الرئيس الصماد: الشعب اليمني لن يرضى بوصاية رباعية العدوان

موقع أنصار الله || أخبار محلية ||   أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ان المقاتل اليمني اثبت انه اقوى من كل العتاد في العالم وان التحديات الاقتصادية والامنية هي الابرز التي تواجه الشعب اليمني.

 

وقال الرئيس الصماد، في الكلمة التي القاها اليوم أمام  ملايين المواطنين المحتشدين في ميدان السبعين بمناسبة الذكرى الثانية للصمود في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم ” أيها الرجال المرابطون في ساحات الوغى المجندِلون لجند الشيطان الممرغون لأنوف المستكبرين .. عامان من العدوان، عامان من القتل، عامان من الظلم، وعامان من التواطؤ، عامان صبت فيها على هذا الشعب من المحن والمؤامرات ما تذوب له الصخور الجلمد، وما تلين لهوله الجبال الراسيات، ولو صبَّ ما صبَّ علينا على أعظم الدول لأفناها”.

 

وأضاف “أتحدث إليكم في هذه اللحظة بعد مرور أربع وعشرين شهرا على بدء تحالف العدوان الذي شن حربه البربرية على الشعب اليمني بغيا وعدوانا، متجاوزا كل الشرائع والأخلاق السماوية والأعراف والتقاليد الأممية، ومن إعلان سفير السعودية عن الحرب الظالمة على اليمن من عاصمة الشر والعدوان واشنطن في دلالة واضحة أن قرار الحرب قرار سعودي أمريكي، وأن نسبة تحالف العدوان إلى العرب والعروبة نسبة زور وبهتان، فالسعودية للأسف لم تتصرف يوما من الأيام كدولة عربية ولم تخض يوما من الأيام حربا للعرب والعروبة؛ بل كانت دائما خنجر الغدر المسموم المغروس في قلب وظهر العرب والعروبة، وآثار عدوانها ظاهرة في مصر، العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال والجزائر، ومنذ نشأتها لم توجه رصاصة واحدة نحو أعداء الأمة”.

 

وتابع “أيها الشعب العظيم.. ونحن نجتمع اليوم وقد اكتمل عامان على العدوان ولا زال شعب الكرامة والصمود يزخر بعنفوانه محتشدا رغم قساوة الوضع وشدة الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعانيها جراء العدوان والحصار، والخطوات التعسفية التي أقدمت عليها دول العدوان ومرتزقتهم لإلحاق أقصى الضرر بهذا الشعب والتي كانت خطوة نقل البنك هي رصاصة المستكبر الذي يظن أنه الرازق، والتي أفقدت الملايين من أبناء الشعب مصدر قوتهم وأدت إلى انقطاع الرواتب لما يقارب النصف عام وأكثر”.

 

واستطرد “نجتمع اليوم وقد فقدنا عشرات الآلاف من أحبابنا شهداء، وتعرض عشرات الآلاف للإصابات والإعاقات وفقد الملايين مصادر رزقهم وقوتهم ومعيشتهم كل ذلك حصل على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يعد لديه خطوط حمراء ولا صفراء، فقد تجاوز المعتدون دون رادع كل جرم، وإرهاب، بل كشف العدوان سوءةَ دول الاستكبار التي كانت تتستر برعاية حقوق الإنسان وحرية واستقلال الشعوب، وسقطت كل الادعاءات الإنسانية والأخلاقية بهذا العدوان الذي تولى كبره النظام السعودي ويقف وراءه الأمريكان والصهاينة بكل ما أوتوا من قوة ليجعلوا من النظام السعودي رأس حربة هذا العدوان، وليلصقوا تهمة الجريمة والإرهاب وسفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ بالعرب عبر ما سموه بالتحالف العربي، وما آل سعود وغيرهم ممن يعتدي على شعبنا إلا أتباع للمستكبر الأكبر أمريكا وأداة للصهاينة ينفذون أجندتهم ويخدم مشاريعهم الاستعمارية”.

 

وأردف رئيس المجلس السياسي الأعلى “في هذه اللحظة بعد مرور عامين من العدوان العالمي على اليمن، فإن الصور التي يرسمها شعبنا العظيم صورتين تشرق في أجواء الوجود بأنوار العزة والكرامة، الصورة الأولى: صورة الشعب العظيم الصامد الثابت المجاهد المنفق المضحي المثابر الشامخ بأنفه إلى أعالي قمم العزة والكرامة الضلع الثالث العظيم في مثلث الجيش واللجان الشعبية والشعب، والصورة الثانية: صورة البطل اليمني العظيم المقاتل النزيه الشريف المقدام والمتمثل في الجيش واللجان الشعبية والتي ظهرت في ميدان المعركة والحفاظ على الوطن والمواطن”.

