كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أربعينية الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم وصلاة الله وسلامه على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه المنتجبين ، السلام على شهيدنا العزيز الدكتور أحمد شرف الدين  والسلام على كل الشهداء وعظم الله أجر الجميع والسلام عليكم أيه الأخوة ورحمة الله وبركاته:

 في هذه الفعالية في أربعينية شهيدنا العزيز نستذكر الحادث الجلل والمأساة التي استهدف بها شعب بأكمله  واستهدف بها نهج واستهدف بها مبدأ واستهدف بها توجه حر صادق في شعبنا العزيز، الله سبحانه وتعالى يقول في كتبابه الكريم : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران ، هكذا هم شهداء الحق وهذه هي منزلتهم ومكانتهم عند الله قبل أن تكون مكانتهم عظيمة عند خلقه ، إن الله سبحانه وتعالى يكرمهم هذا التكريم العظيم اللائق ، فبقدر ما قدموا وأسهموا وبقدر عطائهم العظيم الذي لا يساويه عطاء بقدر ما بادلهم الله سبحانه تعالى بعطائه العظيم بفضله العظيم بتكريمه العظيم ، فهم ليس مصيرهم الفناء ولا الزوال ولا الانتهاء إنما مصيرهم الارتقاء في درجات الكرامة حيث يهيئ الله سبحانه وتعالى لهم في ظل استضافته وتكريمه النعيم العظيم والتكريم المتميز، فالله لم يرد لهم أن يذهبوا إلى الفناء والموات بل أراد لهم أن يكونوا أحياء في الوقت الذي حاول أعداؤهم المجرمون أن يحيلوهم إلى الموت وأن يذهبوا بهم في  متاهات الفناء ، أراد الله لهم أن يكونوا أحياء، وأحياء في جواره في استضافته مكرمين ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، وهذا لا يساويه مقام ولا يصل إلى مثله رتبه ، لا تصل إلى مثله رتبه عند ربهم ، فهم ضيوف الله يتولى سبحانه وتعالى بكرمه العظيم وغناه وقدرته يتولى هو استضافتهم وتكريمهم وهم يرزقون لأنها حياة حقيقة ، حياة مؤكدة فرزقهم وافر ونعيمهم  عظيم وهم في واقعهم لا يعيشون حالة الندم ولا الأسى على ما حدث ولا على ما قدموا وعلى مستوى العطاء الذي بذلوا ، كلا، هم راضين ، هم راضون عما قدموا وبذلوا ، وفي نفس الوقت هم راضون عن الله فيما وصلوا إليه من نعيمه ، وفيما أكرمهم به (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) وما يؤتيه الله من فضله هو عظيم وعظيم وعظيم  فوق مستوى أن يصل إليه تفكير بشر أو خاطرة إنسان أو خيال من متخيل ، هو عطاء أسمى وأعظم وأكرم ، وهم في الوقت الذي هم فرحين مبتهجين سعداء بما نالوا من فضل الله  وبما وصلوا إليه من المكانة عند الله والمنزلة الرفيعة عند الله ، ومن التكريم الذي حباهم الله به ، هم أيضا يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، يستبشرون بأخوتهم الناهجين في نفس النهج السائرين في نفس الطريق ، الحاملين لذات اللواء ، الحاملين لنفس القضية هم يستبشرون لهم ،بأنهم سيصيرون إلى ما صاروا إليه من النعيم والتكريم ،وأنه لا قلق على من يسيرون في نهج كهذا ، ويحملون قضية عادلة كهذه ومنهج عظيماً محقاً كهذا المنهج الذي ضحوا في سبيله وبذلوا من أجله ، وقدموا أنفسهم من أجله ، أنه لا قلق لا خوف لا حزن ؛ لأنه مستقبل واعد ومصير عظيم يستحق من الانسان  البذل والعطاء وعاقبة محمودة ومستقبل واعد بكل ما تعنيه الكلمة ، هم في حالة الاستبشار وليس في حالة الندم ، في حالة السعادة وليس في حالة الشقاء في حالة الارتياح والنعيم بما قدموا ، يعيشون حالة الاستبشار دائما ، يستبشرون بنعمة من الله وفضل ، فالجهود لا تضيع والبذل والعطاء يثمر ويثمر والله سبحان وتعالى هو الذي ينميه ، هو الذي ينمي آثاره،  هو الذي يحقق له النتائج الإيجابية والعظيمة في مقاصدهم التي ضحوا من أجلها في الحياة وفي مآلهم ومستقبلهم وفي حاضرهم في ظل ضيافة الله سبحانه وتعالى .

 هؤلاء هم الشهداء وهذه هي مكانتهم ، وهذه هي الشهادة ، هي الشهادة في طريق الحق ، في منهج الحق ، في القضية العادلة بقدر القضية التي حملها الشهيد ، والمنهج الذي حمله وجسد مبادئه وقيمه ، والأخلاق التي حملها وجسدها سلوكًا عملاً في واقع الحياة ، بقدر ما يكون للشهادة قيمتها أهميتها آثارها نتائجها عواقبها المحمودة ، والشهيد حينما لقي الله شهيداً  هو توج واستكمل وتمم مشواره في الحياة الذي كان مشوار عطاء ، مشوار بذل ، مشوار سخاء ، الشهيد عادة ما يكون في مساره في الحياة في ظل المنهج والمبدأ والقضية كان رجل عطاء ..عطاء متميز في كل ما منحه الله وفي كل ما أعطاه الله من كل المؤهلات التي منحه الله إياها ، يسخر مواهبه يشتغل بكل جهده يبذل الجهد ويوظف الكفاءة ، يبذل كل ذلك ويوظفه في سبيل الله أولاً وفي سبيل المستضعفين ثانياً ، ثم يوفقه الله هذا التوفيق لأن يتوج ويتمم مشواره في العطاء والبذل والعمل والجهد ، والموقف المتميز بعطاء هو الأسمى وعطاء هو الأعظم وعطاء هو الأكبر ، وهو عطاء الشهادة حينما يضحي بنفسه ،والشهيد هو يقدم الشهادة على عظمة المبدأ على عظمة المنهج ، على أحقية وعدالة القضية التي ضحى من أجلها وفي سبيلها والتي استهدف لأجلها وبسببها ، ويقدم الشهادة التي تكشف فعلاً وتثبت مدى إجرام وطغيان وسوء أعداء الحق وأعداء العدل وأعداء الإنسانية أولئك الأشرار المجرمين الظالمين، السفاكين للدم بغير دم المزهقين للأرواح بغير حق، الذين دورهم في الحياة دور سلبي يعادي الخير يعادي الحق يعادي العدل ، يسعى لأن يكون واقع الحياة دائما مطبوعاً بسواد الإجرام وبشاعة الجريمة والعياذ بالله فالشهادة بقدر ما تقدم الدليل على أحقية القضية والمنهج والمبدأ هي تكشف واقع المجرمين وطغيانهم وبشاعة إجرامهم،  هذه هي الشهادة وهذه هي أهميتها ، إن الشهيد العزيز الدكتور أحمد شرف الدين رحمة الله عليه في الوقت الذي استشهد فيه في الظرف في الحادثة بطبيعة ظروفها والأجواء التي وقعت فيها وملابساتها والتوقيت على المستوى السياسي وعلى مستوى الوضع الذي يعيشه البلد قد كشف  حقائق كثيرة للشعب ، لم يكن من الصدفة أبداً اختيار ذلك اليوم الذي استهدفه فيه أولئك الطغاة الهمجيون ، الأشرار ، المجرمون ، ولم يكن أبداً من الصدفة التوقيت طبقاً لتلك المرحلة والظروف السياسية العامة التي يعيشها البلد ، كان من المقصود ، كان أمراً مقصوداً لأولئك المجرمين ومن خلفهم أن يستهدفوه في ذلك اليوم ؛ لأنهم وبالقرب من استحقاقات وبالقرب مرحلة مهمة وكبيرة ، هم يدركون أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به ذلك الشهيد ، الدور المهم في ظل مرحلة مهمة ، يعني هناك اعتبارات متعددة ..

