زحف صهيوني واسع لابتلاع القدس.. حقائق ودلالات
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
الوقت التحليلي – خلال حملته الانتخابية وبعد تسلم مهام عمله في 20 يناير/كانون الثاني الماضي أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن نيته تعزيز علاقات بلاده مع الكيان الإسرائيلي في مختلف المجالات، الأمر الذي رحبت به تل أبيب باعتباره يمثل مكسباً مهماً بالنسبة لها إلى الحد الذي لم تتمكن من إخفاء فرحتها حيال ذلك.
ترامب وملف القدس
من الأمور التي أكد عليها ترامب خلال حملته الانتخابية والتي اعتبرها المراقبون بمثابة قنبلة إعلامية هي إعلانه عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، وهذا يعني اعترافاً صريحاً من جانب واشنطن بأن القدس هي العاصمة الرسمية للكيان الإسرائيلي الغاصب.
زيارة ترامب لـ “حائط المبكى”
قام ترامب خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي بزيارة ما يعرف بـ “حائط المبكى”، وهي تمثل أول زيارة لرئيس أمريكي إلى هذا المكان منذ احتلال فلسطين عام 1948.
حائط المبكى
حائط المبكى يحد الحرم القدسي الشريف من الناحية الغربية، ويمتد من باب المغاربة جنوباً، حتى المدرسة التنكزية شمالاً بطول خمسين متراً وارتفاع يقترب من الأربعين متر. وقد سمي بهذا الاسم لأن اليهود يزعمون أن هذا الحائط هو الأثر الوحيد المتبقي من هيكل النبي سليمان عليه السلام، وليس هناك أي دليل على صحة هذا الادعاء.
وفي عام 1967 احتل الصهاينة القدس واستولوا على المسجد الأقصى ومحيطه وقرروا بعدها القيام بتوسعات في الساحة المجاورة للحائط. كما تم هدم “حي المغاربة” الذي كان يوجد في مواجهته، ومن ثم تحويل المكان إلى ساحة كبيرة لممارسة الطقوس اليهودية. ولحد الآن لا تعترف منظمة “اليونسكو” التابعة للأمم المتحدة بهذا المكان باعتباره مكاناً مقدساً لليهود. ويرى المراقبون بأن زيارة ترامب لـ “حائط المبكى” تمثل في الحقيقة اعترافاً رسمياً صريحاً من قبل واشنطن بمزاعم الصهاينة حول عائدية هذا الحائط إلى اليهود.
البرلمان التشيكي: القدس عاصمة الكيان الإسرائيلي
بعد يومين من زيارة ترامب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أعلن البرلمان التشيكي موافقته بالأغلبية على الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة رسمية للكيان الصهيوني. وطالب أعضاء البرلمان الحكومة التشيكية بقطع مساعداتها المالية إلى اليونسكو بسبب عدم اعتراف هذه المنظمة بحق اليهود في التملك داخل المسجد الأقصى. وبعد هذا القرار أقيم في العاصمة التشيكية “براغ” احتفال ضخم تحت شعار “يوم أورشليم” من قبل اليهود احتفاءً بهذه الخطوة.
عزل الفلسطينيين عن القدس
ذكرت الشبكة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قبل أيام عن وجود مشروع لعزل منطقتي “شعفاط” و”كفر عقب” إدارياً عن مدينة القدس المحتلة. وتهدف هذه الخطوة إلى عزل أكثر من 140 ألف فلسطيني في إطار خطة لجعلهم أقلية مقابل اليهود.
مشروع “القدس الكبيرة”
يسعى الكيان الصهيوني منذ سنوات لتنفيذ المشروع المسمى باسم “القدس الكبيرة” والذي يهدف إلى عزل الكثير من المناطق الفلسطينية من بينها “شعفاط” و”كفر عقب” و”أبو ديس” عن القدس، مقابل ضم مستوطنات يهودية كبيرة من بينها مستوطنة “آريئِل” على الرغم من رفض الأمم المتحدة لهذا المشروع.
من خلال قراءة هذه المعطيات وغيرها يمكن القول بأن الصهاينة يخططون لابتلاع مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك. ويكمن الخطر في هذا المخطط باتفاق جميع المكونات الإسرائيلية بما فيها المعارضة بقيادة “اسحاق هرتسوغ” على ضرورة الإسراع بتنفيذه على الرغم من اعتراض الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ومن ضمنها “اليونسكو”.
ومن الجدير بالذكر التأكيد على أن القدس تحظى بمكانة مقدسة ومرموقة لدى جميع المسلمين في العالم. وهي تمثل في الحقيقة رمز القضية الفلسطينية لما لها من أهمية خاصة في نفوس المسلمين الذين يرفضون التفريط بأي منطقة من مناطقها تحت أي ذريعة أو مخطط صهيوني مهما كانت التحديات ومهما حاول حلفاء الكيان الإسرائيلي وفي مقدمتهم أمريكا.