 

وأكد أن هاتين الصورتين تستحقان الوقوف عندهما كثيرا، والتأمل في تفاصيلهما المثيرة للدهشة والفخر باعتبارهما صورتين عظيمتين رسمتها سواعد أبطال الجيش واللجان، تلك السواعد التي اجترحت البطولات الخارقة, وسجلت ملاحم من الصمود قل نظيرها في تاريخ وحاضر الشعوب، أسقطت أوهام القوة, وغرور الاستكبار, وفرضت معادلات عسكرية وحربية جديدة وازنت قوة الإرادة بقوة العتاد والعدة، والأخرى رسمها أبناء الشعب العظيم الصابر المرابط.

 

وقال الأخ الصماد “عامان من العدوان وقبلها ستة أشهر من التحضير للحرب كما صرح حينها سفير دولة العدوان, حشدوا له كل الإمكانيات المادية وغير المادية, العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية, لم يوفروا شيئا يمكن أن يدخل بأي شكل من الأشكال في أدوات الحرب العدوانية إلا وأحضروه, حتى أن المتأمل في حجم الإعداد والتحضير يخال له أنهم, يحضرون لمعركة فاصلة مع دولة من الدول العظمى, لا مع دولة منهكة بالانقسامات السياسية, والأزمات الاقتصادية ودورات الصراع المتكررة”.

 

وأشار إلى أن تحالف العدوان أقدم على الحرب وفي ظنه أن التفوق العسكري والوضع الهش للدولة اليمنية قادر على تحقيق انتصار سهل وحاسم في غضون أسابيع إلى ثلاثة أشهر في أسوأ التقديرات, وفي تقديرهم أن سيطرة سلاح الجو عند استخدامه بالأسلوب الصهيوني الأمريكي قادر على إحداث صدمة الرعب وإلحاق هزيمة قاسية وسريعة بالدولة اليمنية والقوى الوطنية, وفكروا أن فتح الخزائن الخليجية المترعة بالمال على مصراعيها سيسيل لعاب القبائل اليمنية, وتمكنهم من ممارسة لعبة فرق تسد, وشراء القبائل بالمال.

 

وأضاف “هكذا فكروا وقدروا فقتلوا كيف قدروا وكيف فكروا, صحيح لم يكن ثمة في اليمن دولة عظمى تملك من الإمكانات المالية والعسكرية وسوق المصالح الخارجية ما يمكنهم من تحقيق أدنى مستوى من التكافؤ على جميع المستويات؛ لكن فاتهم أن ثمة شعب عظيم شكل بكل فئاته وشرائحه ومذاهبه وقواه الوطنية حائط صد فولاذي أحدث صدمة عكسية لدى معسكر العدوان, وصخرة صلبة تحطمت عليها كل أوهام القوة والتفوق العسكري, واستطاع اليمنيون بأجسادهم النحيلة وأقدامهم الحافية وسواعدهم التي تشبه الرماح والقسي في نحافتها وصلابتها أن تبطل أحدث النظريات والاستراتيجيات الحربية، وأن تفرض موازين تكافؤ لم تكن في حسبانهم, فمقابل الدولة القوية شعب قوي, ومقابل الآلة الجبارة مقاتل جبار, ومقابل التفوق المادي التفوق المعنوي والنفسي والسياسي والعقدي, ومقابل السيطرة الجوية السيطرة الميدانية, حتى تلك القبائل التي ظلت لعقود من الزمن تتلقى الهبات والأموال من خزائن آل سعود عندما دعاها الوطن هبت كالبراكين من مضاجعها، تطغى و تكتسحُ الطاغي وتلتهمُ”.