 أولا :هم يدركون الكفاءة العالية لهذا الرجل مع ما لديه من قيم وإخلاص لربه أولاً لله سبحانه وتعالى ولشعبه ثانياً ، وأنه رجل  حريص على مصلحة شعبه ، وفي الوقت ذاته رجل قيم ورجل مبادئ ورجل أخلاق ويمكن لهذا الرجل أن يؤدي دوراً إيجابياً في صياغة الدستور الذي يفترض أن يصاغ في ما بعد فترة ما بعد الحوار الوطني ، هم يدركون الدور الايجابي الذي يمكن أن يقوم به هذا الشهيد العزيز لمصلحة الشعب ، لمصلحة الشعب كل الشعب وليس من منطلق أناني أو طائفي أبدًا على مستوى فقط مكونه أو مستوى طائفته ؛ لأنه كان فعلاً كان في توجهه وحرصه ووعيه واهتمامه منطلقاً في أفق أوسع ، وليس فقط على  مستوى المكون الذي مثله في مؤتمر الحوار الوطني ، فهم بحرصهم الشديد على أن يتحكموا هم ،ويؤثروا هم  التأثير السلبي في مستقبل البلد وفي مقدمة ذلك بالتأكيد الدستور الذي يمكن أن يكون له دور أساس في رسم مستقبل البلد ، والخارج قبل الداخل قوى خارجية تحرص على أن تكون هي مؤثرة تأثيراً سلبياً على مستوى الشعب اليمني ولمصلحتها هي في صياغة الدستور فهم يدركون الكفاءة العالية التي كان يتميز بها الدكتور والدور الإيجابي الذي كان يمكن أن يقوم به في صياغة الدستور ، هذا عامل من عومل الاستهداف، على مستوى أشمل وأعم هم يستهدفون الكوادر الكفؤة البناءة المصلحة النافعة للبلد والتي لديها توجه صادق وإخلاص ، ومنطلق صحيح ولا يتمكنون من شرائها بالمال أو الوظيفة ولا يتمكنون من ترهيبها والضغط عليها بأسلوب التخويف والتهديد ، والشهيد شرف الدين كان من هذا النوع رجل كفئ ورجل مسؤولية ، وكانوا يعرفون أنهم لا يستطيعون شراءه كما يفعلون بالبعض حينما يقومون بشرائهم وشراء ولاءاتهم والتأثير عليهم وإخضاعهم وتوظيفهم لمصالحهم الشخصية أو الحزبية أو الفئوية  ، وبالتالي لا يرون أن أمامهم ، أمام مثل هذه النوعية المفيدة النافعة للشعب  والتي يمكن أن تقوم بدور إيجابي  إلا طريق واحد هو أسلوبهم الإجرامي المقيت الظالم  في التخلص من أمثال هؤلاء العظماء والشرفاء المفيدون النافعون ، يعني هم يرون في الكفاءات المخلصة الصادقة خطراً وحجر عثرة أمام مشاريعهم التآمرية ضد هذا الشعب ، ومن هنا ندرك أن استهداف الشهيد شرف الدين كان استهدافاً لما يمثله من كفاءة ومصداقية ودور بناء ومنهج محق ، وتوجه صادق تجاه شعبه ولما فيه مصلحة شعبه ، وهذا يخيفهم ، هذا يخيفهم ؛ لأنهم يبذلون كل جهد للسيطرة وفرض التوجه الذي يريدونه والمسار السياسي الذي يريدونه،  هم يسعون أساسا إلى التحكم بواقع الشعب وإلى فرض المسار السياسي الذي يحكم الشعب بما فيه مصلحتهم في الخارج قبل الداخل والقوى الطامعة الهمجية في الداخل ، القوى التي تدخل عادة في صفقات مع الخارج على أن يكون لها الفتات ولمصلحة الخارج ما تبقى .

 وهكذا ندرك أن الشعب اليمني يُستهدف في كفاءاته يُستهدف في رجاله المخلصين الصادقين النافعين ، وأن هناك قوى لا ترغب إلا ببقاء من ينفع لها أن يتوجه لها كما تريد وحسب نفعها ومصلحتها فقط ، الاستهداف الممنهج المستمر للكفاءات النافعة سواءً على المستوى الشعبي أو حتى على مستوى المؤسسات الرسمية ، يعني استهداف مستمر ، واستهداف شامل على مستوى الكفاءات على مستوى التوجه الشعبي  ، وهكذا هي قوى الإجرام ببشاعة ما هي عليه بعدوانيتها لا تتردد أن تمارس جريمة القتل بأبشع طريقة ، الطريقة التي استهدف بها شهيدنا العزيز رحمة الله عليه ، وهي شمس بيضاء مشرقة في وسط الشارع أمام مرئ من الناس بالقرب من نقطة أمنية وهناك أمكانية للسلطة أمكانية للأجهزة الأمنية لو كان هناك توجه صادق لحماية الشعب وحماية أبناء الشعب ، وحماية الكوادر الكفؤة ، كان بالإمكان تفادي مثل هذه الجريمة ودفعها ، لكن كان هناك فعلا إيجاد بيئة ملائمة لصالح المجرمين ، الذي هو سائد في واقع البلد ، الحال القائم هو إيجاد بيئة ملائمة لمصلحة المجرمين ، وليس إيجاد بيئة ملائمة تصلح لأن يعتمد عليها أو يستفاد منها في تصحيح واقع أو في إصلاح وضع أو في معالجة خلل ، أو في بناء مستقبل زاهر لمصلحة البلد ، لمصلحة اليمنيين كل اليمنيين.

