرف الأنظار عنهم، وعن التعبئة ضدهم ويسعون لتدجين الأمة لهم وهذا ظلم كبير للأمة وإساءة كبيرة لها.
وأوضح أن عملاء الصهيونية يعملون على تبرير كل ما يفعلونه ويوجهون اللوم دائماً إلى المظلومين الأحرار من هذه الأمة، ونسمع عملاء الصهيونية دائماً ما يتحدثون عن سلاح حزب الله في لبنان والمجاهدين في فلسطين عن السلاح الذي يحمي من العدو ونرى بشكل عام الحديث عن نزع السلاح بهدف تجريد أي فئة من هذه الأمة مما يمكن أن يواجهوا به أي عدوان أو تسلط وطغيان إسرائيلي وأمريكي.
وقال السيد: "بالنسبة لمن يقبل بالإذعان لأمريكا وإسرائيل يمكن أن يمتلك من السلاح ما يوجهه في خدمة الأمريكي والإسرائيلي وحينما يكون لتفكيك الأمة من الداخل وتدميرها، والنموذج السوري فيما يتعلق بالجماعات المسيطرة على سوريا، فهي واضحة في أنها لا تعادي "إسرائيل" وتسعى للتطبيع مع العدو الإسرائيلي ولكن ومع سعي الجماعات المسيطرة على سوريا للتطبيع مع العدو فمن غير المقبول لها أن يكون لها السلاح في جنوب سوريا وفي بقية المناطق".
وأكد السيد القائد ـ يحفظه الله ـ أن سلاح الجماعات المسيطرة على سوريا موجه لإثارة الفتن الداخلية دون أن يوجه إلى العدو الإسرائيلي رصاصة واحدة. وأضاف أنه عندما تأتي أنظمة عربية لتشتري أسلحة متطورة فيكون سلاحها خاضعاً في تشغيله وفي التحكم به للأمريكي مباشرة.
وهكذا، تقف التجربة اليمنية اليوم كصرحٍ شامخ في وجدان الأمّة وسطور التاريخ، لقد حوّلت قوتها المحدودة، وإيمانها اللامحدود، معادلات القوة العالمية رأساً على عقب، وأثبتت أن أكبر الأساطيل وأعتى الترسانات تتهاوى أمام إرادة شعبٍ قرّر أن يكون سيد قراره، حارساً لكرامته، ونصيراً للمظلومين.
لقد أصبح البحر الأحمر مدرسةً تدرّس فيها دروس الكرامة والعزة، وباتت طائرةٌ مسيّرةٌ بسيطةٌ تفرض قوانين جديدةً للردع، وتكشف عورة القوى العظمى وهشاشة تفوقها التكنولوجي المفصول عن الروح والأخلاق، فاليمن، بتضحيات شعبه وبصيرة قيادته، لم يدافع فقط عن سواحله وأمنه القومي، بل دافع عن مفهوم السيادة الحقيقية للأمّة جمعاء، مقدّماً نموذجاً حياً أن الانتصار ليس حكراً على من يمتلك أحدث الأسلحة، بل هو ثمرةٌ لمن يمتلك أقوى القضايا وأصدق الإيمان.
إن الرسالة التي يوجهها اليمن إلى العالم واضحة وجليّة" لقد انتهى زمن الصمت على الاستباحة، وولّى عهد الخضوع للبلطجة الصهيونية الأمريكية"، لقد بُعثت روح الجهاد من جديد كضرورة للتحرر ووسيلة للبقاء، وهي في ذات الوقت دعوة للأمة لتعود إلى منابع قوتها الحقيقية، إلى قرآنها وهويتها، وإيمانها الذي يصنع المعجزات.
بكل ثقةٍ يُعلن اليمن، كما أوضح قائده، أن المستقبل هو لمن يعدّ ويستعد على أساس منهج الله، وأن هزيمة الطغاة الأمريكيين والصهاينة، كما حصلت في المعركة السابقة في البحر الأحمر وغزة، هي سنّة إلهية قادمة لا محالة، فالشعب الذي يتسلح بالإيمان ويصنع إرادته بيديه، ويجعل من حصاره مدرسةً، ومن عدوانه فرصةً للابتكار، هو الشعب القادر على صياغة غده، وكتابة فصول النصر في سجل أمته.