 

وتابع “لقد استطاع شعبنا اليمني العظيم بتكاتف جهود أبنائه والوعي الذي حمله هذا الشعب أن يتجاوز الكثير من المحطات الخطيرة التي ترافقت مع هذا العدوان كان أبرزها المحطة الأشد والأخطر والتي بذل العدوان في سبيلها أقصى الطاقات وخسر من أجلها المليارات من الدولارات وهي تفكيك الجبهة الداخلية وتهيئة الساحة الداخلية للتمزق والتناحر ليسهل عليه تنفيذ مخططه الإجرامي في تمكين القاعدة وداعش وتسهيل احتلاله وغزوه لشعبنا, إلا أن هذه الورقة سقطت والى الأبد أمام وعي شعبنا اليمني وإدراك قواه السياسية لما يحاك ضد هذا الشعب فكان الاتفاق السياسي والتاريخي الذي توج في 28 من يوليو 2016 م أبرز تجليات وعي هذا الشعب وقضى على آمال العدوان في تفتيت الجبهة الداخلية.. كما استطاع شعبنا اليمني العظيم الخروج بإنجاز تاريخي بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني التي طالما حاول العدوان إبقاء وضع البلد مشلولا إلا أن هذه الخطوة وهذا الإنجاز قضى على تلك المخططات التآمرية”.

 

وأردف “وكما سقطت تلك المؤامرات سقط أمام جهوزية مؤسساتنا الأمنية واللجان الشعبية ويقظة جميع أبناء الشعب رجالا ونساء ذلك النموذج الشيطاني الذي قدمه العدوان في المناطق المحتلة في الجنوب وتعز من تمكين القاعدة وداعش وإثارة الفوضى والاختلالات الأمنية والذي كان يريد العدوان أن يجعله نموذجا يسري على بقية مناطق اليمن من خلال زرع خلاياه الإجرامية للفتك بشعبنا في كل مدنه وقراه, فكانت المناطق التي لم تطأها أقدام الاحتلال نموذجا يتباهى به على مستوى المنطقة في الأمن والاستقرار وسقطت كل رهانات العدوان على هذه الورقة التي تعتبر الأخطر واجتماعنا اليوم هو ثمرة من ثمار هذه الإنجازات الأمنية الرائدة”.

 

ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى كل أبناء الشعب إلى أن يكونوا عينا أمينة على الوطن، فالأمن مسؤولية الجميع، و ما من نافذة حاول العدوان الولوج منها إلا أوصدها وعي الشعب اليمني بمختلف فئاته.

 

ولفت إلى أن كل هذه المؤامرات والمحاولات البائسة تأتي بالتزامن مع التصعيد العسكري على مختلف الجبهات التي استخدم فيها العدوان أفتك الأسلحة وجعل من اليمن حقلا للتجارب لمختلف الأسلحة الحديثة واستقدم خلالها عشرات الآلاف من الجنود المرتزقة من مختلف بقاع العالم بالإضافة إلى عشرات الآلاف ممن تم تجنيدهم من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال.

 

وأشار إلى أنه وبالرغم من حجم الإمكانات الهائلة للعدوان مقارنة مع ما يملكه الجيش اليمني واللجان الشعبية، إلا أن الصمود الأسطوري للجيش واللجان البواسل أسقط كل رهانات العدوان وكبدهم الخسائر المهولة التي ستكون لها تداعياتها على تماسك تلك الأنظمة مستقبلا، وها هي العامان مرت ولم يحقق العدوان أي نصر يذكر بل لا زال الشعب اليمني وجيشه ولجانه يمتلكون زمام المبادرة في مفاجأة العدو بأسلحة أكثر تطورا وتفوقا وفتح مسارات جديدة للمعركة على مختلف الجبهات.

 

وقال الأخ صالح الصماد “بذلك نستطيع القول أن المعركة لا زالت على أشدها وأن الحرب لن تضع أوزارها إلا بانتصار الحق والعدالة والمظلومية التي يمتلكها شعبنا ويفتقدها أعداؤنا”.

 

وأضاف ” لقد رفع العدوان شرعية هادي لتكون قميص عثمان, يخفي وراءها أهدافه الحقيقية, مع أن الشمس لا يمكن حجبها بغربال, فالعالم يعرف أن هادي وشرعيته ليست أكثر من مشجب وقنطرة يتقنطرها العدوان ليعيد اليمن إلى زمن الوصاية والهيمنة الأجنبية والدولية, ويدركون تمام الإدراك من هو المسؤول عن الدفع بالأزمة إلى مرحلة الانفجار”.