 الوضع على  مستوى العاصمة صنعاء وخارج صنعاء كذلك  حتى داخل صنعاء إيجاد بيئة ملائمة لتنفيذ الجريمة ، إيجاد بيئة خالية من الأمن ، ليس هناك أمن حقيقي في صنعاء ، هناك أجهزة أمنية ، هناك ثقل للوجود الامني والعسكري على مستوى العناصر أو على مستوى الأجهزة الأمنية ، ولكن الدور مفقود ليس هناك دور حقيقي يثمر أمناً يحس به المواطن اليمني والإنسان اليمني حتى يؤدي دوره بإيجابية ،وهناك أكثر من إهمال ، هناك تواطئ ملحوظ وهناك تعاط سلبي معروف تعاط سلبي سواء في ما قبل تعاط يهيئ للجريمة أن تقع ثم تعاط يهيئ للمجرمين أن يخرجوا بعد جريمتهم بكل بساطة ثم تعاط سلبي فيما بعد ، ليس هناك تعاط إيجابي لحد الآن لم نلمس أي تعاط جاد ومسؤول تجاه ما حصل من جانب الحكومة ، من جانب الأجهزة الأمنية ، بل نجد كل التجاهل ، وإجراءات شكلية إجراءات شكلية تدل على أنه ليس هناك أبداً أي توجه جاد لملاحقة المجرمين ومن خلفهم ومعاقبتهم وفضحهم للشعب ومن يقف خلفهم ، لا على العكس من ذلك ، ما يدل فعلاً على أنه ليس هناك إرادة لكشف المجرمين ولا لمعاقبة المجرمين بل هناك توجه لأن تبقى كل هذه القضايا ، قضايا الاغتيالات غامضة مما يهيئ لها الاستمرارية ،وهذا أمر مؤسف ، نحن نقول أنه يعتبر أولا استحقاق ، كشف المجرمين معاقبتهم فضح من خلفهم ، هذا استحقاق لأسرة الشهيد استحقاق لمكونه استحقاق لأبناء الشعب اليمني ، وهو في نفس الوقت مسؤولية لا فكاك عنها ، لو حاولت الأجهزة المعنية والحكومة أن تنصل أو تتهرب من هذه المسؤولية ستبقى هي متحملة لهذه المسؤولية ولكل الآثار والعواقب السيئة نتيجة إهمالها المتعمد وتنصلها المقصود ، لا فكاك عن المسؤولية أبداً لا فكاك عن المسؤولية  ستظل وصمة عار على جبينها ، هذه السلطة التي ليست فقط مهملة بل متواطئة مسهلة ميسرة ، ستظل متحملة للمسؤولية وللنتائج السلبية التي تسهم في استمرار المزيد والمزيد من الجرائم البشعة بحق هذا الشعب .

 إن دلالات ما حصل هي كثيرة  ولا يتسع الوقت للتطرق إليها لكن هذه الحكومة وأجهزتها المعنية مفضوحة أمام الشعب بانها لا تهتم بأبنا هذا الشعب ،ليس للإنسان اليمني كمواطن يمني كرامة عند هذه الحكومة وليس لديها حس وطني ولا حس بالمسؤولية تجاه أبناء شعبها ، وبالتالي هي تتحمل المسؤولية .

وفي هذا اليوم فإننا نطالب بكل إلحاح  على أن تقوم هذه السلطة بمسؤوليتها أمام الله وأمام الشعب في الكشف عن الجناة ومعاقبتهم ، تقديمهم للعدالة وكشف القوى المتآمرة خلفهم التي هي متآمرة على الشعب كل الشعب ، وهذا أمر مهم بمثل ما هو استحقاق ، بمثل ما هو أيضا مسؤولية هو أيضا يمثل مصلحة حقيقية للشعب اليمني للمساهمة في ترسيخ الأمن ؛ لأن من العوامل الأساسية لترسيخ الأمن والاستقرار ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة ومعاقبتهم ، وإلا إذا كانت الحالة السائدة حالة انفلات وتسهيلات وتيسيرات ولا ملاحقة ولا معاقبة معنى ذلك أن هناك إرادة للتشجيع على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء هذا الشعب .

 إننا في هذا اليوم بمثل ما كانت هذه الجريمة البشعة حين وقوعها وفيما قبل وقوعها وفيما بعد وقوعها شاهداً واضحاً على طبيعة الوضع الذي هو سائد في  بلدنا على المستوى السياسي وعلى المستوى الأمني ، وقد سبقتها الكثير من جرائم الاغتيال والقتل كان من بينها اغتيال واستهداف الشهيد العزيز الدكتور/عبد الكريم جدبان واغتيالات لآخرين كُثر حتى داخل المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية ومن سائر الفئات ،  تكشف هذه الأهداف طبيعة الوضع السياسي الهش والرديء والسي القائم في البلد ، وتكشف طبيعة الوضع الأمني السيء جدا الذي وصل لدرجة فضيعة جداً لا يُشرف أي حكومة أن تتجاهلها ولا تبالي بها ، الوضع يثبت الأحداث الوقائع  الأداء الفاشل للحكومة ، أن أدائها كان أداء فاشلاً على كل المستويات ، لا هي أمنّت هذا الشعب ، لا هي قدمت له الخدمات اللازمة ، لا هي استطاعت أن تكون ولو بالحد الأدنى في مستوى المسؤولية و حسن الأداء ، ولذلك كان هناك فعلاً ولا يزال ضرورة لتغيير هذه الحكومة ؛ لأنها لا تؤدي وظائفها بالشكل الصحيح فيما فيه مصلحة الشعب ، وهذا أمر ملموس ويحكيه المواطنون في كل محافظة ، و في كل مدينة ولربما في كل قرية ، أمر محسوس ملموس مؤكد ، بل إن نفس القوى نفسها المشاركة في الحكومة والممثلة في حكومة ما يسمى بالوفاق على مبدأ المحاصصة والمقاسمة هي ذاتها في كثير من الأوقات من خلال كثير من سياسييها وقادتها تشهد بفشل هذه الحكومة ، فلماذا الاصرار على استمرارية الحكومة؟  لماذا الاصرار على رفض نداءات الشعب ومطالبته بتغيير الحكومة ؟

 الشعب اليمني الذي يخرج في كل أسبوع ، وينادي بصوته العالي الذي يسمع كل الدنيا أنه يطالب بتغيير الحكومة ؛ لأنها حكومة فاشلة بكل الاعتبارات والمقاييس ، لماذا الاصرار على تجاهل نداءات الشعب اليمني الذي عندما يتحرك في مظاهراته الأسبوعية فإنما من موقع المسؤولية ومن واقع حال واضح ، الشعب يئن يتألم يعاني ، فشل الحكومة له انعكاساته السلبية على هذا الشعب في كل مجال من مجالات الحياة ؛ لأنها حكومة تتحكم في كل شؤونه وفي مقدراته وفي مصالحه ، وبالتالي نرى الضرورة القصوى لتغيير الحكومة  تغييراً حقيقياً يضمن شراكة حقيقية لكل القوى ويحقق فعلاً تغييراً ملموساً في الواقع .

