ضربةُ كوفل.. عويلُ الإفلاس
موقع أنصار الله ||مقالات || نوح جلاس
هكذا هي طبيعة وحال أولئك المفلسين الذين لم يعد في جُعبتهم سوى البكاء الفاضح أَوْ المواقف المخزية، وهكذا هو الحال بالنسبة لكل من يدور في فلكِ الارتزاق والارتهَان.
فمنذ بداية العدوان وهم يستهدفون الأهداف العشوائية تخللت المدارس والمساجد والأسواق وأَمَاكن العزاء والأفراح وكل مظهر من مظاهرِ الحياة المدنية؛ غير آبهين بحجم الجرائم وعدد الضحايا وغزارة الدماء البريئة التي سالت، وكنا نجدُ المفلسين والخانعين يبررون لتلك الجرائم وينكرون مظلوميتها ويغطون على تداعياتها رغم أنها لا تقبل أي نقاش أَوْ شك فيها؛ وهنا نجد تجردهم الفظيع عن المبادئ والقيم والأخلاق وكل خصال الرجولة.
ولكن عندما يقوم مقاتلونا الأبطال بممارسة مهماتهم الحربية واستهداف الأهداف العسكرية للأعداء وعملائهم بكل حرصٍ ودقة سواًء كانت قواعد عسكرية أَوْ تجمعات أَوْ معسكرات أَوْ ناقلات أَوْ بوارج… إلخ، وبكل شرفٍ واقتدار وشجاعة ورجولة وتمسك بالمبادئ والأخلاقيات الحميدة التي هي من طابع هذا الشعب العظيم، نجد أولئك يبكون ويعولون كالنساء مبررين ومدعين بأن تلك الأهداف إمَّا من المقدسات أَوْ من المحرمات وأن استهدافها يعتبر من الأعمال الإجْـرَامية التي تهددُ بقاءَ الدين والمتدينين!.
ونجدُ في عويلهم الارتباطَ الكاملَ والمكشوفَ بكل من حولهم، سواء جماعات أَوْ أشخاص أَوْ أحزاب أَوْ منظمات أَوْ تكتلات دِينية… إلخ، خارجية كانت أَوْ داخلية، ونشاهدهم يصدرون بيانات ومواقف إدانات واستنكارات، في حين لم نرَ لهم أي موقف تجاه قصف العزاء والفرح والتعليم والأسواق والتفجير في المساجد و… إلخ.
وكان آخرها مجزرة سوق الخوخة بالحديدة، والذي يبدو أن العار قد سد أفواههم ولم يبدو موقفهم كيفما كان مضمونه واتجاهه.
وفي الحين قام رجال الرجال بتسديد ضربة ببأس الله وصلت إلى وكر العدو ونعاله في معسكر “كوفل” بمحافظة “مأرب” أودت بحياة العديد من المرتهنين والمنافقين وجرحت آخرين، وهنا يستمر سيناريو العويل والانحطاط، ووجدنا المنافقين وعُبّاد الانبطاح والذل وإخوانهم يستنكرون ويدينون هذه الضربة العسكرية، مبررين أنها في مسجد المعسكر ويملؤه العديد من المدنيين أَبْنَـاء المنطقة!
ما هذا الخزي وما هذه الدناءة؟!؛ حتى وهم يعترفون أنها داخل المعسكر ما زالوا يبحثون عن ذريعة كي يتسنى لهم البكاء والعويل بلا حدود، ولكن في الحقيقةِ هو بكاء وجع وعويل إفلاس يكشف مدى انحطاطهم ونزولهم