 

وتابع “لقد جاء مؤتمر الحوار الوطني ليمثل محطة راهن عليها اليمنيون للخروج من النفق المظلم, إلا أن القيادات الرسمية والحزبية التي تولت مسؤولية إدارة المرحلة الانتقالية لم يكن أداؤها أداء مسؤولا ولا مقدرا عمق الأزمة وتداعياتها ومخاطرها, واعتقدت أنها بقليل من الشطارة تستطيع الالتفاف عليها فدفعت بالرئيس المستقيل هادي للتعسف في استخدام صلاحياته على هيئات الحوار الوطني والصلاحيات التي منحته إياها المبادرة الخليجية لإفراغ عملية الحوار من مضمونها ونسف مهام الهيئات المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني وفرض مساراً مرسوما سلفا متجاوزا مبدأ التوافق الحاكم للعملية الحوارية في قضايا مصيرية واستراتيجية كقضية الأقاليم التي تعامل معها باستخفاف بالغ وإخراجٍ مسرحي هزيل واضعا بيضَه كله في سلة المجتمع الدولي من دون اعتبار للإرادة الشعبية، ولا خارطة التوازنات الجديدة، وغير ملتفتين إلى انعكاساتها السلبية في الدفع بالأزمة نحو الانفجار وهو ما حدث”.

 

واستطرد “وفي محاولة فاشلة لتغطية العدوان بغطاء أممي ضغطت رؤوس العدوان في الرياض وواشنطن ولندن لاستصدار القرار 2216, وفي محاولة لتصوير الحرب العدوانية وكأنها لتنفيذ القرار المشؤوم (2216) وهي ليست أكثر من مغالطة مفضوحة، فالقرار لم يأت إلا بعد شن العدوان حربه المسعورة بأسابيع، فلماذا شنوا عدوانهم؟ كما أن القرار على سوئِهِ وعدم شرعيته لم يخول السعودية لا من قريب ولا من بعيد حق تنفيذه، ولا هي من الجهات التي تخولها أدبيات الأمم المتحدة تنفيذَ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وفوق هذا فإن الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي السابق جمال بن عمر واضحة لكل من يريد أن يفهم أن العدوان هو المسؤول عن تعطيل الحوار السياسي وإفشال تسوية كانت وشيكة بين القوى السياسية حينها”.

 

وأردف “إن التحديات أمام شعبنا تحديات جمة ولكن نستطيع أن نجمل أبرزها فيما يلي: يعتبر التحدي العسكري والتحدي الأمني والتحدي الاقتصادي, محور ارتكاز التحديات التي يواجهها شعبنا اليمني وهو الشعب المعطاء الصابر وما دام محور المواجه لها هو الشعب، فهذا يعني أن هذه التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص، فالتحدي العسكري الذي يراهن عليه العدوان في اختراق جبهات الصمود لا يمكن أن يستطيع العدوان تحقيق أي نجاح في هذا المجال ما دام والشعب المعطاء حاضر لرفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد وهذا كلما تضاعف لدى شعبنا كلما كانت فرص سحق العدوان أكثر”.

 

وتابع “كما أن التحدي الأمني الذي يراهن عليه العدوان في اختراق الجبهة الداخلية وتمكين العناصر الإجرامية من الفتك بشعبنا سيتلاشى أمام وعي وتكاتف أبناء شعبنا فالعناصر التخريبية لا يمكن أن تتواجد إلا متى ما وجدت الحاضنة الاجتماعية وهذا ما لا يمكن أن يحصل عليه العدوان في مناطقنا وبين أوساط مجتمعنا الذي لفظ هذه العناصر وفكرها إلى مزبلة التاريخ”.

 

وقال الأخ صالح الصماد “عندما نقف عند التحدي الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وتحقيق ما لم يحققه بالخيار العسكري والأمني فإنه ما دام هذا العدوان والسهم الشيطاني يتوجه للفتك بشعبنا ومجتمعنا فإنه سيتلاشى وسيسقط كغيره من التحديات وذلك من خلال توجيه سهام غضبنا إلى من كان السبب في الحصار والعدوان, من كان السبب في اتخاذ الخطوات السلبية بنقل البنك المركزي واستلام العملة المطبوعة وتوزيعها للقاعدة وداعش ومنعها عن أبناء الشعب المستحقين لها”.