التغيير الشكلي غير مجد لا هو يضمن شراكة حقيقية ولا هو يسهم في فرض تغيير داخل السياسات المعتمدة في الاداء الحكومي ، الحكومة الآن هي تتحرك وفق سياسات أحزابها وليس بناء على مشروع وطني لمصلحة كل  الوطن ، القوى السياسية كل منها المشاركة في الحكومة يحسب حساب حزبه ومصلحة حزبه وكيف يحقق ويكسب المزيد من الوظائف لحزبه ويبقى بقية الشعب  والوطن بكله خارج إطار الاهتمامات والأولويات لدى تلك القوى ، وخصوصاً مع عملية التجاذب والاستئثار والإقصاء ومحاولة كلٍ أن يكسب أكثر على حساب الاخرين ، تلك السياسات التي تحكم بها الحكومة والأداء الحكومي ألحقت ضرار بالغاً وكبيراً بالشعب ، ولذلك التغييرات الشكلية التي حصلت حتى الآن لا يمكن التعويل عليها وهي محاولة لخداع الشعب ، وكأن تغييراً حقيقيًا حصل .

 نحن نطالب بتغيير حقيقي للحكومة والإتيان بحكومة جديدة ، حكومة تضمن فعلا شراكة لكل القوى حتى يكون هناك سياسة متوازنة وتفرض تغييرَا في التوجه الذي يحكم سياسة وأداء هذه الحكومة ،هذا شيء ؛ لأن المشكلة تكمن في التوجهات السياسية من القوى الممثلة الآن في الحكومة ومن المشاريع الضيقة التي تحكم أداء وزرائهم في هذه الحكومة .

 

 

ان من اسوأ ما يجري ومن أسوأ ما يحصل في ظل هذه الحكومة التي هي قائمة بناءً على تقاسمات ومحاصصات

واستئثار وعملية جذب وشد وتنازع واقتسام للوظيفة وكأنها مغنم هو التفريط ، التفريط الكبير في سيادة البلد وفي كرامة الشعب, هذه جناية كبيرة لأن البعض يحاول أن يعزز وضعه السياسي داخل الحكومة من خلال تقديم المزيد من التنازلات لصالح الخارج وبالتالي اصبح هناك تنافس من يقدم تنازلات أكبر للخارج لكي يعزز وضعه بشكل أفضل لدى الخارج حتى يتمكن من الحصول على المزيد من الوزارات أو من الوظائف والمناصب ويعزز وضعه في الحكومة , هذه كارثة.

  التباينات السياسية والنزعة الاقصائية ونزعة الاستئثار بكل شيء ومحاولة التعامل مع الحكومة نفسها مع الوظيفة مع الوظيفة العامة مع المال العام، التعامل القائم على المغنم والفيد هذا الحق ضررا كبيرا بالمنعة الداخلية يعني يهيئ البلد للسيطرة الخارجية أكثر فاكثر ، يفقد البلد المناعة الداخلية اللازمة للحد من المزيد من السيطرة الخارجية على القرار السياسي ، السيطرة الخارجية التي تنتهك سيادة البلد وكرامة الشعب وتستبيح ابناء البلد, نحن معنيون كيمنيين في كل الأحزاب وفي كل القوى وفي المكونات الشعبية خارج الاطار الحزبي أن ننظر إلى مصلحة بلدنا ومصلحتنا كشعب يمني ، وأنا أدعو كل الأحزاب وكل المكونات إلى أن لا تبقى أسيرة لتوجهاتها الضيقة ومشاريعها الحزبية أو الفئوية , وأنه يجب أن ننظر إلى واقعنا بشكل عام وإلى مصلحتنا العامة وإلى مصلحة شعبنا  ككل وننطلق من هذا المنطلق ونتجاوز هذه الأطر الضيقة في توجهاتنا ومشاريعنا السياسية وفيما نريد أن نحققه يجب أن نحرص على أن نحقق لشعبنا ككل والكل سيستفيد اذا تجاوز الكل النزعة الاقصائية والنزعة الاستئثارية واصبح الاهتمام اهتماماً عاماً وشاملاً فهذا لمصلحة الجميع ،  ونحن نتحمل جميعا في كل مكوناتنا وداخل كل الأحزاب نتحمل المسئولية أمام الله لأن الخطر في نهاية المطاف سيطالنا جميعا.

اولئك الإقصائيون وأصحاب المشاريع الضيقة الذين نسوا شعبهم ونسوا بلدهم واصبحت كل اهتماماتهم ضيقة في مستوى حزب أو  مستوى جماعة او مستوى فئة اولئك حتى هم في نهاية المطاف سيناهلهم ما ينال بقية الشعب وبقية المكونات , عندما يفقد بلدنا استقلاله مخاطر ذلك على الجميع ومساوئ ذلك على الجميع وضرر ذلك سيطال الجميع ولو تفاوتت المسألة باعتبار الزمن ومن يتضرر أولاً ومن يتضرر اخراً لكن مخاطر ذلك على الجميع بلا استثناء ولربما الكثير من المتسابقين في التفريط في سيادة البلاد والساعين إلى الدخول دائماً ودائماً في الصفقات في الخارج ليعززوا وضعهم السياسي في البلد لربما هؤلاء سيدفعون يوماً من الأيام ثمناً باهضاً وعندما يصل الخارج الى مستوى معين في نفوده وسيطرته يستطيع من خلاله الاستغناء عنهم فهو لن يقدر لهم كل خدماتهم في الماضي وتفريطهم العظيم الذي سبب جناية كبيرة على البلد وساعد على تعزيز النفوذ الأجنبي في البلد لن يكون أبداً عاملاً يقدرونه او احساناً يعتبرونه جميلاً يردونه بالمثل, على العكس من ذلك وهناك تجارب في بلدان أخرى وهناك تجارب سابقة على مستوى البلد.