 

 

وأضاف “لقد بذلنا كل الجهود وقدمنا مختلف المبادرات من أجل أن تصل إلى المرتبات والمستحقات إلى كافة أبناء الشعب غير أنا العدو ومن تحالف معه يمنع من تحقيق أي نجاح في هذا الملف، لولا أن الخطوات التي يقدم عليها العدوان ومرتزقته لمنع الرواتب والمستحقات من أجل الضغط على شعبنا لكانت المبادرات التي قدمناها كفيلة بتبديد كل المخاوف لتوزيع الرواتب على مختلف أبناء الشعب في شماله وجنوبه وشرقه وغربه والتي كان آخرها عرضنا أن تتولى الأمم المتحدة مسألة الإشراف على صرف الرواتب للجميع حتى لا يبقى لدى هؤلاء المجرمين أي ذريعة لحصار الملايين في أقواتهم ومعيشتهم التي لا تكفيهم في الظروف العادية فكيف ونحن في هذا الظرف الذي تضاعفت فيه المعاناة”.

 

وأردف “منذ أن قدم هادي استقالته حاولنا جاهدين أن نعطي فرصة لكل الأطراف ولإبطال معاذير المجتمع الدولي المتواطئ, ولإبقاء الباب مفتوحا أمام أي مبادرات تسوية, وقد أدرك الشعب وأدركنا تماما أن الحرب لا علاقة لها بالأطراف اليمنية المنطوية تحت مظلة العدوان, وأن الحرب بالأساس يمنية من جهة، وسعودية, أمريكية من جهة ثانية، إلا أننا حاولنا أن نفترض نوعا من التمييز بينهما وكانت من ضمن خطتنا لمواجهة العدوان أن نعمل على تشجيع المبادرات المحلية والدخول في تسويات محلية لفض الاشتباك ومعالجة الفراغ الأمني في مناطق الصراع باعتبار أن ذلك قد يسهم في سحب البساط من تحت أقدام العدوان إلا أن مساعينا تلك فشلت لأن هذه الأطراف لا تملك من قرارهم شيئا”.

 

واستطرد رئيس المجلس السياسي الأعلى “أصرت السعودية على التواري خلف ما يسمى الشرعية ورفضت أن تكون طرفا في الحوار وتم تشكيل طاولة المفاوضات بتلك الصيغة التي وإن كنا نعي أنها لن تكون قادرة على انضاج تسوية يمنية –يمنية لأن المشكلة بالأساس عدوان سعودي برعاية أمريكية على اليمن، لكن قبلنا المشاركة في طاولة المفاوضات بتلك الصيغة إعذار أمام الله وأمام شعبنا ولإبطال معاذير المجتمع الدولي، لكن للأسف فإن أداء وفد الرياض في كل جولات المفاوضات كان يعكس رغبتهم في إعاقة أي تقدم باتجاه الحل لأنهم مجرد أدوات من جهة ولأنهم يدركون هشاشة وضعهم السياسي وأنهم لا يملكون أي امتداد شعبي أو وطني غير ما تمدهم به عاصفة العدوان ويتخوفون أن وقف الحرب يمثل انكشافا سياسيا وشعبيا وعسكريا إنْ في الشمال وأن في الجنوب, ويعلقون آمالا على تمكن العدوان من تصفية المشهد السياسي في اليمن من كل الفاعلين الحقيقيين شمالا وجنوبا”.

 

وقال “لقد بذلنا في سبيل السلام كل الجهود وقدمنا منتهى التفاهمات إلا أن العدوان على اليمن ليس بمنأى عن المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة الذي يسعى إلى تمزيقها وتفتيتها والاستبداد بثرواتها وإغراقها في أتون الفوضى؛ لذلك لم تلق دعوة الحق والحوار آذان صاغية وكنا وعلى مختلف مراحل المفاوضات الأسرع للاستجابة وتقديم منتهى التنازلات لعل وعسى أن يستيقظ ضمير هذا العالم ولكن دون جدوى حيث بدأ واضحا من كل جولات الحوار والجولات المكوكية التي قام بها المبعوث السعودي ولد الشيخ أنها تأتي في إطار امتصاص الغضب العالمي المتنامي ضد العدوان، وذر الرماد في العيون أمام ما يقوم به العدوان من تصعيد وجرائم كان آخرها زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء التي لم يحمل من خلالها أي جديد سوى أن يقدم في إحاطته أنه لا زال على تواصل مع الأطراف وليحمل الافتراءات الكاذبة؛ ليوهم العالم بأن حكومة الرياض دفعت الرواتب للجنوب والشمال ليشرعن لهم الخطوات الاجرامية في خنق الشعب اليمني في لقمة عيشه”.