 ان فقدان المنعة الداخلية في ظل التباينات السياسية الشديدة وفي ظل التوجه الاناني الحزبي أو الفئوي للحصول على الحصة الأكبر والنفوذ الاكبر في الحكومة أو المستوى السياسي الحق ضرراً كبيرا في البلد وساعد القوى الخارجية الطامعة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الطامعة قبل غيرها من القوى في السيطرة التامة المباشرة على بلدنا, الولايات المتحدة الأمريكية هي طامعة في بلدنا طامعة في باب المندب ، طامعة في قاعدة العند التي اصبح لها فيها قاعدة عسكرية وهي تدرك أهميتها على مستوى المنطقة , وطامعة في ثروات البلد التي لا زالت مخزونة في باطنة ,,السفير الامريكي السابق ادموند هول قال عن اليمن فيما يتعلق بثرواته وخيراته انه لا يزال بكرا ستفتضه الولايات المتحدة الامريكية حسب تعبيره في ما نقل عنه آنذاك، الولايات المتحدة طامعة بهذا البلد وهي الاكثر تدخلاً في شأنه السياسي وبشكل سيء لدرجة عجيبة, ونسمع الآن عن محاولات للتدخل فيما يتعلق بصياغة الدستور القائمة بأعمال السفير الأمريكي تتحدث ودائما يجعلون لتدخلاتهم غطاء باسم المعاونة وباسم المساعدة وهكذا اسماء تجميلية تغطي على طبيعة تدخلهم الاستعماري الذي ينتهك سيادة البلد وينتهك كرامة الشعب, وهكذا نلحظ أن للقوى الخارجية دائماً اطماع كبيرة وهي تغتنم طبيعة الوضع الداخلي يمثل فرصة ذهبية  في اختلالاته وتبايناته ومشاكله تستفيد من الوضع الداخلي لتعزز نفوذها أكثر والبعض لا يزال يطلب منها المزيد والمزيد من التدخل, أيضاً تستفيد من أي قرارات تساعدها على التدخل اكثر فاكثر لمصلحتها هي قبل مصلحة الشعب اليمني هذا شيء مؤكد.

 من يراهن او يدعي حتى أن التدخل الخارجي يمكن أن يسهم ايجابا لمصلحة الشعب اليمني هو يغش نفسه وهو يغش شعبه ,الخارج سيحرص بمثل ما يستفيد من تباينات الوضع الداخلي وانقساماته سيحرص بالتأكيد على الاستفادة القصوى من اي قرارات تساعده وتبرر له ان يفرض المزيد من نفوذه وسيطرته ,وسيحرص على ان يتدخل اكثر ويعزز نفوذه اكثر بما فيه مصلحته هو, أمريكا قبل ان تفكر بمصلحة اليمنيين ستفكر بمصلحتها هي والاخرون, كذلك بقية القوى الدولية ستحرص على مصلحتها في المقام الأول حتى فيما يضر بالشعب اليمني ,ومن الواضح ان طبيعة مصالحهم الاستعمارية التي فيها انتهاك لاستقلال البلد  وسيادته هي بالتأكيد مضرة بشعبنا مضرة ببلدنا باقتصادنا واكثر من ذلك انها تمثل انتهاكاً لسيادة بلدنا, في ظل هذا الوضع القائم من الواجب علينا جميعا ومن المسئولية علينا أمام الله امام التاريخ امام شعبنا أن نحرص على أن نغير نظرتنا إلى طبيعة الدور الخارجي , يعني هناك دائما من يبرر للخارج هذا الدور السلبي ويقدم الكثير والكثير من الاقاويل والادعاءات في محاولة لان يمرر هذا التدخل على كيف ما كان ,وهذا امر يسيئ الى حد كبير ولدرجة كبيرة فعلا يسيء الى تلك القوى نفسها وله مضارة الكبيرة على الشعب اليمني في حاضره ومستقبلة,  اننا ندعوا الى تعاط ايجابي مع كل الاستحقاقات والمشاكل والقضايا الداخلية ومن واقع المسئولية وبدافع الاعتبار للمصلحة الأساسية للشعب اليمني ,وندعو الى التوقف عن الاسلوب الانتهازي الذي تمارسه بعض القوى ,هذا الدور الانتهازي وهذا الاسلوب الانتهازي والمضر بالشعب اليمني امام القضايا الكبرى والقرارات المهمة والمسائل التي لها أثر مصيري في واقع الشعب اليمني , نشهد حالة من هذه الحالات في ما يتعلق بمسألة الأقاليم ,كان التعاطي فيما يتعلق بقضية الأقاليم تعاطياً سلبياً فعلاً, كان تعاطيا ً سلبياً جداً لأنه على مستوى الطريقة على مستوى التوقيت على مستوى عملية التقسيم التي تمت ,كانت المسألة بطريقة الكلفتة وبأسلوب انتهازي بحت, أولا: على مستوى الطريقة التي تجاوزت التوافق ولم يكن هناك من قراءة حقيقة متأنية صادقة بكل الخيارات اللازمة ,بل كان هناك عملية مسارعة وكلفته وحرص على المسارعة بالأمر في قضية مهمة تستحق أن تمنح الوقت الكافي لدراستها للتأمل فيها للخروج بقرارات صحيحة سليمة فيما يتعلق بها ، لكن كان هناك تجاوز لعملية التوافق وكان هناك مسارعة مريبة مريبة فعلا والتوقيت نفسه الوقت الذي يمر به البلد الحالة القائمة في الظرف الذي اتخذوا فيه هذا القرار تجاه عملية التقسيم الى اقاليم  وقت حساس مرحلة خطرة ليس هناك ارضية مناسبة لمثل اتخاذ هكذا قرار ,عملية التقسيم التي تمت كذلك بطريقة مريبة وبناء على فرز سياسي واعتبارات بالتأكيد أن المستفيد فيها بالدرجة الأولى الخارج قبل الداخل ,هذا العملية التي تمت لم تستند على المعايير حتى تلك المعايير المتفق عليها في لجنة الأقاليم ولم يكن هناك من اهتمام ولا سعي للتأكد من مدى انطباق تلك المعايير على عملية التقسيم وخيار واحد فقط قدم دون ان يكون هناك دراسة صحيحة لهذا الخيار , طبعا كان من الواضح أن هناك توافق في مؤتمر الحوار الوطني على الخروج من الدولة المركزية والخروج الى دولة اتحادية لمواجهة حالة المركزية , كان الهدف هو محاولة مواجهة المركزية الشديدة التي اضرت بالبلد في الماضي وسعيا لحل القضية الجنوبية , كان هذا هو الهدف الرئيسي من التوافق على دولة اتحادية لكن للأسف الشديد كان هناك تسرع غير بريء في اعتماد خيار معين هو خيار الستة الأقاليم ,ثم عملية التقسيم دون دراسة لأي خيارات أخرى ودون أختيار لأرضية لوقت تكون فيه الأرضية ملائمة لمثل اتخاذ هكذا قرار يعني الارضية القائمة التي اعتمد فيها هذا التوجه في هذا القرار تجاوزا على مبدأ القرار ليست أرضية ملائمة ,ويمكن ان تستغل المسألة لتتجاوز العمل الإداري والمسألة الادارية وعملية تقسيم الثروة والسلطة الى اعتبارات اخرى, الى تعزيز حالة التباين والنزاعات الداخلية الى محاولة  لتعزيز حالة الانقسامات والنزاعات والخصام , ثم لم يؤخذ بعين الاعتبار أهم قضية في المسألة وهي الجانب الاقتصادي ، عملية التقسيم التي تمت وبناءً على أنها مسألة إدارية ونتوقع أن يكون لها تداعيات سلبية كبيرة في المستقبل لأنها لم تبنى على أسس صحيحة وسليمة وعادلة , الجانب الاقتصادي مغيب لدرجة عجيبة  وبديهيا عند اي مواطن يدرك أن المسألة خاطئة وكانت غير موفقة وغير سليمة وغير صحيحة ولم يؤخذ فيها بعين الاعتبار مصلحة اليمن ،اليمن في ظل مرحلة هو أحوج الى أن يكون الى لملمة الجراح وتعزيز اللحمة الوطنية والاخاء بين أبناء الشعب تأتي عملية التقسيم تحت عناوين إدارية لكن ليست المرحلة ملائمة لها ابدا,  الجانب الاقتصادي ليس هناك اي تكافؤ اقتصادي ابدا وهذا سيؤسس لمشاكل مستقبلية خطيرة , عملية التقسيم تمت بالطريقة يتهيأ فيها مستقبلا المزيد من تعميق النزاعات والخلافات والخصومات وحالة من عدم التكافؤ الاقتصادي لها اثارها السيئة بالتأكيد على أبناء شعبنا , نجد أيضا انه على مستوى البحر جعلوا هناك اقليمين ليس لهما منافذ بحرية , من المؤكد أن البحر على المستوى المعروف في كل العالم له أهميته كبيرة جدا على المستوى الاقتصادي بثروته السمكية ببقية الثروات الهائلة الموجودة فيه كمنفذ تجاري مهم معظم البضائع في العالم لربما90% من البضائع في العالم تتحرك عبر البحار , الموانئ نفسها ذات مردود اقتصادي وكان في الحد الأدنى ان كان هناك أي مخاوف يحاولون من خلالها ان يحرموا بعض الأقاليم من المنافذ البحرية والاستفادة من البحر كان بالإمكان أن يكون هناك منافذ بحرية في اطار الدولة الاتحادية الحكومة الاتحادية نفسها,  لكن نحن نعتبر ان الطريقة نفسها كانت خطأ التوقيت كان خطأ المسألة كانت بحاجة إلى دراسة متأنية والتأكد من مدى حاجة اليمن إلى هكذا تقسيم إداري في أرضية تلائم فعلا المسألة وتتناسب معها ولا يمكن استغلالها لتغذية النزاعات والصراعات أو تعزيز حالة الانقسامات والتفكك , كل هذا تم تجاهل وتمشي الامور بطريقة غير صحيحة ولا سليمة وبدون توافق بدون تريث ,وكأنها قضية سهلة يمكن أن يتخدد فيها القرار بكل سرعة , كان يفترض في مسألة مهمة في هذا المستوى ان يكون القرار فيها للشعب اليمني ,وان تطرح خيارات معينه تستند الى خلفيه واضحة معايير محدده وتلك المعايير يكون لها مصاديق مكتوبه موثقه تقدم للشعب اليمني في استفتاء واضح ليتخذ الشعب هو قراره بنفسه , وليس قرار بخمسة او سبعة او حتى عشرة او اكثر من الاشخاص في كواليس في صفقات في اسلوب انتهازي غير موفق ابداً ،