 

وأوضح قائلاً “كما نريد أن نضع شعبنا والعالم أجمع في صورة موقفنا المبدأي والواضح أننا كما كنا لا نزال نمد أيدينا للسلام والحوار ولن نتوانى في الاستجابة لأي مبادرة تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار المشرف الذي يضمن لشعبنا حريته واستقلاله ويحفظ تضحياته”.

 

ولفت قائلاً “لكننا لن نقبل أبدا أن تفرض علينا الإملاءات من أي طرف مهما كان حجم العدوان ومهما تحملنا في سبيل عزتنا وكرامتنا، فالمعتدي لا يمكن أن يكون راعيا للحوار وداعيا للسلام العادل سواء ظهر علينا بثوب الرهبان أو بقرون الشيطان فهمه هو طمس جرائمه التي لا تغتفر في حق شعبنا ولا تسقط بالتقادم وطمس هويتنا وتاريخنا وحضارتنا والقضاء على وحدتنا وزعزعة أمننا واستقرارنا ونهب ثرواتنا والهيمنة على سيادتنا واستقلالنا فأي عقل وأي منطق يقبل بأن يكون المعتدي هو راعي الحوار والسلام فهذا لا يقبله دينا ولا عرفا ولا قانونا في هذا الكون”.

 

وأضاف “كما نقول لمن يطبخون المؤامرات ويحاولون أن يكونوا أوصياء على الشعب اليمني من دول العدوان والتي ولدت منها ما يسمى رباعية العدوان التي تحاول أن تجعل من نفسها وصيا على الشعب اليمني لو رضينا بالوصاية الأمريكية البريطانية السعودية الإماراتية لما كان كل هذا العدوان فكيف نرضى برأس حربة العدوان أمريكا وبريطانيا والنظام السعودي والإماراتي أن يصدروا المواقف تجاه الشعب اليمني ونقول لهم مبادراتكم تنهال صواريخا على رؤوس أطفالنا ونساءنا وتدمر كل شيء في شعبنا فمخرجات لقاءاتكم لا تعنينا فأنتم أصل العدوان ويجب أن يسمع العالم صوتنا أن هذه الرباعية هي رباعية العدوان حتى لو ضموا إليها من ضموا مع احترامنا لأي طرف يحاولوا أن يشرعنوا من خلاله لرباعيتهم إلا أن هؤلاء يريدون تدويل الملف اليمني ليتفاوض أعداؤنا ثم يلزمونا بمخرجات لقاءاتهم, نحن لم نرضَ بباطلكم ونحن ومرتزقتكم على طاولة فكيف نرضى بباطلكم الذي يرسل عبر الإعلام وينهال على رؤوسنا ويدمر مقدرات شعبنا، فلا تتعبوا أنفسكم إذا أردتم أن تتفاوضوا مع شعبنا فتعالوا نتفاوض التفاوض العادل الشجاع، الذي يضمن الحق، وينهي العدوان فليأتي النظام السعودي ومن يقف وراءه على طاولة الحوار ندا بند ولتفسحوا لمرتزقتكم المجال للتفاوض وحتما سنتفق نحن كيمنيين مهما كان حجم الجراح لولا تدخلاتكم وإملاءاتكم ووصايتكم على عملائكم.

 

وتابع “إننا ومن إدراكنا لحجم المعاناة التي وصل إليها الكثير من أبناء الشعب نكرر الدعوة لدول التحالف والأمم المتحدة بضرورة تحييد أقوات الشعب عن الصراع السياسي والرفع الفوري للحصار ووضع حد لاستحواذ مرتزقة الرياض والقاعدة وداعش على العملة المطبوعة في إطار أي مبادرة أو أي مبادرة تفضي إلى دفع رواتب الشعب جميع الشعب, كما نهيب بالأخوة في حكومة الإنقاذ ببذل أقصى الطاقات لتحسين الإيرادات والعمل على توفير الرواتب للموظفين”.