ايضا نأتي الى بقية القضايا والمواقف امامنا هناك عدة نقاط حتى لا نتأخر كثيراً ، على مستوى الوضع الداخلي ايضاً هناك الكثير من القوى ما ان تسمع او تلحظ هناك اي شيء خارجي يستهدف اي شيء في الداخل الا وتظهر ابتهاجها وسرورها وارتياحها ثم تسعى الى التوظيف السلبي اكثر واسوء من الموقف الخارجي نفسه . بعد الموقف السعودي الاخير لاحظنا بعض القوى التي حاولت ان تظهر ابتهاجها بالأمر وسرورها به وارتياحها له وسعيها الى توظيفه التوظيف السلبي وحتى اعطائه اكبر من حجمه بكثير.. بكثير.

 نحن فيما يتعلق بالموقف السعودي الذي اعلنته وزارة الداخلية السعودية نعتبر انه موقف لا يعتمد على معطيات واقعيه , اساسا ليس هناك من جانبنا ما قد حصل في داخل المملكة العربية السعودية بما يؤثر على امنها او استقرارها او سيادتها ,

هذا الموقف ايضا لا يتلاءم مع مبادئ حسن الجوار,  هو ايضا يسيء الى شريحة كبيرة من ابناء الشعب اليمني كان المفروض ان يكون هناك موقف واكثر منه تجاه الكيان الصهيوني ,هو الذي يجب ان يصنف بانه كيان ارهابي كيان مجرم كيان يمثل خطورة كبيرة على امن المنطقة بكلها وعلى الامن والسلم على المستوى الدولي بكله,  

كان هذا هو الموقف اللائق المناسب والحكيم من كل دول المنطقة من كل دول المنطقة وليس فقط من المملكة العربية السعودية , العدو الصهيوني الذي هو عدو لكل المسلمين عدو لكل العرب يمثل خطورة بالغة على امن الجميع ,

ان من الحكمة اعادة النظر في هذا التصنيف الذي اعلنته وزارة الداخلية السعودية ولو فيما بعد اذا كانوا محرجين اعادة النظر الان يمكنهم اعادة النظر فيما بعد.

 على مستوى الوضع الداخلي لا ينبغي ان يعطى هذا الامر اكثر من حجمة واي قوى سياسيه داخليه تحاول ان توظف ذلك الموقف في الشأن الداخلي هنا في اليمن هي ستفشل وهي واهمة وخاطئة .

نتجه الى موضوع آخر فيما يتعلق بمقررات الحوار الوطني واستحقاقاته .

بعد اكتمال عملية الحوار الوطني كان يفترض ان تكون أول خطوة هي تشكيل الهيئة الوطنية التي تباشر هي الاشراف على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكان الموقف الصحيح ايضا هو المبادرة والمسارعة بتشكيل حكومة جديدة كفؤة وقادرة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بطريقة صحيحة وبشفافية وبطريقة عادلة ,  لكن لا ذا ولا ذاك لا ذا تأتى ولا ذا حصل , حاولوا تأخير تشكيل الهيئة والوطنية وهذا فعلا أمر مقصود بشكل مقصود هم أرادوا أن يحسموا بعض الأمور قبل أن يشكلوا الهيئة الوطنية ,ثم تأخير عملية احداث تغييرات في الحكومة والتغييرات هذه بدأت بوتيرة بطيئة محدودة شكلياً . ونلحظ الآن أن من القضايا المهمة والاستحقاقات الكبيرة هو فعلاً تنفيذ مخرجات ومقررات الحوار الوطني.

نحن نلحظ أن بعض القوى بدأت تتعامل بازدواجية وبتوجه غير عادل، يعني ندرك أن هناك محاولة للالتفاف على كثير من مخرجات الحوار الوطني، خصوصاً في ما يصب في مصلحة الشعب اليمني ككل، وبعض القوى قد تكون مستعجلة على تنفيذ بعض من مخرجات ومقررات مؤتمر الحوار الوطني التي تراها تصب في مصلحتها فقط. وهنا نؤكد على ضرورة تشكيل الهيئة الوطنية لتبدأ عملها بطريقة صحيحة وبطريقة شفافة، وان يكون هناك توجه من الجميع لإيجاد أرضية ملائمة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

من المهم أن يكون في أولى ومقدمات ما يحرص الجميع على تنفيذه هو المصالحة الوطنية، المصالحة الوطنية مسألة مهمة يحتاج إليها الشعب اليمني ، وإذا تحققت ستهيئ لأن يكون هناك مسار صحيح في تنفيذ المخرجات والمقررات بعيداً عن المكايدات السياسية، وإلا مع تأخير عملية المصالحة الوطنية وبقاء حالة المكايدات السياسية وأسلوب الاستغلال والاستئثار وأسلوب المكايدات سيؤثر هذا فعلاً على عملية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. لأن البعض سيحاول أن يتوجه بطريقة الغلط والخطأ لأخذ استحقاقات تفيده وتجاهل ما هو للآخرين وتجاهل ما يفيد الشعب عموماً. ونسمع الآن كثير من الكلام يدور عن بعض المسائل، عن السلاح ، عن مسائل أخرى ، في تجاهل تام لمسألة مقررات الحوار الوطني. نحن نحذر من الأساليب الانتهازية، نحذر من أساليب الصفقات، وأسلوب الكولسه والأمور الغامضة التي يحاولون من خلالها امضاء كثير من الأمور بأسلوب غير صحيح ونطالب بالشفافية تجاه المخرجات والاستحقاقات اللازمة. لأننا عندما نلحظ مسألة واحدة هي مسألة النقاط العشرين، النقاط العشرين تم الإتفاق عليها بتوافق من الجميع في اللجنة الفنية، اللجنة الفنية التي أعدت الجانب الفني لمؤتمر الحوار الوطني، من بعد التوافق على النقاط العشرين التي كان يفترض وفقاً لما تم الاتفاق عليه  أن تنفذ فيما قبل مؤتمر الحوار الوطني. لم تنفذ فيما قبل مؤتمر الحوار، ثم أتت مرحلة الحوار لم تنفذ حتى خلال مؤتمر الحوار، وتم التأكيد عليها في مؤتمر الحوار الوطني ولم تنفذ، مع أن التأكيد كان على المسارعة بتنفيذها، ولم يكن ثمة أي مسارعة لتنفيذها، ومن بعد الحوار الوطني ليس هناك حتى الآن توجه جاد وملموس لتنفيذها. وهكذا سنجد تجاه مسائل واستحقاقات أخرى، عمل على تضييعها وتأخيرها والمماطلة الدائمة فيها، ومسارعه في اتجاه آخر! يعني هناك طريقة عرجاء تسير في اتجاه غير صحيح تجاه الاستحقاقات والمقررات، وتحاول بهذه الطريقة، بطريقة قائمة على تمييز سياسي تمييز مناطقي، تمييز على كل الاعتبارات وتحت كل العناوين. هناك فئة، الفئة التقليدية النافذة يعطونها الكثير والكثير والكثير، حتى خارج اطار الاستحقاقات، كان المفترض أن يقلص نفوذها، تقلص حالة الاستئثار، كفى بما كانت مستأثره على مدى السنوات الماضية. إننا نؤكد على ضرورة المسارعة في المصالحة الوطنية حتى تهيئ لمرحلة جديدة إيجابية، يسودها جو إيجابي يساعد على تنفيذ شفاف لمخرجات الحوار الوطني بعيداً المكايدات السياسية، وبعيداً عن حالة الخصام والعداء والتنازع والانتهازيه.

ومن المهم التهيئة لعملية المصالحة الوطنية، سواءً على مستوى التواصل ما بين المكونات والقوى، ونحن بدأنا نعمل في هذا الاتجاه، سوف نستمر في هذا الاتجاه، التواصل مع جميع القوى والمكونات من الأحزاب والمكونات الشعبية، ولكن من المهم أيضاً حتى على المستوى الإعلامي. بعض القوى على المستوى الإعلامي لازلت تصب الزيت على النار، وتحاول دائماً أن تستمر في وتيرتها المعروفة، الشحن الطائفي ، إثارة المشاكل، تضخيم الإشكاليات ، الاستمرار في الدعايات الكاذبة ، اختلاق الكثير من الأكاذيب والزيف، ومحاولة أن يبقى الجو دائماً جواً مشحوناً مليئاً بحالة الخصام والتنازع، وهذا الشيء غير إيجابي.

الجميع معنيون بالتهيئة للمصالحة الوطنية، على المستوى الإعلامي، على مستوى التواصل الجاد لتهيئة أرضية ملائمة تحقق المصالحة الوطنية لتكون هي البوابة التي ندخل منها إلى واقع جديد يساعد على تنفيذ مقررات الحوار الوطني.