 

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن هذه الحكومة هي “حكومة إنقاذ تصدر رجالها المشهد رغم التعقيدات والصعوبات, حكومة إنقاذ ويجب أن يفهم الأخوة الأعزاء في الحكومة ماذا تعني كلمة إنقاذ وماذا يفعل المنقذ للغريق لاستنقاذه فهو يرمي بنفسه مخاطرا لإنقاذه لا يفكر إلا بإنقاذ من يريد إنقاذه حتى لو تبللت ثيابه وفقد محفظته وفلوسه, وهكذا يجب أن يكون حال الأخوة الوزراء أن تكون أعينهم شاخصة نحو هذا الشعب العظيم المعطاء لتقديم العون والمساعدة لأبناء شعبهم لا يلتفتون إلى مطامع ولا إلى مناصب بل عليهم أن يبذلوا أقصى الطاقات في سبيل الدفع والارتقاء بتحسين أداء المؤسسات”.

 

وقال “رغم ثقتنا في جدارة وكفاءة رئيس وأعضاء الحكومة الذين تصدروا المشهد في هذا المنعطف التاريخي إلا أننا نؤكد لشعبنا أن هذه الحكومة وقبلها المجلس السياسي هي منكم وإليكم والفترة الماضية كانت كفيلة بتقييم الأداء ولن نسمح إطلاقا بأن تستغل معاناة الشعب لصالح مصلحة شخصية أو حزبية، وستكون مواقفنا صارمة تجاه أي تجاوزات أو فساد أو انحراف في دور أداء هذه المؤسسات ومن لم يرق له خدمة هذا الشعب دون جزاء أو شكورا فلا خير فيه وليذهب إلى حيث ينبغي أن يكون مكانه فهذا شعب عظيم لا يقبل إلا العظماء ومن لم يكن كذلك فليترك الشعب على حاله وهو شعب عظيم سيعرف كيف يقرر مصيره”.

 

وأضاف “كما أريد أن أؤكد لكل من يتحرك في الساحة لإثارة البلبلة والارجاف سواءً بحسن نية أو بسوء نية أن موقفه لا ينسجم مع يمنيته ووطنيته وأنه بمواقفه الطائشة وضع نفسه في صف العدوان سواء شعر أم لم يشعر فمن لم يقف مع الوطن فسيساق إلى الباطل سوقا وهذا ما نلمسه وللأسف من البعض من أبناء هذا الشعب وهم قلة ممن خذلوا وطنهم فارتموا في أحضان العدوان فضللهم وأعماهم عن مفهوم وطنيتهم وقداسة أخوتهم وشعبهم فزج بهم إلى محارق الموت ويا ليتهم سقطوا مدافعين عن شعاراتهم التي طالما نادوا بها لكنهم للأسف سقطوا في نجران وعسير وجيزان وهم يقاتلون مع العدوان لتدنيس تراب بلدهم الطاهر”.

 

ووجه رئيس المجلس السياسي الأعلى الدعوة والنصح للأخوة من أبناء المحافظات الجنوبية قائلاً ” كفاكم ما حل بإخوتكم الذين هم أخوتنا الذين رمى بهم العدوان إلى محارق الموت، عودوا إلى رشدكم وحافظوا على ما تبقى من رجالكم فالعدوان يفرغ المحافظات الجنوبية من رجالها الأشداء ليدفع بهم إلى حدود مهلكته ليفرغ المحافظات الجنوبية للقاعدة وداعش ومن وراءهم الأمريكان وهذا ما ظهرت ملامحه في الإنزالات الأمريكية المتكررة في بعض مناطق الجنوب وفتح معسكرات إماراتية وسعودية وتمكين القاعدة وداعش من مناطق واسعة”.

 

وأضاف “كما أدعو من تبقى من أبنائنا وأخوتنا ممن يقاتلون في صف العدوان من أي محافظة كانوا أن عودوا إلى رشدكم وراجعوا مواقفكم فأنتم في موقف الخطأ فنحن أخوتكم سنفتح لكم صدرونا ونمد لكم أيدينا لاستنقاذكم من مخالب هذا العدو المجرم الذي لم ولن يقدر تضحياتكم ولم يقاتل من أجلكم بل جعلكم مطية لتحقيق أهدافه الدنيئة”.

 

وخاطب رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح الصماد، أحرار العالم قائلاً “لا يسعنا ونحن في نهاية العام الثاني من العدوان ألا أن نشيد بالمواقف المسئولة لكل الدول الشقيقة والصديقة التي عبرت عن رفضها للعدوان لنصرة شعبنا المظلوم، كما نشكر كل الشعوب التي تضامنت مع مظلومية شعبنا وكل الصحفيين والإعلاميين والأقلام الحرة والأفواه النزيهة التي نطقت بكلمة الحق في نصرة الشعب العربي المسلم الذي انتهكت حرمته قوى العدوان والاستكبار، ونشكر كل السياسيين الذي يبادرون من أجل إيقاف العدوان ورفع الحصار، وإننا إذ نشعر بالجميل نؤكد أن الشعب اليمني الكريم المعطاء الذي تكالبت عليه قوى الشر لا يمكن أن ينسى أي موقف مهما كان بسيطا لأي دولة أو فرد حر في هذا العالم فالشعب اليمني هو الشعب العربي ذي الأصالة والكرم”.

 

وأضاف “مع أنه يؤسفنا أن تعمد بعض الدول الصديقة التي قدمت مواقف مسئولة وشجاعة على غض الطرف عن وصول مئات المليارات إلى عدن ليتلذذ بها عملاء فنادق الرياض دون بقية الشعب بل جعلوا منها مصدر دعم للقاعدة وداعش لتسخير هذه الجماعات والدفع بهم نحو الجبهات بينما ملايين الشعب كانوا يأملون أن تسهم هذه الدول و المنظمات في الضغط على أولئك أن يعطوا للشعب حقه واستحقاقه”.

 

وتابع “كما ندعو رجال الأعمال وكل أهل الخير إلى تبني مشروع تكافلي لمواساة الأسر الفقيرة وذلك من خلال فتح مجالات متنوعة لدعمهم في كل المحافظات اليمنية وهذا سيكون له أثره في تقليل آثار الحصار والعدوان وسيسهم بشكل رئيسي في تعجيل النصر لشعب يعطف غنيه على فقيره”.

 

وأشاد الأخ الصماد بالدور البطولي والرائد للجيش واللجان الشعبية الذين حل عليهم عامهم الثالث وهم في قمة عنفوانهم وصمودهم غير مبالين بضجيج العدوان وأبواقه التي تهدد باقتحام محافظة الحديدة التي دونها كل أبناء الشعب اليمني, كما أشاد بالدور الرائد للقوة الصاروخية ودائرة التصنيع العسكري في إنجازاتهم العظيمة رغم الصعوبات والتعقيدات إلا أنهم أثبتوا قوة وإرادة هذا الشعب الذي لا يمكن أن يساوم على عزته وكرامته”.

 

وحيا رئيس المجلس السياسي الأعلى قبائل اليمن الأبية التي قدمت ولا زالت تقدم قوافل العطاء من الرجال والمال وتحملت الثقل الأكبر في معركة الصمود ومثلت بحراً لا ينفد وسياجاً لا يخترق وطوق نجاة لهذا الشعب من بطش العدوان ومرتزقته على مختلف الجبهات.

 

وقال “يا جماهير شعبنا المناضل والجسور, يا جيشنا ولجاننا الشعبية.. إننا نعول بعد الله سبحانه وتعالى, عليكم وعلى إرادتكم الحرة وثباتكم على الحق في نصُرة وطنكم ودينكم؛ فأنتم عنوان عزتنا وكرامتنا ومصدر قوتنا وثباتنا, يا من تسطرون بدمائكم أروع البطولات والملاحم الوطنية, وتصنعون الانتصارات والتحولات الكبرى في تاريخ اليمن المعاصر, نعاهدكم الله أن نظل أوفياء صادقين مخلصين لكم على كل ما قدمتوه من غال ونفيس في سبيل دحر ومواجهة العدوان”.

 

واختتم رئيس المجلس السياسي كلمته قائلاً “في الأخير لا يسعني إلا أن أشكركم وأشكر كل من ساند ودعم الشعب اليمني ووقف إلى جانبه ومد يد العون له في ظل ظروف العدوان الغاشم الذي تمر به بلادنا, كما لا أنسى كل من منعته الظروف القاهرة من الحضور فهم حاضرون في قلوبنا ولكم مع كل من حضر وكل أبناء شعبنا كل الإجلال والتقدير، وكل الإجلال والإعظام لكل أسرة في هذا الشعب بذلت مالها ورجالها وقدمت خيرة أبناءها في سبيل الله والوطن، وكل التحية لكل أم شهيد أو مجاهد ولكل زوجة شهيد أو مجاهد ولكل جريح بذل دمه وقدم من جسده في سبيل الدفاع عن الكرامة، ونسأل الله تعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وأن يفك أسر الأسرى وأن يعجل بالنصر العظيم لشعبنا إنه سميع قريب مجيب”.

قد يعجبك ايضا