في نهاية المطاف نؤكد على بعض النقاط :

نحن من واقع الشعور بالمسؤولية ومن منطلق الأخلاق والقيم والمبادئ التي ننتمي إليها، وبالحرص على مصلحة بلدنا، وبحبنا لشعبنا وأمتنا، سنسعى دائماً إلى الحفاظ على اللحمة الوطنية، وأن تسود لغة التفاهم والإحترام المتبادل والعيش المشترك بين أبناء بلدنا، ونمد بإخلاص يد السلام والإخاء إلى كل مكونات شعبنا، ولكن من يعض يد السلام والإخاء سيجدها قويةً بإذن الله، وستتألم أسنانه إن لم تتكسر. نحن في الوقت الذي نمد يد السلام ، هذه اليد ستكون يداً ضاربه في مواجهة كل من يعتدي علينا. من يريد أن يعتدي علينا ويستبيح دمائنا ويقتلنا في الطرقات، كمائن في الطرقات، واعتداءات متكررة، مثل هؤلاء سنقف بحزم في مواجهة اعتداءاتهم ، ولن نبالي بالضجيج الإعلامي. نحن نمد يد السلام، لكننا لا نمد رؤوسنا لقطع رقابنا من الآخرين الذين لا يقدرون أي جهد

، وليس لديهم أي استعداد كما هو ملموس من البعض لأن تسود بين الجميع لغة التفاهم ، البعض لا يرده عن العدوان إلا شعوره بالعجز، أو أنه لا يستطيع أن يعمل بالآخرين ما يشاء ويريد , نحن لا يقبل بأن نكون مهدوري الدم ومستباحين في كل شيء ،

من يسعى للعدوان علينا سنواجه اعتداءه , ومن يتفاهم معنا سنكون معه أكثر تفاهما وأكثر قربا وأكثر إنصافا وسنجسد القيم والمبادئ التي ننتمي إليها في حبنا وحرصنا وإخلاصنا وجديتنا في أن تسود حالة السلام والامن والاستقرار داخل شعبنا ،

نحن أيضا سنستمر في تحركنا المشروع ضد الهيمنة الاجنبية على شعبنا وأمتنا وسيبقى صوتنا عاليا ومسموعا بل وأحيانا مزعجا في ندائنا وسعينا في استقلال بلدنا والحفاظ على كرامة شعبنا , لن ترهبنا أي قرارات ولا أي جلبة ولا اي شيء من الجانب الإعلامي ،، هذه الضوضاء وهذه الجلبة الإعلامية التي يحاولون بها إسكات كل صوت كل صوت حر يناهض الهيمنة الغربية على البلد لن تؤثر فينا أبدا , المسألة مسؤولية دينية ومسؤولية وطنية , سنبقى دائما نعارض الهيمنة الاجنبية على البلد ، ننادي باستقلاله نعترض على كل الاعتداءات الخارجية على أبناء شعبنا سواء طائرات بدون طيار أو غيرها ، نحن جاهزون لتنفيذ مقررات الحوار الوطني لكن مع الجميع ومن الجميع ، لا ينتظر أحد منا أن نتجه فقط فيما هو علينا دون ما هو لنا ، ومن يحاول أو يفكر في أن يفرض مسار جديد حتى يكون هناك مفاوضات جديدة وأخذ ورد من جديد فهذا غير مقبول ،

الملفات التي نوقشت في ظل مؤتمر الحوار الوطني ، وخرج الجميع بمقررات واضحة ليس هناك أبدا أي تقبل من جانبنا لأن تفتح من جديد للأخذ والرد والنقاش من جديد ومحاولة الخروج بمقررات جديدة ولا بأن تنفذ بطريقة غير صحيحة ، البعض يريد منا ما علينا ولا يريد أن يعطينا ما هو لنا ،

من يحاول أن يدفع بمسار التنفيذ بطريقة عرجاء على قدم واحدة سيضرب برأسه في صخرة صلبة , من يفكر في فتح الملفات من جديد للأخذ والرد بينما قد انتهى في مقررات واضحة فهو واهم ومسعاه غير مقبول.

نؤكد ونؤكد على ضرورة استمرار الخيار الثوري في هذه المرحلة في ظل هذه الحالة من التجاذبات والتدخلات الخارجية والتهرب الكبير من استحقاقات ذات اهمية كبيرة يبقى الخيار الثوري خيارا اساسيا ومهما ومساعدا وضامنا على عدم تمرير الكثير من الاشياء السيئة ،

ونحذر من استهداف الساحات , البعض يبدون تضايقا كبيرا من الساحات فيما هم يفتحون البلد لقواعد عسكرية اجنبية تنتهك سيادة البلد وقد ضاقوا ذرعا بساحات يتواجد فيها من أبناء الشعب اليمني أحراره وأخياره بطريقة سلمية تنادي بما هو حق مشروع وبطريقة مشروعة وفق طريقة سلمية باستحقاقات كبيرة لمصلحة الشعب اليمني بكلة .

اننا نحذر من اي حماقة لاستهداف الساحات واستهداف الانسان اليمني المسالم الموجود فيها لينادي بمصلحة شعبة ومن أجل شعبه وفي خدمة شعبه وأن واجب السلطة هو حماية الشعب ولا أحد يمتلك الحق في استهدافها واستهداف الساحات سيمثل عدوانا ظالماً غاشما يستبيح الدماء ليس له أي مبررات أبداً ،،

في آخر ما نتناوله في هذه الكلمة :

نؤكد على أنه في الوقت الذي تظهر السلطة ضيقها الشديد في الساحات الوطنية نلحظ من جانبها تسهيلا وتمكينا لانتشار ما يسمى بالقاعدة الذريعة الأمريكية التي تستغلها أمريكا في اختراق وانتهاك سيادة البلد. أنتشار مدروس وانتشار بتسهيل وبل وتمكين في مناطق كثيرة وصولا الى صنعاء نفسها وبطريقة واضحة أنها تحظى حتى بدعم وتوفير لأشياء كثيرة وتسهيلات كثيرة , هذه مسألة تمثل خطورة كبيرة على الشعب اليمني وواضح أن فيها ربما تنسيق مع القوى الخارجية نفسها مع أمريكا نفسها لتبرير المزيد والمزيد من التدخل الأمريكي في البلد , ولذلك ننادي بأهمية أن يكون للجميع صوت مسموع وموقف موحد من أجل بلدنا من أجل شعبنا هذه مسئولية علينا جميعا ،، وفي هذا الذكرى في أربعينية الشهيد شرف الدين رحمة الله عليه نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجعل من تضحياته وتضحيات كل الشهداء أن يجعل لها بركتها ونتائجها الايجابية فيما كانوا يسعون له في مصلحة أمتهم ومصلحة شعبهم من عز وكرامة وأمن واستقرار وسلام وخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

 

الكلمة فيديو أضغط هنا

قد يعجبك ايضا